الرئيسة \  مشاركات  \  المُبعثَرون ، بين : الأسرة والقبيلة ، والحزب والشعب والأمّة .. مَن يجمعهم ؟ وكيف ؟

المُبعثَرون ، بين : الأسرة والقبيلة ، والحزب والشعب والأمّة .. مَن يجمعهم ؟ وكيف ؟

01.01.2020
عبدالله عيسى السلامة




البعثرة أنواع ودرجات  ، ولكلّ منها أسبابه : المادّية والمعنوية .. الداخلية والخارجية !
بعثرة الأسرة :
من أهمّ أسبابها الذاتية ، ضعف الخُلق ، المؤدّي إلى :
الطمع ، لدى بعض أفرادها ، بحقوق الآخرين - استهانة الأقوياء بالضعاف !
ومن أسبابها : الجهل بأهمّية الأسرة ، وأهمّية تماسكها .. والجهل بحقوق الأرحام ،  المادّية والمعنوية !
من درجات بعثرة الأسرة :
ضعف الصلات والعلاقات ، بين أفرادها، لأسباب مختلفة، منها: انشغال كلّ فرد، بشؤونه الخاصّة!
التقاطع بين الأفراد - المشاحنات والخصومات ، القضائية ، وغيرها !
بعثرة القبيلة :
الأسرة أساس القبيلة ، ومن لم يكترث بتفكّك أسرته  ، لم يعبأ بتفكّك القبيلة ! بَيدَ أن العناصر المفكِّكة للقبيلة ، أكثر من تلك ، المفكِّكة للأسرة ، ومنها : الخلاف ،على الزعامة والوجاهة ..!
بعثرة الحزب : لكلّ حزب : أنظمته وقوانينه ، وأعرافه وتقاليده ، ومبادئه وأهدافه !
من أهمّ أسباب البعثرة ، في الحزب :
 الإخلال الكبير، بالعناصر الأساسية ، التي يقوم عليها الحزب !
ضعف الوعي الحزبي ، لدى عناصره ، عامّة ، ولدى النخب القائدة ، فيه ، خاصّة !
الشللية والمحسوبية داخل الحزب ، التي تؤدّي إلى تمزّق الحزب ، داخلياً ، وتَشرذمه وبعثرته !    
بعثرة الشعب :
حين تكون الأسَر والقبائل والأحزاب ، مبعثرة ، سيكون الشعب ، عامّة ، مبعثراً ! ويضاف إلى البعثرة السابقة ، للأسر والقبائل والأحزاب ، الصراعات بين القبائل ، والصراعات بين الأحزاب!
بعثرة الأمّة :
حين يكون كلّ شعب مبعثراً ، في داخله ، فسيصعب على الأمّة ، أيّة أمّة ، أن تتماسك ، وأن تأتلف شعوبها ، فيما بينها ، بَلهَ ؛ إذا كانت الشعوب محكومة ، بحكّام تغلب عليهم الأنانية ، وروح الزعامة، التي تمنع كلأّ منهم ، أن يضحّي بسلطته ، وزعامته على شعبه ، لأجل توحيد الأمّة !
ماالذي يجمع الأسر والقبائل  ، والأحزاب والشعوب؟ : إنها النُخَب الواعية ، المخلصة الحيّة ، المضحّية بمصالحها وزعاماتها ، في سبيل الجمع والتوحيد ! وهذا لايكون ، عادة ، إلاّ لدى نخَب، تلتزم بدين ، لاتختلف حوله ، وتتخلق بأخلاق أساسية ، لا تنحرف عنها ، ولا تهبط دون مستواها! 
فالدين والخُلق ، وسعة المدارك .. تدفع ، كلّها ، إلى التضحية ، بالمصالح الشخصية ، من ناحية ، وتؤهل أصحابها ، من ناحية  ثانية ، لأن يكونوا ، في موضع ثقة الجميع ، وطاعة أكثر الناس ! وبالثقة وحسن الطاعة ، تزول عوامل الفرقة ، وتلتئم الصفوف !
قال الله ، مخاطباً نبيّه : ( فبما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولوكنتَ فظّاً غليظَ القلب لانفضّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر..).
وقال الشاعر:
لايَصلح الناسُ فوضى ،  لاسَراةَ  لهمْ    ولا سَراةَ ، إذا جُهّالهمْ سادوا
تُهدى الأمورُ بأهل الرأي ، ماصلحتْ    فإنْ تَولّوا ، فبالأشرار تَنقادُ !