الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الرابع)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الرابع)

16.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الرابع)


المهندس هشام نجار

أعزائي القراء ..
تكلمنا في الجزء الثالث عن تكامل استعدادات المليشيات الايرانية للزحف غرباً نحو البلاد العربية، إضافة إلى القضاء على كتائب عراقية وطنية مدعومة بقيادات من الجيش العراقي المنحل مازالت تعمل من أجل تحرير العراق من السيطرة الايرانية - الامريكية المشتركة، وكذلك كانت الثورة السورية في عز نشاطها.
فكانت مدينة الموصل ذات الطابع السني هو المكان المختار للتجربة الرئيسية كمبرر لتدخل المليشيات في العراق اولاً ثم سوريا ثانياً، وكانت حجة التدخل جاهزة وهي وجود تنظيم إرهابي دعي اختصاراً بداعش ورميه في الموصل مع الابقاء على تنظيم القاعدة بالظل نظراً لاستثماره في عمليات أخرى.
بدأ الرئيس بوش الثاني بشحن مبالغ تحضيراً لتنفيذ المخطط تتراوح نقداً بين ١٢ و ١٤ مليار دولار من المبالغ المجمدة للعراق وتسليمها للحكومة العراقية العميلة لإيران التي كان يشرف عليها السفير بول بريمر.ثم حوَّل خمسة مليارات دولار،كأموال إلكترونية، ليصل المبلغ المعلن إلى ١٩ مليار دولار لتتقاسمها حكومة المالكي مع النظام الايراني ، حيث ذهب قسم كبير منها لتمويل المليشيات الايرانية
وتم تحويل قسم منها بحدود نصف مليار دولار إلى فرع البنك المركزي في الموصل لتنفيذ الخطة المرسومة عبر مئات من الاشخاص من تنظيم داعش، مزودين ببعض سيارات البيك أب لتعريف العالم بالارهاب الجديد بقيادة شخص مجهول هو ابو بكر البغدادي منح لاحقاً منصب أمير تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق .
وسقطت الموصل سريعاً.
كثرت مقالات المحللين وتقارير الخبراء العسكريين والإستراتيجيين حول أسباب هذا السقوط السريع والمريب لمدينة بهذه الأهمية في ظل وجود "فيلق" من الجيش العراقي (أكثر من ثلاثين ألف عنصر) انسحب منها قبل ساعات من دخول داعش بطريقة مريبة شكلت علامة فارقة في التاريخ العسكري الحديث.
فلم يواجه تنظيم الدولة في مدينة الموصل أي مقاومة فسلمت على طبق من ذهب،تنفيذاً للمؤامرة
 فقتلت آلاف من الناس وكلهم من المسلمين السنة ، وتمددت داعش في المدن السنية فقط لاداء دورها في تحجيم الثوار الوطنيين في العراق الذين كانوا يحاربون الاستعمارين الامريكي والايراني ومعظمهم كان من أفراد الجيش العراقي المنحل ،
وتم نهب الملايين من الدولارات من الأموال الجاهزة والتي تم تحويلها الى بنوك الموصل قبل أسبوعين فقط من هجوم داعش والتي قدرت بخمسمائة مليون دولار،
وبعد ثلاثة أيام من سقوط الموصل، ألقى عبد المهدي الكربلائي، ممثل آية الله العظمى علي السيستاني، خطبة ذات أهمية بالغة، وأصدر فتوى اعتبر فيها أن القتال ضد داعش جهاداً في سبيل الله، وناشد المؤمنين والمقصود طبعاً ( الشيعة ) التطوع في القوات الأمنية والمليشيات الشيعية المسبقة التحضير وحمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم...
وبدخول داعش باب الإعلام من بابه الواسع يمكن إعتبار أن الخطة نجحت تماماً، واصبحت هذه المنظمة الرهيبة المخيفة والتي قضت على ألوية الجيش العراقي حديث العالم كله وأعطي أسم لها هو " تنظيم الدولة الاسلامية بالشام والعراق" لبيان أن هدفها هو العمل في هاتين الدولتين أولاً ، قبل أن تعطى لها الأوامر بانتشارها في دول عربية أخرى.
إذن نجحت الخطة بالكامل، فالمال تم تأمينه، والسلاح تم تأمينه، وضعاف النفوس من الذين يلهثون وراء المال موجودون، والبسطاء الذين يتم التلاعب بعواطفهم الدينية ايضا موجودون للانتساب لهذا التنظيم المشبوه .
وإيران ومليشياتها جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لتنفيذ المهمة . إذن فلتبدأ المرحلة التالية بالقضاء على السنة في العراق وسوريا .
في الحلقة الخامسة سنتكلم عن المجازر في العراق ضد السنة وتهجير الكثير منهم الى خارج العراق بحجة داعش الدولية وانتشار المليشيات الايرانية في سوريا لقلب الموازين العسكرية فيها بعد إعطاء ضوء أخضر شفهي من الرئيس أوباما مرتبط بالاتفاق النووي الملغوم للتمدد في بلاد الشام .