الرئيسة \  ملفات المركز  \  انتخابات طرابلس البلدية : مفاجأة ورسالة شعبية

انتخابات طرابلس البلدية : مفاجأة ورسالة شعبية

01.06.2016
Admin


انتخابات طرابلس البلدية : مفاجأة ورسالة شعبية .. هزيمة المستقبل وحزب الله والأسد وميقاتي وكرامي والمتحالفون معهم وفوز ريفي‏
إعداد : مركز الشرق العربي
31/5/2016
عناوين الملف
  1. النهار :14 و8 آذار سابقاً هشّمتهما البلديات... ذاهبون إلى انتخابات نيابية بوضع سيئ
  2. شام تايمز :وزير العدل اللبناني أشرف ريفي يهزم تحالف الحريري ميقاتي بانتخابات طرابلس
  3. الانباء :جنبلاط: معركة طرابلس هي الحرمان أولاً!
  4. السفير :ريفي: لن أسمحَ لـ"حزب الله" بالسّيطرة على البلديّة في طرابلس
  5. النهار :لماذا استقال المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في طرابلس والشمال؟
  6. انا لبناني :أسرار انتخابات “طرابلس” والساحر الذي جمع الأضداد قبل السقوط!
  7. اذاعة النور :انتخابات بلدية طرابلس وقفة لمراجعة الحسابات: هل يعود تيار المستقبل الى قانون النسبية
  8. "النهار" :زلزال طرابلس يفتح ملف الهزائم والمكاسب أي تداعيات لصعود ريفي واستقالة فاضل؟
  9. السياسة :ريفي: طرابلس انتصرت والطرابلسيون قالوا كلمتهم
  10. الحياة :طرابلس تنتفض بلدياً على “ائتلاف الكبار” وريفي ينتصر وحيداً … والكرة في مرماهم
  11. النشرة :هزيمة طرابلس والتساؤلات السنية الكبرى
  12. النشرة :المستقبل يحصي خسائره... وطرابلس الضربة القاضية
  13. النشرة :ريفي "المتمرد" يعمق جرح الحريري... والخطاب العصبوي المتشدد يجتاح طرابلس
  14. المستقبل :الحريري: نحترم الإرادة الديموقراطية لأبناء طرابلس
  15. دعا القوى السياسية إلى إعادة النظر في أدائها وعناوينها تجاوباً مع الشباب ...المشنوق: الحراك البلدي أخرج الوطن من كوابيس الفراغ
  16. الديار:ريفي يكرّس زعامته : بابي مفتوح للحريري !! الانتخابات البلدية "زلزلت" الانتخابات النيابية والرئاسية من يختار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد الآن؟
  17. الديار: رئيس تيّار المستقبل خسر عمقه الاستراتيجي في طرابلس سقوط تحالف عون ــ جعجع في القبيّات وتنورين لماذا طلب فرنجيّة من الحريري ألا يُحرج في انتخاب الجنرال؟
  18. صحافتي :الانوار:الحريري يهنئ الفائزين بطرابلس... وريفي يمدّ يده لزعيم المستقبل
  19. المال :ريفي بعد فوزه بطرابلس: سأقاتل حزب الله طالما بقي فارسيا
  20. الديار”: طرابلس لسعد الحريري: أشرف ريفي يُمثلّني
 
النهار :14 و8 آذار سابقاً هشّمتهما البلديات... ذاهبون إلى انتخابات نيابية بوضع سيئ
ايلي الحاج
31 أيار 2016
كل الأحزاب والأجسام السياسية تقريباً خرجت مهشمة أو مصابة من الانتخابات البلدية والاختيارية في شكل أو آخر، هنا أو هناك، ولو بدأت الإنتخابات من محافظتي الشمال وعكار لكانت النتائج حملت تغييراً أوسع في بقية لبنان بفعل العدوى. ومن اليوم التالي لإعلان النتائج النهائية يمكن القول إن لبنان دخل مرحلة استعدادات محمومة للانتخابات النيابية وفقاً لقانون الستين في أيار 2017، إن لم يتفق الأطراف على انتخابات مبكرة، ولن يتفقوا.
 
ماذا عن احتمال تمديد ثالث لمجلس النواب في ضوء انتفاء مصلحة الأحزاب والكتل والأجسام السياسية في التقدم إلى انتخابات نيابية بعد ما أصابها في البلدية والاختيارية من خسارات؟ السؤال طُرح خلال جلسة تقويم شارك فيها ساسة وقادة رأي خلصت إلى استحالة إقدام أي جهة على اقتراح تمديد آخر وسط جو شعبي مُستفزّ إلى أقصى حد ومتحمس أكثر من أي وقت لانتخابات تحاسِب وتتيح التعبير عن الرأي.
إذاً، نحن ذاهبون إلى انتخابات نيابية حتماً ستطغى على أي موضوع آخر خلال شهور. ماذا عن انتخاب رئيس للجمهورية؟ يتفق الرأي هنا على أن احتمالات وصول رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية تضاءلت بعد ما حصل في طرابلس، حيث كان أحد الدوافع الرئيسية لتصويت أبناء المدينة بكثافة ضد لائحة التوافق الموسع هو الاعتراض على هذا الترشيح من خلفية اعتقاد قطاع واسع من الطرابلسيين، لا سيما الذين عانوا الأمرّين مدى سنوات بفعل الإشتباكات المسلحة بين جبل محسن وباب التبانة أن "المردة" أمّن خلفية من منطقة زغرتا لكل أنواع إمداد مسلحي جبل محسن بما كانوا يحتاجونه للاستمرار في المعارك. كما أن التصويت الكثيف في هذا الاتجاه كان اعتراضاً على ترشيح فرنجية المعتبر لصيقاً برأس النظام السوري و"حزب الله". يعني ذلك أن الخيار الذي كان يبدو ممكناً تحقيقه قبل انتخابات طرابلس صار أصعب بعدها لأن انعكاساته السلبية على من ساروا به ظهرت للعيان.
هذا الواقع لا يقود أيضاً إلى تسهيل السير في اتجاه قبول كتلة "المستقبل" بتأييد ترشيح زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون. إذا كان هذا الإحتمال وارداً، وإن باحتمال ضئيل من ضمن سلة تفاهمات سماها الرئيس نبيه بري "دوحة لبنانية" فإنه بات شبه معدوم بعد شبه الانقلاب السلمي الطرابلسي.
هل من احتمال لاتفاق على مرشح ثالث؟ لا احتمال من هذا النوع لأنه يستلزم تقارباً بين دول إقليمية تتباعد مواقفها أكثر من أي يوم مضى، ومساعي حثيثة من دول لا تضع لبنان في أولوياتها، لا بل لا تضع اسمه على أجنداتها في هذه المرحلة على الأقل؟
ما الذي يحمي لبنان إذاً وسط المنطقة المتفجرة من حوله والأخطار؟ العسكر؟ لا يستطيع العسكر في بلد منقسم إلى هذا الحد على الخيارات الوطنية الأساسية سوى القيام بما يقومون به : الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الحدود من الإختراقات.
سيكون لكل من الأحزاب والأجسام السياسية المتعددة الوقت في قابل الايام للإحتفال بفوزه بمجالس ومقاعد بلدية واختيارية، كما لتحليل أسباب هزائم فعلية أو معنوية نزلت به هنا وهناك، والإعداد لتكتيكات وتحالفات من أجل خوض المعارك النيابية الآتية، لكن ذلك الضجيج الآتي لن يحجب حقيقة أن لبنان في وضع سيئ جداً ولا جهة تملك تصوراً للمعالجة وتحسين شروط عيش الإنسان البسيطة في البلد.
لم تعد قوى 14 آذار موجودة مُذ رشّح طرفان رئيسيان فيها على التوالي النائبين فرنجية وعون لرئاسة الجمهورية إلا أن انتخابات الشمال وعكار فتحت حديث الورثة، وحال قوى 8 آذار ليس أفضل. فها هو "حزب الله" مُطارد مالياً وكل أنواع العقاب تلاحقه، والفريق الذي كان يترأسه هذا الحزب في حال غيبوبة وضياع تام. ولبنان في أمس الحاجة إلى شجعان يؤمنون بقدرة شعبهم على صنع معجزات.
 
======================
شام تايمز :وزير العدل اللبناني أشرف ريفي يهزم تحالف الحريري ميقاتي بانتخابات طرابلس
احتفل أنصار وزير العدل اللبناني المستقيل اللواء أشرف ريفي في مدينة طرابلس صباح اليوم الإثنين بعد تقدم اللائحة التي يدعمها في الانتخابات البلدية، والتي أجريت أمس، على اللائحة المنافسة التي يدعمها رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري وقوى أخرى.
وأعلنت المجموعة الانتخابية المؤيدة لريفي أن نتائج فرز 255 صندوقا انتخابيا أظهرت فوز لائحة “قرار طرابلس”، التي يدعمها ريفي بـ17 مقعدا، ولائحة لطرابلس بـ7 مقاعد، مشيرة إلى أنه مازال هناك 40 صندوقا في مرحلة الفرز. وقام أنصار ريفي بحمله على الأكتاف في الشارع العام أمام منزله بطرابلس وسط نثر الورود والأرز والزغاريد.
مفاجأة
والمفاجأة في الفوز، الذي كان حليفا تاريخيا لتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، أنه تفوق على لائحة تضم أغلب القوى السياسية التقليدية في طرابلس، والتي تحالفت معا رغم خلافتها التقليدية، حيث أنها مدعومة من الملياردير اللبناني رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي ابن المدينة و”تيار المستقبل” والوزير السابق الملياردير محمد الصفدي والجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين)، وجماعة المشاريع الخيرية الإسلامية (المعروفة بالأحباش).
ويشار إلى أن ريفي، الذي كان مديرا عاما للأمن الداخلي اللبناني، أصبح وزيرا للعدل في الحكومة الحالية من خلال تحالفه مع تيار المستقبل، إلا أنه استقال من الحكومة بسبب تجاهل الحكومة لمناقشة طلبه بإحالة قضية الوزير السابق ميشال سماحة المدان بالتخطيط لاغتيالات وتفجيرات للقضاء المدني بعد حكم درجة أولى مخفف عليه من قبل القضاء العسكري.
كما أبدى ريفي، الذي يصف نفسه بأنه “حالة حريرية مستقلة”، اعتراضه على سياسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، خاصة في ضوء مواقف الحزب وإيران من دول الخليج وترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية للرئاسة، مما أدى إلى تزايد الفجوة بينه وبين المستقبل الذي يسعى لمعالجة الخلافات عن طريق التفاهم مع حزب الله، بينما ريفي للتصعيد.
صدمة سياسية
وشكّلت هذه النتيجة صدمة سياسيّة، خصوصاً أن الجميع اعتبر أن ريفي سيحصل على نسبة جيدة من الأصوات بأحسن الأحوال. وقد هنأ الحريري “الفائزين بانتخابات الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً”، قائلاً “أدعو الجميع إلى التعاون لمصلحة المدينة، كما نؤكّد على احترام الإرادة الديمقراطية لأبناء طرابلس الذين اختاروا أعضاء مجلسهم البلدي الجديد”.
وبهذا يكون ريفي قد “انهى” زعامة “تيار المستقبل” في الشمال وتحديداً في طرابلس بحسب ما يشير إليه المراقبون.
وعقب صدور النتائج أكد ريفي أن “طرابلس انتصرت وقرارُها انتصر، وفي كلّ الأحوال كانت لنا أهداف من خلال هذه العملية وقد تحقّقت”. مضيفاً: “أساساً أنا قدّمت استقالتي ومصٍر عليها، إنّما أنتظر وضعاً قانونياً يَسمح بقبولها، وأنا لم أعد أشبه هذه الحكومة ولا هي تشبهني”. وخَتم: “نحن نؤسّس للأيام المقبلة”.
شام تايمز
======================
الانباء :جنبلاط: معركة طرابلس هي الحرمان أولاً!
30 مايو 2016
0
كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر “تويتر”:
الإمتحان الكبير أمام الفائزين في طرابلس هو التأكيد على خط الإعتدال لسعد الحريري. النجاح الكبير مرده أهمال طرابلس ووعود في التنمية لا تحصى ولم ينفذ منها شيئاً. لكن المعالجة تكون بخطاب هادئ يعالج عملياً الحرمان ولا يتفاداه لا سمح الله بالهروب إلى كلام متشنج بعيداً عن هموم طرابلس، إنه إمتحان سياسي كبير نتمنى على اللوء أشرف ريفي، وهو من مدرسة رفيق الحريري وسعد الحريري، أن يواجهه كما واجه في الماضي بكل شجاعة ومخاطرة الإرهاب مع رفيق دربه وسام الحسن ونجحا سوياً”.
أضاف جنبلاط: “معركة طرابلس هي الحرمان أولاً والتأكيد على الإعتدال والإنفتاح على جبل محسن والحفاظ على التنوع بعيداً عن اللون الواحد”.
 
=====================
السفير :ريفي: لن أسمحَ لـ"حزب الله" بالسّيطرة على البلديّة في طرابلس
هنّأ وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الأعضاء الفائزين في لائحة "قرار طرابلس"، داعياً إيّاهم إلى أن يكونوا على المسؤوليّة وقدّموا للمدينة تصوّراً للتّعويض على ما فاتها".
وقال، خلال مؤتمر صحافيّ في دارته بطرابلس، "سأكون أول من يحاسب على الأخطاء، طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك"، رافضاً أن "يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله".
وتابع ريفي: "إلى أهلنا في لبنان من الجنوب والبقاع والشمال في بشري والكورة وزغرتا وعكار والضنية هذه طرابلس عاصمة لبنان الثانية عاصمة الشمال، نحن سنحافظ على تراث طرابلس كمدينة"، مضيفاً: "أنا اللواء أشرف ريفي أؤكد لكم أن إجريي على الأرض وراسي ع كتافي، أنا لبناني مسلم أؤمن بالعيش المشترك والوحدة الوطنية ويدي ممدودة لكل مواطن لبناني يريد أن يعمل لبلده، فطرابلس مدينة العيش المشترك وأنا أصر أن نعيش معا مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة وعلوييين معاً".
وتوجّه ريفي إلى حزب الله بالقول: "أنت كمشروع إيراني فارسي سأبقى أقاتلك سياسيّاً وحضاريّاً وإعلاميّاً، لن نسمح للبنان بأن يصبح إيرانيّاً ولن أستسلم ولن أعطي تكليفاً شرعيّاً لذلك".
 
("موقع السّفير")
======================
النهار :لماذا استقال المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في طرابلس والشمال؟
المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
31 أيار 2016 | 11:28
اعلن المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في #طرابلس والشمال ايهاب نافع في بيان استقالته. وقال: "مع إجراء الانتخابات البلدية في #طرابلس، جرت اتفاقات وتحالفات لم ترق للشارع الطرابلسي، فتم الاعتراض عليها من الكثيرين، ولكن القائد يرى بحكم موقعه أكثر مما يرى القاعد، وقد يصيب وقد يخطئ في اجتهاده، وعليه أن يتحمل مسؤولية هذا الاجتهاد".
وتابع: "بعد صدور النتائج التي أظهرت ان اختيارنا لم يكن سليما، ولم تلب الجماعة طموحات الشارع الطرابلسي ولم ترق إلى مستوى تطلعاته، فإنني بوصفي مسؤولا عن العمل السياسي للجماعة الاسلامية في طرابلس والشمال، أتحمل مسؤوليتي كاملة أمام أهلنا ومناصري جماعتنا ومحبيها، ولذلك، فقد تقدمت باستقالتي من هذه المسؤولية بكل شفافية، لأعود جنديا في هذه الدعوة المباركة التي نشأت فيها وتتلمذت على أفكارها، متمنيا لمن يختاره الأخوة بعدي سداد الرأي والخطى".
======================
انا لبناني :أسرار انتخابات “طرابلس” والساحر الذي جمع الأضداد قبل السقوط!
كتب في : مايو 31, 2016في المحلية
على الرغم من انتهاء معركة طرابلس بإكتساح كبير حققه الوزير اشرف ريفي ولائحته قرار طرابلس، غير ان اسرار موقعة الاحد وما سبقها لا تزال مبهمة بعض الشيء، ويكفي مثلا استعراض لغز اجتماع الاضداد والخصوم لمعرفة تعقيدات الصورة القائمة.
ليبانون ديبايت حصل على معلومات خاصة قد تساهم في كشف عدة امور ابرزها. خلفية قرار استبعاد جميع اعضاء البلدية السابقين والذين ترشحوا للانتخابات، وهوية اللاعبين البازرين في تشكيل لائحة لطرابلس والذين عملوا من تحت الطاولة وخلف الستار.
تقول مصادر خاصة واكبت انتخابات المدينة، “إن طبخة التوافقيين، عمل على إنضاجها طارق فخر الدين (ابو عصمت) المقرب من جميع الأقطاب الداعمين لـ(لطرابلس)، وان قرار استبعاد اعضاء البلدية التي كانت موجودة في السنوات الست الأخيرة، من لائحة لطرابلس لم يكن بسبب فشل المجلس البلدي السابق كما قيل وانما نتيجة وعد اعطاه الرئيس ميقاتي، لابو خالد صبح (مقرب جدا من زعيم العزم والسعادة) باستبعاد من دخل بمشاكسات مع قريبه خالد صبح في المجلس البلدي.
وتكشف المصادر عن اجتماع حصل بعيدا عن الاضواء في 18/5/2016 جمع كلا من الوزير فيصل كرامي، والرئيس نجيب ميقاتي، إضافة إلى شخصين دخلا إلى المجلس البلدي منذ عام 1998 وحضر الاجتماع صاحب الأيادي البيضاء في تجميع لائحة التوافقيين، طارق فخر الدين.
وتشير، ” الى انه وعشية اقفال باب الترشيح طلب كرامي من أحدهما التريث بتقديم اوراق ترشيحه طالبا منه القدوم للاجتماع معه، وكذلك الامر بالنسبة إلى الشخص الآخر الذي كان قد قدم ترشيحه، واثناء اللقاء طلب فيصل من الأول عدم الترشح وتمنى على الثاني الانسحاب، وافق الأول على طلب كرامي، فيما توجه فخر الدين الى الثاني قائلا الن تنسحب كرمى لعيون الرئيس ميقاتي والوزير، فتملص من الإجابة والموافقة، وابلغهم بأنه سيراجع عائلته بهذا بهذا الخصوص، ثم يعود اليهم.
وتلفت المصادر،” إلى ان الرجلين الذين طلبا منهما عدم الترشح للاول والإنسحاب للثاني، قادا في الفترة الماضية حركة اعتراض الاهالي في طرابلس على مشروع المرآب الذي إصطدم برفض شعبي كبير في المدينة”.
هل يمكن لشخص كفخر الدين ان يلعب كل هذه الادوار في مدينة تضم رؤوساء حكومات ووزراء وامنيين نافذين، سؤال يرد عليه مصدر مطلع بالقول،” الرجل موجود منذ الثمانينات وبنى شبكة علاقات كبيرة مع الجميع ويكفي الإشارة الى انه استقل طائرة سعد الحريري الخاصة برفقة نجله وفيصل كرامي عندما توجه الاخير الى الرياض للقاء زعيم المستقبل”.
دور فخر الدين (له علاقات غير ودية مع التبانة بسبب احداث الثمانينات) الكبير في تشكيل لائحة “لطرابلس”، ظهر جلياً بحسب المصادر عبر إستبعاد المرشحين الشعبيين في باب التبانة كعربي عكاوي، وفرض مرشحين غير معروفين شعبيا، والأهم كان في عمله على اقناع نجيب ميقاتي بالتحالف مع الحريري الذي يمر تياره بمرحلة انعدام وزن في الشمال نتيجة تراكمات عديدة منها: الإهمال والتباعد مع ريفي والخطة الأمنية وقضية قادة المحاور ووثائق الإتصال الصادرة بحق الالاف من ابناء المدينة، علما بأن التحالف الحريري-الميقاتي سبب إزعاجا كبيرا لأنصار الأخير الذين كانوا يرغبون بالذهاب إلى معركة بمواجهة التيار الأزرق لتكريس زعامة زعيمهم على المدينة.
======================
اذاعة النور :انتخابات بلدية طرابلس وقفة لمراجعة الحسابات: هل يعود تيار المستقبل الى قانون النسبية
نُشر :اليوم، 08:33 ص
لكاتب: اذاعة النور
انجلت غبار الإنتخابات البلدية والإختيارية في الشمال لتكشف نتائجها خسارة مدوية لتيار المستقبل الذي اخطأ في تقدير توجهات الناس بحسب ما صرح النائب سمير الجسر غير ان تداعيات انتخابات طرابلس قد تنعكس في اداء الاطراف السياسية لا سيما فريق المستقبل للعودة على اعادة تكونين السلطة عبر قانون انتخاب يعتمد النسبية ويحقق التمثيل الصحيح
انتخابات بلدية طرابلس وقف لمراجعة الحسابات : هل يعود تيار المستقبل الى قانون النسبية
اولى تداعيات انتخابات طرابلس كانت استقالة النائب روبير فاضل لاستبعاد المكون المسيحي عن تمثيله في المجلس البلدي الذي غاب عنه ايضاً الطائفة العلوية ابو فاضل و في استقالته من مجلس النواب، قال  لقد كشفت معركة الإنتخابات البلدية في طرابلس غبارها، وإذا بها تغيّب أو تهمش أكثر من مكون أساسي من المجلس البلدي الجديد أو على الأقل أخلّت بالأعراف والجوهر.  وطالب فاضل باعتماد قانون جديد للانتخابات البلدية، «كي لا يتحوّل بدون قصد إلى مصدر للفتنة أو الإلغاء».
رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد انه لا يجوز التعاطي مع ما حصل في طرابلس بالانفعال وانما بالحكمة محذرا من خطورة الانزلاق الى ردود فعل متسرعة لان المرحلة لا تحتمل أي سلوك قد يساهم في تأجيج الجمر الطائفي او في رفع منسوب التعصب، وخلال تلقيه اتصالا من النائب روبير فاضل  قال بري ان الامر لا يتوقف على عدم وجود ممثلين عن المسيحيين في المجلس البلدي بل ان الازمة الاكبر تتمثل في استمرار غياب رئيس الجمهورية المسيحي، مؤكدا انه لن يقبل الاستقالة.
كما أكد بري لرئيس المجلس العلوي الشيخ اسد عاصي الذي اتصل به معترضاً على الخلل الحاصل في المجلس البلدي وجوب ضبط النفس لان أي تصرف انفعالي قد يعيد انتاج التوتر بين باب التبانة وجبل محسن.
عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر اعتبر أنّ ما جرى في طرابلس يتطلب مراجعة وإجراء قراءة متأنّية لأنّ العملية الانتخابية لها جوانب وعوامل عدة،  وقال في حديث صحفي قد نكون أخطأنا التقديرَ في توجّهات الناس ورغباتهم، رافضاً اعتبارَ أنّ النتائج التي أفرَزتها صناديق الاقتراع ستنسحب على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة
وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أكد أن فوز اللائحة المدعومة منه هو فوز لكل طرابلس، مشيراً إلى أن عاصمة لبنان الثانية تنتظر الإنماء الذي غاب عنها، معتبراً أن الطرابلسيين رفضوا المحاصصة وعبروا بأصواتهم عن إرادتهم بالتغيير، وقال ريفي: أمد يدي للرئيس سعد الحريري للعمل سوية، وأضاف: نحن اختلفنا على نقاط سياسية على رأسها ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
======================
"النهار" :زلزال طرابلس يفتح ملف الهزائم والمكاسب أي تداعيات لصعود ريفي واستقالة فاضل؟
لم تكن المفاجأة المدوية التي حملتها صناديق "الفجر الطرابلسي" مقدمة وزير العدل العالقة استقالته اللواء أشرف ريفي "جنرالاً" سياسياً أو زعيماً "تغييرياً" في الساحة الطرابلسية والشارع السني عموماً سوى بداية انطلاق لتداعيات سياسية واسعة النطاق لعلها الأولى من نوعها منذ الانتخابات النيابية الاخيرة التي أجريت عام 2009 ولو اختلف الكثير من الظروف والملابسات بين التجربتين. اذ أنه يكفي لتبين حجم "الزلزال" الانتخابي في طرابلس الذي "استولد" صعود زعامة جديدة تمكنت من الفوز المباغت على تحالف سياسي وقيادي عريض أن تدرج معركة طرابلس تحديداً في اطار المعركة التي فتحت بذاتها ملف واقع سائر القوى السياسية والأحزاب والتيارات في كل الاتجاهات مع انها لم تكن وحدها الحافز الوحيد لفتح هذا الملف عقب انتهاء الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية. لكن حجم التغيير الكبير الذي طرأ على المشهد الطرابلسي عقب اكتساح لائحة "قرار طرابلس الريفية" الغالبية الساحقة من مقاعد المجلس البلدي المنتخب أطلقت رياح التداعيات الى الأبعد من الشارع الطرابلسي وفي اتجاهات باتت تضع فوراً على الطاولة آفاق الحسابات المثقلة بالهواجس لدى مختلف الافرقاء التقليديين.
ولكن الى جانب الشحنة التغييرية التي حملها استحقاق ديموقراطي ناجح سجل في خانة وزير الداخلية نهاد المشنوق والجيش والقوى الامنية خصوصاً وحكومة الرئيس تمام سلام عموماً، فان محاذير هذه الشحنة سرعان ما انتصبت مع أمر كان يخشاه كثيرون حتى قبل التحول الانتخابي الذي حمل فوز لائحة اللواء ريفي وهو أن تؤدي المواجهة الانتخابية الحادة الى فقدان التوازن الطائفي وسقوط تمثيل الأقليات المسيحية والعلوية في المجلس البلدي المنتخب. وقد وقع المحظور فعلاً حتى قبل اعلان نتائج الفرز الرسمية التي تواصلت حتى منتصف الليل الماضي بما يعني أن المجلس البلدي الجديد سيكون مشوباً بافتقاده التعددية الطائفية في ثانية كبرى مدن لبنان. ولم تقف تداعيات هذا التطور عند حدود الصدمة بل تعدتها الى مفاجأة ثانية فجّرها النائب روبير فاضل الذي استبق صدور النتائج الرسمية للانتخابات في طرابلس بإعلانه استقالته من النيابة اعتراضاً على "تغييب أكثر من مكوّن أساسي من المجلس البلدي الجديد والاخلال بالأعراف والجوهر". ومع التخوف الذي أثاره هذا التطوّر من كونه مؤشراً لحالة متشددة تسود المدينة ساهم الاستحقاق الانتخابي في انعاشها، سارع الوزير ريفي الى اعادة رسم مواقفه ضمن اطار سياسي صرف، مشدداً على أن طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك. وفي خطاب غلبت عليه أدبيات "ثورة الارز" وانتفاضة 14 آذار أدرج ريفي فوز لائحته في اطار "اسقاط تهريبة محاصصة وتحالف هجين وقلنا لهم بالصوت العالي لن نقبل بأن يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله والنظام السوري وعملاؤه وأن أبناء مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزالون على عهدهم وقسمهم ووفائهم للمبادئ التي استشهد من أجلها الرئيس الحريري وشهداء ثورة الأرز الابطال".
صوت الاعتراض
ولكن ماذا عن ملابسات الانقلاب الانتخابي الذي شهدته طرابلس؟
أوساط طرابلسية واكبت عن كثب الاستحقاق البلدي شرحت لـ"النهار" المعطيات التي رافقت نتائج الانتخابات، فقالت إن الرئيس نجيب ميقاتي الذي حمل لواء اللائحة التوافقية أصر على اختيار رئاستها ممن ينتمي اليه رافضاً اقتراحات عدة أن يكون رئيس اللائحة من "تيار المستقبل"، معتبرة أن انه أراد أن يكون خياره خياراً سياسياً يكرّس من خلاله زعامته على طرابلس، ولكنه خيار أدى الى نتائج عكسية. وأضافت "أن ما شهدناه أول من أمس هو صوت اعتراضي بامتياز" على المستويات الآتية:
أولاً: اعتراض حقيقي على قرار "تيار المستقبل" التوافق مع الرئيس ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي ولم يقتنع الجمهور الطرابلسي الأوسع بمنطق صرف النظر عن الجانب السياسي والتركيز فقط على الجانب الانمائي في انتظار بلورة الخيارات السياسية في الانتخابات النيابية ورئاسة الحكومة.
ثانياً: يقول الرئيس سعد الحريري إنه يتخذ مواقفه إنطلاقاً من المصلحة الوطنية. فهو دخل حكومة واحدة مع "حزب الله" مع ربط نزاع. كما دخل حواراً مع الحزب من أجل وقف ممارسات الأخير في لبنان وخصوصاً من خلال ما يسمى "سرايا المقاومة" التي اخترقت الطائفة السنيّة في مناطق عدة. ثم كان خيار الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية كي يخترق الجمود الذي فرضه "حزب الله" على الاستحقاق الرئاسي. لكن كل هذه المواقف لم تصل الى أي مكان، إذ بقيت الحكومة مشلولة مما أدى الى انهيار إقتصادي شمل كل لبنان بما فيه طرابلس. واستمرت ممارسات "حزب الله" من دون اي تغيير ولم يلاق "المستقبل" في الحوار بحل "سرايا المقاومة". كما أن ترشيح الحريري النائب فرنجية لم يخرج لبنان من الحلقة المفرغة رئاسياً بعدما أصرّ الحزب على العماد ميشال عون خياراً وحيداً.
ثالثاً: لم يؤد المستويان الأول والثاني مضافا اليه المستوى الذي جرى الحديث عنه سابقاً عن اختيار ميقاتي رئيساً للائحة يمثله، الى ما ذهب اليه الحريري من توافق مما انتهى الى النتيجة المعروفة التي لا تعكس ما يريده جمهور "المستقبل" المعترض على مسار لا يمثل تطلعاته.
وفيما أكد الرئيس الحريري "احترام الارادة الديموقراطية لأبناء طرابلس"، قال الرئيس ميقاتي من جانبه: "لا بد لنا جميعا من أن ننحني أمام ارادة أبناء مدينتي طرابلس".
المقلب المسيحي
واذا كان الانقلاب الطرابلسي خطف الأضواء والاهتمامات الداخلية، فإنه لم يحجب تماماً تداعيات الجوانب الأخرى من نتائج الانتخابات في الشمال وخصوصاً في المقلب المسيحي. خرج "الشمال المسيحي" من معاركه بخليط من الهزائم والانتصارات يحتم اجراء ما نصح به وزير الداخلية نهاد المشنوق القوى السياسية من دون استثناء "بأن تعيد النظر في أدائها وعناوينها ومفرداتها تجاوباً مع عنصر الشباب الذي أثبت قدرته على التغيير". واذ اثبتت معركتا تنورين والقبيات اللتان فاز فيهما الوزير بطرس حرب والنائب هادي حبيش متحالفاً مع النائب السابق مخايل ضاهر والكتائب صعوبة اختراق ثنائي تفاهم معراب الحصون السياسية والعائلية التقليدية، فإنه لا يمكن تجاهل المكاسب التي حققها طرفا التفاهم "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الكثير من البلدات والقرى في البترون والكورة وعكار بالاضافة الى بشري اذ الثقل "القواتي". ومع ذلك ثمة الكثير من الوقائع الانتخابية السلبية التي واجهها طرفا التفاهم حيث سجلت اختراقات مستقلة ونسب انتخابية مرموقة في مواجهتهما من شأنها أن تشكل انذارات مبكرة لواقع هذا التحالف حيال الانتخابات النيابية المقبلة. وأوردت الماكينة الإنتخابية لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أنه حقق نجاحاً كبيراً في كل بلدات الكورة، حيث فاز 28 مجلساً بلدياً محسوباً عليه، أو قريباً منه سياسياً أو شخصياً في مستوى علاقات تربطه بعائلات بلداتها. كما فازت اللائحة التوافقية التي دعمها في بلدته انفه.
======================
السياسة :ريفي: طرابلس انتصرت والطرابلسيون قالوا كلمتهم
ذكرت صحيفة “السياسة الكويتية” أنه على أهمية الدلالات السياسية للنتائج التي حملتها عمليات الفرز في محافظتي الشمال وعكار خصوصاً في المواقع ذات البعد السياسي، فاجأت مدينة طرابلس المراقبين للاستحقاق البلدي والاختياري بتفوقها على ما سبقها من جولات في إبراز خصائص انتخابية لم تكن محسوبة تماماً، ذلك ان “اكتساح” لائحة “قرار طرابلس” المدعومة من الوزير اشرف ريفي مقاعد المدينة البلدية كان له الوقع المدوي في مواجهة التحالف الحزبي الرباعي (الحريري- ميقاتي- الصفدي -كرامي) الذي على رغم متانته، لم يصمد في مواجهة حلف ريفي مع الشارع الطرابلسي الذي عبّر في صندوق الاقتراع عن توقه الى القيادات القريبة منه التي تتكلم لغته، ولم يعد ممكناً تجاوز حيثيته الواسعة ليس في طرابلس فحسب، إنما على مستوى يتخطى حدودها الجغرافية وربما الى مساحة لبنان.
وفي نتائج انتخابات بلدية طرابلس، فازت لائحة ريفي بـ18 مقعداً مقابل ستة مقاعد للائحة تحالف القوى السياسية، فيما برزت معلومات مساء الاثنين 31 أيار عن ارتفاع عدد الفائزين إلى 20 مع استمرار عمليات فرز الصناديق، في دلالة واضحة على أن “تسونامي ريفي” أقوى من أي تحالف في المدينة.
وتوقفت مصادر سياسية عند هذه النتائج المدوية، مشيرة إلى أن ريفي بات زعيماً في طرابلس بتأييد الغالبية، وخصوصاً الذين ينتمون إلى الأحياء الشعبية والفقيرة على غرار باب التبانة والقبة والحدادين والمهاترة والسويقة الذين قالوا كلمتهم بوضوح.
وأشارت إلى أن النتائج تدل على أن شعبية “تيار المستقبل” برئاسة سعد الحريري باتت في أدنى مستوياتها في طرابلس، كما أن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لم يعد يمثل تلك القوة الحاسمة، إلا أن الأهم هو أن الطرابلسيين عبروا عن سأمهم من الطبقة السياسية والتحالفات بين الأحزاب القائمة على المحاصصة.
وبحسب المصادر، عكست النتائج الاستياء العارم في صفوف الطرابلسيين من الطاقم السياسي وتوقهم إلى التغيير، لأن القيادات السياسية في المدينة فشلت على مدى السنوات الماضية في تلبية حاجات الناس والحد من معاناتهم وغياب البرامج الإنمائية والاجتماعية والاقتصادية، كما أنه لا يمكن أبداً إغفال الصوت الطرابلسي العريض الرافض للأداء السياسي لقيادات المدينة، في “المستقبل” وغيره، في وقت يعلم الجميع مسؤولية “8 آذار” وتحديداً “حزب الله” في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وشل عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية، وهو الأمر الذي عرف ريفي كيف يستغله، من خلال مواقفه المنتقدة لأداء “تيار المستقبل” وميقاتي وتأكيده على استقلالية قراره السياسي بعد استقالته من الحكومة، مع الأخذ بالحسبان أن مواقف الحريري التي تلت استقالة ريفي من الحكومة وتحديداً في قوله إنه “لا يمثلني” فعلت فعلها في الشارع الطرابلسي الذي اعتبرها إهانة لوزير العدل المستقيل الذي وقف سدّاً منيعاً في مواجهة “حزب الله” وحلفائه وكل الذين حاولوا التغطية على جريمة ميشال سماحة، وإنكار جهوده وتضحياته التي بذلها دفاعاً عن قضية اللواء الشهيد وسام الحسن.
وأكد الوزير ريفي لـ”السياسة” أن “طرابلس انتصرت وقال الطرابلسيون كلمتهم في رفض المحاصصة”، مشيراً إلى أنه “مستمر في نهجه وسياسته ومبادئه الوطنية”.
وفي مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الاثنين، أكد ريفي أن أن انتصاره هو انتصار للتغيير وللمجتمع المدني ولكل لبناني مؤمن بدولة العدالة، مشدداً على أن “احتكار الناس لن يدوم فالتغيير آت”.
وأعلن أنه يمد يده الى الحريري، موضحاً أنهما اختلفا على نقاط سياسية أبرزها ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية للرئاسة.
وقال متوجهاً إلى أهالي المدينة “أرادوها تهريبة محاصصة فقلنا لهم هذا لن يمر، أرادوها تحالفا هجينا فقلنا بالصوت العالي اننا لن نقبل بأن يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله والنظام السوري وعملاؤه الذين فجروا مسجدي السلام والتقوى. أرادوها استخفافا بأهل طرابلس فقلنا لهم ان أبناء مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزالون على عهدهم وقسمهم ووفائهم للمبادئ التي استشهد من أجلها الحريري والشهداء ثورة الأرز الابطال”.
وإذ أكد أن “طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك التي يعيش فيها المسلم والمسيحي والسني والعلوي معاً”، قال ريفي “لقد كان لدي منذ البداية هاجس الإخلال بالتوازن والعيش المشترك في المدينة فقمت بمبادة طرحتها على مطارنة طرابلس وعرضت على من شكلوا اللائحة المنافسة ان تكون الأسماء المسيحية والعلوية واحدة في اللائحتين وأكدت ذلك قبل يوم واحد من إجراء الإنتخابات ولكن مع الأسف قوبلت مبادرتي بالتجاهل والرفض”، في إشارة إلى أن المرشحين العلويين والمسيحيين خسروا في كلتا اللائحتين ولم يدخل أي منهم إلى المجلس البلدي الجديد.
وأهدى الانتصار إلى “روح الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز وكل من سقط دفاعا عن لبنان السيد الحر المستقل”.
ورداً على سؤال عن استعداده لمد يده إلى “حزب الله” في السياسة، قال ريفي إن “مجرد مشاركتي في الحكومة يعني قبولي بالجلوس على الطاولة نفسها مع “حزب الله”. وانا كنت واضحاً مع “حزب الله” باننا شركاء في الوطن ولا يمكن ان نلغي بعضنا، لكن انت كمشروع ايراني فارسي سأقاتلك سياسياً وحضارياً واعلامياً ولن نسمح للبنان أن يصبح إيرانياً ولن أستسلم ولن أعطي تكليفًا شرعياً لذلك”.
وبالتوازي مع “زلزال طرابلس”، فإن النواب المسيحيين المستقلين وجهوا صفعة قوية لـ”اتفاق معراب”، مؤكدين أن تفاهم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، لا يختزل إرادة كل المسيحيين ولا يعبر عن مواقفهم جميعاً، حيث فازت اللائحة المدعومة من النائب بطرس حرب في بلدة تنورين بكامل أعضائها، فيما فازت اللائحة المدعومة من النائب هادي حبيش في بلدة القبيات بـ16 مقعداً، مقابل 2 في مواجهة اللائحتين المدعومتين من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في البلدتين المذكورتين، ما اعتبره البعض نكسة إضافية تضاف إلى سلسلة النكسات التي تعرّض إليها “اتفاق معراب” في انتخابات جبل لبنان.
======================
الحياة :طرابلس تنتفض بلدياً على “ائتلاف الكبار” وريفي ينتصر وحيداً … والكرة في مرماهم
كتب محمد شقير في صحيفة “الحياة”:
فاجأ وزير العدل أشرف ريفي القيادات الطرابلسية الداعمة للائحة الائتلافية في الانتخابات البلدية، بانتفاضة لم يكن يتوقعها أحد، أتاحت للائحته السيطرة على المجلس البلدي المنتخب بـ 18 عضواً مقابل 6 أعضاء لمنافسيه، وغاب عن المجلس تمثيل الأقليات من مسيحيين وعلويين، وسجل الاقتراع تراجعاً في نسبة المقترعين الذين قارب عددهم الـ40 ألفاً أي أقل من 25 في المئة من المسجلين على لوائح الشطب.
وأحدث فوز لائحة ريفي هزة سياسية في داخل “تحالف الكبار” الذي رعى اللائحة الائتلافية، وتشكل من تيار “المستقبل” والرئيس نجيب ميقاتي ونواب المدينة والوزير السابق فيصل كرامي والعلويين و”الجماعة الإسلامية” وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية- الأحباش، ويفترض بهؤلاء التعامل معها بجدية بغية تدارك ما قد تحمله الانتخابات النيابية المقبلة من مفاجآت، مع أن ريفي بدا وحيداً في المعركة.
لماذا حقق ريفي هذا الانتصار البلدي الكبير؟ وهل من كلام سيقوله لاحقاً أركان “تحالف الكبار” في مراجعتهم الأسباب والدوافع التي كانت من نتيجتها انقطاع التواصل الى حد ما بينهم وبين الشارع الطرابلسي، وتحديداً في المناطق الشعبية؟ واستباقاً لما ستحمله مراجعة هؤلاء من “اعترافات” تتعلق بمكامن الخلل، يقول مراقبون إن فوز لائحة ريفي جاء نتيجة انقلاب في المزاج الطرابلسي صبّ لمصلحته. ويتوقفون أمام جملة اعتبارات أبرزها:
1 – أن ائتلاف الكبار جمع بين أضداد على خلاف سياسي حاولوا أن يقفزوا فوقه بتركيزهم على الإنماء.
2 – غياب صدقية التحالف في الشارع الطرابلسي، لأن من اجتمع تحت سقفه هم على تباين سياسي، سواء بالنسبة الى الموقف من النظام السوري أو الحوار مع “حزب الله”.
3 – أن هذا التحالف اعتقد أن معركته في مواجهة ريفي ستكون سهلة، وأخذ معظم أركانه يراهن على أن لديه القدرة على اجتياحه بلدياً لشطبه من المعادلة السياسية في طرابلس، وبالتالي قطع الطريق أمامه من أن يكوّن حالة خاصة به، وعليه فإنهم لم يبذلوا جهداً لحض جمهورهم على الاقتراع، ظناً منهم أنه موجة عابرة ستتراجع مع الوقت.
4 – أن توجه أركان الائتلاف بخطاب إنمائي لم يكن كافياً، لأن من انحاز منهم للائحة ريفي كان اختبرهم في المجلس السابق الذي عاب عليه الإنتاجية، مع أنهم وقفوا الى جانبه لكنهم أقحموه في تجاذباتهم السياسية التي عطلت دوره البلدي وشلّت قدرته على العطاء.
5 – أن الحديث عن قوة هذا الركن في الائتلاف في مقارنة مع الآخر الأقل قوة لم يُصرف في صناديق الاقتراع وأظهر عدم جدواه في محاصرة ريفي.
6 – أن خطأ تيار “المستقبل” يكمن في أنه تصرف وكأنه لزم المعركة البلدية لغيره من “الأقوياء” اعتقاداً منه أن المعركة محسومة سلفاً، إضافة إلى عدم حضور رئيسه الرئيس سعد الحريري، لما يشكل وجوده من رافعة للائحة.
7 – أن ريفي أحسن في تشكيل لائحته باعتماده على أمرين: التوجه إلى الفقراء وتركيزه على خطاب سياسي “شعبوي” عالي النبرة في مقابل غياب الآخرين في الرد عليه. فخاطب جماهير الأحياء الفقيرة بلغتها.
8 – استفاد ريفي إلى أقصى الحدود من الاحتقان السياسي في هذه الأحياء على خلفية عدم النظر في ملفات الموقوفين وتوزيع التهم على معظمهم بين “إرهابي” و “متشدد”، ومن يدقق في اقتراع الناخبين في الأحياء الشعبية، وتحديداً باب الرمل والحدادين وباب التبانة يلحظ أن الغالبية اقترعت لمصلحة لائحته بذريعة أنه وحده يدافع عن “الظلم” اللاحق بالموقوفين.
9 – قد يكون سهلاً أمام عدد من أركان الائتلاف توجيه التهمة إلى جهة إقليمية بأنها داعمة لريفي، في محاولة للهروب إلى الأمام وطمس دوافع خسارتهم.
10 – تعامل الكثير من الطرابلسيين أن الميناء ستكون الخاصرة الرخوة التي تمكن اللائحة المنافسة للائحة الائتلافية من تسجيل خرق لها بعدد من الأعضاء، لكن المفاجأة جاءت من طرابلس، مع أن “الائتلافية” فازت بـ 17 مقعداً في مقابل 4 مقاعد لمنافستها.
سينشغل الشارع الطرابلسي في تقويم دوافع الزلزال السياسي الذي أحدثه ريفي، مثلما سينشغل به الوسط السياسي في لبنان، وهذا ما يصرف نظره عن السجال الدائر حول قانون الانتخاب الجديد من جهة وعن التمديد للفراغ في رئاسة الجمهورية.
وعليه، من سيكون البادئ من أركان ائتلاف الكبار في مصارحة جمهوره ومحازبيه؟ وماذا سيقول الرئيس الحريري الذي هو الآن محط أنظار من سيتم التعامل معه على أنه أحد الخاسرين؟ وبأي خطاب سياسي سيتوجه إلى جمهوره، خصوصاً أن نتائج بعض البلديات في قضاءي الضنية – المنية لم تكن متوقعة وجاءت لمصلحة من لا يؤيد “المستقبل”؟
وما حدث في طرابلس انسحب على تحالف “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” في تنورين- قضاء البترون، وفي القبيات- محافظة عكار، حيث وجه لهما الوزير بطرس حرب صفعة بلدية في مسقطه في تنورين وأخرى مماثلة لها على يد النائب هادي حبيش في القبيات، وهذا ما أتاح للفائزين أن ينتزعا منهما ما يرددانه معاً بأن “إعلان النيات” أفقدهما حيثيتهما المسيحية التي يتمتعان بها، وأن مصالحتهما حققت لهما السيطرة على 86 في المئة من المسيحيين.
وعلى رغم أن رئيس “التيار الوطني” الوزير جبران باسيل حاول أن يستبق الصفعة التي أصابته في تنورين على يد تحالف حرب- الكتائب- المردة، وراح يقدم نتائج الانتخابات البلدية في مدينة البترون وكأنها حققت له “توازن الرعب” مع تنورين، علماً أن رئيس اللائحة مرسيلينو الحرك هو للجميع وتربطه علاقات بالأضداد في منطقة الشمال، وبالتالي لم يكن هناك من معركة واقتصرت المنافسة على مرشح منفرد خرق اللائحة وحل مكان مرشحة من “التيار الوطني”.
ناهيك عن أن باسيل حرص على أن يستعرض شريطاً من البلدات في البترون حقق “التيار الوطني” انتصارات فيها، على رغم أن تحالفه و “القوات” أخفق في السيطرة على بلديتي كفرعبيدا ودوما وبلدات أخرى في جرود البترون. إضافة الى أن “القوات” وافقت على استبعادها عن لائحة عاصمة القضاء مراعاة منها لحسابات في داخل “التيار الوطني” لعدم إضعاف رئيسه، مع أنه ضم الى اللائحة مرشح من “المردة”.
أما في القبيات، فتمكن جيش بالتحالف مع النائب السابق مخايل الضاهر و “الكتائب” من السيطرة على المجلس البلدي بفوز 16 عضواً من لائحتهم في مقابل عضوين واحد لـ “القوات” وآخر للعماد ميشال عون.
ولوحظ في القبيات كبرى البلدات المارونية في عكار، أن العميد المتقاعد جورج نادر لم يكن على الموجة الانتخابية ذاتها لتحالف عون- “القوات”، وتردد أنه دعم اللائحة المنافسة لهما لحسابات لا يمكن عزلها عن خلفية موقف “الجنرال” من ترشيح العميد المتقاعد شامل روكز لقيادة الجيش، علماً أن للأخير ملاحظات على التحالف الثنائي.
لذلك، فإن خسارة عون- القوات في القبيات أفقدتهما القدرة على استخدام ورقة التشكيك بالحضور الوازن لحبيش في مسقطه بعدما كانا استخدماها إبان ترشيح سمير جعجع لعون لرئاسة الجمهورية، وبالتالي لم يكن عبئاً على بلدته بذريعة أنه يستمد قوته من “المستقبل” لما لديه من نفوذ في عكار.
وفي قضاء الكورة الذي يعتبر عاصمة الأرثوذكس في لبنان، لا بد من الإشارة الى أن التحالفات في معظم البلدات والقرى لم تكن طبق الأصل عن التحالفات في مناطق أخرى، نظراً إلى أنها كانت متنقلة وجمعت أحياناً بين “الأضداد” في لائحة واحدة، لكن الأبرز في نتائج الانتخابات البلدية تمثل في حرص نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري على عدم المسّ بالشراكة بين المسيحيين والمسلمين في البلدات المشتركة، وهذا ما حققه في أنفة مسقط رأسه وفي أجدي عبرين ودده والنخلة.
وبدا أن “الحزب الشيوعي” لم يكن طرفاً في معظم التحالفات باستثناء تحالفه في رحبة- عكار مع “القومي” ضد اللائحة الراسبة برئاسة سجيع عطية، فيما تفرقا في أميون مسقط النائب السابق سليم سعادة وخسر ضد اللائحة المدعومة من “القومي”، و “التيار الوطني”.
وفي كوسبا فازت لائحة تحالف النائب نقولا غصن (“المستقبل” مع “القوات” وآخرين) ضد اللائحة المدعومة من النائب السابق فايز غصن (المردة)، كما أن مكاري انتقى تحالفاته تارة مع المردة وأخرى مع “التيار الوطني” و “القوات” و “القومي” ونجح في حصد عدد من المجالس البلدية، فيما سيطر “المستقبل” على البلدات السنية في الكورة.
وهكذا، يمكن القول إن الخسارة جمعت بين “المستقبل” وتحالف القوات- عون، وهذا ما يدفع هؤلاء الى مراجعة حساباتهم. فهل يكون للنقد الذاتي موقع في هذه المراجعات، خصوصاً أن “إعلان النيات” لم يكن مثمراً في الشمال. كما أن الخسارة في طرابلس لن تمر مرور الكرام ويتوجب على أركان تحالف الكبار أن يطلوا على جمهورهم بخطاب يفترض أن لا يخلو من الاعتراف بخطئهم في استقراء المزاج الطرابلسي. فهل يأخذون إنذار ريفي على محمل الجد؟
======================
النشرة :هزيمة طرابلس والتساؤلات السنية الكبرى
الثلاثاء 31 أيار 2016   آخر تحديث 07:59
تشبه صدمة طرابلس السلبية لآل الحريري، الصدمة الايجابية التي احدثها جمهور آل الحريري نفسه في انتخابات بيروت النيابية في العام 2000. الفارق بينهما السنوات الستة عشر التي تفصل بينهما، بالاضافة الى الخصوصية الطرابلسية التي قد تختلف عن المشهد السياسي في صيدا المختلط سياسياً بين "المستقبل" وحلفائه بين جهة و"التيار الناصري" وحلفائه من جهة ثانية. اما في بيروت فالمشهد مختلط مذهبياً اكثر منه سياسياً على اعتبار ان الدوائر الثلاث لبيروت مختلطة مذهبياً بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز مع ترجيح الكتلة السنية للاصوات عددياً في دائرتين.
السمة المشتركة بين المدن الثلاث والتي خاض فيها تيار "المستقبل" الانتخابات البلدية والاختيارية انه لم يخضها لوحده بل من ضمن تحالف مع قوى 8 آذار او اخصامه في مرحلة من المراحل. في صيدا باستثناء الدكتور عبد الرحمن البزري و"الجماعة الاسلامية" التي تنافس المستقبل وتحالفها معه سياسيا - انتخابيا اكثر منه ايديولوجيا، بمعنى ان خطاب الطرفين في عمقه متقارب في السنوات الخمس الاخيرة من الازمة السورية الى العلاقة مع "حزب الله" والنظام السوري ودور ايران في المنطقة.
في بيروت تحالف "المستقبل" مع اخصامه وحلفائه القدامى الذين تحولوا الى اخصام كـ"القوات" الذين تحالفوا مع "التيار الوطني الحر"، وحصل ما كان ليس بالحسبان في الدائرة الثالثة. وفي الدوائر السنية الاخرى لم يصبّ الجمهور السني اصواته الا بالقدر الذي "صفع" الرئيس سعد الحريري، واوصل رسالة امتعاضه منه، لكنه لم يسقطه او يخذله رغم الامتناع الكبير عن التصويت والمشاركة الهزيلة.
اما في طرابلس فعمد الحريري الى لائحة ائتلافية ايضاً مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي ومعه ايضاً نواب وقيادات "المستقبل" في طرابلس الذين يمتلكون حيثية طرابلسية كالنائب محمد كبارة والنائب السابق مصطفى علوش.
ولا تكاد الرسالة الموجّهة من جمهور "المستقبل" الى زعيمه في صيدا وبيروت مختلفة كثيراً عنها في طرابلس مع فارق في "دوز" القسوة، حيث نجحت لائحتاه الائتلافيتان في صيدا وبيروت لوجود منافسين من الخصوم، بينما رسبت اللائحة في طرابلس بكاملها تقريباً لتحالفه مع الخصوم.
ويؤكد متابعون من المقرّبين لقيادات في التيار الازرق انه لو وجد نموذج على غرار الوزير المستقيل اشرف ريفي في صيدا وبيروت لكانت النتيجة مماثلة لطرابلس.
ويشير هؤلاء الى ان جمهور "المستقبل" يؤنب رئيسه وزعيمه على خياراته السياسية التي يرونها خاطئة وغير مفهومة وتجعله اداة طيّعة في يد "حزب الله" وحلفاء ايران وسورية، فيما يرى هو ان هذه الخيارات لا تمثله ولا تعنيه واوصلته الى حائط مسدود، وجعلته في موقع الضعيف، والذي ينكل به ويرتبط مصيره باللعبة التي يتقنها حلفاء سورية وايران في لبنان. وهي ايصال الامور الى حائط مسدود وعلى حافة الانهيار حتى انتزاع تنازلات ومكاسب وتسويات هجينة وهشة من الطرف الآخر في البلاد وفرض معادلات يتبين لاحقاً انها غير عادلة ومنصفة.
ويلفت هؤلاء الى ان ريفي المح امس الى هذا المزاج السني الذي اخذ من الرئيس الحريري واعطى تيار المستقبل ولم يأخذ من الاول ليعطي خصمه. فريفي يراه الجمهور السني الطرابلسي خصوصاً والسني من جمهور المستقبل عموماً ابن هذا التيار ومن عباءته، ولم يخرج من رحم المؤسسة العسكرية والدولة، ما يؤكد ان المزاج السني العام وتيار المستقبل خصوصاً لم يتبدل رغم الاصوات المتطرفة التي ارتفعت منذ العام 2011 بعد الازمة السورية. لتأتي الانتخابات وتخفي هذه الاصوات في صيدا وبيروت وعرسال وطرابلس فأين هي الحالة السلفية والمتشددة في الاماكن الاربعة.
ويرى هؤلاء ان ريفي نجح في التقاط نبض الشارع الطرابلسي والسني عبر الايحاء للجمهور، انه ما زال متمسكاً بثوابت العام 2005 وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، علماً ان هذه الثوابت لم تكن قد ظهرت في الضابط ريفي وقبل توليه مديرية الامن الداخلي.
ما حصل في طرابلس وفي سير الضنية والشمال بشكل عام مع التركيز على كتلة طرابلس السنية الصرف،التي عبّرت عن امتعاضها من كل شركاء الحريري في اللائحة الائتلافية من ميقاتي والصفدي اللذين خرجا من عباءة الحريري بعد انتخابات العام 2010 ويلتحقان في العام 2011 بحكومة اسقاط الحريري التي رأسها ميقاتي. كما يرون في ميقاتي حليف "حزب الله" وفي فيصل كرامي كذلك، ويرون في خيارات الحريري التحالف معهم غريباً وكذلك ترشيح ابن الشمال النائب سمير فرنجية للرئاسة الاولى كذلك لانهم يرون فيه امتداداً سورياً في قضائهم.
لهذه الاسباب كلها يبدو ان الخاسر الاكبر من الانتخابات البلدية والاختيارية بعد هزيمة طرابلس هو الفريق السني في لبنان ككل وليس فقط "تيار المستقبل"، ففي حين لم ينجح اخصام المستقبل من سنّة 8 آذار في تكوين حيثية ما او استعادة دور يعتقدون ان المستقبل صادره في العام 2000، خسر "المستقبل" والحريري ارثه وجمهوره لمصلحة من يرى جمهوره انه يحافظ على خيارات العام 2005 ولم يعطه الى الخصوم، بينما أكدت هزيمة طرابلس الضربة القوية التي تلقاها ايضاً كل من ميقاتي والصفدي وكرامي ما يعني ان كل القوى السنية وفي مقدمتها "المستقبل" مطالبة بإعادة حساباتها مع شارعها والى المراجعة الشاملة لخياراتها السياسية، فهل هي ازمة خيارات سياسية؟ ام سوء تحالفات؟ اما عقم في الخطاب والخطوات وممارسة السياسة؟ والتحدي الاكبر امام الحريري هو سؤال كبير: ماذا بعد طرابلس والشمال؟
======================
النشرة :المستقبل يحصي خسائره... وطرابلس الضربة القاضية
الثلاثاء 31 أيار 2016   آخر تحديث 08:26
اذا كانت نتائج انتخابات جبل لبنان والبقاع والجنوب بمجملها متوقعة، فان نتائج الشمال خالفت كل التوقعات، فلا الثنائي المسيحي استطاع ان يحقق «التسونامي» المنتظر وان يصل الى حدود الى 60 بالمئة من التصويت المسيحي بدل الـ86 بالمئة التي حلم بها ووعدت بها استطلاعاته وتوقعاته لاجتياح المناطق المسيحية، ولا تحالف «المليارات» في طرابلس تمكن من تحقيق التسونامي واخراج ريفي من المعادلة الطرابلسية.
واذا كانت الاحزاب المسيحية تتجه الى لملمة خساراتها وتحديد المسؤوليات وما حدث واحتساب سلبيات وايجابيات ما انجزه تفاهم معراب بلدياً، فان تيار المستقبل هو اكثر من يفترض به مراجعة حساباته واجراء تقييم موضوعي ودقيق لتراجعه وتدهوره شعبياً، وهو الذي كان يعول بعد العودة القسرية للحريري على تحسين وضعيته السياسية والشعبية، فاذا بتيار المستقبل لا يتمكن من احصاء الضربات التي تلقاها في الانتخابات البلدية.
فبعد صفعة بيروت وتدني نسبة الاقتراع وفوز اللائحة المدعومة من الحريري بنسبة 20 بالمئة من اصوات البيروتيين، وبعد انتكاسة دعمه وتحالفه للسيدة ميريام سكاف وسقوطها في زحلة، اتت صفعة طرابلس المؤلمة للحريري والاكثر وجعاً، في حين ان حليفيه السنيين في اللائحة تلقيا الضربة نفسها، لكن اصابة الحريري اتت مختلفة اذ ثمة تصفية حساب بينه وبين القيادي الاقوى الذي خرج من المستقبل، ولان المعادلة من «بيت ابي ضربت»، في حين ان الرئيس نجيب ميقاتي الذي مني بخسارة في طرابلس حاول توجيه الامور باتجاه مختلف نحو التحدي وما سيحققه لاجل المدينة، فان الحريري لم يبلع موس خسارته الثلاثية في المحافظات الثلاثة المذكورة، واكثر ما يؤلم الحريري بدون شك كما تقول اوساط سياسية انه لم يتمكن من ضرب واسقاط ريفي الذي تمرد في وجهه اكثر من مرة فكان القرار باصدار فتوى عدم تمثيله، وهو الذي كان يعول على هذا الاستحقاق لتأنيبه وانهاء ظاهرته الشعبية في احياء طرابلس الفقيرة، فاذا بريفي يحقق التسونامي السني الذي عجزت عنه الاحزاب المسيحية في مناطقها، وان كان فوز المجلس البلدي الذي يدعمه ريفي بحسب الاوساط يطرح تساؤلات كثيرة حول الكثير من الامور مستقبلياً في شأن علاقته مع المستقبل وقيادة المدينة نحو التشدد والتطرف في مواجهة فريق 8 آذار خصوصاً وان بيان او مؤتمر الفوز لريفي لم يخلُ من الهجوم على محور ايران وحزب الله واعاد نبش الخطاب الثأري في السياسة من قتلة قيادات 14 آذار ويعني ذلك انتصار خطاب التشدد في المدينة في مواجهة خطاب الاعتدال الذي طرحه ثلاثي الحريري والصفدي وميقاتي.
بدون شك تضيف الاوساط، ان انتصار اشرف ريفي الذي صدم الجميع في طرابلس وخارجها والرأي العام ايضاً، فيما كانت اوساطه تتوقع اختراقات وتسجيل «سكور» مرتفع وهو الذي دأب على التجول ودخول المنازل الفقيرة في الميادين والميناء والشوارع الضيقة التي لم يزُرها اغنياء وقيادات طرابلس ابداً قبل هذا الاستحقاق ولا بعده، فان هذا الانتصار كرس ريفي رقماً صعباً على الساحة السنية وسيكون على المستقبل ان يحسب له حساباً في المواجهات القادمة اذا حصلت، فاشرف ريفي اثبت انه لا يشبه المصروفين من الخدمة او العمل السياسي في المستقبل، وتيار المستقبل سيكون امام امتحانات صعبة وخيارات كثيرة، فاما التسليم بحالته الشعبية والانتصار الذي حققه على الساحة السنية واستثمار هذا الانتصار لمصلحة التيار الأزرق خصوصاً ان ريفي لا يزال اكثر المتمسكين بمبادىء 14 آذار وبالمحكمة الدولية ومعاداة ايران وفريق 8 آذار وعدم السماح بوصول مرشح الى قصر بعبدا من 8 آذار، او ان يستمر بالمعركة ضده وبطرق ووسائل اكثر فعالية وفتكاً.
في مطلق الاحوال فان عودة ريفي الى المستقبل غير واردة في حسابات الطرفين تؤكد الاوساط، فلا الحريري في صدد التراجع والخضوع له، وريفي الذي انتصر بلدياً ليس من مصلحته وهو الفائز بالاستفتاء الشعبي ان ينهي ما بدأه في تمرده وحيداً واوصله الى الفوز، كما ان العودة الى احضان المستقبل صارت خاضعة لشروط تعجيزية من اللواء المتمرد الذي لن يقبل باقل مما طالب به سابقاً وما اشترطه وهو اعادة الاعتبار لحالته السياسية وما يمثله، والشروط السياسية التي لا يتنازل عنها والتي على اساسها خرج من المستقبل ولم يعد بعد.
واذا كان لا هذا ولا ذاك سوف يتحقق حالياً وربما مع تقدم الوقت تنجلي الصورة اكثر، فان ثمة من يعتقد ان الفوز في البلدية ليس كل شيء وان الانتخابات البلدية تتحكم بها العواطف والعائلية والعصبيات بخلاف الاستحقاق النيابي، وان فوز ريفي ضد التحالف السياسي الكبير في طرابلس لا ينطبق بمفاعيله على السياسة والانتخابات النيابية لاحقاً، اما الارجح قوله حسب الاوساط فهي ان الوزير المستقيل والمتمرد على زعيم تياره كسب الرهان وتمكن بخطابه الشعبوي من استقطاب جمهور المظلومين في طرابلس، وان المستقبل بدل ان ينهض، وتساهم الانتخابات البلدية في اعلاء شأنه وتصحيح وضعيته السياسية والجماهيرية انحدر اكثر الى الاعماق وغرق في الافخاخ التي نصبت له وما استدرج اليه.
======================
النشرة :ريفي "المتمرد" يعمق جرح الحريري... والخطاب العصبوي المتشدد يجتاح طرابلس
الثلاثاء 31 أيار 2016   آخر تحديث 08:28
«يعيش دولة الرئىس»، ردّدها انصار الوزير أشرف ريفي محتفلين بفوز لائحته البلدية في طرابلس دلالة على الاهداف الحقيقية التي قادته الى هذه المعركة في وجه الرئىس سعد الحريري بالدرجة الاولى، ثم باقي اعضاء التوافق البلدي الرئيس ميقاتي، الوزير السابق فيصل كرامي، الجماعة الاسلامية، وجمعية المشاريع (الاحباش).
قنبلة الانتخابات البلدية الكبرى كانت في محطتها الاخيرة وتحديداً في عاصمة الشمال، حيث يجمع المراقبون ان ما حصل لم يكن متوقعا حتى من ريفي نفسه الذي عدل خطابه بعد النتيجة، فانتقل من الدفاع عن وجوده السياسي الى الهجوم على وجود الآخرين معلناً نفسه زعيماً سياسياً يتجاوز حدود المدينة.
ومما لا شك، وفق القراءة الاولى لنتائج طرابلس، ان تيار المستقبل برئاسة الحريري غاب في الشكل وفي المضمون عن مسرح الانتخابات، فبدا كأنه أشبه في غيبوبة لا يدري ماذا يدور حوله، وهذا ما فسر غيابه عن النظر والسمع خلال وبعد العملية الانتخابية.
وحسب المعلومات فان جزءاً كبيراً من قاعدة التيار اما بقيت مستنكفة او التحقت بريفي الذي استطاع ان ينظم صفوفه مستعيناً بزعماء الزواريب وخطوط التماس القديمة. اما الجزء الباقي من جمهور «المستقبل» فانه لم يبلغ درجة تسجيل الرقم الصعب في المعادلة الانتخابية، وتحول الى رقم عادي عاجز عن تحقيق القوة التجييرية للائحة التوافق.
ومما لا شك فيه ان الخسارة القاتلة للمستقبل في طرابلس زادت من حراجته بعد الجرح الذي اصابه في بيروت، لا سيما ان الفوز في صيدا يوضع في خانة خصوصية المدينة والمؤسسات التابعة له وحضور النائبة بهية الحريري وصفات رئيس اللائحة محمد السعودي.
ويضاف الى ذلك الى ان الحريري اصيب بانتكاسات انتخابية اخرى في الشمال لا سيما سقوط اللائحة التي يدعمها النائب احمد فتفت في سير الضنية، ولولا فوز لائحة النائب الماروني هادي حبيش بالتحالف مع خصمه السابق مخايل الضاهر في القبيات وفوز انصار نائب رئيس المجلس فريد مكاري الارثوذكسي في بعض بلدات الكورة لكان «المستقبل» قد حصد فشلاً كاملاً في الشمال.
اما الرئىس نجيب ميقاتي الذي نزل على الارض بكل قوته، فانه لم يتمكن من ان يثبت انه الرجل الاول في طرابلس والشمال واضاع فرصة كان يري انها مؤاتية في هذه الانتخابات لتنصّبه زعيما اساسياً في الشارع السني.
صحيح ان اللائحة التي دعمها في الميناء قد فازت مقابل خرق محدود من ريفي والتيار العوني، إلا ان هذا الفوز لم يرتق الى ان يشكل رصيداً شعبياً وسياسياً يوازي حجم خسارته في انتخابات طرابلس.
ووفق قراءة الاوساط المراقبة فان ميقاتي حمل اللائحة التوافقية على كتفيه بنسبة اكبر من غيره، ماجعل الخسارة اكثر ايلاماً له وان كان حافظ بدرجة مقبولة على جمهوره ليكون رصيدا له في الجولات المقبلة.
وبالنسبة للوزير السابق فيصل كرامي فان خسارته تبقى محدودة لانه دخل المعركة برصيد غير قابل للخسارة اصلاً كون جمهورة مصنف اصلاً في خانة المعارضة الطرابلسية التي لا تملك حالياً تأثيراً قوياً وفاعلاً على مسرح المدينة السياسي.
ويمكن القول ان لائحة التحالف العريض دفعت ثمن الاعتدال في وجه الخطاب المتشدد الذي يجسده ريفي والذي يستند بالدرجة الاولى الى العصبية المذهبية والمناطقية.
اما نقطة الضعف الثانية في لائحة التحالف فهي موجة التشطيب التي ضربت صفوفها، ويكفي الاشارة في هذا المجال الى وجود «الجماعة الاسلامية» و«جمعية المشاريع» في هذا التحالف حيث يتعذر، بل ربما يستحيل الجمع بينهما على كل الصعد.
يضاف الى ذلك ان لائحة التحالف او التوافق افتقدت روح التجانس والخطاب الموحد، عدا عن انها نامت على حرير هذا التشكيل الواسع، ولم تحسب الحساب الى الكتل البشرية المكدسة في الاحياء الفقيرة الناقمة اصلا على السلطة بكل عناوينها.
وفي المقابل استطاع ريفي، الذي اشتغل منذ زمن بعيد على تشكيل شبكة علاقات مع هذه الاحياء، ان يستدر عطف المهمشين او المتضررين من الواقع المتردي للمدينة واعتمد ايضا على العطف الذي كسبه في مواجهة التحالف السياسي الواسع، مستخدما الخطاب العصبوي المتشدد الذي يفعل فعله في هذه الاوساط.
ولا شك ان وزير العدل المستقيل مع وقف التنفيذ نجح في معركة تصفية الحساب مع الرئيس الحريري ونوابه في المدينة، واستطاع ان يتوج نفسه في هذه اللحظة زعيما لطرابلس ببضعة الاف من الاصوات.
واذا كانت طرابلس قد خطفت الاضواء في المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية بفعل المفاجأة الكبرى التي شهدتها، فان المفاجأة الثانية تمثلت بفشل الثنائي المسيحي التيار العوني والقوات اللبنانية في تحقيق انتصارات مهمة خارج اطار نفوذ كل منهما، وهذا ما بدا جليا في القبيات التي انحازت الى تحالف حبيش - الضاهر، او تنورين التي جددت الولاء للوزير بطرس حرب، او في عدد من البلدات والقرى في عكار والكورة والبترون.
مرة جديدة بدا جلياً ان امتحان الانتخابات البلدية خيّب آمال التحالف العوني - القواتي الذي يبدو انه مشروع حقيق وشبه مؤكد للانتخابات النيابية المقبلة.
وفي زغرتا نجح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في قيادة التوافق مع خصمه السياسي ميشال معوض من دون تعب او عناء يذكر، واستطاع ان يلعب دوراً ملحوظاً في انتخابات البترون والكورة رغم تقليل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من تأثيره وحضوره.
ويسجل في هذا المجال ان المعركة الرئاسية كان لها حضور بارز في هذه الانتخابات لا سيما على صعيد اتساع مساحة التباعد بين فرنجيه وعون، بحيث اظهرت اجواء هذه المرحلة ان الطرفين انتقلا الى درجة جديدة في الخصومة وبات كل منهما على ضفة مواجهة للاخرى.
وفي القراءة ايضا لا بد من الاشارة الى ان الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني قد حققا نجاحات متقدمة في عكار لا سيما في بلدة رحبة التي شهدت معركة حامية في وجه اللائحة المنافسة، بالاضافة الى التقدم الاضافي للقومي في الكورة.
ومع طي صفحة الانتخابات البلدية تبرز الملاحظات والاستنتاجات الاتية:
- خروج تيار المستقبل بنتائج مخيبة نسبيا لا سيما بعد الخسارة المرة التي مني بها مع حلفائه في طرابلس على يد «المتمرد» اشرف ريفي. وهذا يستدعي من الحريري والقيادة اعادة النظر في ترتيب البيت الداخلي على المستوى التنظيمي واعادة التواصل مع القواعد في مختلف المناطق.
- بروز تيار سني متشدد بقيادة الوزير ريفي في الشمال.
- فشل الثنائي العوني - القواتي في اكتساح الشارع المسيحي، مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصية الانتخابات البلدية.
- نجاح الثنائي الشيعي «امل» و«حزب الله» في اكتساح بلديات بعلبك - الهرمل والجنوب والضاحية الجنوبية من دون اي خرق يذكر.
======================
المستقبل :الحريري: نحترم الإرادة الديموقراطية لأبناء طرابلس
أتمت الانتخابات دورتها البلدية على المحافظات الثماني، فحملت ما حملت من نتائج وعكست ما عكست من عِبر ومدلولات لا بد وأنها ستتبلور أكثر فأكثر تباعاً بعد انقشاع غبار العملية الانتخابية، غير أنّ مسك الختام أمس الأول في الشمال وعكار أخذ طابعاً استثنائياً في ظل النتائج التي تمخضت عن المرحلة الرابعة والأخيرة من الاستحقاق، سواء على ساحة المعارك المسيحية حيث فاز ... تتمة
======================
دعا القوى السياسية إلى إعادة النظر في أدائها وعناوينها تجاوباً مع الشباب ...المشنوق: الحراك البلدي أخرج الوطن من كوابيس الفراغ
دعا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق القوى السياسية إلى «إعادة النظر بأدائها وعناوينها السياسية تجاوباً مع عنصر الشباب الذي أثبت أنه قادر على التغيير، بناء على نتائج الانتخابات البلدية التي أنقذت لبنان من تحوله إلى دولة فاشلة«. ورأى أن هذه الانتخابات «أعادت جزءاً كبيراً من معنى السياسة إلى لبنان وأعطت ضوء أمل إلى الدول المجاورة«، لافتاً إلى أنه «ليس من العدل المقارنة مع الانتخابات البلدية في العام 2010، لأن الظروف الأمنية والسياسية كانت أفضل، ولم يكن حزب الله في سوريا، ولم يكن هناك مليون ونصف المليون نازح سوري في لبنان«. وشدد على أن «الحراك البلدي أخرج الوطن من سكونه العميق الغارق في كوابيس الفراغ، من خلال جرعة ديموقراطية لجسمه العليل«.
استهل المشنوق مؤتمره الصحافي الذي عقده في وزارة الداخلية امس، وقوّم خلاله العملية الانتخابية، بشكر «المتابعة طوال هذا الشهر كاعلاميين ومتابعين من ضيعة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر«، معلناً أن «المرحلة الرابعة انتهت من «الحراك البلدي» بالأمس بالتصويت والنتائج تصدر تباعاً، وأستطيع القول إننا سيّجنا لبنان بالحرية البيضاء أي صندوق الإقتراع«. وتوجه بالشكر الى «كل اللبنانيين الذين اقترعوا أو ترشحوا«، والى «قوى الأمن الداخلي برئاسة اللواء ابراهيم بصبوص لمثابرته ومتابعته ولجاهزية الانتشار على كامل الأراضي اللبنانية من قبل عشرات آلاف عناصر قوى الأمن. ومتابعة غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي برئاسة العميد حسام التنوخي وبمشاركة العميد سعيد فواز، التي اهتمت بكل التفاصيل الدقيقة، لمسار آمن للعملية الإنتخابية«. وحيّا «الضباط والعناصر في كل مكان من لبنان الذين واكبوا هذه العملية«، مجدداً شكره لـ «الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي على دوره وحسمه لكل مسألة أمنية من دون إفراط في استعمال القوة، وإنما من دون تساهل مع من أراد تعطيل العملية الانتخابية في أي قرية من لبنان، بأداء محترف من العميد زياد حمصي رئيس غرفة العمليات العسكرية«.اعرب عن «التقدير الكبير لغرفة عمليات وزارة الداخلية بجانبيها الأمني والاداري، والتي تابعت على مدار الساعة لمدة شهر كامل التفاصيل الدقيقة لمسار الانتخابات«، موضحاً «أننا استطعنا سد ثغرات كثيرة ظهرت أمامنا في المرحلة الأولى بجهد العميد الياس خوري، ومتابعة المدير العام للشؤون السياسية التي تخوض غمار الانتخابات للمرة الأولى، والمدير العام للأحوال الشخصية التي تعمل منذ سنوات طويلة على تصحيح لوائح الشطب في مواجهة تراخٍ من المخاتير والمواطنين الذين يتذكرون في اللحظة الأخيرة ما كان يجب أن يقوموا به منذ أشهر«. وشكر «جيش رؤساء الأقلام التي عانت الانتخابات قلة خبرة بعضهم، ورؤساء لجان القيد الذين سهروا على إصدار النتائج من دون كلل أو ملل، والمحافظين والقائمقامين«. وخص بالثناء «المحافظ بشير خضر الذي تحمل تأجيل علاجه المستعصي حتى انتهاء انتخابات محافظة بعلبك ـ الهرمل«.
وقال: «هناك تقصير، نعم. هناك ثغرات لأسباب كثيرة لا مجال لشرحها الآن، لكنني أتعهد بأن نتعلم في الداخلية من هذه التجربة لضمان أداء أفضل في أي انتخابات مقبلة. البعض يقارن مع الانتخابات في العام 2010، أسمع هذا الكلام كل يوم من دون الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية والفروق الكبيرة بين العامين 2010 و2016. إذ لم يكن في لبنان مليون ونصف المليون نازح سوري ولا حرائق تشب في كل مكان في المنطقة، ولم يكن الخلاف السياسي يأخذ الطابع الحاد المتخذ هذه الايام، لذلك لا أعتقد أن من العدل أو من المنطق المقارنة مع تجربة 2010. الظروف التي أحاطت انتخابات 2016 في المنطقة ولبنان نسبة إليها كان الأداء جدياً جداً، ومسألة أنها جيدة جداً أو ممتازة أترك تقويمها للآخرين وليس لي. بعضهم لم يكن يصدق أن الانتخابات ستجري في موعدها حتى تاريخ 7 ايار أي قبل يوم من بدء العملية الانتخابية، كان هناك تشكيك ان كانت ستحصل ام لا، وربما معظم اللبنانيين، حتى 8 أيار، كانوا يظنون أن الطبقة السياسية تحضر خطة للتأجيل أو التمديد، بسبب انعدام الثقة. لكن والحمد لله، استطعنا استعادة بعض الثقة بهذا النظام. ذلك أن هذا الحراك البلدي أخرج الوطن من سكون سباته العميق الغارق في كوابيس الفراغ وأظهر أن هذا الجسم اللبناني العليل لا يزال قادراً على الحركة وأن جرعة الديموقراطية التي تلقاها خلال هذا الشهر الانتخابي قادرة، إذا ما أحسن الافادة منها والاستثمار بمفاعيلها، على أن تعيد النشاط والحيوية والعافية الى هذا النظام ومؤسساته الدستورية«.
أضاف: «النتائج فاجأت الكثيرين، والحيوية الإنتخابية كما يجدر بكل انتخابات أن تفعل، جعلت النتائج متوقعة في معظم القرى والبلدات، ما يعني أن السياسة في لبنان بخير، وأن اللبنانيين ليسوا كتلاً صماء متحاربة، بل هم يسمعون ويتفاعلون ويختارون الأنسب. هذه واحدة من تعريفات السياسة، أن يغيّر الناس آراءهم وأن ينتخبوا، من دورة إلى دورة، أشخاصاً مختلفين، وأن يترشحوا ويتحالفوا مع أفرقاء متنوعين، لكن كله تحت سقف السياسة، بعيداً من العنف، واستعمال أدوات غير شرعية غير ديموقراطية في تحقيق الأهداف السياسية. هذه الانتخابات أعادت معنى السياسة إلى لبنان، وأعطت ضوء أمل للدول المجاورة. وأستطيع القول إننا نجحنا في إنقاذ تقاليدنا الديموقراطية وبعثنا برسالة قوية إلى كل من يعمل أو يسعى أو يفرح لوضع لبنان على لائحة الدول الفاشلة، مُفادها أن إرادة اللبنانيين صلبة في الدفاع عن مكتسباتهم الديموقراطية والحفاظ على مؤسساتهم الدستورية«.
وأشار الى أن «نسب المشاركة برهنت في الانتخاب عن توق اللبنانيين ورغبتهم الجامحة في عودة المؤسسات إلى العمل، وفي التغيير بالأساليب الحضارية بديلاً من العنف والفوضى والاستقواء بالسلاح وبالخروج على الدولة. ما عدا بيروت وطرابلس، نسبة التصويت تكاد تصل الى 50%، وقد زارني منذ ايام وزير الدولة لشؤون النازحين في بريطانيا، وقال لي إن بريطانيا هي أعرق الديموقراطيات في العالم ولا تتجاوز نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية 30 في المئة. أما لبنان فقد وصلت النسبة إلى 50 في المئة والسبب اندفاع الناس الى التعبير عن رأيهم بشكل ديموقراطي وسليم، حتى في القرى الحدودية بين لبنان وسوريا جرت الانتخابات بشكل سليم ومن دون أية عراقيل أو أحداث أمنية تذكر«.
وتابع: «في المعيار السياسي للنتائج الانتخابية، سأترك للقوى السياسية التي تتمترس وراء إعلامها وأحزابها أن تفكك الرسائل التي نتجت عن الانتخابات. وإذا كان لي أن أقترح، من موقعي الوطني وليس الوزاري، فعلى جميع القوى السياسية من دون استثناء، أن تعيد النظر بأدائها وعناوينها ومفرداتها، تجاوباً مع عنصر الشباب، الذي أثبت من أكثر من موقعة انتخابية، أنه قادر على التغيير«.
وشكر المشنوق نقيب الصحافة وممثلة نقيب المحررين والزملاء على حضورهم ومشاركتهم، ثم جرى حوار مع الصحافيين.
أسئلة واجوبة
ورداً على سؤال عن كيفية قراءته لنتائج بلدية طرابلس التي أنتجت عدم انتخاب أي مسيحي أو علوي، أجاب: «أنا قلت في طرابلس إن هذا الامر خطيئة وطنية إذا ارتكب، واليوم أقول إنه جريمة وطنية وليس فقط خطيئة، أياً كان من ارتكبه ولأي سبب من الأسباب«.
وعن إمكان إلغاء النتيجة، أوضح أن «هذه مسألة تحتاج إلى مناقشة ومن يقرر في هذا الامر هو مجلس الشورى وليس وزارة الداخلية، هذا قرار قضائي«.
وعن دعوته القوى السياسية الى اعادة حساباتها لأن الارض أفرزت نتائج جديدة، قال: «أنا تحدثت اليوم من موقعي الوطني وليس من موقعي الحزبي، وبالتالي أتمنى أن يبقى الحديث ضمن إطار الموقع الذي أنا فيه. لست بوارد النقاش حول مستقبل أي قوة سياسية ومدى خسارتها أو ربحها. ما قلته واضح وهو أنه مطلوب من الجميع من دون استثناء أن يعيد النظر. أما في التفاصيل فعندما ننتهي من إعلان نتائج الانتخابات يصبح في إمكاننا الحديث من الموقع السياسي، لكن أنا الآن ملتزم بإطار الكلام المتعلق بوزارة الداخلية«.
وعما اذا كان الناخب اللبناني ضد التحالفات ومع الخطاب المتطرف، أجاب: «ليس بالضرورة أن يكون مع الخطاب المتطرف، لأن نتائج الانتخابات في أكثر من موقع لا علاقة لها بالتطرف، بل لها علاقة بالمنطق السياسي المتصارع عليه، إذ إنه في مكان يكون بين أحزاب وعائلات وفي مكان آخر بين تقليد قديم وشخصيات جديدة تعبّر عن بيئتها، ولا مقياس واحداً للتعامل مع كل الحالات أو كل النتائج«.
وكانت مداخلة لنقيب الصحافة عوني الكعكي هنأ فيها «الشعب اللبناني الذي يؤكد يومياً أنه ديمقراطي وحر وهذه مسألة فريدة في العالم العربي كله، ويمتاز بها لبنان«، متوجهاً الى المشنوق بالقول: «لقد أثبتم يا معالي الوزير أنك الرجل المناسب في المكان المناسب خصوصاً أننا لم نر منذ زمن هذه الخامات من الوزراء في وزارة الداخلية«. وسأل «لماذا نسبة الاقتراع لا تتجاوز الـ 20% في العاصمتين الأولى والثانية بينما في القرى تتجاوز الـ 50 %؟«، فأجاب المشنوق: «المدن الكبرى لطالما كانت تشهد انتخابات باردة بالمقارنة مع باقي المناطق والقرى«.
ورداً على سؤال عما اذا فتح تحقيق في عمليات التصويت بصيغة بلوكات في طرابلس، أجاب: «إنهم ناخبون أرادوا التصويت عند الساعة السادسة«.
قيل له: لكن هناك علامات استفهام كبيرة حول طريقة الاقتراع، فأجاب: «هذا كلام سياسي لا يحتاج إلى تحقيق، التحقيق يحصل في حال وقع خطأ أمني أو إداري، وإذا أراد ناخبون التصويت في الساعة الاخيرة فهذا خيارهم وهم أحرار بالتصويت ساعة يشاؤون ضمن المهلة المحددة قانونياً أي قبل الساعة السابعة«.
وعما اذا كانت الانتخابات النيابية ستجرى وفق القانون النافذ، وعن رأيه بالنسبية وموقف المستقبل من هذا الموضوع، أجاب: «لقد أجاب الرئيس سعد الحريري عن هذا السؤال، ولا لزوم للدخول في سجال حول هذا الموضوع، لكن أعتقد أن جو المستقبل في المبدأ مع قانون مختلط. يتفق عليه أم لا؟ هذا يحتاج إلى توافق سياسي غير متوافر الآن، والانتخابات بعد سنة، وكما يقولون: «السنة ورا الباب». ويجب أن نصل إلى اتفاق حول قانون الانتخابات. ولا جواب عندي اليوم حول نوع قانون الانتخاب، وأشك في قدرة القوى السياسية على إنتاج قانون للانتخابات«.
وعما اذا كان ذلك يعني أن هناك تمديداً، أجاب: «لا مبرر للتمديد، الآن على الأقل، والجاهزية الأمنية والإدارية متوافرة، وقرار التمديد من عدمه يعود إلى مجلس النواب ولا يعود إلى وزارة الداخلية«.
وشدد على أن «الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، ولا يستمر نظام سياسي في لبنان ويكون صالحاً وسوياً ومتوازناً من دون رئيس للجمهورية. وأي كلام آخر هو تضييع للوقت والجهد ومشروع اشتباك سياسي جديد. ولنفترض أننا أجرينا انتخابات مبكرة: ما هي أهمية أن ننتخب مجلس النواب، نورثه عجز المجلس الحالي عن انتخاب رئيس؟ أما عن الانتخابات في موعدها فلا مشكلة، لكن إذا أردنا تقريبها فسنقع في المشكلة نفسها«، موضحاً أنه في حال الوصول إلى نهاية ولاية هذا المجلس ولم يحصل انتخاب رئيس، «نجري الانتخابات في موعدها من دون تقريب للموعد حتى لو لم يكن هناك من رئيس«.
قيل له: القرار الذي اتخذ وأجريتم على أساسه الانتخابات البلدية يعبّر عن إطلالة حكم جديدة على اللبنانيين، أجاب: «إنها محاولة، وأنا راهنت على اللبنانيين ولم أراهن على الأحزاب. ومع ذلك كل السياسيين في العلن، من دون استثناء، كانوا موافقين ومشجعين على إجراء الانتخابات، وكنت أسمع كل يوم سؤالاً وشائعة ورواية حول ضرورة التأجيل ومعناه وأهميته، لكن لم يراجعني أحد بشكل مباشر ولم تراجعني أي جهة في مسألة تأجيل الانتخابات. من كان يراجعني دائماً ويؤكد على إجرائها في وقتها داعماً ومشجعاً ومؤيداً هو الرئيس نبيه بري، ومنذ اللحظة الأولى، أما بقية القوى السياسية فلم أكن أسمع منها لا تشجيعاً ولا مطالبة بالتأجيل. وأريد أن أسجل لكتلة المستقبل، أنه بعدما شاورتها، باعتبارها كتلة سياسية رئيسية، أصدرت بيان دعم لإجراء الانتخابات في موعدها«.
وعما اذا كان الرئيس بري شجع على إجراء الانتخابات النيابية بعد تقصير الولاية، أجاب: «عملية تقصير الولاية قرار يتخذ في مجلس النواب، أنا أقول رأيي الشخصي انه لا يجوز أن يكون هناك مجلس نواب جديد ليرث مشكلات المجلس السابق في موعد مبكر. أما في حال جاءت في وقتها فسنجري الانتخابات وليكن ما يكن في حينه«.
وعما اذا كان يوافق على إجراء الانتخابات وفق قانون الـ60، أجاب: «إذا لم تتفق القوى السياسية على قانون جديد في موعدها، فستجري الانتخابات على أساس القانون النافذ حالياً وهذا كلام منطقي«.
وعن احتمالات إجراء انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانتخابات النيابية، أكد أن «الأمر صعب وليس مستحيلاً، فأنا ما زلت أراهن أنه قبل الانتخابات النيابية ستكون هناك انتخابات رئاسية، وهذا أمر جدي«.
وعن قول الوزير السابق وئام وهاب ان الانتخابات الرئاسية ستكون في آب المقبل، أجاب: «لا أعلم من أين مصادر معلوماته، وأنا أقبل أن تحصل قبل الانتخابات النيابية«.
وعن قراءته للفوز الكاسح للواء اشرف ريفي في طرابلس، أجاب: «كما ذكرت، لن أسمح لنفسي بإجراء تقويم سياسي مع أو ضد، داخل المستقبل أو خارجه لأي نتيجة انتخابية، هذا الكلام يأتي لاحقاً، نحن نتحدث عن نتائج الانتخابات، عن أداء القوى الأمنية والإدارية وكل الجهات التي شاركت في هذا الشهر رغم كل المصاعب والمشكلات والحرائق التي تدور حولنا وكل التغييرات التي حصلت منذ 2010 حتى اليوم«.
وعما اذا كان يعتبر أن اللواء ريفي هو الاقوى في تيار «المستقبل«، أجاب: «اللواء ريفي ليس في تيار المستقبل. ولاحقاً حين تنتهي نتائج الانتخابات، نتحدث أكثر«.
وعزا انخفاض نسب التصويت عن العام 2010 الى أن «الظروف لم تكن مشابهة، وهذا ظلم أن نجري هذه المقارنة. فلم تكن هناك أزمة في سوريا ولا كان حزب الله يشارك في الحرب السورية ولم تكن هناك حرائق في المنطقة، ولم يكن هناك أكثر من مليون نازح سوري في لبنان. وإذا افترضنا أن اللبنانيين لا يتأثرون بما يجري حولهم فأظن أنها نظرية غير سليمة. هذا التأثر لم يمنع مشاركتهم في الانتخاب والترشح، لذلك المقارنة بين 2010 و2016 غير عادلة«.
وعن الطلب من الأجهزة الأمنية التيقظ بشكل كبير لأن هناك معلومات عن خلايا من «داعش« وحديث السيد حسن نصر الله عن شهور صعبة وأن البلد معرض للخضات الأمنية، أجاب: «أنا لم أقرأ كلام السيد، لكن لبنان في التقويم الأمني كان معرضاً دائماً لشبكات تفجير وانتحاريين، وأعلن للمرة الاولى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة استطعنا تعطيل ثلاث محاولات لشبكات تفجير من داعش كانت في إطار التخطيط والاستكشاف، وكشفتها الأجهزة الأمنية التي تستأهل كل الثناء على جهودها. ولن أتحدث عن هذا الموضوع أكثر من ذلك«.
======================
الديار:ريفي يكرّس زعامته : بابي مفتوح للحريري !! الانتخابات البلدية "زلزلت" الانتخابات النيابية والرئاسية من يختار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد الآن؟
الثلاثاء 31 أيار 2016 الساعة 07:08
وطنية - كتبت صحيفة "الديار" تقول: بارع وليد جنبلاط في الوصف. الطبقة السياسية بقضّها وقضيضها، باتت على شاكلة التايتنيك التي ارتطمت بجبل الجليد في اكثر من مكان لتغرق اخيراً في طرابلس، وان ابدى نائب طرابلس خشية ان تكون طرابلس هي التي غرقت، مضيفاً أنه لم ير الوزير اشرف ريفي بملابس اللواء وانما بعباءة داعي الاسلام الشهال وبلحية سالم الرافعي...
اكثر من ذلك، قال النائب لـ "الديار" انه يخشى ان تفضي تصريحات ريفي النارية الى عودة جولات العنف الى المدينة، معتبراً "ان من اعتبروا ما حصل تغييراً فهو تغيير الى الوراء. ربح ريفي وخسرت المدينة حين يتم بالتشطيب شطب المسيحيين والعلويين من التركيبة البلدية.
لا بل انه يذهب الى ابعد من ذلك حين يعتبر ان ما حدث للمسيحيين في صناديق اقتراع اشبه ما يكون بالتطهير العرقي او الديني الذي حصل في اكثر من مكان في المنطقة على امتداد السنوات الخمس المنصرمة.
وكان مرجع امني بارز قد ابلغ مراجع سياسية ان طرابلس ستشهد يوم الاحد نوعاً من التسونامي، في حين كانت ماكنات الجبارة، وكانت الماكنات الصدئة، تقدم ارقاماً مختلفة تماماً...
في طرابلس، بل وعلى امتداد الشارع السني، بات اشرف ريفي اكبر من سعد الحريري. وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي يصفه بعض اصدقائه بـ "سقراط المدينة"، قال ان وزير العدل المستقيل خاض الانتخابات البلدية، عبر لائحة احمد قمر الدين، ليقول... انا الزعيم.
هكذا كرّس نفسه، اخطر ما قاله قبل ظهر امس ان بابه مفتوح امام الحريري، وانه لن يزور بيت الوسط. ربما نصحه احد بتخفيف لهجته قليلاً حتى لا تكون الحرب المفتوحة بينه وبين الشيخ سعد. عاد ليقول في مؤتمره الصحافي بعد الظهر انه يمد يده الى رئيس تيار المستقبل، و"خلافي معه على نقاط سياسية اكبرها ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة".
اكبرها بل "افظعها" ان من يتجرأ على ان يقول للحريري الابن "لا"، وهذه لم تكن حال الحريري الاب بأي حال. غداة الانتخابات البلدية في بيروت و"خيانة المسيحيين" له في الاشرفية، سارع النائبان عاطف مجدلاني وسيرج طورسركيسيان الى تطويبه "الزعيم الاوحد" ليس للطائفة السنية فحسب وانما للبنان ايضاً...
الآن، اي وصف يطلق على الحريري الذي كانت طرابلس تمثل بالنسبة اليه العمق الاستراتيجي. الخوف ان تنتقل عدوى التحرر الى الانتخابات النيابية. واكثر من مقرب من بيت الوسط قال لـ "الديار" ان نتائج انتخابات بيروت كانت بمثابة الصدمة للحريري. اما نتائج انتخابات طرابلس فكانت بمثابة الزلزال...
هل فوجئ السعوديون ايضاً، وهم الذين احتفظوا بداعي الاسلام الشهال لديهم حتى لا يشوش على الحريري الذي تكفيه الصدمات المالية فكيف اذا ما اضيفت اليها الصدمات السياسية. على نار هادئة قد تقوم الرياض برأب الصدع. كل ما انكسر انكسر. الهالة لم تعد اياها، والاعتماد فقط على اسم رفيق الحريري، وعلى رصيده الذي في قلب الكثير من اللبنانيين، لم يعد يجدي، سقط "الزعيم الاوحد".
اللافت ان النائب احمد فتفت الذي طالما اعتبر نفسه "البلبل الغرّيد" لتيار المستقبل (تابعوا تصريحاته اليومية المكررة) قفز فوق كل المواقف السابقة، وحيث التيار هو القوة الكاسحة في طرابلس والشمال، ليقول "ان النتائج رسالة موجهة الى من كان يعتقد انه هو زعيم طرابلس، اي الرئيس نجيب ميقاتي، فتبين الا شعبية له بالقدر الكافي الذي كان يوهم الناس به" اذا كان هذا ما يقال بميقاتي، ولطالما اعتبره الزرق زعيماً من الدرجة الثالثة، فما هي حال "الزعيم الاوحد"؟
فتفت اشتكى من "استشراس" الناخبين المسيحيين الذين اسقطوا اللائحة التي كان يتعاطف معها بعدما كان قد خسر الانتخابات البلدية في مسقط رأسه عام 2010، هل كان يتصور ان مسيحيي البلدة "اهل ذمة" ويأتمرون بما يشير عليه ولي الامر؟
بهدوء تلقف الحريري الخبر الكارثي. هنأ الفائزين، ودعا الى "تجاوز الاصطفافات الانتخابية وتسهيل مهمة المجلس البلدي المنتخب". ميقاتي "انحنى" امام ارادة ابناء المدينة.
ـ سقوط التحالف السني ـ
اوساط سياسية تعتبر ان هيكلاً سياسياً وسقط على الرؤساء. كان واضحاً من كلام ميقاتي يوم الاحد، واشارته الى التحالف السياسي، ان الائتلاف الانتخابي في عاصمة الشمال، وبعد خمس سنوات عجاف، انما يؤسس لثنائية سنية على غرار الثنائية الشيعية التي، وبالرغم من الظروف التي يواجهها "حزب الله" وتجعل من الاستقطاب حوله مسألة مصيرية وتلقائية، اكتشفت ان الاصوات المعارضة والمعترضة اكبر بكثير من ان توضع على الرف...
الشمال حقق نبوءة مصدر ديبلوماسي غربي كان يتوقع ان تفضي الانتخابات البلدية الى "انفجار صناديق الاقتراع". بعد الذي حدث في زحلة، وفي جونيه، وفي الحدت، وفي سن الفيل، وغيرها من مناطق المتن الشمالي، وبعد الذي حدث في القبيات، وهي تعني ما تعنيه كقلعة مسيحية او مارونية، في عكار وبالتالي تنورين، ان نسبة الـ 86 في المئة هي نسبة خادعة ومضللة...
خبراء الاحصاء هم من يؤكدون ان ما جرى على امتداد ايار الذي يودعنا اليوم، انما اظهر ان الثنائي المسيحي انما يحظى بنسبة تحوم حول الـ50 في المئة وربما اقل، والدليل هو ما جرى في التجمعات المسيحية الكبرى.
واذا كان هناك من يقول ان ورقة التفاهم بين العماد ميشال عون و"حزب الله" قطعت عليه نصف الطريق الى القصر الجمهوري، فان اعلان النوايا بينه وبين "القوات اللبنانية" قطعت عليه النصف الآخر...
ـ من يحدد الرئيس؟ ـ
اللافت هنا انه بعدما قال ريفي ان معلوماته تؤكد ان رئىس تيار المردة لن يصل الى رئاسة الجمهورية، شدد على الوقوف في وجه اي مرشح من قوى 8 آذار، بعد "الأحد الأسود"، ريفي هو الذي يحدد من هو رئىس الجمهورية ومن هو رئىس الحكومة. هكذا كانت خلاصة كلامه امس.
استطراداً هو من يقول "نعم" أو "لا". ماذا اذا جرت الانتخابات النيابية باكراً وشكل ريفي لائحته بعدما هز المؤسسة السياسية (الحريري ـ ميقاتي) والمؤسسة الدينية (المفتي الشيخ مالك الشعار) الذي يذكر اهل طرابلس ما قاله ريفي فيه.
المسألة لا تنحصر في طرابلس. ريفي واثق من ان شعبيته في الضنية ـ المنية وعكار لا تقل، في اي حال، عن شعبيته في طرابلس. وقائد محور الريفا ابو تيمور الدندشي الذي "نبش" البيوت بيتاً بيتاً في باب التبانة وغيرها من الاحياء الشعبية، نصح الحريري بالعودة (السياسية) الى مسقط رأسه، او مسقط رأس ابيه، صيدا...
ريفي قال "اذا كان "البروفايل" عسكرياً فهو يرشح قــائد الجيش العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية. ما المانع ان يكون "بروفايل" رئاسة الحكومة عسـكرياً ايضاً؟
وعلى هذا الاساس، يهاجم ريفي "حزب الله"، وهذا كان احد اسلحته لاثارة الشارع، يصل الى القول ان مجرد قبوله حقيبة العدل في حكومة الرئيس تمام سلام كان يعني القبول بالجلوس مع الحزب "لاننا شركاء في الوطن، واحد لا يمكنه الغاء احد"
هو الذي كان يتحدث أمس وكأنه رئيس الحكومة العتيد، وعلى اساس انه هزم المرشحين الاثنين اللذين كانا امامه او فوقه، يعلم ان وصوله الى السرايا الحكومية مستحيل ان لم يمد يده الى "حزب الله".
سياسيون من كل "الاجناس" ويعتبرون ان الانتخابات البلدية اسقطت المجلس النيابي. وبعبارة اخرى، مراكز القوة انتقلت من الكتل النيابية الى صناديق الاقتراع...
ـ تعطيل 3 تفجيرات ـ
وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف عن ان الاجهزة الامنية عطلت، خلال الاشهر الثلاثة المنصرمة، ثلاث شبكات تفجير. هذا يعني ان لبنان ما زال في دائرة الاستهداف على لائحة تنظيم "داعش"، وقد يكون معرضاً اكثر اذا ما اخذ بالاعتبار الوضع العصبي الذي يواجهه التنظيم في الوقت الحاضر. في المعلومات الديبلوماسية والامنية نصائح ببقاء الاجهزة الامنية في حال استنفار لمواجهة شبكات اخرى ومحاولات اخرى.
المشنوق اشار الى شيء هام آخر، وهو تشكيكه في قدرة القوى السياسية على انتاج قانون انتخاب. الاجواء التي رافقت مسار الانتخابات البلدية لا تشير الى ان العودة الى قانون 1960 (والدوحة) ممكنه، كما ان التمديد مستحيل، ما البديل انقلاب عسكري ام ثورة شعبية؟
مصادر ديبلوماسية وتؤكد الا تسويات في الافق على المستوى الاقليمي، وان الولايات المتحدة ستدخل بعد حين في "البيان الانتخاب". تحذير غربي من انفجار لبنان اذا بقي الاحتقان السياسي الراهن، ودعوة الى الخروج من عنق الزجاجة او.... الانفجار!
======================
الديار: رئيس تيّار المستقبل خسر عمقه الاستراتيجي في طرابلس سقوط تحالف عون ــ جعجع في القبيّات وتنورين لماذا طلب فرنجيّة من الحريري ألا يُحرج في انتخاب الجنرال؟
الإثنين 30 أيار 2016 الساعة 07:06
وطنية - كتبت صحيفة "الديار" تقول: لماذا اتصل النائب سليمان فرنجية بالرئيس سعد الحريري ليطلب منه الا يكون محرجاً اذا ما اراد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية مؤكداً انه سيتقبل ذلك، دون ان تتأثر علاقته برئيس تيار المستقبل؟
لا احد يشك في ان رئيس تيار المردة يتمتع بكل مواصفات "الفارس" ان في علاقاته الشخصية او في علاقاته السياسية، وحتى عندما عقد لقاء باريس، اكد اكثر من مرة ان الاولوية للجنرال، اما اذا بدا ان الظروف لا تعمل لمصلحة هذا الاخير من حقه ان يكون مرشحاً للرئاسة.
مجرد اللقاء اثار حالة عصبية داخل قيادات الصف الاول، والصف الثاني، في التيار الوطني الحرّ، وصولاً الى مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت ردود الفعل التي استخدمت فيها عبارات مسيئة جداً لفرنجية الذي لم يكن يتوقع قط ان تصل الامور الى حد القفز فوق كل الماضي والتوجه الى معراب ليكون حفل الزفاف الشهير بين الجنرال والحكيم.
وهنا تقول شخصية سياسية قريبة من الرابية ومن بنشعي ايضا ان نائب زغرتا واثق تماماً ان ما فعله الدكتور سمير جعجع ليس حباً بعون، فالكراهية لا تتحول فجأة الى حالة غرامية صارخة، وانما لقطع الطريق على رئيس تيار المردة، وبعدما تردد وراء الضوء ان الحريري لم يكن ليدعو الاخير الى منزل في باريس ويبحث معه في الاستحقاق الرئاسي لو لم يكن هناك سيناريو اقليمي- دولي قد وضع وسينفذ في اي لحظة.
اكثر من جهة سياسية تعتبر ان اتصال فرنجية بالحريري واعلانه عن ذلك في ذروة العملية الانتخابية في الشمال، لا يمكن ان يكون كلاماً في الهواء ولا بد ان تكون هناك خلفية معينة او معطيات محددة...
مصدر وزاري لا يستبعد ان تكون لمبادرة الرئيس نبيه بري صلة بالموضوع، وان يكون تكتيكاً الطرح الخاص بانتخاب المجلس النيابي قبل انتخاب رئيس الجمهورية ليضيف ان ثمة معلومات حساسة يتم تداولها حول ما جرى في اللقاء الاخير بين بري والحريري في عين التينة ويتعلق بالاستحقاق الرئاسي.
والمصدر لاحظ ان مبادرة بري جاءت بعد دعوة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الى فك الارتباط بين الازمة اللبنانية وازمات المنطقة، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية يكون صناعة محلية بالكامل، وحتى دون اكسسوارات خارجية.
في الكواليس ان ما صدر عن فرنجية وما صدر عن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يشي بان البلاد على مسافة قصيرة جدا من انقلاب في المشهد السياسي، ودون ان يكون ذلك ناتجاً عن الشكل الذي اخذته الانتخابات البلدية في الشمال، حيث التحالفات العجيبة، واحياناً المعارك العجيبة وان كان مؤكداً ان السيناريو الخاص بانتخابات طرابلس صيغ خارج لبنان...
وما يتردد ان كلام بري عن "الموت السريري" لقوى 14 اذار، باعتبار ان قوى 8 آذار فارقت الحياة منذ فترة طويلة، هو حصيلة رؤية دقيقة لواقع سياسي انتهى الى التآكل التام، وبالتالي الى السقوط التام، ولا بد من الخروج، في الحال، من عنق الزجاجة لان انتظار التسوية في سوريا هو اشبه ما يكون بانتظار غودو في مسرحية صمويل بيكيت الشهيرة.
الاوساط السياسية التي عملت على محاولة استقراء ما وراء اتصال فرنجية، راحت تستعيد كل المشاهد السياسية في الاسابيع الاخيرة بما في ذلك مأدبة العشاء التي دعا اليها السفير السعودي علي عواض العسيري، والقول ان ما بعد العشاء غير ما قبله. العماد ميشال عون جلس الى جانب ميقاتي الذي كان جالساً الى جانب الحريري، فيما غاب فرنجية، وهذا الغياب له دلالته التي تتجاوز عدم الرغبة في الالتقاء وجهاً لوجه مع عون، وحل محله ابنه طوني في العشاء.
الصورة تستكمل بالتصريح الذي ادلى به ميقاتي بعد الادلاء بصوته في طرابلس، قال ان الاجتماع الذي عقد بينه وبين الحريري (برعاية الرئيس تمام سلام) "تم خلاله طي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة يتم بناؤها اكثر فاكثر بالثقة المتبادلة". اضاف: "انا متأكد انه بمقدار حرصي، فان الرئيس الحريري حريص على وحدة الصف على الصعيد الوطني، وايضا على الصعيد السني، لذا اجتمعنا واتفقنا على التلاقي في هذه الانتخابات التي اضعها اولاً، في الاطار الانمائي من خلال المنافسة الديموقراطية".
الحريري ليس خلفي
العبارة اللافتة التي وردت في تصريح ميقاتي قوله "ان هذه الانتخابات اتخذت ايضاً وجهاًَ سياسياً تجلى بتحالفنا انا والرئيس الحريري".
ردة الفعل لدى مرجعية سياسية بارزة "ان ثنائية سنيّة هي في الطريق الى الظهور على المسرح السياسي"، وهو ما قد يكون على اتصال بالمسار الذي يشهده الاستحقاق الرئاسي ان لجهة تسمية الرئيس العتيد او لجهة اعداد السيناريو الذي سيوضع موضع التنفيذ.
وبالرغم من ان ميقاتي بدا سيد اللعبة في الانتخابات البلدية في طرابلس، فقد رفض ان يقال ان رئيس تيار المستقبل خلفه "انا واياه جنباً الى جنب، ويمكننا ان نغيّر (يغيّران ماذا؟) وان نواجه كل التحديات القائمة على الساحة اللبنانية، وعندما نكون معاً حتماً سنكون اقوى".
ولم ينس ان يعلق على كلام وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، ليقول "ان عائلات طرابلس ليست غنماً ولا هي زبائن مزارع"، بعدما كان ريفي قد قال "يكفي مزارع وكأننا غنم نتبع لفلان وفلان"، ليضيف "خرجت من عقل المزرعة لاقول انني مواطن ولست غنماً"، وانا حالة حريرية مستقلة، وقد استقلت من الحكومة لتأكيد استقلاليتي".
انتخابات الشمال بدت الاكثر عصبية من المراحل الثلاث التي سبقتها. فرنجية اشار الى ان وزير الخارجية جبران باسيل الذي قال انه لا يشعر بوجود تيار المردة في البترون لا يشعر بوجود عمه (والد زوجته) الجنرال عون في البترون، ومن الطبيعي الا يشعر بوجودنا".
وقال فرنجية "سامي الجميل في قلوبنا و"القوات" رغم كل الخصومة معهم موجودون 20 مرة اكثر من التيار الوطني الحرّ في المنطقة".
وكان رد من باسيل جاء فيه ان "المشكلة مع فرنجية انه يبني كلامه على اخبار خاطئة، نحن قلنا اننا لم نشعر بالمنافسة في البترون، ولم نقل اننا غير شاعرين بوجود تيار المردة.
الشعار و8 آذار
وفي حين بدا ريفي في منتهى العصبية في ادارته لعملية دعم لائحة احمد قمر الدين، لوحظ كلام هام جداً لمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، "لقد فوجئت بما سمعت من الوزير ريفي حول وجود مرشحين من 8 آذار، ومن "حزب الله" ولا اعلم على الاطلاق ان احداً من المرشحين في المدينة له هذا الانتماء".واستدرك "لنفترض ان فريق 8 آذار موجود، من حقهم ان يترشحوا، ومن قال ان الاختلاف السياسي يجب ان يدفع لان نطحن بعضنا بعضاً".
وكان لافتاً تصريح قائد محور الريفا خلال الجولات الدموية بين محلتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، اذ قال "لم تعد للحريري شعبية في طرابلس، وهو تحالف مع ميقاتي الذي سبق ووصفه برئيس حكومة "حزب الله"، ليضيف "ريفي رجل نظيف، ونحن معه وسننتخب لائحته زي ما هيي".
واذ بدت المنافسة باردة في طرابلس قياسا على الاقبال الكثيف في مختلف المناطق الاخرى، بدت معركتا تنورين والقبيات على المنخار، حتى ان ناشطين في التيار الحر و"القوات اللبنانية" راحوا يشيعون ان تيار المستقبل يقف الى جانب اللائحة التي يدعمها الوزير بطرس حرب، وكان ان هذا الاخير نفى بشكل قاطع، اي وجود للتيار في البلدة، ومؤكداً "ان عظامنا لن تتكسر في تنورين، داعياً انصاره الى عدم اطلاق النار ابتهاجاً بالفوز".
كليوباتره في بشري
وبدت معركة بلدة بشري مثيرة، وحيث لا معركة فعلية، وقد اكد "قدامى القوات" ان معركتهم ضد "كليوباتره" وليس ضد القيصر، اي ان معركتهم ضد النائبة ستريدا جعجع بسبب "شخصيتها الديكتاتورية" وليس ضد زوجها". فيما كانت هناك تعليقات من مؤيدي اللائحة الرئيسية، وعلى اساس انه لولا ستريدا لما بقيت هناك "قوات لبنانية" لان جعجع امضى 11 عاماً في الزنزانة كانت كفيلة بذر "القوات" في الريح.
ولوحظت طبقة اللغة التي تستخدمها نائبة بشري مع زوجها والتي لم يسبق لها ان لجأت اليها الا في الايام الاخيرة، اثر الادلاء بصوتها في بشري، توجهت الى رئيس "القوات" بالقول "ان بشري ستقدم لك اجمل وردة".
وقالت "صحيح انك لم تتمكن من ان تكون معنا لظروف امنية، ونقول لك انتبه على نفسك، ولكن اجمل هدية من بشري"، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن "ظهور روميو وجولييت" في بشري، وعن "الاسباب السياسية" وراء مواقف الغزل (والغرام) لستريدا في الاونة الاخيرة، والى متى التساؤل ما اذا كان جعجع يواجه مشكلة ما.
الكرنفال انتهى
الكرنفال الانتخابي انتهى، اي كرنفال سياسي الان؟ الكل يتوقع تبدلا دراماتيكياً في المشهد، واذ اثار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بكلامه الاخير، عن حماوة المرحلة المقبلة، اسئلة حول ما اذا كانت هذه الحماوة ستطاول لبنان بهشاشته وقابليته للتدهور، لاحظ نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم ان الصيف لن يحمل حلولاً لسوريا والعراق واليمن. اما في لبنان، فيبدو انه سيكون هناك كلام حار وليس صيفاً حاراً لان احتمال ان يكون حاراً عملياً يرتبط بشن اسرائيل هجوماً علينا، دون ان يوجد ما يبين ان اسرائيل مستعدة للعدوان على لبنان".
خروقات وهزائم
انتخابياً، ارقام ما بعد منتصف الليل اظهرت تقاربا مثيرا في الارقام بين لائحة "لطرابلس" ولائحة "قرار طرابلس" في حين تحدث ميقاتي عن احتمال حصول خروقات في اللائحة التي يدعمها "الجبابرة".
والصدى الاولي في عاصمة الشمال ان ريفي هزم الحريري واثبت ان شعبيته في المدينة تفوق شعبية رئيس تيار المستقبل الذي انعكست ازمته المالية الى حد كبير على مدى تأثيره في المدينة التي طالما اعتبرت بمثابة عمقه الاستراتيجي.
وفي تنورين، كانت هزيمة تحالف التيار الوطني الحر و"القوات اللبناينة" امام تحالف الوزير بطرس حرب والكتائب والمردة مدوٍ، وهو المشهد الذي تكرر في القبيات حيث كان الفوز، وان بفارق محدود، للنائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر.
اليوم يوم آخر، ليس على اساس نسيان ما حدث امس، وانما لانه يفتح الباب امام تبدلات دراماتيكية في الخارطة السياسية ما يمكن ان تكون له انعكاساته على الوضع العام.
======================
صحافتي :الانوار:الحريري يهنئ الفائزين بطرابلس... وريفي يمدّ يده لزعيم المستقبل
الثلاثاء 31 أيار 2016 الساعة 07:18
وطنية - كتبت صحيفة "الانوار" تقول:النتائج التي انتهت اليها الانتخابات البلدية في طرابلس، شكلت مفاجأة كبرى لمختلف الاوساط السياسية وللمعنيين بها بالذات، ودفعت القوى السياسية الى اجراء دراسة تقويمية لابعاد هذه النتيجة وما تعكسه من رغبة في التجديد.
وقالت مصادر سياسية مراقبة ان ما عبّر عنه صندوق الاقتراع في عاصمة الشمال، يؤكد التطلع الى قيادات قريبة من الناس تتكلم لغتهم، ولم يعد ممكنا تجاوز هذا المعطى ليس في طرابلس فقط، وانما على مستوى البلاد ككل.
وقد هنأ الرئيس سعد الحريري الفائزين في انتخابات الشمال عموما وطرابلس خصوصا، ودعا الجميع الى التعاون لمصلحة المدينة. وقال: نؤكد على احترام الارادة الديمقراطية لابناء طرابلس الذين اختاروا اعضاء مجلسهم البلدي.
واضاف: ادعو القوى الطرابلسية الى تجاوز الاصطفافات الانتخابية وتسهيل مهمة المجلس المنتخب في انماء المدينة وحل مشاكلها. طرابلس تستحق منا الجهد والدعم مهما كانت الظروف، وسنبقى حاملين همومها وقضاياها في كل وقت.
ريفي: انتصار التغيير
وأعتبر الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي الانتصار بالانتخابات البلدية في طرابلس انتصارا للتغيير وللمجتمع المدني ولكل لبناني مؤمن بدولة العدالة، مؤكدا ان احتكار الناس لن يدوم فالتغيير آت.
وأعلن انه سيكون اول من يحاسب على الأخطاء. وأشار الى ان طرابلس قالت كلمتها وهي لا تزال على العهد والوعد وكانت وستبقى مدينة العيش المشترك.
وأوضح انه يمد يده الى الرئيس سعد الحريري، وانهما اختلفا على نقاط سياسية أبرزها ترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية.
وقال: كنت واضحا منذ البداية، فعندما تم ترشيح الوزير سليمان فرنجية من قبل الشيخ سعد الحريري اعترضت، وما زلت، وسأبقى، ولا ارى في الامر علاقة مع ثوابتنا نهائيا. وهذه كانت احدى النقاط التي تباينا عليها. وعندما رشح الدكتور جعجع الجنرال ميشال عون اعترضت باعتبار اننا كنا نناضل ضمن اطار واحد، فاي مرشح لقوى 8 آذار نحن اخصامه ويجب ان نقف في وجهه، وهذا تناقض مع ثوابتنا السيادية.
واعلن ريفي عندما عقد مؤتمره الصحافي بعد الظهر ان اللائحة التي يدعمها كانت قد حصلت على 22 مقعدا من المجلس البلدي، وامل في الحصول على المقعدين الباقيين لتتمثل اللائحة بكل مقوماتها.
وقال: اليوم اعبر عن حزني لتغييب اي مكون في المدينة عن المجلس البلدي واتعهد في الوقت نفسه ان يتم اتخاذ كل الاجراءات الممكنة والعملية لاعادة تصحيح هذا الخلل.
نحن نفتخر بطرابلس وأهلها مسلمين ومسيحيين وعلويين، نفتخر بها مدينة فيها المسجد والكنيسة، وسنحافظ على صورتها وتراثها كمدينة للعيش المشترك.
مؤتمر المشنوق
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق دعا القوى السياسىة إلى إعادة النظر بأدائها وعناوينها السياسية تجاوبا مع عنصر الشباب الذي أثبت أنه قادر على التغيير، بناء على نتائج الانتخابات البلدية التي أنقذت لبنان من تحوله إلى دولة فاشلة.
وختم: أخيرا، في المعيار السياسي للنتائج الانتخابية، سأترك للقوى السياسية التي تتمترس وراء إعلامها وأحزابها أن تفكك الرسائل التي نتجت عن الانتخابات. وإذا كان لي أن أقترح، من موقعي الوطني وليس الوزاري، فعلى جميع القوى السياسية دون استثناء، أن تعيد النظر بأدائها وعناوينها ومفرداتها، تجاوبا مع عنصر الشباب، الذي أثبت في أكثر من موقعة انتخابية، أنه قادر على التغيير.
======================
المال :ريفي بعد فوزه بطرابلس: سأقاتل حزب الله طالما بقي فارسيا
هذا ومن قبيل التوضيح فقد ومن الجدير بالذكر انه قال وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي، الإثنين، إنه سيبقى يقاتل "حزب الله" سياسيا وحضاريا وإعلاميا، طالما بقي الأخير "مشروعا إيرانيا فارسيا"، مشددا على عدم السماح بأن يكون لبنان "إيرانيا".
وأضاف ريفي في مؤتمر صحفي عقده في مدينة طرابلس، بعد إعلان اكتساح لائحته مجلس بلدية المدينة في انتخابات أمس: "لن نقبل بأن يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله"، مستطردا: "لقد دعمت لائحة قرار طرابلس التي تمثل شبيبة المدينة، ولم أطلب شيئا أو اسما لي".
وتابع: "طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك، سنحافظ على تراثها، ونحن مصرون على العيش معا مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة وعلوييين"، مجددا انتقاده لـ"السلاح غير الشرعي (لحزب الله)".
وتوجه إلى الحزب قائلا: "أنت كمشروع إيراني فارسي، سأبقى أقاتلك سياسيا وحضاريا وإعلاميا، ولن نسمح للبنان بأن يصبح إيرانيا ولن أستسلم ولن أعطي تكليفا شرعيا لذلك".
وحول رئاسة الجمهورية الشاغرة منذ أكثر من سنتين، هذا ومن قبيل التوضيح فقد ومن الجدير بالذكر انه قال ريفي: "إذا كان المطلوب أن يكون الرئيس عسكريا فأرى قائد #الجيش العماد جان قهوجي رئيسا".
وأجريت الأحد قبل الماضي، المرحلة الثالثة من #الانتخابات البلدية في محافظتي "الجنوب" و"النبطية" (جنوب)، في حين أُجريت المرحلة الثانية في محافظة "جبل لبنان" (وسط غرب) في 15 أيار/ مايو الجاري، وأُجريت المرحلة الأولى في الـ8 من الشهر ذاته في محافظات "بيروت" (غرب)، و"البقاع"، و"بعلبك الهرمل" (شرق).
ومع انتهاء المرحلة الرابعة أمس الأحد، يكون اللبنانيون قد انتخبوا في كافة أنحاء لبنان 1027 بلدية، و2500 مختار.
وتشهد لبنان انتخابات بلدية كل ست سنوات، يتنافس فيها شخصيات من المستقلين والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، وكانت آخر انتخابات من هذا النوع أُجريت عام 2010.
وكان وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، قدم استقالته من الحكومة في 21 شباط/ فبراير الماضي، مطالبا الحكومة بـ "تقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، والاستقالة، قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد حزب الله".
وأعلنت السعودية، قبلها بيومين "إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح #الجيش اللبناني، عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب مليار دولار أمريكي مخصصة لقوى الأمن الداخلي في البلاد"، وذلك بعد أن قامت الرياض "بمراجعة شاملة" لعلاقاتها مع لبنان.
وتتهم السعودية، حزب الله، بالولاء لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا، للقتال إلى جانب النظام السوري منذ 2012، وأدرجت عددا من عناصره على قائمة "الإرهاب".
المصدر - المال
======================
الديار”: طرابلس لسعد الحريري: أشرف ريفي يُمثلّني
مع انتهاء معارك الانتخابات البلدية والاختيارية بكثير من الشوائب والثغرات على الصعيدين البشري واللوجستي، والقليل القليل من الحوادث الأمنية التي تمّت معالجتها بسرعة وحزم من قبل القوى الأمنية وعناصر الجيش، باستثناء حالة الرشوة التي رافقت هذه الانتخابات من البداية الى النهاية، لا بدّ من الاشارة بكثير من الوضوح والشفافية، الى ان الدولة اثبتت قدرتها على اجراء انتخابات على مساحة الوطن كله، مهما كان نوع هذه الانتخابات، ولكنها بالتأكيد لن تكون قادرة على اجراء انتخابات نيابية، حرّة ونزيهة وديموقراطية، وعادلة، ما لم تأخذ القرار السياسي الحازم، بأن الشوائب والثغرات التي لازمت المعركة الانتخابية البلدية، لن يكون لها مكان في الانتخابات النيابية التي يعوّل عليها اللبنانيون بأن تكون المدخل الالزامي لدولة جديدة، تشبه الدول الحضارية الراقية، وليس دولة حكومتها فاشلة وفاسدة، ومجلس نوابها اشبه ببلدية كبيرة، او تجمّع عائلي وعشائري، ومفتاحه بيد طائفة او مذهب، يفتح الابواب ويغلقها وفق ارادة ومصالح الطائفة او المذهب.
اما بالنسبة الى الانتخابات البلدية والاختيارية، والصراعات المتعددة التي دارت بين الاحزاب من جهة، حتى المتحالفة مع بعضها بعضاً، مثل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في المناطق ذات الثقل المسيحي، وحزب الله وحركة امل، في المناطق ذات الثقل الشيعي، وبين الاحزاب والعائلات والاجباب من جهة ثانية، فقد اصبح ممكناً بعدا نتهاء المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت يوم الاحد الفائت، في محافظة الشمال، تسجيل الملاحظات الآتية على هذه الانتخابات، انطلاقاً من نتائج مدينة طرابلس، وبلدات القبيات وتنورين والبترون، وبلدات اخرى، اكتسبت اهمية خاصة، كونها كانت محطّ تنافس بين الحلفاء، او امتناع حليف عن نصرة حليفه، وهذه الحالة حصلت في عدد من البلدات، وتسببت ببعض التوتر والزعل المضمرين لدى الحلفاء، وانا اعني تحديداً حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
*****
في طرابلس، كان انتصار اللواء اشرف ريفي، على جميع القوى الطرابلسية الأخرى، انتصاراً للحريرية السياسية التي رسم اهدافها وثوابتها الرئىس الشهيد رفيق الحريري، ولم تحترم في شكل دقيق من قبل تيار المستقبل والقيّمين عليه، بما يعني ان اللواء ريفي اعاد توجيه البوصلة الحريرية في الاتجاه الصحيح، واعطى هذا الاتجاه الذي يؤمن به، زخماً شعبياً، ليس في طرابلس فحسب، بل في بيروت وعكار والاقليم، وغيرها من المناطق، تمثل بعطف كبير وترحيب اكبر، بموقف ريفي وبانتصاره المدوّي في طرابلس، والذي يجب ان يكون صداه ايجابياً لدى تيار المستقبل وسعد الحريري، والافادة منه في اعادة لمّ شمل الحريرية السياسية التي اصيبت في الانتخابات البلدية باكثر من انتكاسة تصل الى مستوى الهزيمة، وعدم المكابرة، واعتبار ان ما حصل في طرابلس سحابة صيف.
اما في ما يتعلق «بتفاهم» التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، طول هذه الفترة الانتخابية، فالحقيقة التي يجب ان تال، ان هذا «التفاهم» غير المفهوم جيداً عند غالبية اللبنانيين، يجب وضعه في غرفة العناية الفائقة، وانصراف الاطباء المعنيين بصحته وسلامته، الى خلوة سريعة، يتم التدارس من خلالها، بالاسباب التي اصابت التفاهم باكثر من جلطة من شأنها ان تشكّل خطراً على حياته، وهذا الوضع من غير المسموح ان يحصل، لأن الصدمة لدى المسيحيين ستكون كبيرة ومؤلمة، وسوف تشكّل احباطاً تصعب مداواته بسرعة، واذا كان القرار لدى اهل القمة، ان التفاهم يجب ان يبقى ويستمر ويقوى، فان هناك اموراً كثيرة يجب ان تتعدّل على الارض وعند القاعدة واذا كان طموح قادة الحزبين، كما نسمع دائماً ان يتحوّل التفاهم، المحدود حتى الآن، بالمكان والزمان المناسبين، الى تفاهم اوسع يرقى الى مستوى التحالف، فهناك تدابير واجراءات جذرية يجب اتخاذها، ليصبح هناك تناغم وتفاهم حقيقيين بين القمة والقاعدة، وما بينهما، وهما اليوم، كما اظهرت الوقائع، مفقودان او باحسن الحالات غير فاعلين بما فيه الكفاية، والمشكلة التي يجب ان تكون على رأس الاهتمامات، ان ايّ خسارة للاحزاب امام المفاهيم الموروثة، والاقطاعية العائلية، من شأنها ان تعطيهما جرعة مقوّيات تصعّب على الاحزاب مهمتها في المستقبل.
باختصار، طرابلس قالت لسعد الحريري «اشرف ريفي يمثلّني» وخسارة تفاهم القوات والتيار في تنورين والقبيّات وتعثرهما في بلدات اخرى، رسالة للعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، ان انتبها الى بيتكما الداخلي، على الرغم مما يقال بان نتائج الحزبين في البلدتين سيكون لها صدى ايجابياً في الانتخابات النيابية المقبلة على مستوى القضاء وليس على مستوى البلدتين
=====================