الرئيسة \  تقارير  \  فايننشال تايمز : الصين تستعرض عضلاتها الدبلوماسية.. وصفقة إيران-السعودية ستؤدي إلى سلام بارد

فايننشال تايمز : الصين تستعرض عضلاتها الدبلوماسية.. وصفقة إيران-السعودية ستؤدي إلى سلام بارد

16.03.2023
إبراهيم درويش

فايننشال تايمز : الصين تستعرض عضلاتها الدبلوماسية.. وصفقة إيران-السعودية ستؤدي إلى سلام بارد
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
الأربعاء 15/3/2023
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية حول الوساطة الصينية بين السعودية وإيران، قالت فيها إن بكين باتت تلعب دور صانع السلام في الخليج، مشيرة إلى أن الصين برزت كعرّاب دبلوماسي في صفقة  بين طهران والرياض.
فعلى مدى العامين الماضيين، أجرت السعودية وإيران محادثات متقطعة لتخفيف حدة تنافسهما المرّ، ولم يحدث أي تقدم بسبب غياب الثقة، حتى دخلت الصين.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن العدوان اللدودان وبوساطة من بكين الموافقة على تطبيع العلاقات بينهما وإعادة فتح السفارات، بعد سبعة أعوام من قطع العلاقات.
وتعلق الصحيفة أن أي صفقة تساعد على خفض التوترات في الشرق الأوسط، هي خطوة مرحب بها. فالخصومة بين البلدين الكبيرين، السني والشيعي، أدت إلى إثارة النزاع وعدم الاستقرار في المنطقة، خاصة في اليمن الذي شنت السعودية ومنذ ثمانية أعوام حربا كارثية ضد المتمردين الحوثيين فيه، والذين تدعمهم إيران. ولكن الاتفاق أظهر الصين كوسيط دبلوماسي، وتحد من بكين للنظام  العالمي المتمركز حول الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن الاتفاق فاجأ الكثيرين. فقبل خمسة أشهر، حذر المسؤولون الأمريكيون من هجوم إيراني محتوم على السعودية، بعد اتهام طهران أعداءها بإثارة التظاهرات ضدها، وكان السلام بعيدا، إلا أن “الانقلاب الدبلوماسي الصيني أكد على التأثير الصيني المتزايد في المنطقة الغنية بالنفط”.
وفسر البعض هذا الانقلاب بأنه إشارة أخرى عن خفوت الموقف الأمريكي في الخليج، الذي ظلت دوله تعتبر الولايات المتحدة الشريك الأمني والدبلوماسي والاقتصادي الأول، وهم محقون ولنقطة معينة.
وجاء الاتفاق بعد مرحلة محفوفة بالمخاطر في العلاقات الأمريكية- السعودية، والمفهوم السائد لدى دول الخليج أن أمريكا تفكك علاقاتها مع المنطقة ولم تعد حليفا موثوقا. وتبنى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، موقفا مستقلا في السياسة الخارجية، حيث حاول موازنة علاقاته مع الولايات المتحدة بالعلاقات مع الصين وغيرها.
ومع تراجع اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، وأهم مشتر للنفط الخام. وبالطبع تأتي العلاقة مع الصين لولي العهد بدون ضغوط لتحسين سجل المملكة البائس في حقوق الإنسان. وحتى في ظل علاقة دافئة بين واشنطن والرياض، فمن الصعب رؤية الكيفية التي تستطيع الولايات المتحدة التوسط في صفقة كهذه، فواشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية مع طهران منذ ثمانينات القرن الماضي، واتسمت علاقات البلدين بعدوانية عميقة.
وبالمقارنة، فقد كانت الصين سعيدة بالتواصل مع إيران لأنها المشتري الرئيسي للنفط الخام الإيراني رغم العقوبات الأمريكية. واستقبلت بكين في الشهر الماضي، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
ويراهن المسؤولون السعوديون على تحميل الصين إيران المسؤولية. وكل هذا يؤشر لتزايد طموحات الصين الجيوسياسية في منطقة ظل اهتمامها وخلال السنين الماضية متركزا على العلاقات التجارية والاقتصادية، وليس السياسة أو الأمن. إلا أن قرار الصين التوسط في التقارب، يتناسب مع المبادرة العالمية للأمن والتي أعلنت عنها في شباط/فبراير، وحددت فيها الصين معالم دورها كلاعب دولي، ونشر رؤيتها للأمن والتنمية.
والسؤال إن كانت الدبلوماسية الصينية ستؤدي إلى نتائج مستدامة. وسيكون مفتاح الصفقة في اليمن، فقد تم التوافق فيه على هدنة التزم بها الطرفان منذ نيسان/ أبريل العام الماضي.
وترغب الرياض في الخروج من النزاع ووقف مسيرات وصواريخ الحوثيين التي تعرقل التطور وتمنع الاستثمارات الأجنبية. وليس من السهل التوصل إلى تسوية دائمة لحرب بالوكالة. ومن السذاجة بمكان، توقع أكثر من مجرد سلام بارد بين الرياض وطهران.
وفي الوقت الحالي، يخدم الاتفاق مصالح كل من إيران والسعودية، ويعطي الصين فرصة للعب دور عرّاب السلام. وهو ما سيؤدي إلى شرق أوسط أقل تقلبا، وهناك الكثير من الأسباب الداعية للتصفيق والسخرية أيضا، حيث تستعرض الدبلوماسية عضلاتها