الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء بشان سوريا

المانيا- آراء بشان سوريا

19.10.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
من المقرر أن يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة برلين يوم غد الاربعاء 19 تشرين اول /اكتوبر لاجراء مباحثات مع المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولند والرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو تتعلق الى جانب ازمة الشرق الاوكراني الوضع في سوريا وهو ما اعلنته دائرة المستشارية الالمانية هذا اليوم الثلاثاء 18 تشرين اول /اكتوبر .
وقد اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر  شتاينماير  قرار موسكو وقف قصفها لمدينة حلب وما حولها بعد يوم غد الخميس 20 الشهر الجاري ولساعات محدودة القرار بانه غير كاف لمساعدة اهالي حلب تفقد اقرباءهم واصدقاءهم وتأمين حاجاتهم مؤكدا ضرورة انهاء حصار حلب ولا سيما في شرقها وتأمين وصول المساعدات الانسانية الى سان تلك المدينة وما حولها معربا عن ترحيبه مساعي الامم المتحدة للتوصل الى وقف اطلاق النار وتأكيده دعم جهود مندوب المنظمة الدولية عن سوريا ستيفان دي ميستورا التي يبذلها لوقف اطلاق النار . وكانت الحكومة الالمانية قد أكدت وجود خلاف بين الاوروبيين بشأن اتخاذ  عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو لتدخلها العسكري الى جانب بشار اسد واستباحتها حرمات الشعب السوري وتدميرها المدن والقرى ، فالحكومة الالمانية ترى بتشديد العقوبات ربما يساهم بالضغط على موسكو والتخفيف عن معاناة الاطفال والنساء والرجال والكبار في السن والمرضى وخاصة في مدينة حلب فالقصف العشوائي الذي تقوم به طائرات روسيا ونظام بشار اسد بدون اكتراث جرئمة حرب والحكومة الالمانية تؤيد فرنسا والدول التي تطالب بعقوبات اقتصادية وتطالب ايضا بفرض حظر جوي فوق سوريا  والمستشارة ميركيل ومعها وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير الذي يشارك هذا اليوم الاثنين باجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يريدان وضع ورقة عمل بشان اوكرانيا وسوريا.
وكان وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف ومعهما وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وتركيا ووزراء آخرون يومي السبت والاحد المنصرمين 15 و 16 تشرين اول /اكتوبر  الحالي مباحثات حول الوضع في سوريا وكيفية التوصل الى اتفاقية وقف اطلاق النار ولا سيما  بمدينة حلب السورية ، وذلك بمدينة لوزان السويسرية انتهى الاجتماع بدون اي نتيجة تذكر الا ان تم الاتفاق على اجتماع جديد ربما يتم في وقت لاحق من الاسبوع الحالي او بعده .
ففي حين رأى رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر بمقابلة مع المحطة الاولى  من الرائي الالماني ضمن برامجها الاسبوعي /  تقرير برلين /  عدم ربط الاتحاد الاوروبي بشكل قوي بالمباحثات التي تجري حول سوريا خطئا سياسيا كبيرا فاستبعاد الاوروبيين ساهم باستمرار ماساة الشعب السوري وتكريس الوجود السياسي  والعسكري وغيرهما لروسيا وايران  في سوريا والشرق الاوسط وبالتالي استبعادهم دليل واضح على ان سياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية ضعيفة ولا يعبأ بها وعلى الاوروبيين المشاركة بشكل فعلي وقوي بالمباحثات حول سوريا واتخاذ مبادرة تنهي الحرب في سوريا بجميع السبل المتاحة .
وتفاوتت آراء بعض الصحف الالمانية الصادرة هذا اليوم الثلاثاء 18 تشرين اول /اكتوبر  حول اجتماع لوزان ما بين السخرية والجدية من هذا الاجتماع ، فعلى حد رأي صحيفة / فرانكفورتر الجماينه تسايونغ – صحيفة فرانكفورت العامة / ان الاجتماع  بدون طائل فقد تم خلال عام 2016 الحالي الكثير من الاجتماعات والاتفاق على وقف اطلاق النار ولكن لم يصمد اي وقف لاطلاق النار سوى ساعات قليلة معتبرة ان كل المباحثات هو من أجل تمكين بشار اسد من عودة الشرعية بقوة موسكو وطهران من خلا السيطرة على حلب والقضاء على المقاومة السورية التي لا تملك عتادا عسكريا تستطيع الدفاع عن حلب والدفاع عن ما تم تحريره من سيطرة بشار اسد فالادارة الامريكية المتعبة لا تريد للشعب السوري الانتصار .
وعزت صحيفة / دي فيلت – العالم / رغبة وزير الخارجية الروسي لافروف الاجتماع مع نظيره الامريكي كيري الذي تم في لوزان مؤخرا محاولة موسكو للتخفيف من لهجة الانتقادات ضدها جراء استمرارها بإمكار مدينة حلب بالقنابل وتدمير المنشئات الصحية بالمدن  والقرى الاخرى مشيرة ان كيري رجل ضعيف الشخصية والادارة الامريكية لم يعد لها اي حول وقوة  ومن يطالب الاوروبيين  اتخاذ مبادرة  تنهي ماساة الشعب السوري فهو يخطئ لان الاوروبيين فشلوا بانهاء الازمة الاوكرانية وعلى المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الاوروبيين دعم اوكرانيا والشعب السوري لصد العدوان الروسي علي بلادهم .
ورات صحيفة / برلينر تسايتونغ – صحيفة برلين / ان فلاديمير بوتين استطاع  تثبيت قدمي موسكو في سوريا وأثبت للعالم انه لا سلام في سوريا بدون موسكو  مشيرة ان مرد ذلك يعود الى اهمال الاوروبيين الملف السوري بركونهم الى مبادرة البيت الابيض والكرملين ولن يستطيع الاوروبيون خلال اي جهد يبذلونه انهاء الماساة السورية فهم عاجزون عن انهاء مشاكلهم الداخلية وانهاء ماساة الشعب السوري والحرب ببلادهم يكمن بايدي الشعب نفسه وعلى العالم تسليحه على حد هذه الاراء .