الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثامن)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثامن)

21.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثامن)


المهندس هشام نجار

 ذكرنا في الجزء السابع عن انطلاقة شرارة الهجوم الشيعي الفارسي على سوريا بصمت امريكيوعالمي مطبق، وفي هذا الجزء نتوسع قليلاً لنتعرف على هذه العصابات وأفعالها الإجراميةوأماكن تمركزها .
تنتشر غالبية الميليشيات السورية واللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية المدعومة منإيران، في كلّ من الجنوب السوري والسيدة زينب بدمشق وبريف حلب الجنوبي وريف حماةالشرقي، وحمص وريفها، وفي دير الزور. كما تم تأسيس ما عرف ب"مقرّ البيت الزجاجي" فيمحيط مطار دمشق الدولي واعتباره المركز الرئيس لقيادة القوات الإيرانية والميليشيات متعددةالجنسيات المنضوية تحتها، بالإضافة لمستودعات الذخيرة، تماماً مثل قاعدة "حميميم" بالنسبةللقوات الروسية، كما أستعمل المقر لنقل أجزاء مفككة من الاسلحة الايرانية سواءاً لحزب الله اولمليشيا النظام السوري ليصار الى تجميعها في سوريا ولبنان .ومن ذلك المقر يوجه الخبراءالإيرانيون المسلحين القادمين من إيران والعراق.
 ولضمان أمن المطار تصرّ إيران على فرض سيطرتها الكاملة على منطقتي جنوب دمشق والغوطةالشرقية بشكل كامل.
ثم أضحت مدينة البوكمال أكبر مقار القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، بحسب تقرير لـ"العربي الجديد"، وتشهد عمليات تشييع لتجنيد الشبان في الميليشيات الإيرانية، الذين يقبلونعلى الانضمام إليها هرباً من الخدمة في مناطق قوات النظام، فضلاً عن رواتبها المغرية بالنسبةإليهم، والتي تصل إلى نحو ٢٠٠ دولار شهرياً.
يبلغ عدد الميليشيات الطائفية الإيرانيةوالمدعومة من إيران في سوريا نحو ٥٠ تشكيلاً، وتقدّرأعدادهم اليوم بأكثر من ١٠٠ ألف مسلح، باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد عليجعفري".
ورغم ذلك تبقى أعداد عناصر الميليشيات غير دقيقة بسبب التعتيم المتعمّد من قبل الإيرانيين ونظامالأسد على حد سواء.وتقسم الميليشيات الطائفية في سوريا، بحسب منشأ عناصرها، إلى أربعةفرق وهي: العراقية واللبنانية والميليشيات الأجنبية (الإيرانية والأفغانية وغيرهما) ورابعاًالميليشيات المحلية (السورية) .

الميليشيات العراقية:
وأبرزها ميليشيا "أبو الفضل العباس" التي يقودها "أبو هاجر العراقي"، وتتخذ من السيدةزينب مقراً لها. نشأت الميليشيا من العراقيين الشيعة الموجودين في سوريا منذ ما قبل الثورة ،وغالبيتهم سكنوا السيدة زينب وجرمانا والتل بريف دمشق. بدأت نشاطها في قمع المتظاهرين ثمصارت تشتبك مع فصائل المعارضة في مناطق حجيرة وعقربا والسيدة زينب.
إزداد لاحقاً عدد عناصر الميليشيا –مع الكتائب التابعة لها- ووصل في آب / أغسطس ٢٠١٧ إلىأكثر من ٧٠٠٠ مسلّح، بحسب "الشرق الاوسط"، وتتوزع مقارها في السيدة زينب وقرب مقامالسيدة رقية وحي "الجورة" الدمشقي المتاخم لحي "الميدان" الشهير، وفي نبل والزهراء بريفحلب.
يتفرع عن أبو الفضل العباس كلّ من "لواء ذو الفقار" بقيادة حيدر الجبوري ولقبه "أبو شهد". ويعد هذا اللواء الأكثر نشاطاً، حيث قاتل في غوطة دمشق الشرقية، ومحيط السيدة زينب،والقلمون، وإدلب، وحلب، وريف حلب الجنوبي، ونبل والزهراء، وهو مرتكب مجزرة النبك. وكتيبة"قمر بني هاشم" عدد مسلحيها نحو ٢٠٠. و"لواء اللطف" الذي لا يتجاوز عدد مسلحيه ١٥٠شخصاً. وأيضاً "لواء المعصوم".
وميليشيا "كتائب الإمام علي" التابعة للحشد الشعبي في العراق، وتضم نحو ١٠٠٠ مسلحيقاتلون في بادية الشام.
وبحسب تقرير لـ "الجزيرة" تعتبر (النجباء) ثاني أقوى ميليشيا عراقية موجودة في سوريا،وتحظى باهتمام ورعاية ودعم الحرس الثوري الإيراني. ويصل عدد أفرادها لنحو ١٠ آلاف مسلح.
ثم كتائب "سيد الشهداء" و"حركة الأبدال". ويتراوح عدد مسلحي كل منها ما بين ١٥٠٠- ١٨٠٠عنصر ينشطون بشكل خاص في البادية.
بالإضافة إلى الميليشيات التالية: "حزب الله العراقي"-عصائب أهل الحق العراقية- لواء "أسد اللهالغالب"-ويقوده أبو فاطمة الموسوي- ""قوات التدخل السريع" أو "أفواج كفيل زينب" ويقودهاأحمد الحجي الساعدي- لواء "الإمام الحسين"، ويتزعمه "أبو كرار أمجد البهادلي" ويبلغ عددمسلحيه نحو ١١٥٠ مسلحاً يتخذون من مدينة حلب مركزاً لهم، وعناصره لا ينحدرون من العراقفحسب وإنما من إيران وأفغانستان وباكستان أيضاً.
وأيضاً، ألوية "الحمد" و"الحسن المجتبى" و"عمار بن ياسر". ويقدر عدد مقاتليها بنحو ١٥٠٠مسلح- لواء "حيدر الكرار"، نحو ١٠٠٠ مسلح- "لواء اليوم الموعود " ويضم مسلحين من جنسياتمتعددة أيضاً، كلواء "الإمام الحسين"، ومن بينهم سوريون من الفوعة وكفريا. ويقدر عدد مقاتليهابنحو ١١٠٠ مقاتل - و"فيلق الوعد الصادق".
ثم تأتي قوات "الشهيد محمد باقر الصدر" وتنتشر في أحياء مدينة دمشق برفقة قوات حفظالنظام التابعة للأسد، وجميع عناصر الميليشيا يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي التابع لنظامالمجرم بشار أسد ، ويأتمرون بقيادة ضباط وزارة الداخلية، ويقدر عددهم بنحو ٩٠٠ عنصر- "سرايا طلائع الخراساني" وهم مزيج من مسلحين عراقيين وإيرانيين مهمتهم حماية مطار دمشقالدولي- "لواء بقية الله"، عراقيون وأفغان يقدر عددهم بنحو ٤٠٠ مسلح، ومهمتهم دعم حمايةأسوار مطار دمشق.

 الميليشيات اللبنانية:
ويأتي في مقدمتها ميليشيا "حزب الله" وقوامه نحو ١٠-١٢ ألف مقاتل وصاحب مجازر حمصوالغوطة .
ويتوزع عناصر حزب الله في غالبية مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدوداللبنانية السورية من ريف حمص وصولاً إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق. ينضوي تحت إمرتهلواء "السيدة رقية" و"القوة ٣١٣" ويتراوح عددهما بين ١٥٠- ٢٠٠ مسلح لكل ميليشيا منهماويتركزان في البادية الشامية- "سرايا التوحيد" اللبنانية التابعة للنائب اللبناني السابق "وئاموهاب".

الميليشيات الأجنبية (غير العربية):
وتتمثل بالقوات الإيرانية التي تتبع للجيش الإيراني الرسمي والحرس الثوري (الباسدران) وكذلكقوات التعبئة (الباسيج). وبالرغم من القوة العددية الكبيرة للجيش الإيراني، إلا أن طهران سلكتمنذ العام ٢٠١٢ خيار دعم وإرسال الميليشيات إلى سوريا، في حين اكتفت بإرسال خبراء عسكريينمن الحرس الثوري الإيراني لقيادة المعارك.
وتعتمد إيران على أسلوب تشكيل ودعم الميليشيات بالمناطق العربية، كسياسة بدأتها منذ نحوثلاثة عقود في كلّ من لبنان والعراق واليمن وبعض دول الخليج العربي، بهدف توسيع نفوذها فيتلك الدول من خلال مواطنيها المحليين الذين تدعمهم.
أما الميليشيات الأجنبية فهما اثنتان، الأولى ميليشيا "فاطميون" وعناصرها من الشيعة الأفغاناللاجئين في إيران، ويبلغ عددهم نحو ٣٠٠٠ مسلّح، بحسب تقرير (DW)، وقاتلوا في درعا وتدمروحلب. وغالباً ما يشكلون رأس حربة في المعارك، ويرسلون لتنفيذ الاقتحامات والاشتباكات القريبةمع فصائل المعارضة،
أما الثانية فهي ميليشيا "زينبيون" ومقاتلوها من باكستان، وهم أقل أهمية وعدداً من"فاطميون".
ميليشيات سورية محلية:
عبارة عن عشرات من الميليشيات المحلية، تقاتل بأوامر إيرانية، وأبرزها:
- "الغالبون" - سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا" وهم نصيريون من منطقة الساحل، عددهمنحو ١٠٠٠ مسلح-
"كتيبة الزهراء" من أبناء قرية الزهراء، يقدر عدد مسلحيها بنحو ٣٥٠ مسلحاً- "كتيبة شهيدالمحراب" من أبناء مدينة نبّل، وعدد مسلحيها نحو ٥٠٠ مسلح.
- "كتيبة العباس" نحو ٢٠٠ مسلح- "كتائب الفوعة" يقدر تعداد مجموعاتها بنحو ٨٠٠ مسلح.
- "الإمام الرضا" وهي ميليشيات من نصيريين سوريين ولبنانيين تنتشر في ريف حمص الشرقي،وعددهم نحو ٢٠٠٠ مسلح
- "فوج الإمام الحجة" ويتألف من ٦٠٠ مسلح شيعي من سوريا ولبنان في حلب.
أما "لواء الباقر"، بحسب مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، فقوامها من أفراد عشيرة برّيالحلبية الذين شيعتهم إيران، وعددهم نحو ٥٠٠ مسلح، بالإضافة إلى أفراد من قبيلة "البكارة" التابعين للمعارض السابق الذي عاد لينضم إلى نظام الأسد، الشيخ "نواف راغب البشير"،وتعدادهم نحو ١٧٠٠. وتؤكد نفس المصادر بأن "لواء الإمام زين العابدين" قوامه من أبناء بلدة"الجفرة" الشيعية في ريف دير الزور، وعددهم يترواح بين ٤٠٠- ٥٠٠ مسلح، كما توجد ميليشياتحت مسمى "حشد الجزيرة والفرات" من عشائر محافظة الحسكة لم تؤكد المصادر أعدادمسلحيها.
وفي محافظتي اللاذقية وحماة، توجد ميليشيا "لواء المختار الثقفي" من شيعة المحافظتين
- ميليشيات "لبيك يا سلمان"، "جيش التوحيد"، و"لواء الجبل"، و"قوات الفهد"، و"لبواتالجبل"، وجميع عناصرها يقاتلون في جبهات جنوب سوريا، وأكبر كتائبها "كتائب حماة الديار".
أما ميليشيا "صقور الصحراء" فيدعمها رجلا الأعمال محمد وأيمن جابر، وتعتبر من أكثرالتنظيمات قرباً إلى إيران في سوريا، ويتلقى أفراد هذا التشكيل التدريب على يد مدربين عراقيين،ويقاتلون في أرياف حمص وحلب- "فوج مغاوير البحر" وهو أيضاً من نصيريي حمصواللاذقية، ويبلغ تعداد مقاتليه نحو ١٠٠٠ مسلح
- "قوات درع القلمون" و"قوات درع الأمن العسكري". ووظيفتهما استقطاب الجنود الفارين منجيش النظام وتجنيدهم لصالح ميليشيات عراقية وإيرانية.
تنويه: هناك ميليشيات أخرى لم تُذكر في التقرير، وتم تسليط الضوء على أهم الميليشياتالموجودة في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية حتى اليوم.
تزامن ذلك مع وصول الآلاف من المقاتلين العسكريين والخبراء الميدانيين التابعين للباسيج فضلاعن متطوعين من الشيعة في العراق..

أعزائي القراء ..
مما ذكرته أعلاه يدل دلالة واضحة على حجم الهجمة الفارسية على سوريا لاحتلالها سياسياًًواقتصادياً وعسكرياً وعقائدياً بتغيير دينها وانتسابها العربي ، والمرء يتوه باعدادها كما لاحظناأعلاه، فخطرها يتفوق على أي إحتلال إستعماري مر على الأمة العربية بما فيها إحتلالالاسرائيليون لفلسطين، ورغم ذلك فشلت مليشيات أسد بتحقيق نصر لنظام أسد مما أضطرالنافق سليماني وبتعليمات من الخامنئي بالتوجه لموسكو طالباً الدعم العسكري.
وهذا ما سنتابعه في الجزء التاسع إن شاء الله.