اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المرونة ، أم الحزم : في مواجهة الذئاب المفترسة !؟
المرونة ، أم الحزم : في مواجهة الذئاب المفترسة !؟
26.02.2018
عبدالله عيسى السلامة
*) الحكمة هي وضع الأمور في مواضعها..
*) الشاعر يقول :
ووضعُ الندى في مَوضع السيفِ بالعلا = مضرّ ، كوضع السيفِ في مَوضع الندى
*) المرونة مطلوبة ، في السياسة عامّة.. وشعرة معاوية مطلوبة ، كذلك ، بقدر المستطاع ! وعدم فتح جبهات إضافية ، مع أعداء جدد ، أو قدماء .. مطلوب ، بقدر المستطاع ! وجعل المحايدين أصدقاء ، جيّد ومطلوب ! وتحويل الأعداء إلى أصدقاء، جيّد جداً ، ومرغوب ! وكل ذلك ، في حدود الطاقة ، والحكمة ، والمصلحة ، والظروف المواتية !
*) لكن .. حين يكون العدوّ مقبلاً عليك ، كالسيل الجارف ، أو كالحريق الهائل المدمّر، ولا يقبل منك عدلاً ولاصرفاً.. وليس يرضيه إلاّ أن يدمّرك ، سياسياً ، أو أمنياً، أو ثقافياً ، أو خلقياً ، أو عسكرياً ، أو عقَدياً ، أو إنسانياً .. وأنت قادر على شَكمه ، بالكلمة الحازمة ، أو بالتحذير الصارم ، أو بالتهديد القويّ الواضح .. ثم لا تفعل شيئاً من ذلك ، بل تسايره وتجامله ، باسم المرونة ، أو السياسة ، أو الحكمة ، أو الذكاء ، أو الدهاء ، أو الليونة .. وهو لا يزداد إلاّ ضراوة وشراسة ، ظاناً مرونتك عجزاً ، وحلمك ضعفاً ، وحكمتك خنوعاً وجبناً .. حين يكون ذلك كذلك ، فأنت مفرّط تفريطاً يبلغ حدّ الجريمة ، بحقّ نفسك ، وحقّ مَن وراءك ، من أهل وعشيرة ، وشعب ووطن!
*) وحين يكون عدوّك ذئباً مسعوراً ، يعدو باتّجاهك ، ولا يراك أمامه إلاّ حمَلاً وديعاً ، وأنت قادر على أن تكون ليثاً كاسراً ، في معركتك معه .. أو أن تكون شجاعاً ، قادراً على دفعه عن نفسك ، ودرء شرّه عنك ، ثم لا تفعل .. فأنت مفرّط ، أيضاً ، بحقّ نفسك ، وحقّ مَن وراءك ، ممّن ندبوك للدفاع عنهم ، أو نَدبتَ نفسك لحمايتهم !
العجوز والذئب :
أما إذا عاملت الذئب على طريقة العجوز، فسيعاملك ، كما عامل ابنُ جلدته العجوز! فقد ربّت جَرو الذئب ، وسقتْه من حليب شاتها .. ثم حين غابت عن البيت ساعة من الزمن ، وعادت إليه .. وجدتْه قد بقَر بطن الشاة ، وطفق يأكل من لحمها باستمتاع ونشوة ، ناسيا أنها أمّه التي أرضعته .. فأحسّت بالكارثة ، وقالت :
بَقرتَ شُويهَـتي، وفَجعتَ نـفسيْ فَمَـنْ أنْبـاكَ أنّ أبـاكَ ذيـبُ
إذا كان الطـِبـاعُ طِبـاعَ سـُوءٍ فـلا أدبٌ يُفـيـد.. ولا أديـب
نقول : أمّا مَن آثَر أن يكرّر تجربة تلك العجوز، فعليه أن يتحمّـل مسؤوليته ، كاملة .. لا عمّا يجري له ، بل عمّا يجري لِمن وراءه !