الرئيسة \  مشاركات  \  النظام الأسدي تفوقٌ ديكتاتوريٌ متميز

النظام الأسدي تفوقٌ ديكتاتوريٌ متميز

24.02.2024
المهندس هشام نجار




النظام الأسدي تفوقٌ ديكتاتوريٌ متميز
المهندس هشام نجار
أعزائي القراء….
 ماهي الأسباب التي منحت هذا النظام هذا التميز دون غيره من زملاء المدرسة الواحدة ؟ سؤال وجيه ولاشك يستدعي منا إثبات هذه الحالة بضرب مجموعة من الامثلة مقارنة مع حالات ديكتاتورية أخرى.
 فحتى نمنح النظام السوري هذه الصفة, يجب ان يكون لديه إمتيازاً خاصاً يتفوق به على الآخرين وهو فعلاً يملكه بل يتمسك به , فعلى إمتداد أكثر من نصف قرن قدّم للعالم براءات إختراع سجلها بإسمه لأساليب فريده في الإجرام لم يسبقه إليها أحد,وهذا ما دعاني بأن أضع النظام السوري بمفرده في خانة من فئة خمس نجوم ,وأضع كل ديكتاتوريات العالم قديمها وحديثها مع إعتذاري منهم جميعاً في خانة واحدة.
أعزائي القراء…
سأعود بكم إلى اربعة الآف سنة خلت إلى زمن أحد الفراعنة الذي وُلد في عهده نبي الله موسى عليه السلام,حيث أمر بقتل المواليد الذكور فقط والذين تقارب صفاتهم مع صفات النبي موسى عليه السلام بحسب العراّفين. يقول المؤرخون أن عدد المواليد الذكور الذين قتلهم فرعون لايزيدون عن خمسين مولودا فقط ، وبعد تنفيذ جريمته , أعاد (شبيحته) جثثهم إلى ذويهم دون ان يمسهم ادنى تشويه ليدفنوهم وفق طقوسهم دون ان يلحق جيش فرعون بمشيعيهم فيذبحوهم ليلحقوهم بأطفالهم كما يفعل النظام السوري اليوم .
براءة الإختراع للنظام السوري إمتازت على ديكتاتورية فرعون بقتل مائة الف طفل من ذكر وأنثى في 10 أعوام، اي 30 طفل يومياً, وأكثر من ذلك فقد إستلمهم ذويهم وهم مقطعو الأوصال، بطونهم مبقورة.. أعينهم منزوعة.. عظامهم مكسورة.. جلودهم محروقة .
براءة الإختراع للنظام السوري تفوقت أيضاً على ديكتاتورية فرعون بقتل المشيعين وإلحاقهم بإطفالهم وفق سلسلة هندسية من القتل لانهاية لها.
أعزائي القراء…
ومن التاريخ أيضاً ننبش قصص طغاة آخرين هم الصليبيون
فلقد احتل الصليبيون أنطاكية في تموز / يوليو 1098 ميلادي , وروي عن قائد الحملة الصليبية في إنطاكية بلدوين بأنه إختار في حملته خيولاً قوائمها بلون بني قاتم بحيث أنها إذا خاضت في دماء المسلمين فلا يظهر للدم أثر عليها..وذلك إخفاءاً لجريمته وخجلاً من فعلته النكراء
براءة الإختراع للنظام السوري تفوقت على جرائم بلدوين, فقد حملت عناصره المجرمة سلاح القتل باليد اليمنى, وآلة تصوير جرائمهم باليد اليسرى وعرضوا للعالم كله وبلا خجل أو حياء كيف يهينون كرامة الإنسان افعالاً واقوالاً بحيث تبدو الضباع والذئاب امامهم حملاناً.
بلدوين يخجل من جرائمه وعصابات الأسد تتلذذ بأفعالها السادية .. بلدوين اعرف أنك مجرم, ولكن بجانب اصحاب براءات الإختراع.. أقدم إليك إعتذاري.
ثم ندخل القرن العشرين لتكون إحدى علاماته المتميزه إنتشار الشيوعية بقيادة الحزب الواحد ومليشياته ومخابراته ومعتقلاته وماحملت هذه النظرية معها من مذابح وجرائم لكل من رفع شعاراً للحرية في وجهها فكان منهم ستالين و ماو و كيم أيل سونغ وتيتو وكاسترو , فنشروا الفظائع إلا أن التاريخ لم يذكر لجميع الطغاة انهم حجبوا عن أهل القتيل منح شهادة وفاة لفقيدهم او حجبهم شهادة ميلاد لأطفال ولدوا خارج أوطانهم او حجبهم شهادات زواج لأبناء تزوجوا في بلاد اللجوء لأن ذويهم هاجروا مرغمين هاربين من جرائم انظمتهم
ولكن براءة إختراع النظام السوري تفوقت على كل ديكتاتوريات العالم ففعلت مافعلته وزادت عليه, فحجبت شهادات الوفاة وحجبت شهادات الميلاد وحجبت شهادات الزواج عن الآف المؤلفة من أبناء سورية ومنذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن لأنهم طلبوا (بشوية) حرية و (بشوية) كرامة.
والسجلات موجودة ومحفوظة لأصحاب هذه المظالم وستنشر في يوم قريب ليطلع عليها العالم كله .
فإلى السادة ستالين وجماعته , اعرف انكم مجرمون قتلة, ولكن مقارنة مع اصحاب براءات الإختراع.. إني إليكم أعتذر.
ثم لنقترب من تاريخنا الحديث وتحديداً في ايام معارك الإستقلال الأولى حيث شهود تلك الأيام المجيده مازالوا أحياءاً وهم يروون لنا كيف كانوا يواجهون الفرنسيين بمظاهراتهم السلمية تماماَ كما هو في يومنا هذا,فيلاحقونهم بإطلاق الرصاص في الهواء فيلتجؤون إلى أقرب مسجد في حاراتهم الشعبية ..وفي هذه اللحظة تتوقف المطاردة ويبتعدون عن بوابات المسجد إحتراماً لبيت الله, وأكثر من ذلك يتوارد اولاد الحارة الى المسجد بمعرفة ذويهم مزودين بكل نواع الطعام والشراب وامام أعين الجيش الفرنسي دون ان يجرؤ أحد منهم حتى على تفتيشهم.
ولكن براءات الإختراع للنظام السوري تفوقت على أساليب الجيش الفرنسي بأشواط عديدة.. فتدنيس المساجد بأحذيتهم القذرة.. والقتل في حرم المسجد وباحاته.. وتمزيق كتاب الله ورميه على ارض المسجد.. والتدريب بالمدفعية على قصف مآذن المساجد هي إستراتيجة دائمة وثابتة عاصرها الشعب السوري منذ نصف قرن وحتى الآن.
وبعد كل هذا التفوق والتميز أعزائي القراء اليس من حقنا ان نقول: ياديكتاتوري العالم منذ ان خلق الله آدم.. إنا إليكم نعتذر.
و اخيراً
 أختم إليكم هذه المقالة بكلمات موجزة ولكنها معبرة :
إن النظام السوري هو حالة خاصة بالإجرام لاشك في ذلك كما أسلفت, وأن إستئصاله يقتضي أيضا حالة جدية تناسب تماماً حالة النظام الخاصة.. وهذه الحالة هي التقاؤنا في وحدة متكاملة, فكلنا متفق على هدف واحد وهو إستئصال هذا السرطان الخبيث من جسد الوطن لنؤسس بعدها جمهورية ديموقراطية تعددية مدنية وطنية , وبدون ذلك لن نستطيع ان نلزم دول العالم بتقديم الفعل المساعد الذي نريده ، فهل نحن فاعلون؟