اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المتَع المجّانية ، لأنظمة الاستبداد، ولبعض أصحاب الفكر المعارض لها
المتَع المجّانية ، لأنظمة الاستبداد، ولبعض أصحاب الفكر المعارض لها
18.12.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) لأنظمة الاستبداد ميدانان لممارسة استبدادها .. ميدان القول ، وميدان الفعل !
ـ ميدان القول : ساحته الأساسية هي وسائل إعلام الدولة ، التي يوظّفها الحكم المستبدّ لتلميع صورته ، ولخداع الناس ، والهيمنة على عقولهم وقلوبهم ..!
وهي متَع شتّى ، لأناس شتّى :
1) متع للملمَّعين ، الذين يعرفون أنفسهم جيّداً ، ويعرفون مافيها من فساد وشرّ وسوء .. ويرونها تُسوَّق بين الناس ، كما لوكانت نفوساً ملائكية ، وقلوباً نورانية ، وعقولاً أوتيتْ الحكمة وفصل الخطاب !
2 ) متع للملمِّعين ، الذين يتفنّنون في أساليب التلميع ، ويبدعون كل يوم جديداً في هذا الفنّ، ويحقّقون لأنفسهم متعة الإنجاز الإبداعي ، ومتعة قبض المال ، ومتعة الإحساس برضى الاوثان التي يلمّعونها ، عنهم .. والإعجاب بفنّهم الراقي !
3) متع هواة التصفيق ، الذين أدمنوه إلى درجة أنهم يحسّون بالكآبة الشديدة ، إذا نظروا حولهم فلم يجدوا شيئاً يصفّقون له ، مِن شعار برّاق ، أو كلمة مزركشة رنّانة ، أو وعد خلاّب بتحرير البلاد والعباد ، يصدر من هذا الوثن الناطق ، أو ذاك ! وهم يراقبون حركة التلميع الدائبة ، بشغف ولهفة ! حتى إذا رأوا ، أو سمعوا ، مايَحفزهم على التصفيق ، التهبت أكفّهم ، وتدفّقت سيول الهتافات ، من حناجرهم ، حتى تملأ الآفاق أصواتهم وأصداؤها ، وترتجّ لها جنبات القيعان والأودية ، في سائر الأوطان العزيزة !
ـ ميدان الفعل : ساحاته كثيرة ، ومِن أهمّها :
1ـ سَحق الناس بأجهزة الأمن !
2ـ سرقة الثروات الوطنية العامّة !
3ـ شراء ضمائر بعض الناس ، بوسائل الترغيب والترهيب ، ليكونوا موالين ، أو مخبرين ، أو مصفّقين !
4ـ عقد الصفقات مع الدول القوية ، صانعة القرار العالمي ، وتقديم التنازلات لها ، ورهن قرارات الدول التي يحكمها الاستبداد ، لها، لقاء بقاء المستبدّين في كراسي الحكم!
* لأصحاب الفكر المعارض ميدان واحد ، هو ميدان القول . وهو يعَدّ أيضاً ، فعلاً قائماً بذاته ، لأنه الفعل الوحيد الممكن لديهم ..! وساحاته متعدّدة ، منها :
ـ وسائل الإعلام التي يملكها هذا الفكر، أو له بها صلات إيجابية ، من صحف ومجلاّت وإذاعات ، وقنوات فضائية ..
ـ شبكة الإنترنت ..
ـ المجالس الخاصّة ، على اختلاف أشكالها وأحجامها ، ومستوياتها ، السرّية منها ، والعلنية !
وحقول حَصاد المتَع ، أو جنيها ، هنا ، كثيرة .. تتفاوت بتفاوت الجهات المعارضة ، من حيث الفكر والوعي والثقافة ، والمستوى الخلقي ، والإحساس بالجدّية ، في التعامل مع الشأن العامّ ، وإحساس كل شخص بأهميته وأهمية مايقول ، وتأثيرِه في الناس..!
ومن حقول المتع هذه ، بحسب حاصديها أو طالبيها ، ما يلي ، على سبيل المثال :
1) متعة الإحساس بالراحة ، في قول ماينبغي أن يقال ، في مواجهة المستبدّين الظلمة والمجرمين .. أداءً للواجب الوطني ، أو الإنساني ، أو الديني ، أو الخلقي .. وإبراءً للذمّة ، أمام الله والناس ! وهذا النوع من المتعة يكون ، عادةً ، طِلبةَ الجادّين من عناصر المعارضة ، الحريصين حقاً على البلاد والعباد ، الذين يشعرون بمسؤولية حقيقية تثقل كواهلهم ، إزاء ممارسات الاستبداد ، وعبثِ الفاسدين المستبدّين ، بمصائر الأوطان وأهلها ! (ولابدّ من التأكيد ، على أن هذا النوع من المتع ، لدى هؤلاء الناس ، لايدخل في باب المتع المجّانية ، إلاّ من حيث ضعف جدواه في زعزعة كيان المستبدّين ، المهيمنين على قوى الدولة كلها ، بما فيها .. وعلى رأسها القوى المسلّحة ، من عناصر الجيش ، والأمن الداخلي ، وأجهزة الاستخبارات المتنوّعة ، والميليشيات الخاصّة بحماية أمن النظام الحاكم ..!
أمّا من حيث الكلفة التي تدفعها عناصر المعارضة هذه ، فقد تكون كبيرة جداً ، يدفعها المرء من وقته وجهده وماله .. وصحّته وراحته / على شكل سجن ، أو نفي ، أو ملاحقة .. أوغير ذلك من صنوف البلاء !/ كما قد يدفع حياته أحياناً ! ولذا ، لاينسحب عليها مصطلح المجّانية ، لاسيما إذا نظِر إلى المآلات ، التي تؤول إليها جهود هؤلاء الناس في الدنيا والآخرة ، وما يلقونه من جزاء ماديّ أو معنويّ ، أو كليهما ، في الدنيا أو الآخرة ، أو فيهما معاً ! فحين تكون الكلمة هي السلاح الوحيد في مواجهة الظلم ، وتعرّض حياة صاحبها للخطر، ويقولها موقِناً بأن ثمنها كبير.. حينئذ تخرج الكلمة من إطارها المجّاني ، إلى إطار سامٍ عظيم ، هو إطار أعظم الجهاد ، كما ورد في الحديث النبوي الشريف : ( إنّ مِن أعظمِ الجهاد ، كلمة حقّ عند سلطان جائر! ) و ( سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمَره ونهاه .. فقتلَه) !
2) متعة الإحساس بالأهميّة ، لدى بعض الشرائح المعارضة ! فكثير من الناس يشعرون بأهميّتهم ، حين يقولون كلاماً ، ينتقدون فيه ، الحكم المستبدّ ، دون أن يكلّفهم شيئاً .. فيظهَرون أمام الناس أبطالاً مناضلين ، أو سياسيين بارزين ( هذا عندما تكون معارضتهم للاستبداد حقيقية ، ولو كانت مجانية ، أو نادرة الكلفة !) .
3) متعة الإحساس بالأهميّة ، أيضاً ، لدى الشتّامين ، الذين لايجيدون من الكلام السياسي، سوى الشتم والتجريح ، والاتّهام العشوائي ! وهذه المتع قد توجد لدى بعض المعارضات السياسية الضعيفة الهامشية ، ولدى الألوف من الأفراد العاديين ، الذين يحبّون الثرثرة في السياسة ، دون أن يفقهوا شيئاً منها ، ودون أن يشعروا بأنها يمكن أن تكلّفهم شيئاً من جهد ، أو مال ، أومشقّة .. أو تعرّضَهم لخطر ما !
وأصحاب هذا النوع من المتع ، إنّما يجدون متعهَم في الشتم ، أياً كانت الجهة التي ينصبّ عليها ! فمرّة يصبّونه على الحكم الفاسد ، وأخرى على شرائح ، من المعارضة الجادّة ، التي لم تعطهم أهميّة معيّنة ، أو التي لاتعرف كيف تعارض ، في نظرهم ! فهمّ الواحد منهم ، هو أن يملأ سلّة من الشتائم والاتّهامات ، الملوّنة بألوان شتّى ، من المشاعر السلبية ، والعبارات المنمّقة ، أحياناً ! ثم يذهب إلى بيته لينام ، وقد أحسّ براحة عظيمة ؛ إذ تحدّث بالسياسة ، وهاجم الآخرين ، وظهر في المجلس ، أنه شخص مهمّ ! ولاشيء وراء ذلك !