الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  المنبوذون لماذا ؟ وكيف!

المنبوذون لماذا ؟ وكيف!

15.10.2016
يحيى حاج يحيى




لعل أشهر المنبوذين في العالم أولئك الفقراء من الهنود المعروفين باسم (شودر) ، وقد أشار الشيخ أبو الحسن الندوي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) إلى انحطاط درجتهم بحسب القانون المدني الديني ، على أنهم أحط من البهائم ، وأذل من الكلاب ، يقومون بالخدمة ، وليس لهم بعد ذلك أجر أو ثواب !؟ وهناك صنف آخر من المنبوذين ، هم أولئك الذين يخونون دينهم وأوطانهم ، فلا يعرف لهم قدر ولا قيمة ، لا في حياتهم ، ولا بعد موتهم ! فلا أرض تقلهم فوق ظهرها فيجدون فيها قراراً ، ولا جوفها يقبلهم فيجدون فيه قبراً ؟!
  روى الإمام مسلم في صحيحه ، عن أنس بن مالك قال : كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب قال : فرفعوه ، قالوا : هذا كان يكتب لمحمد ، فأعجبوا به ، فما لبث أن قصف الله عنقه فيهم ، فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها (فعلوا ذلك مراراً) فتركوه منبوذاً (أي مطروحاً ولم يدفنوه مرة أخرى) ؟! وهذا شأن الآبق في كل عصر ، ينتظره أعداء الإسلام ليقف موقفاً ، أو يقول كلمة ، أو يؤلف كتاباً أو رواية ، يطعن بالإسلام وينال منه لتنهال عليه الجوائز ، وليلمع اسمه في وسائل إعلامهم ؟!
والمنبوذون أنواع في عصرنا : فمنهم من نبذه القبر مرات ، ليكون عبرة لمن بعده ، ومنهم من لم يجد له أرضاً تؤويه أو أحداً يقبله ، أو حتى جواز سفر يتحرك به بعد أن تخلى عنه أسياده ؟!
ومنهم من لم يجد بين قومه مكاناً وقد نبذه المجتمع وتربص به احتقاراً فيخرج من البلاد ليبحث عن حماية عند المعجبين من خصوم الإسلام !
ومنهم من تنتهي مهمته في العمل الوضيع المكلف به ، ويصبح عبئاً على أسياده كما يحصل للعملاء في كل مكان ! سواءً أكانوا على مستوى مٓن يسمونهم بالنخبة أم العامة ؟! وقد اعترف بعضهم أن أسيادهم يعاملونهم كالكلاب أو أقل !!