الرئيسة \  دراسات  \  انتهاكات النظام السوري لحقوق المرأة في الثورة السورية

انتهاكات النظام السوري لحقوق المرأة في الثورة السورية

16.08.2015
مركز بحوث للدراسات





كان ومازال للمرأة السورية حضور مميز في الثورة السورية الأخيرة، وقد ترددت كثير من الأسماء النسائية الثائرة، واللواتي أصبحن بمثابة رموز للثورة، يظهرن بشكل دوري في الإعلام ناشطات ثوريات على مستوى عال من الثقافة، ولديهن قوّة وجدانية وعاطفية قد لا توجد لدى الكثير من الثوّار الرجال. وقد تردد في كثير من القنوات الإعلامية وصف الثورة السورية بأنها ثورة أشعلتها النساء، كما انها شاركت فيها في جميع مراحلها وإلى الآن، فقد خرجت المرأة السورية في المظاهرات السلمية منذ البداية، وساهمت في النشاط الالكتروني بشكل واسع من خلال التنسيقيات والفيسبوك ونشر المواد المرئية على النت، كما أنها رافقت الرجل في الثورة المسلحة، فكان هنالك العديد من النساء ممن نشطن في حقل المساعدة الطبية والمشافي الميدانية لإسعاف الثوار والمصابين المدنيين، ولم يقتصر دورها على ذلك، فقد حضرت بشكل لافت في المعارضة السياسية في الخارج، ونشطت في المجال الحقوقي والقانوني، ولم نجد مساحة في العمل الثوري إلا وكانت المرأة السورية مبادرة وناشطة ومخلصة في العمل فيه.
وحيث أن المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية ومنها المجتمع السوري لها مكانة خاصة ويعد المساس بها من أشد الأمور حساسية بالنسبة للمجتمع وللرجل، فقد أصبحت مستهدفة من قبل النظام السوري الظالم، الذي أخذ يعاقب المجتمع السوري كله من خلال إيذاء المرأة بأبشع وأقسى الطرق، إذ لا يبقى هنالك حرمة لأي شيء عندما يريد النظام السوري الأسدي الانتقام من الثوّار ومن المجتمع الذي أنتجهم واحتضنهم. فالمرأة في الثورة السورية ثائرة، وزوجة ثائر، وابنة ثائر، واخت ثائر، فكيف يترك النظام السوري المتوحش فرصة كهذه للنيل ممن أسقطوا شرعيته الزائفة، ودمروا اسطورته التي امتدت عقودا طويلة. ولكنه أسرف في انتهاك حرمة النساء السوريات، فقتل واعتقل وعذّب وروّع واغتصب، وكل هذه الجرائم لم تكن حالات خاصة إنما مورست بشكل ممنهج أعطى بعدا كارثيا لوضع المرأة السورية في الثورة. ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن هذه الممارسات ضد المرأة لم تكن وليدة الثورة السورية أو ممارسات طارئة على النظام السوري الأسدي، بل هي إرث أسود وتركة من الشر الخالص التي ورثها الابن من أبيه، فقد ارتكب الأسد الأب انتهاكات سيئة الصيت ضد المرأة في السجون، وقد دونت في مذكرات بعض اللواتي نجين من السجون بعد سنوات طويلة وقاسية ومن أشهرهن هبة الدبّاغ التي كتبت مذكراتها عن تسع سنوات قضتها في سجون الأسد الأب في كتاب بعنوان "خمس دقائق وحسب" . وهذا الشبل من ذاك الأسد، وكلاهما مجرم.
للاطلاع على البحث كاملا اضغط هنا