الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الخامس)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الخامس)

17.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الخامس)


المهندس هشام نجار

أعزائي القراء..
أنهينا الجزء الرابع وقد دخل المخطط التآمري لمحاربة الشعب السوري مرحلة التنفيذ بعد نجاح داعش بتنفيذ كافة الخطوات الموكلة لها في العراق بدءاً من إحتلالها لمدينة الموصل وتوسع انتشارها ليشمل تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين، لينتشر تمددها كالسرطان ليشمل مدن وقرى سنية عديدة بل وصل الأمر بداعش إلى اتخاذ قرى ومدن معروفة معسكرات لهم يتدربون فيها . كل هذا كان يتم تحت أنظار الحكومة الرافضية في بغداد والقواتالامريكية والتي لم تفارق طائراتها سماء العراق فاصبحوا ينطلقون من هذه المعسكرات لاستهداف مناطق أهل السنة في صلاح الدين والأنبار فنصبوا المجازر لاهلها بينما لم يقربوا بلدة فيها اكثرية شيعية واحدة على الإطلاق ، بل قاموا باقتحام السجون وأشهر هذه العمليات هي اقتحام سجن أبوغريب في رمضان ١٤٣٤ هجري في عملية مكشوفة للجميع وبتنسيق كامل بين داعش والعميلالايراني المالكي وباعتراف وزير العدل الشيعي في حكومة المالكي (حسن الشمري) حيث قال علناً وعلى أكثر من قناة تلفزيونية من أن الحكومة العراقية تعاونت مع داعش لاخراج معتقلين ينتمون لها مستقلين سيارات مضللة متوجهين في نفس اليوم إلى سوريا ، حيث قام النظام السوري وبالتزامن مع خطوة داعش بالإفراج ايضاً عن معتقلين في السجون السورية ليكتمل المخطط بضخ مئات من المتعاطفين مع داعش سواءاً في العراق أو في سوريا ليتحولوا إلى قوة ضاربة تحت نظرالنظام العراقي والأسدي والمليشيات التابعة لإيران وبمتابعة دقيقة من القوات الامريكية في العراق، وأكمل حسن الشمري كلامه قائلا ً : إن المستفيد الأول والأخير من هروب قيادات داعش من سجن ابو غريب هو النظام السوري لأنه أصبح لديه ذريعة لشن الأسد حربه على السوريين، حيث تحولت داعش بعد وصول سجنائهم إلى سوريا ملتقين مع المفرج عنهم من السجون السورية إلى قوة منظمة بسلاح عراقي متطور مع أموال كافية، فدخلوا سوريا من نقاط الحدود النظامية دون أي مقاومة فكانت الرقة أول مدينة سورية خرجت منها قوات النظام بشكل كامل في آذار ٢٠١٣،بدون قتال لتتحول المدينة من قبل ناشطيها إلى "أيقونة الثورة" من خلال النشاطات والفعاليات،إلا أنه فجأة تدهور كلّ شيء، حيث بدأت داعش تلاحق الناشطين المدنيين والسلميين والإعلاميين الذين غادر القسم الأكبر منهم المدينة/ الحلم بعد أن تعرض زملاؤهم للتعذيب والسجن والاختفاء سواء في الرقة أو غيرها، لتتحول الرقة من نموذج جيد لبناء الدولة إلى نموذج يشابه نموذج النظام و هذا ما يريده النظام لتدمير سمعة الثورة والمعارضة ليبقى السؤال: كيف حدث ما حدث؟ ولم لم يتمكن الناشطون وقوى المعارضة المسلحة المعتدلة ( الجيش الحر مثلا) من إيقاف "داعش" في اللحظة المناسبة؟ ولم هربوا بدل المواجهة، وهم الذين واجهوا قوات النظام واستبداده في أشد لحظات بطشه؟ هل كانت داعش أشد توحشاً وعنفاً من نظام الأسد ، أم أن الاختراقات في صفوف المعارضة المسلحة كان لها تأثير على مواقفهم؟
فبعد أن كان الثوار يحاصرون جبل قاسيون والقصر الرئاسي أصبحوا بسبب داعش يدافعون في دير الزور وحلب ومنبج والرقة وغيرها.
هنا تدخلت الولايات المتحدة بتشكيل حلف لمحاربة داعش ، وقدمت عرضاً للمقاومة المسلحة بتشكيل طواقم عسكرية منضوية تحت إمرتها لمحاربة الارهاب الداعشي مستغلة حالة الاضطراب التي حصلت في صفوف المعارضة المسلحة نتيجة للتصرفات الوحشية لداعش في الرقة . وبذلك تكون قد حولت توجه الثورة من إزالة النظام القاتل في دمشق إلى محاربة عدو جديد لم يكن بالحسبان إسمه داعش .ورغم الضغوط الامريكية الا أن خطة الاستدراج الامريكية لم تنجح في حرف الثوار عن أهدافهم رغم تضعضع موقفهم عما كان عليه من قوة وتماسك قبل وصول داعشاليهم .
أعزائي القراء ..
في الجزء السادس سنتابع تقدم داعش في الأراضي السورية وفق خطة مرسومة بدقة لاشغال الثوار عن الهدف الرئيسي في تحرير وطنهم من المجرم الأسد ونظامه, وفي خضم هذا التصميم بينما تتوالى الترتيبات مسرعة بإعطاء الضوء الاخضر للملشيات العراقية والايرانية واللبنانية لتدخل سوريا تحت ذريعة محاربة الارهاب الداعشي.