الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  بالصوت والصورة

بالصوت والصورة

06.04.2015
يحيى حاج يحيى





ثلاث مطارات عربية تمنع دخول الطفلة سندس التي تحمل وثيقة فلسطينية ، وأمها تحمل جوازاً سورياً!؟ وقد سمح مطار استانبول لها ، وتم اللقاء بينهما !
وصف أبو البقاء الرندي مشهداً فظيعاً في أثناء سقوط الأندلس وضياعها في قصيدته التي فيها ( لكل شيء إذا ما تمّ نقصان ) فقال:
يارُبّ طفل وأم حيل بينهما    كما تُفرّق ُ أرواحٌ وأبدانُ
الأم تُسبى والطفل يُسترق !؟
فإلى متذوقي الأدب ولو كان مأساوياً ، وهزتهم هذه الصورة التي رسمها الشاعر ، ما رأيكم عندما تشاهدون هذه الحالة في واقع كثير من المطارات العربية !!؟
كنت أشرح قصيدة أبي البقاء لطلاب المعهد الثانوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، فإذا طالب مغربي يجهش بالبكاء ويرتفع صوته ، ولما سألته وهدأته، التفت وكأنه استغرب من سؤالي : شوف ياشيخ أيش كان يفعلون بالمسلمات ، وين كان المسلمين !؟؟
إلى تلميذي المغربي الذي بكى وقد نسيت اسمه بعد خمسة وعشرين عاماً ، لم أشاركك البكاء في ذلك الوقت ، واكتفيت بالمشاركة الشعورية ! أما اليوم فقد بكيت ُ أكثر مما بكيت
وأنا أرى كل يوم ما قاله أبو البقاء ، مردداً ما قاله شاعر معاصر:
وآلمني وآلم كل ّحُرٌ     سؤالُ الدهر: أين المسلمونا !؟
*أين المسلمونا!!
لا ليردوا قسوة علوج الفرنجة ، ولكن ليحتجوا على فظاظة أبناء جلدتنا !؟