الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء التاسع)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء التاسع)

22.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء التاسع)


المهندس هشام نجار

تكلمنا في الجزء الثامن عن فشل مليشيات إيران وتوابعها من مليشيات المجرم أسد بتحقيق أي نصر ، رغم حجم الهجمة الوحشية الشرسة من قبل ١٠٠ ألف مسلح صفوي مشبعين بالحقد تم شراؤهم من دول عديدة ، إلا أن وحشية هذه العصابات بقيادة الحرس الثوري الايراني وحزب الله أدت إلى حركة نزوح وهجرة واسعة نتيجة لتهديم بيوت الآمنين وقتل افراد من عوائلهم ونهب ممتلكاتهن، وبالرغم من ذلك عجزت عصابات إيران عن تحقيق تفوق واضح على مسلحي الثورة مما اضطر النافق قاسم سليماني وبتعليمات من الخامنئي بالتوجه لموسكو طالباً الدعمالعسكري، وتحدثت الأنباء عن عدة زيارات قام بها سليماني لموسكو ابتداءاً من شباط / فبراير٢٠١٥ وحتى تموز / يوليو ٢٠١٥ شرح فيها لبوتين وإدارته الوضع المنهار والخطير الذي يهدد بقاء النظام في سوريا. وروّجت "مقالات" روسية لطلب ملحّ قدمه الجنرال الإيراني لتدخل روسيلإنقاذ النظام من الزوال. لم يكن في الأمر رسائل مبطنة فقط، بل إن لوزير الخارجية الروسيالارمني سيرغي لافروف لاحقاً جملة شهيرة أطلقها في كانون الثاني / يناير من عام ٢٠١٧ قال فيها إنه "لولا روسيا لسقطت دمشق". ولم يقرر بوتين إطلاق عملية إنقاذ النظام في دمشق إلا بعد أن وفّر نظيره أوباما له بركة واشنطن و دعماً غربياً لا لبس فيه.
وفي ٣٠ أيلول / سبتمبر من العام ٢٠١٥، أعلنت موسكو انضمامها رسمياً كطرف أساسي داعمٍاً لنظام القاتل بشار الأسد في سوريا، حيث بدأت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النقلالعسكرية بالوصول إلى قاعدة حميميم على البحر المتوسط وعلى مدار الساعة محملة بكل أنواعالسلاح ومعدات الدعم اللوجستي تمهيداً لشن غارات جوية في شمال وشمال غربي سوريا، وقد ذكرت إحدى الفتيات والتي تقيم في قرية بجوار قاعدة حميميم : كنت أتصل بالهاتف مع والدتي المقيمة بدمشق أثناء الجسر الجوي الروسي بين روسيا وقاعدة حميميم والذي لم ينقطع لعدة أيام و ل٢٤ ساعة يومياً ، فقد كان هدير الطائرات لا يتوقف حتى انني ووالدتي لم نستطع التفاهم على الهاتف بسبب الضجيج ، مما اضطررنا لالغاء المكالمة والاتصال في وقت آخر.
بدأ بوتين حربه ضد الشعب السوري باطلاق أول صاروخ باليستي من قاعدة روسية باتجاه سوريا باركها كبير الرهبان الروس برسم الصليب على الصاروخ تطميناً لمسيحيي العالم بأن تدخل روسيا في سوريا هو إمتداد طبيعي للحروب الصليبية وحماية لمسيحيي العالم منالارهابيين وطبعاً المقصود هم المسلمون.
وتأييداً لهذا الفعل تقول الباحثة " آنا بورشيكفايا "في كتابها بعنوان "حرب بوتين في سوريا": إن البرلماني الروسي الأرمني الأصل (سيميون باجداساروف) قال في مقابلة على التلفزيونالحكومي: "لو لم تكن هناك سوريا، لما كانت هناك روسيا"، مضيفاً: "إن الرهبان الأوائل في روسيا كانوا سوريين بالولادة، وبدونهم لن تكون هناك كنيسة أرثوذكسية يبني عليها الروس هويتهم التاريخية".
 وسواء كانت إدعاءات "باغداساروف" صحيحة أم مزيفة، فإنه يؤكد على حقيقة واضحة وهي أن روسيا تعتبر سوريا مهمة للغاية لها وقاعدة لانتشار نفوذها عالمياً.
وخلال الأسبوع الأول من العمليات، ارتفع معدل الغارات الروسية من حوالي العشرين إلى أكثر من ستين غارة جوية في اليوم لتنتهي بأكثر من ١٠٠ غارة يومياً ، تركزت معظمها على المدنيين فيمواقع سيطرة الثوار السوريين ، وذلك كنوع من الضغط لاجبارهم على الإستسلام ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن مازالت موسكو وبكل قوتها الحربية الجوية تقصف المدنيين بشكل مباشر،واستهداف المنشآت المدنية الحيوية كالمشافي والمدارس والمنازل، حسب ما أثبتت التقارير الأممية والمؤسسات السورية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان. ترافق ذلك بهجرات جماعية لمناطق شبه آمنة في سوريا وهجرة إلى تركيا وبعض الدول العربية وسط صمت عالمي مطبق لتتزايد معدلات الهجرة بتطور الدمار والمجازر إلى الوصول لبعض الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوصالسويد والمانيا والنروج وفرنسا وبريطانيا ودول اخرى.
ومع تدخل روسيا بكل حقدها وإرهابها حاولت إسكات تركيا بعقد صفقات مشتركة بينهما في شمال غرب سوريا تلاها اتفاقيات في الشمال الشرقي لايقاف تمدد مليشيا قسد الارهابية والساعية لتاسيس كيان مستقل باقتطاع جزء كبير من شمال سوريا وجنوب تركيا بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني ودعم امريكي، رغم ان معظم اكراد سوريا لم يكن يناصرون مخططها الانفصالي، الا ان تلقيها دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة إستطاعت السيطرة على مناطق عربية بقوة السلاح.
استمر هذا التعاون المشترك بين تركيا وروسيا حيث أدى بالنهاية إلى سقوط حلب بشن غارات روسية مكثفة لم تنقطع مع إسقاط براميل ارهابية من قبل نظام الأسد ،حيث فهم الأتراك منه ان هناك تصميماً لاسقاط حلب حتى ولو تم تدميرها بالكامل كما تأكد لهم اغماض عين امريكا عن إعادة احتلال حلب ، مما دعى الاتراك الاقرار بذلك بعقد هدنة لاخراج العوائل وبعض المقاتلين منحلب إلى ادلب والقرى المحيطة بها.
وبسقوط حلب ووقوف العرب متفرجين على المجازر الكبرى تغير منحى الثورة وتشرزمت الفصائل المقاتلة إلى كتائب صغيرة لا يجمعها وحدة عسكرية و لا إستراتيجية مشتركة كما ظهر بينها كتائب متهمة بعمالتها للنظام وهذا ما سنتكلم عنه في الجزء العاشر، كما سنتحدث عنا لوضع الحالي وأين وصلت المؤامرة على بلادنا بعد تورط اوروبا وامريكا في حرب روسيا علىاوكرانيا، وثورة الشعب الايراني ضد نظام الملالي ، وبذلك نقترب من إنهاء هذه السلسلة من المؤامرة الدولية على شعوب الأمة العربية وعمودها الفقري المسلمين.