اخر تحديث
الإثنين-29/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المقامة التفتيشية ( أبو قنوع رئيس مخفر تل المفجوع )
المقامة التفتيشية ( أبو قنوع رئيس مخفر تل المفجوع )
30.05.2015
يحيى حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
yahyahaj@hotmail.com
حدثني أبو عابدين مختار قرية الصابرين ، وهو يذرف الدمع السخين فقال : في أحد أيام الشتاء نزل علينا البلاء إذ حضر إلى قريتنا أبو قنوع رئيس مخفر تل المفجوع و أحاطت به العساكر من كل جانب ، فظننا أنهم جيش من الأجانب ، أتانا يقاتل ويحارب .
فنادى في غلظة وخشونة ؛ أين المختار ابن الملعونة ، فقلت : يا سيدي ! لم يسبق أن كلمني أحد بهذه الألفاظ ، فغضب واغتاظ وقال : ترد وتتآمر على الحزب والقائد و الثورة ، وتعترض وبضائع التهريب عندكم منتشرة ؟!
ثم حملق وزمجر و كأنه غضنفر ، فدفعني بقوة وانفعال ثم رفسني برجله كما ترفس البغال ولكمني وقال : على من تعتمد حتى ترد وتعترض ... أخرجوا ما لديكم من ممنوعات وإلا فعلت بكم المحرمات ، والتفت إلى أحد المزارعين وقال : يالعين ! مختاركم من الصادقين ؟ فخاف المسكين وكان في بيته كيسان من الطحين اشتراهما من أحد السائقين فقال: نعم يا سيد العارفين ! و لكن ألا يمكن أن نتفق و أنت إنسان لـَبــِق ، ورئيس مخفر حذق ....
فقلب شفتيه ، وبرم شاربيه ، ورفع حاجبيه ، وهو يقول : كل شيء ممكن و مقبول ، ما دمت تفهم علينا ما نقول ..
فقلت : يا حضرة الرقيب أنت رجل لبيب ، فما رأيك بالقهوة مع الحليب ؟ و أن تستريح ريثما نجهز الغداء ، ونتكلم بعيدا عن أعين الجهلاء ؟!
فهمهم وقال : لا بأس على كل حال .
فأسرع بعض الأعوان ، إلى طرف البستان و أحضروا تيسا ً رضيعا ً، فذبحوه وطبخوه سريعا ً، فلما أكل و أكلوا ومما لدينا نهلوا قال : وما أخبار ذوات الريش ، فنحن جاهزون للتفتيش ؟
فقلت : وضعنا في السيارة خمسة ديوك - لا عاش عاذلوك - وسبع دجاجات – رَحِم الله مَن خلـَّفك ومات - وكيسا ًمن الحنطة ، وأوزة وبطة.
فأخذته العزة والغبطة ، وشعرنا بالخلاص من هذه الورطة
فقال : وهو يتجشأ : مبادؤنا فوق كل مبدأ ، نحن في خدمة الشعب الكادح ، ومن أجلكم حزبنا والثورة تكافح !
فقلت له : وأنا أهتف بحياة القائد والثورة ، وأهمس في حسرة : لا أرانا الله وجهك غير هذه المرة ، مرددا ً بيتا ً من الشعر وأنا أكاد أتمزق من القهر:
غيرُ مأسوفٍ على زمن ينقضي بالهَمّ والحزَن ِ!؟