الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شعر محمد إقبال

النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شعر محمد إقبال

16.12.2014
يحيى حاج يحيى



اقتباس : يحيى حاج يحيى
يقرر الدكتور محمد السعيد جمال الدين أن آداب الشعوب الإسلامية في العصر الحديث لم تعرف شاعراً من الشعراء عبّر عن محبته العميقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، بأساليب شتى وطرائق متنوعة ، كما عبّر شاعر الإسلام محمد إقبال ١٨٧٧ - ١٩٣٨ م ، وهو صاحب فكرة إنشاء وطن مستقل للمسلمين في شبه القارة الهندية
فما من ديوان من دواوينه يخلو من أثر لهذا الحب العميق ! وهو حب فريد من نوعه ، عميق في مدلوله ، يأخذ بمجامع القلوب !
إنّ قلب المسلم عامرٌ بحب المصطفى
هو أصلُ شرفِنا ، ومصدر فخرنا في هذا العالم
لقد فتح باب الدنيا بمفتاح الدين ، فداه أبي وأمي ، لم تلد مثله أم ، ولم تُنجبْ مثله الإنسانية !
لماذا لا أحبه ؟ وأحِنُّ إليه ! وأنا إنسان !
وقد بكى لفراقه الجِذع ، وحنّت ْ إليه سارية المسجد !
إنّ تربة المدينة أحبُّ إليّ من العالم كلّه ، أنعِمْ بمدينة فيها الحبيب !!
من ديوان ( أسرار خودي) : أسرار النفس ، ترجمه شعراً الدكتور عبد الوهاب عزام ، والترجمة هذه للدكتور السعيد)
ويقول إقبال - رحمه الله - مادحاً الرسول صلى الله عليه وسلم :
يا رأس مال البائسين ويا منار الحائرينْ
اُدعُ الإله يهبْ لأمتك الشجاعة واليقين !
ويعيذهم من شر خوفِ الموت مِن قبل الممات ْ!؟
الخوفُ يُفني البائسين وهم على قيد الحياة !؟
يا من هدمت اللات والعزى وحرّرت الحرم ْ!
وبنيت أعلى أمةٍ تُهدى بسيرتها الأمم !
ذِكرُ الإله ، ويقظةُ الوجدان في إنس وجان ْ
مِن فيض وحيك يا صلاة الصبح يا صوت الأذان !
وحرارة ُالإيمان في القلب المشوق ِ إلى النضال ْ!
وسراجُ ليل الفكر : لا معبود إلا ذو الجلال !
مِن فيض روحك كلُّ هذا الفضلِ والعزّ المكين ْ
وبناءِ صرح المجد في توحيد ربّ العالمين !!
 
إنْ كان عمري قد بدا خُلواً من المحصول جدْبا
مازلتُ أملك ُ مُضغةً يدعونها في الحُب قلبا !
أخفيتُه لأكون فرداً في هداك وفي رضاك ْ
وعليه خاتمُ حُبّكً الغالي فليس به سِواك !!
( من ديوان : وما العمل ياأمم الشرق ، ترجمة الشيخ الصاوي شعلان )
ويقول مناجياً الله تعالى :
إنْ حلّتْ منيّتي ، وانقضى أجلي
فاقبل يا ربّ معذرتي يوم الحشر
وإن كان لا بُدّ من حسابي
 فأسألك ياإلهي أن تحاسبني بنجوة ( مساررة ) من سيدي المصطفى
فأنا أستحي أن أنتسب إليه ، وأكون من أمته ، وأقترف هذه الذنوب والمعاصي !؟
( من ديوان : أرمغان حجاز ، ترجمها الدكتور السعيد)
وقد جرّب قيمة التمسك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهو يدرس في أوربا ، فقال
لم يستطع بريقُ العلوم الغربية أن يبهر لُبّي ، ويُعشي بصري
ذلك لأنني اكتحلتُ بإثمد المدينة المنورة !!
لا تعجبوا إذا اقنصتُ النجوم
وانقادت لي الصعاب !؟
فإني من أتباع السيد العظيم الذي تشرّفتْ بوطأته الحصباء
فصارت أعلى قدْراً من النجوم !
وجرى في إثره الغبار
فصار أعبق من العبير !!
( من ديوان : جناح جبريل ، نقلها إلى العربية العلامة أبو الحسن الندوي ، في كتابه : روائع إفبال )
***يقول الأديب أحمد حسن الزيات : إذا كان حسان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ! فإن محمد إقبال شاعر الرسالة !!