الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء العاشر)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء العاشر)

23.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء العاشر)


المهندس هشام نجار

وصلنا إلى المرحلة الحالية من المؤامرة على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية.
حيث طرأ بعض التغيرات على المخطط بدخول عوامل عديدة عليه أهمها حرب روسيا على اوكرانيا واندلاع الثورة الشعبية في إيران، والازمة الاقتصادية العالمية ممثلة بأزمة الطاقة.
 ولتبسيط الأمور سنحلل الحالة بالتفصيل في كل دولة وكل مليشيا لها مطامع في سوريا .

ولنبدأ من سوريا:
بعد تدخل الروس بقواتهم العسكرية حاولوا عن طريق الترهيب والترغيب كسب مواقع عديدة لهم ،فبدأوا بتفكيك المقاومة والجيش الحر أينما وجدوا ، وذلك بإغرائهم برمي سلاحهم وانتقالهم مع سلاحهم الفردي فقط إلى ادلب المحررة ، مما تجاوب البعض منهم ورفض البعض الآخر ،وبقيت الأمور حرجة وقلقة ومتأرجحة وغير مستقرة ، ودلالة ذلك أعمال المقاومة الشعبية التي لم تتوقف حتى الآن وان كانت بمستوى منخفض .
فقد اعتقدت روسيا أن تجميع المقاتلين وعوائلهم في محافظة ادلب سيخلق تنوعاً سكانياً مضطرباً حيث تتخذ من ذلك تبريراً لإعادة إحتلال ادلب مع عميلها الأسد ، الا أن هذا السيناريو لم يحدث رغم استخدام عملاء لهم لاحداث مشاكل واضطرابات في ادلب .
وبقي الوضع مجمداً.
ولكن تمركز الروس في مواقع إستراتيجية اعطاهم نفوذاً، فالساحل السوري بيدهم وثروات سوريا مسيطر عليها روسياً - امريكياً- ايرانياً.وهذا ما يرضيهم في الوقت الحاضر .

الحالة العامة في سوريا :
النظام السوري في حالة تفكك سياسي- عسكري- اقتصادي، ولم يبق من نظام الأسد سوى كرسي مهزوز مع صمغ خاص من نوع كريزي جلو للصق مؤخرته بقاعدة هذا الكرسي ، والجميع يتلاعب به، فالجيش مفكك وقيادات عسكرية تتعرض للاغتيال سواءاً بتصفيتها خوفاً منها او باغتيالها من قبل خلايا المقاومة.
 مخابرات النظام تعمل وفق مصالحها بسرقة ونهب الاموال والبيوت .
والاقتصاد في اسوأ حالاته حتى تم تصنيفه بأنه الاسوأ عالمياً ، وصناعة المخدرات بالتعاون مع حزب الله هو سمة الاقتصاد السوري اليوم حيث يتم تهريبها للدول العربية والاوروبية دون ردات فعل جدية أو محاسبة تناسب هذا الخطر الدولي ، حتى الخضار والفواكه اصبح استيرادها منسوريا ولبنان حذراً جداً.
ولولا مصلحة روسيا وايران والدول الغربية بالمحافظة على نظام الاسد لكان منذ سنين قد إنتهىأمره.

إيران ومليشياتها:
استفادت مليشيات إيران من الهدنة الغير معلنة لتوسيع نفوذها في المدن والبلدات السورية عن طريق بناء مدارس دينية لقلب عقيدة السوريين ، وشراء أو مصادرة أراضي وبيوت عن طريق عملاء من سماسرة العقارات ، كما أنها استحوذت على فنادق لبيع الزنى فيها جهاراً نهاراً تحت اسم زواج المتعة وتشجيع الشباب على ذلك ، كما ان استفزازهم وصل إلى تحدي المسلمين بدخولهم جامع بني أمية والرقص فيه وإطلاق السباب علناً على صحابة رسول الله ، ثم الانطلاق بمسيرة استفزازية إلى معلم تجاري هام هو سوق الحميدية عراة الصدور متحدين الشعب السوري بكل فجارتهم دون أدنى حياء ، كما أن تمركزهم في أماكن دينية ادعاءاً منهم لحمايتها كان تحدياً واستفزازاً لا حد له ، علماً ان هذه المزارات كانت في محل احترام المسلمين منذ اربعة عشر قرناً .
والخلاصة أن إيران تحاول الاستفادة من الهدنة الغير معلنة في تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية والدينية بأقل الاثمان .

إيران وإسرائيل :
تعود السوريون والعالم على قيام إسرائيل بغارات ضد مواقع إيرانية في سوريا دون ردات فعل إيرانية ، ويتساءل الكثير من الناس كيف تكون إسرائيل وايران على إتفاق بينما الغارات الاسرائيلية لا تهدأ ضد عصابات إيران؟ والجواب على ذلك هو أن الاتفاق الاسرائيلي -الايراني- الامريكي الذي سمح به الرئيس أوباما بني على ما ذكرته بالفقرة أعلاه دون تطاول إيراني بمحاولة مد نفوذهم أكثر من الاتفاق مع إسرائيل ، إلا ان إيران كانت تحاول تعديل إتفاقها عن طريق زيادة شحنات السلاح للنظام السوري ومليشياتها في سوريا ولبنان ، فكانت تتلقى ضربات إسرائيلية تحذيرية لإعادة إيران إلى اتفاقها.

تركيا وروسيا :
تتعرض تركيا لضغوط داخلية وخارجية باستغلال اعداؤها للانتخابات في العام القادم لإسقاط الرئيس أردوغان وحكومته ، فالمعارضة تتخذ من السوريين حجة لذلك، حيث وصلت الفبركات ضدهم إلى صناعة أفلام سينمائية مسيئة لهم ، مما اضطرت حكومة حزب العدالة إلى مجاراتهم إلى حد ما حرصاً على مستقبل الحزب السياسي ، كما ان روسيا تضغط على تركيا للتواصلالسياسي مع نظام أسد و جر الائتلاف معه لوضع خطة جديدة تقود لحل وسط .
تركيا تجاوبت نظرياً مع الضغوط الروسية الا انه لم يحصل اي تقدم يذكر حتى الآن.
ومازال وضع تركيا حرجاً. وخاصة بعد عملية تفجير ال PKK لشارع الاستقلال في استنبول والذي قد يغير كل التفاهمات السابقة بينها وبين روسيا .

الائتلاف:
بعد تدخل الجميع في سوريا أضحى دور الائتلاف ثانوياً لايتعدى الاستماع وتلقي التعليمات فقط، فلم يثبت الائتلاف جدارته مع الاسف، حيث انقسم على نفسه، واشترت دول عربية واخرى أجنبية بعضهم مع تأكيدنا ان منهم شرفاء ووطنيين ولكن لاحول لهم ولا قوة. وكثيرا ما طالب الشعبالسوري في الداخل السوري وخارجه بعقد مؤتمر عام لاعادة هيكلة المعارضة واجراء انتخابات نزيهة ولكن دون اي فائدة ، حيث بقي الأمر شكليا بيد الائتلاف مع الاسف .
قسد :
مازالت تعتبر نفسها أنها رقم في الحالة السورية الا أنها تشكو من ضآلة حجمها، فهي لا تشكل سوى نسبة ضئيلة جداً من المجتمع السوري وخاصة بعد تخلي الكثير من الأخوة الاكراد عنها ، ولكن الدعم العسكري الذي تتلقاه من امريكا هو سبب بقاءها على الساحة حتى الآن. ويبدو ان تركيا اليوم جادة في اضعافها سواءاً بغارات جوية او بحملة برية وخاصة بعد تفجير شارع الاستقلال في استنبول.

الولايات المتحدة :
حققت الولايات المتحدة نفوذاً في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية وجلست على الطرف الشرقي لمنابع الغاز والبترول حتى تكون رقماً هاماً في التسوية النهائية في سوريا ، وكما إدعى المحتلون الآخرون ان سبب وجودهم في سوريا هو لمحاربة داعش، فكذلك كانت حجتها أيضاً. فقامت حسب إدعائها باغتيال البغدادي وجماعته دون أن تبرز دليلاً على ذلك ، وبالرغم من أن روسيا وامريكا اعلنتا مراراً وتكراراً القضاء على داعش ، الا انهما مازالتا تتخذان من الارهاب الداعشي حجة لاحتلالهما سوريا .

كتائب المقاومة ؛
تمركز الكثير منها في محافظتي ادلب وحلب كما يوجد الكثير منهم محتفظاً بسلاحه في محافظات أخرى حيث يقاومون المحتلين عن طريق أسلوب الكر والفر وقد نجحوا في حالات كثيرة ،اما في محافظتي ادلب وحلب فتكاثرت هذه الكتائب ودخل بينها الكثير من العملاء وكل يحاول الاستفادة نفوذاً ومالاً من وجوده في ادلب ، الا أن السيطرة الفعلية تبقى بيد تركيا والتي أنشأت الجيش الوطني وهو جيش منظم ومسلح و منضبط وتستفيد منه تركيا في ضبط الأراضيالمحررة عندما تشاء ، اضافة لاستخدامهم ضد تنظيم قسد .

المخيمات :
رغم المساعدات المتواضعة التي تصلهم ، الا ان الوضع الانساني في المخيمات كارثي ، كما ان وضعهم الحالي لا يعالج بشكل كاف إلا من جهات محدودة صادقة في تعاملها، ولكن الأنباء تشير إلى حدوث سرقات عديدة من حصصهم الغذائية والدوائية ، ولكن إذا لم يتم بناء مساكن لهم مؤقتة من نوع "كرافانات" حيث يمكن شراء نموذج صناعة صينية مريح بسعر لايزيد عن ٥٠٠٠ دولار ثم الشروع بتقليده بأيادي سورية خبيرة و بكلفة رخيصة جداً . و الا فان وضعهم سيبقى مؤلماً وكارثياً.

المهجرون في دول الجوار:
تصدّرت تركيا قائمة الدول الأكثر استضافة للاجئين السوريين حول العالم لعام ٢٠٢٢ م. ويقدّرعددهم فيها بنحو ٣ ملايين و ٧٤١ ألفاً، يعيش معظمهم في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي،بحسب أحدث إحصائية للمديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية.
وبالرغم من حصول أكثر من ١٩٣ ألف سوري على الجنسية التركية حتى نهاية العام الماضي، فإنالكثير من العقبات لا تزال تواجه اللاجئين السوريين في هذا البلد؛ وأبرزها الأجور الزهيدة، ومشاكل إدماج الطلبة السوريين في التعليم الحكومي. اضافة الى عمليات مبرمجة من المعارضة التركية للنيل من المهجرين السوريين لتحقيق مكاسب انتخابية ، ومازال وضع السوريين في تركياً مقلقاً .
ويحتل لبنان المرتبة الثانية في قائمة الدول المستضيفة للاجئين السوريين، إذ ذكرت الأمم المتحدة - في تقرير حديث- أن قرابة ٩٠٠ ألف لاجئ سوري "مسجّل" يعيشون في الأراضي اللبنانية حتىعام ٢٠٢٢.وحسب التقرير، فإن ٩٠% من الأسر السورية في لبنان تعيش في فقر مدقع في ظل الانهيار الاقتصادي والأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها البلاد، وعدم توفير عودة آمنة لهم. اضافة الى سوء معاملة متعمد من قبل فئات لبنانية على رأسها حزب الله ، اضافة إلى التيارالوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل صهر الرئيس المنتهي صلاحياته ميشيل عون .
 ويأتي الأردن في المرتبة الثالثة بنحو ٦٧٣ ألف لاجئ سوري مسجل، ١٩.٥% منهم يستقرون في المخيمات، وأبرزها الزعتري والأزرق، ويتوزع الباقون على محافظات عمان وإربد والمفرق.
ويعيش ٨٠% من اللاجئين السوريين في الأردن تحت خط الفقر، بينما ٦٠% من العائلات السورية هناك في فقر مدقع.
ويحتل العراق المرتبة الرابعة بين دول الجوار المستضيفة للسوريين، حيث يعيش فيه ٣٤٦ ألف لاجئ سوري، تليه مصر فالسودان.

المهجرون في الدول الأوروبية:
احتلت ألمانيا الدولة الأولى في استقبال المهجرين ، ففي حين فرّ إلى أوروبا أكثر من مليون لاجئ سوري، قصد ٥٩% منهم ألمانيا. ويبلغ اجمالي عددهم في هذا البلد حالياً حوالي ٨٠٠ ألفاً.
وتحتل السويد المرتبة الثانية في أوروبا باستقبالها لأكثر من ١١٥ ألف لاجئ سوري، تليها هولندا بأكثر من ٧٤ ألفا، فالدانمارك بأكثر من ١٧ ألفا، وفرنسا ٢٣ ألفا، وسويسرا بنحو ٧ آلاف، وبلجيكا بنحو ٤ آلاف، وإيطاليا ٤ آلاف، ورومانيا بأكثر من ٣ آلاف، وإسبانيا ٢٤٠٠، وإيرلندا ١٧٣٠،وبولندا ١٠٧٠، ولوكسمبورغ ٦٦٠.
أما عن الصحة النفسية للاجئين السوريين، فذكرت مجموعة "الحدود في الطب النفسي" (Frontiers in psychiatry) المختصة بالأبحاث النفسية أن النسبة الأكبر منهم في ألمانيا وباقيالدول الأوروبية، يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ومن الاكتئاب والقلق الناجم عما خبروه في بلادهم خلال فترة الحرب وعن انفصالهم عن عائلاتهم.
وإلى جانب الاضطرابات النفسية وصعوبات الاندماج، يواجه السوريون مخاوف من نوع آخر؛حيث كانت الدانمارك أول دولة أوروبية تخبر اللاجئين السوريين على أراضيها أواخر عام ٢٠٢١ أن موعد عودتهم إلى بلادهم قد حلّ، بعد أن جردت نحو ١٠٠ ألف من إقاماتهم وأرسلتهم إلىمعسكرات الترحيل العام الماضي.
ووصف مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، ستيف سيموندز، سياسات الدانمارك بالإهانة المروعة لحق الناس في أن يكونوا بمأمن، واتهمها بإجبار الناس على العودة القسرية إلى "أيادي النظام الوحشي"، مشيرا إلى أن هذا الانتهاك قد يشكل حافزا للدول الأخرى لكي تتخلى عن التزاماتها تجاه السوريين.

المعارضة خارج سوريا :
لاشك أن أعداد المقيمين خارج سورية كثيرة وانهم يتمتعون بحرية التعبير وتقديم المساعداتالانسانية اكثر من غيرهم ، إلا ان زيادة أعداد هيئاتهم بشكل غير مسبوق اثر سلباً على نشاطهم رغم ان أهدافهم واحدة ، وهذا أمر مؤسف ان لم يصلحوا من حالهم.
واخيراً:
سنستقبل الجزء ١١ والأخير لنتكلم عن النتائج والتوصيات بعد تورط روسيا في حرب اوكرانيا وتزايد الغضب الشعبي في ايران .
فإلى اللقاء.