اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الودّ ، بين اختلاف الرأي ، واتّفاقه !
الودّ ، بين اختلاف الرأي ، واتّفاقه !
24.08.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال أحمد شوقى ، فى رائعته "مجنون ليلى" ، على لسان ابن ذريح ، وهو يتحدّث لفتيات بنى عامر، عن الخلاف ، بين الحسين بن علىّ ، رضى الله عنه ، ويزيد بن معاوية الأموى :
ما الذي أضحَكَ منّي الظَبِيات العامريّهْ ؟
ألأنّي ، أنا ، شيعيٌّ ، وليلى أمَويّهْ ؟
اختلافُ الرأي لا يُفسد ، للودّ ، قَضيّهْ !
المسرحية تقتضي هذا الكلام ، أمّا الواقع ، فربّما اقتضى ، في أكثر الأحيان ، أن يقال : اختلافُ الرأي لا يَتركْ للودّ قضيّه !
والرأي : قد يكون سياسياً ، وهذا مذاهبه شتّى ، وسبله متنوّعة ، وربّما متعرّجة ، وعلى أساسه ، قد تُشكّل أحزاب وجمعيات ، ومنتديات ، وتكتّلات مختلفة !
وقد يكون الرأي اقتصادياً : اقتصادياً صرفاً ، أو ممزوجاً برؤية سياسية .. عامّاً أو خاصّاً ، يتعلّق باقتصاد : أسرة ، أو شركة ، أو مؤسّسة ، أو دولة !
وقد يكون الرأي اجتماعياً : حول مسألة اجتماعية صرف ، أو ممزوجة برؤية : اقتصادية ، أو سياسية .. أو نحو ذلك !
وقد يكون الرأي ثقافياً فكرياً، له طابع: تاريخي ، أو اجتماعي، أو سياسي، أو يشمل أموراً عدّة!
ومن طرائف الاختلاف ، ماورد عن شوقي ، نفسه ، والشاعر الفلسطيني المعروف ، إبراهيم طوقان ؛ إذ نظم شوقي قصيدة ، يطري فيها المعلّم ، ويثني عليه ، وعلى جهوده ، في تعليم الأجيال ، مطلعها:
قمْ للمعلّم ، وفّهِ التَبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكون رسولا!
فكتب إبراهيم طوقان - وكان يمارس التعليم - قصيدة طريفة ، يردّ فيها ، على قصيدة شوقي، معبّراً عن حال المعلّم ، وممّا قاله فيها :
شوقي يقول ، وما دَرى بمصيبتي : قمْ للمعلّم وفّهِ التَبجيلا
لو جرّبَ التعليمَ شوقي ، ساعة لقضى الحياةَ جَهالةً وخُمولا!
والقصيدة طويلة وطريفة ، يمكن أن يُرجَع إليها ، في مظانّها !
وقد يكون الرأي أدبيا : يتعلق بشاعر، أو قاصّ ، أو بظاهرة أدبية معيّنة !
وقد يكون الرأي علمياً : يتعلّق بمسالة علمية ، من نوع ما ، من أنواع العلوم !
وقد يكون الرأي دينياً ، وهذا أخطرُها : لأن الناس يَنظرون إلى الدين ، نظرة خاصّة ، والاختلاف في المسائل الدينية ، قد يؤدّي إلى نوع من الاقتتال ، بين المختلفين ؛ إذ يكفّر المختلفون ، بعضُهم بعضاً، أو يكفّر أحدهم الآخرين، باجتهادات معيّنة، وربما استحلّ دماءهم!
أمّا الحوار المتعلّق بمصالحَ ، تسعى الأطرافُ المتحاورة إلى تحقيقها ، فالأمر فيه مختلف ؛ إذ ينبغي فيه ، أن يقدّم كلّ طرف ، بعض التنازلات ، كي يصل الجميع ، إلى صيغة ، ترضي الأطراف المتحاورة ، حسب وزن كلّ منها ، وقوّته في الساحة !
وغنيّ عن البيان ، أن الاختلاف في الآراء ، قد يكون بين علماء ، وقد يكون بين جهلة ! فاختلاف العلماء الحقيقيين الثقات ، قلّما يخرج عن حدود الأدب ، أو يتحوّل إلى : شجار، أو قطيعة ، أو خصومة شخصية ! أمّا اختلافات الآخرين ، ممّن هم دونهم ، فقلّما تخلو، من عنصر، من العناصر المذكورة !
وممّا ورد عن الإمام الشافعي ، قوله : ماجادلتُ عالِماً ، إلاّ غلبتُه .. وما جادلني جاهلٌ ، إلاّ غلبني !