اهلاً وسهلاً بكم في دولة الصمود والتصدي

اهلاً وسهلاً بكم في دولة الصمود والتصدي - إجازة ممتعة في بلادكم

المهندس هشام نجار
أعزائي القراء ...
سوريا كانت من الدول التي كان يتمتع شعبها برفاهية يحسد عليها قبل وصول البعث للحكم لتتحول بعد احتلال سوريا من قبل آل اسد وعصابات مستوردة الى بلد منهار بكل معنى الكلمة بسبب الفساد والجرائم من قمة العصابة الى اركانها المقربين من الرأس ، إلى تسلط الجيش الطائفي ومخابراته مع جيوش إحتلال أخرى على مفاصل البلد في عهد امبراطور الكبتاجون ، فتم سرقة ماتبقى من ( فراطة ) في جيوب ابناء هذا الشعب تحت اسم الضرائب والتي اخترع لها أسماء جديدة حيّرت المواطنين.. و دفعتهم للتندر عليها، كتلك الضريبة التي فُرضت على السيارات وسميّت بـ"ضريبة الرفاهية" وأغنت عقول منتجي المسلسلات الكوميدية، وآخرها وليس آخراً ضريبة تداولها روّاد التواصل الاجتماعي عن كل سندويشة شاورما أو فلافل..
حتى بلغت ضريبة استخراج جواز سفر مع الرسوم والاتعاب مايصل الى نصف مليون ليرة سوري ضارباً الرقم القياسي عالمياً. اضافة لضريبة بطاقة خروج . اما استخراج الجواز الفوري فقد ناهزت قيمته الـــ 1000 دولار اي حوالي 9 ملايين ليرة سوري !!
ثم يتفاجأ السوريون في عام 2013، ايضاً يفرض ضريبة جديدة عليهم ، هي ضريبة المجهود الحربي من اجل "الصمود"، وهي عبارة عن طابع جديد على معاملاتهم، يتم إضافته على معظم المعاملات الحكومية.
كما شهدت سوريا في ذات العام فرض ضريبة جديدة على المواطنين، تحت مسمى "ضريبة إعادة إعمار" !!! وتستوفى بنسبة 5 بالمئة على الضرائب والرسوم غير المباشرة، وأصبحت في عام 2017، بنسبة 10 بالمئة.
واضيفت ضريبة إعادة الإعمار إلى ضرائب بيع العقارات وضرائب دخل المهن وتجديد تراخيص السيارات، وكذلك الضرائب غير المباشرة مثل ضريبة القيمة المضافة ورسوم المعاملات القانونية، وفواتير الكهرباء والمياه وفواتير المطاعم و الحوالات المالية.
ولكن الضريبة التي حيرت علماء الاقتصاد العالميين سميت بضريبة "بيع لم يتم"
وحتى في حال التراجع عن بيع العقار ، يتوجب عليك دفع ضريبة، بحسب وزارة المالية التي علّقت على ذلك بقولها: باعتبار "عملية النكول عن البيع بمثابة عملية بيع واجبة التكليف بضريبة البيوع العقارية وفق القانون بتاريخ التصريح بالنكول". فاحتار المواطن المسكين هل يضحك ام يبكي !!
وأثار تعميم لوزارة المالية لدى حكومة النظام منتصف العام الفائت، انتقادات حادة، وبخاصة لدى المحامين والاقتصاديين، بعد فرضها ضريبة على عملية بيع العقار حتى لو لم تتم، واصفين قرارها بـ"التشليح الضريبي" و"الحكم القراقوشي".
ولم تتوقف عصابة النظام عند هذا الحد ، فقد شهدت مدينة اللاذقية في عام 2019، أغرب أنواع الضرائب، عندما واجه زبون في أحد المطاعم فاتورة في أحد بنودها "رسم عدم طلب أكل"، بمبلغ 2600 ليرة سورية،
وحتى الكلاب لم تسلم من ضرائبهم ، إذ فرضت عصابة النظام نهاية العام الفائت رسم سنوي قدره 15 ألف عن كل كلب يتم تربيته، باستثناء الكلاب المقتناة لحماية المواشي والمزروعات، وذكرت وكالة "سانا" أن كل كلب شارد دون لوحة يحبس ثم يباع إن لم يطلبه صاحبه خلال 48 ساعة، وإن لم يثبت صاحبه أنه أدى الرسم عنه وقدم لوحته، ولا يعاد إليه ولو هلك الكلب من النباح للعودة لصاحبه إلا بعد دفعه الرسم المنوه عنه مضاعفاً مع نفقة الحبس من طعام وشراب وترفيه والمقصود بالترفيه على مايعتقد اسماع الكلب اغاني "التمجيد ببطل الصمود والتصدي مثلاً" .
كما شهدت مؤخراً وسائل التواصل الاجتماعي موجة سخرية واسعة، على قرار تم تداوله حول فرض ضريبة على سندويشة الشاورما والفلافل والفروج المشوي بمقدار 8 بالمئة.
حيث أكد أحد اصحاب المطاعم أنه سيضاف مبلغ 1400 ليرة على الفروج المشوي كضريبة و325 ليرة على سندويشة الشاورما، وهذه الضريبة سيدفعها المواطن من جيبه، بحسب موقع "الاقتصاد اليوم".
وفي كل الأحوال تضاف إلى سندويشة الشاورما، ضرائب منها ضريبة إنفاق استهلاكي بقيمة 200 ليرة وضريبة إعادة إعمار بقيمة 20 ليرة سورية، وضريبة إدارة محلية بقيمة 10 ليرات، لتصبح السندويشة غنّية بالضرائب رغم انها الأقل غنى بمكوناتها.
وهناك ضرائب طيارة غير منصوص عنها بقانون ولكنها تجبى من المواطنين بشكل رسمي كضريبة المرور على الحواجز، وخصوصاً من أولئك المسافرين خارج البلاد أو القادمين إليها، ورغم كون هذه الضريبة قديمة نوعاً ما، إلا أنها أصبحت مرهقة للمواطنين بصورة كبيرة، حيث يطلب من المسافرين مبالغ طائلة مقابل مرورهم على الحواجز.
فيما ظهر في السنوات الأخيرة مصطلح "الترفيق" حيث يتم دفع مبالغ مالية لعناصر النظام السوري أوعناصر "الدفاع الوطني" مقابل مرافقة سيارات البضائع من منطقة إلى أخرى.
وبالنهاية تحولت سوريا الى شلة من الحرامية والمجرمين ومصنعي المخدرات ولكن بلافتة كبيرة على مداخل الحدود مطبوع عليها صورة مبتسمة لامبراطور الصمود والكبتاحون معاً ومكتوب تحتها بالالوان : اهلاً وسهلاً بكم في دولة الصمود والتصدي - اجازة ممتعة في بلادكم.