اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الفوضى الخلاّقة : تخلق ماذا !؟ والفوضى الهدّامة في سورية : تفعل ماذا !؟
الفوضى الخلاّقة : تخلق ماذا !؟ والفوضى الهدّامة في سورية : تفعل ماذا !؟
12.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) الفوضى الخلاّقة ، مصطلح حديث ، اخترعه الأمريكان ، ليمارسوا ، على أساسه ، أنواعاً من السياسة الخاصّة بهم ، في بعض دول العالم ! ومضمون المصطلح هو: أن الفوضى التي يصنعونها ، في بلد ما ، تساعدهم على صناعة الواقع الذي يريدونه ، في هذا البلد، عبر هيمنتهم على المفاصل الأساسية فيه ، البشرية منها، والاقتصادية ، والعسكرية ، والأمنية ، والسياسية ..! وهذه ترجمة مشوّهة ، لفلسفة كيسنجر السياسية في حل المشكلات ! إذ أجاب ، مرّة ، على سؤال ، حول طريقته في حلّ المشكلات.. بقوله : أحمّي الحديد ، ثم أطرقه ! أيْ : يشعل الحروب ، والصراعات الساخنة الدامية ، في البلد الذي يريد حلّ مشكلاته ، بما يناسب مصالح الأمريكان .. ثم يتحكّم بالخيوط الأساسية ، للصراع ، ويصنّع الحديد المحمّى ، كما يشاء ! فالحديد البارد ، كما هو معلوم ، لايصنّع بالصورة التي يريدها الحدّاد !
*) ملامح الفوضى الخلاّقة ، ظاهرة للعيان ، يراها الناس جميعاً .. كما يجري في العراق والصومال وأفغانستان ، على سبيل المثال ! بَيد أن قدرة الأمركان ، على تصنيع الواقع ، في هذه الدول ، وغيرها ، من الدول التي تعمّها الاضطرابات .. ليست كافية ، بالضرورة ، لتصنيع هذا الواقع كما يريدون !
*) الفوضى الهدّامة ، معروفة منذ أمد بعيد ، قبل أن يعرف العالم دولة اسمها أمريكا ! ومضمون هذه الفوضى : أن تكون دولة ما ـ بسبب فساد حكّامها ، وغبائهم ، وحماقتهم ـ فاقدة لكل مقوّم من مقوّمات الحياة الأساسية ، على مستوى الداخل ، من طعام وشراب ، وسكن وأمن ودواء ! كما أنها مرتع للّصوص والمجرمين ، من رجال الحكم ، وأعوانهم وعصاباتهم .. يسرقون المال العامّ ، وينهبون أموال الناس ، بحجج شتّى ، ويعتقلون من يحلو لهم اعتقاله، ويحكمون على من يريدون الحكم عليه، بالعقوبات التي يقرّرونها ، هم ، بما فيها عقوبات الإعدام ، والحبس المؤبّد ، والنفي ، ومصادرة الأملاك .. دون أيّ حسيب أو رقيب ، أو وازع من ضمير، أو خلق ، أو قانون !
كما تعاني الدولة من تخبّط شديد ، في تعاملها مع العالم الخارجي ، من دول وهيئات ومؤسّسات ، وتجمّعات بشرية من سائر الأصناف ! فهي لا تفرّق بين الصديق والعدو ! كما أنها تصنع لنفسها أعداء ، دون أيّ هدف أو غاية ! ولا تعرف كيف تدافع عن نفسها، ضدّ أيّ عدوّ خارجي ! وتثير المشكلات مع الدول ، دون هدف ، وتعجز عن حلّها ! ولا تحتمل أيّ ضغط عليها ، من أيّة دولة ، من تلك التي صنعت معها ، المشكلات .. فتبدأ بالتذلّل ، وتكليف الوسطاء ، لمساعدتها في حلّ الأزمة ، التي افتعلتها مع هذه الدولة ، أو تلك !
ويرى الناس ما يجري على أرض هذه الدولة ، أو بعضه .. فلا يتحرّك أحد منهم ، لمساعدة شعبها ، في التخلّص من مأساته ؛ لأن هذا يعدّ تدخلاً في الشأن الداخلي للدولة !
*) نموذج حيّ :
من أراد معرفة نموذج حيّ صارخ ، للفوضى الهدّامة ، فلينظر في وضع سورية ، في ظل الحكم الأسدي (الميمون !) وليدقّق في كل فقرة ، ممّا ذكر في هذه السطور، عن الفوضى الهدّامة .. ليراها ، كلّها ، بلا استثناء .. مطبّقة ، بشكل واضح قويّ ، على أرض الواقع ، سواء ماكان منها متعلّقاً بالشأن الداخلي ، أو ماكان متعلّقاً بالشأن الخارجي !
ولولا خشية الإطالة ، لضربنا أمثلة من الواقع السوري ، حيّة مباشرة ، على كل بند ممّا ذكر في هذه السطور! وحسب القارئ الكريم ، أن يستعرض ، بنفسه ، بعض ما يجري ، ليعلم أيّ نوع من أنواع الفوضى الهدّامة ، تعيشه سورية ، في ظلال آل أسد الوارفة ..! ثم ليعذر شعب سورية ، الأبيّ الصابر، على ما يتّخذه من مواقف ، تجاه هذه الأسرة الأسدية البشعة ! أو ليبحث ، في خياله السياسي ، للشعب السوري ، عن أفق متوقّع ـ ولانقول مرجوّ، أو مطلوب ـ من بين الآفاق المدلهمّة ، الماثلة أمام عينيه!
ويبقى سؤال ، ربّما كان هو بيت القصيد ، في هذه السطور:
إذا كانت الفوضى الخلاّقة ، التي تصنعها أمريكا ، تهيّء لأمريكا فرصاً متوقّعة ، أو مأموله ، للهيمنة على الشعوب ، والتحكّم بقرارات الدول التي تعمّها الفوضى ..
فماذا تَصنع الفوضى الهدّامة ، التي يَصنعها حكّام بعض الدول ، في دولهم .. ماذا تصنع للشعوب والأوطان ، وللأجيال اللاحقة ، من أبناء الأمّة !