الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  انتفاضة الثمانين : بطولة وإيمان !! حملات التفتيش !؟

انتفاضة الثمانين : بطولة وإيمان !! حملات التفتيش !؟

18.10.2014
يحيى حاج يحيى





( صوت مع صدى ، بشكل متلاحق )
تفتيش ... تفتيش ..... تفتيش ...؟!
 ( صوت منخفض بتعجب يدل على الرعب ) : تفتيش ؟!!
( ضربة إيقاع )
صوت ١ ( بقوة وعنف) : فلتُحطمْ كلُّ الأبواب ِ
ولْتُنبشْ أغراضُ البيتِ
صوت ٢ ( بانخفاض واستنكار ) : لكنْ في المنزل أطفالٌ ونساءٌ يرهبها الرعبُ ؟!
صوت١ ( بقوة وتجبر ) : لاترفع ْ صوتك محتجاً فعليهم أُعلنتِ الحربُ
أوليسوا من هذا الشعب ِ ويعادينا هذا الشعبُ ؟!
صوت ٢ : لكن ماجئنا للجيش ِ كي نقتل أبناءالوطنِ !؟
صوت ١: لكأنك لم تفهم قولي : الشعبُ عدوٌ من. زمن ِ!؟
{ وقفة عند كلمة الشعب ، ثم ينخفض الصوت عند : عدو من زمن ... بشكل يدل على الحقد }
صوت٢ ( متعجباً مستنكراً ) : الشعب عدو من زمن ؟!!
صوت ١ ( بقوة وسرعة ) : سنفتش ُحيّ الأنصاري وندك معاقل أعدانا
أنزلنا خمسة أفواجٍ وثلا ث كتائب ميدان ِ!!
فلْيُحجز كلُّ السكان ِ .. ولتمنع في الحال الحركة ؟!
{ وقفة مع قطع ثم يتغير إلى صوت تهديد } : والأمر يُنفّذُ في الحالِ
صوت ٢ ( باستغراب واستنكار ) : هل ندخل دون استئذان ِ؟!
صوت ١: عجباً ! لكأنك لاتدري مايعني أمرُ التفتيش ِ !؟
صوت٢ : لاأدري ! فأنا منقولٌ لسريتكم من يومين ِ!؟
صوت ١: ( بضحك واستعلاء ) ها ها ها !! حيِّ السكان بزخات ٍمن رشاش واصرخ بهمُ : ها قد جئنا ! ها قد عدنا !!
صوت ٢ : ( باستنكار ) لكنّ البيت له حرمة ؟!
صوت ١: ( بلا مبالاة ،وباستخفاف ) في غير زمان التفتيش ِ مقبولٌ أن يُطرق باب ُ !؟
صوت ٢ : لكنْ !؟
صوت ١ : (بسرعة) لكن ! ماذا ؟ لا ينفع إلا الإرهابُ !!
صوت ٢ ( باستنكار ) والناس ُ !؟
صوت ١ ( بتهكم واستخفاف ) والناسُ أذلاءٌ ماتوا أو عاشوا !؟ فليبق الحزب ُ ؟!
صوت ٢ (بتعجب واستنكار ) ألهذا جئت ُ من الجبهة ؟! وتركتُ حدود الجولانٍ ؟!
صوت ١ ( بهدوء مشوب بالتهديد ) لا تصرخ ؟ تلك أوامرنا وهنا محكمة ُالميدان ِ!
صوت ٢ ( بلجة سريعة مستنكرة ) عجباً ! أنقتّل أبناءً للوطن ونحن الأبناء ُ؟!
صوت ١ ( بتهديد ) نفّذْ ؟!
صوت ٢ : ( بتعجب رافض ) أأنفذ حكم الإعدام ِ في امرأة أم شيخ أعزل ؟!
أم في طفل يلهو مرحاً
 ( قوة في الصوت عند عبارة : سأموت ! ولكن لن أفعل ؟!
صوت ١ ( بقوة) الأمر صريحٌ فلتُقتل ؟!
صوت ٢ (بقوة ) خذها { صوت زخة من رصاص} خذها .. لن أقتل إخواني لن أذبح أبناء الوطنِ
فرصاصي من عرق الشعب ِ
من كدّ العامل في تعب ِ
من عزمات للفلاحِ
لألاقي خصمي في الساح ِ
وأشد عزيمة أوطاني !!
- خذها - خذها ؟!
 (صوت زخات من الرصاص يتخلله صوت أذان هادئ وبعيد : الله اكبر ،الله أكبر ... الله أكبر ، الله أكبر)
صوت ٢ ( بهدوء وتأثر ) عذراً يا شعبُ ويا بلد ُ ولْتُحطم ْللباغين يد ُ
مازال بجيشك أحرارٌ يفدون الأهل بما ملكوا !!
( يتوالى صوت الأذان : الله أكبر ، الله أكبر .... لاإله إلا الله)
{ صوت يمثل سورية تخاطب أبناءها بهدوء حزين }
 أهلاً أبنائي ! ففؤادي للكل ربيعٌ من حبِّ
 قد جدّد آمالي فيكم أنْ عاد الجيشُ إلى الشعب !!
*** كتبت هذه المسرحيات وسابقاتها عام ١٩٨٢ ، وأذيعت ممثلة في برنامج صوت المجاهدين ، من إذاعة سورية الحرة ،
 ونشرت في كتاب : نقوش على محاريب حماة ، إصدار دار النذير - سلسلة : من أدب المحنة والثورة في سورية رقم (١)
كنا منذ ذلك الوقت نستشرف اليوم الذي يعود فيه جيشنا المختطف إلى أهله !؟ فأشرق ربيع الحب والحرية ، وعاد المئات والألوف من أبنائنا في الجيش الحر بضباطه و صف ضباطه ، وجنوده الأبطال !!
لم يكن ذلك يومذاك حلماً لنائم ، آو أحلام يقظة لمتفائل !؟ ولكن كان رهاناً رابحاً على أصالة أبنائنا الذين رضعوا الشهامة من صدور الماجدات !!