الرئيسة \  ملفات المركز  \  بانوراما 2014 - 30-12-2014

بانوراما 2014 - 30-12-2014

31.12.2014
Admin



عناوين الملف
1. مؤتمر جنيف وبقاء الأسد وقصف التحالف .. أبرز محطات 2014 في سوريا
2. 2014 أسوأ الأعوام على أطفال سوريا
3. بانوراما لأهم نشاطات الرئيس الأسد في 2014
4. «تنظيم الدولة» يحافظ على شعاره في 2014 «باقية وتتمدد»
5. إيبولا والصراع في أوكرانيا وهجمات داعش تتصدر أحداث 2014..ترتيب الأوراق لسنة 2014 يسلم الراية لعام الاستقرار في تونس ومصر، في حين تنضم سوريا والعراق وليبيا واليمن إلى الدول الفاشلة.
6. سنة "داعش" لم تنتهِ في 2014 و...ستكون حدث 2015
7. كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN أمانبور تختار أهم 3 أحداث لعام 2014
8. "الجارديان" تختار مصور "فرانس برس" الأفضل فى عام 2014
9. سنة "داعش" لم تنته في 2014 وتبقى في قلب الحدث في 2015 الائتلاف الدولي "يزعج" التنظيم ولا يهدّده وتقاطع المصالح يعزز قوته
10. عام 2014: غياب القيادة العالمية
11. الشغور الرئاسي وأزمة اللاجئين السوريين يتصدران أحداث العام 2014 بلبنان
12. 2014 .. التأسيس للمستقبل السوري
13. الشرق الأوسط في 2014..بين 'داعش' وايبولا
14. حصاد 2014 إعلاميا: كوارث وصراعات.. وضحايا صحفيون
15. 2014 عام سقوط الدول من التنظيمات الدولية..
16. الخليج «2014».. خلافات وثورات مضادة ومخاطر تهدد السعودية
17. 2014 عام سقوط القناع الأمريكي.. مواقف الدول الكبرى تجاه قضايا المنطقة.. واشنطن تناور بالتصريحات وتراوغ بالقرارات.. "بوتين" مواقفه حاسمة ويعيد تموضع روسيا بالشرق الأوسط.. والصين تعلن دعمها لمصر
18. أبرز عشرة أحداث عالمية لعام 2014 انتقتها وكالة أنباء ((شينخوا))
19. أزمة أوكرانيا وفيروس «إيبولا» أهم مشكلات ألمانيا في 2014
20. أوروبا 2014: مواجهة مع روسيا.. وتردد تجاه الأزمة الليبية
 
. مؤتمر جنيف وبقاء الأسد وقصف التحالف .. أبرز محطات 2014 في سوريا
2014-12-29 12:00:26
 وكالات
خلف عام 2014 في سوريا المزيد من النتائج الكارثية على المستويات الانسانية والاقتصادية و السياسية، ووصفت الأمم المتحدة الحرب و الوضع الإنساني في سوريا بأنه الأسوأ في الوقت المعاصر .
وقتل عشرات الالاف من السوريين من طرفي الصراع بين السلطة التي تحتكر الحكم منذ نحو نصف قرن و حتى اليوم ، و المعارضة المسلحة المدعومة خارجيا ، ودمرت مئات الالاف من المنازل فيما هجر ايضا ملايين السوريين في داخل البلاد و خارجها وفق منظمات انسانية محلية و دولية .
وتقول منظمات حقوقية انه قتل في سوريا نحو 250 شخصا يوميا خلال العام 2014 بينهم مدنيون و عسكريين و نساء و اطفال .
براميل الأسد
ومع اطلالة العام 2014 استمر قوات الحكومة السورية في قصف المناطق المعارضة لها بالبراميل المتفجرة ، وكان الاسوأ فيها تلك التي استهدفت احياء في ضواحي حلب و دمشق خلال الاسبوع الاول من العام 2014 و التي حصدت ارواح المئات من الابرياء .
وفي شهر كانون ثان/ يناير من عام 2014 حصل اجتماع لمجموعة “أصدقاء سوريا” المصغرة التي تضم 11 دولة مع وفد من الائتلاف السوري المعارض” واتفق المجتمعون على اعتبار أية انتخابات رئاسية تجريها الحكومة السورية ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحاً فيها لاغية وباطلة ” بينما اعتبرت الحكومة السورية ان ما صدر عن اجتماع أصدقاء سورية بباريس ” أقرب إلى الأوهام “.
وبعد ذلك بأيام أوصى بشار الأسد وفده المشارك في “جنيف 1 ” بالتأكيد على أن أي حل سياسي يتطلب أولاً وقف الإرهاب تماما ، وبذلك يكون مؤتمر جنيف قد ولد ميتا كما قيل حينها في كواليس المحافل الدولية .
وفاجأ المجتمع الدولي الحكومة السورية اثناء مؤتمر جنيف ونشر وثائق وصور حوالي ” 55 ألف صورة سربها عسكري سوري منشق قال أنها لـ 11 ألف جثة لسجناء قتلوا تحت التعذيب من قبل القوات السورية في معتقلاتها”.
جنيف 2
وفي شباط/فبراير الماضي انطلقت محادثات مؤتمر “جنيف 2 ” التي استمرت أسبوعا ترأس جلساتها المنفصلة و المتصلة المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي ، وقال المجتمع الدولي وقتها كلمته ان ” حكومةالاسد ليست جاهزة و لا تريد الحل بإقامة حكومة وحدة وطنية كاملة الصلاحيات لا مكان فيها لبشار الاسد وفق قرار مجلس الامن رقم 2118 “.
وفي هذا الشهر أيضا توصلت الامم المتحدة لاتفاق مع قوات الاسد على ” تأمين خروج المدنيين المحاصرين في مدينة حمص القديمة ” حيث كانوا يموتون جوعا و قصفا ، كما تبنى مجلس الامن الدولي ” قرارا بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة الأراضي السورية رقمه 2139 ” .

هجمات اسرائيل
وفي شهر أذار/ مارس شنت اسرائيل “هجمات على مواقع حدودية سورية”طالت مخازن أسلحة لنظام الأسد محرمة دوليا ، كما قصفت اسرائيل في نفس الشهر مواقع عسكرية لقوات الاسد في مدينة القنيطرة الحدودية وقتلت و جرحت عشرات من قواته و كالعادة يكون رد نظام الممانعة و المقاومة البعثية في دمشق ان الرد سيكون ” في الزمان و المكان المناسبين ” دون ان يحدث ذلك.
وفي شهر نيسان /ابريل أتهم سكان مدينة حمص وسط البلاد قوات الاسد بقتل”القس الهولندي بيير فرانس داخل دير الآباء اليسوعيين في حي المدينة القديمة”وهو كان يقيم في سوريا من عشرات السنيين و يدعو للخير و المحبة و السلام بين السوريين على اختلاف مشاربهم الدينية والفكرية وكان مقتله صدمة في كل الاوساط السورية .
الانتخابات الرئاسية
و في نفس الشهر فتح مجلس الشعب في دمشق باب الترشح لانتخابات رئاسية و هي المرة الأولى في تاريخ سورية منذ نحو نصف قرن تسمح عائلة الاسد بالترشح لاي سوري او سيدة سورية ، و تقدم للترشح 24 عضوا للانتخابات الا ان المحكمة الدستورية لم توافق الا على اثنين هما التاجر الدمشقي حسان النوري و الحلبي ماهر حجار في مقابل بشار الاسد الذي اعلن ترشحه لولاية ثالثة .
وفي ايار/مايو بدأ تنفيذ ” اتفاق الهدنة بحمص بين قوات المعارضة و الحكومة باشراف الامم المتحدة و خروج المدنيين و المقاتلين المحاصرين من حمص القديمة ” و استعادتها الحكومة بعد اكثر من سنة ، ونفس الشهر اعلن المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي استقالته.
وقامت الأردن في هذا الشهر أيضا بطرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان الذي كان رئيسا لفرع استخبارات أمن الدولة في دمشق ، بالمقابل طردت الحكومةالقائم باعمال السفارة الاردنية لديه .
وفي شهر حزيران/يونيو صوت بشار لنفسه في أحد مراكز الاقتراع قرب مكتبه ومنزله في حي المالكي في العاصمة السورية و في اليوم التالي تعلن نتائج الاستفتاء بفوز بشار الاسد كي يستمر في احتكار السلطة بعائلته منذ نحو نصف قرن و رد المجتمع الدولي بالقول إن ” الاسد رئيس غير شرعي و ان الانتخابات كانت مهزلة و حصلت تحت وطـأة القصف الدمار “.
وفي نفس الشهر تعلن إسرائيل مهاجمة” تسعة أهداف تابعة للقوات السورية في الجولان ردا على صاروخ أطلق باتجاهها من تلك المواقع “، وكذلك أعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام ” داعش” دولة الخلافة الاسلامية و نصب البغدادي خليفة المسلمين.
وفي شهر تموز/يوليو يتبنى مجلس الأمن قرارا بإدخال مساعدات إلى سوريا دون موافقة السلطات في دمشق ، وبالتزامن يؤدي بشار الاسد ” اليمين الدستورية في مقر قصر الشعب بدلا من ان يكون ذلك في مجلس الشعب” ، وكذلك انتخب اعضاء الائتلاف السوري الوطني في هذا الشهر العضو هادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف خلفا لاحمد الجربا .
حكومة جديدة
وفي آب/اغسطس ، كلف الأسد معن الحلقي بتشكيل ورئاسة حكومة جديدة ، بينما يوافق مجلس الأمن على قرار يتيح استخدام القوة ضد “داعش والنصرة” التنظيمين المتطرفين .
ويبدأ المبعوث الدولي دي ميستورا في أيلول/سبتمبر أول زيارة له إلى دمشق بعد تعيينه ، وفي نفس الشهر تبدأ قوات التحالف بشن ضربات جوية على مواقع داعش في سورية .
وفي شهر تشرين أول/ أكتوبر ، أطلق المبعوث الاممي دي ميستورا ” مبادرته حول تجميد القتال في حلب ” و يقول بعد جولته في حمص “الحل في سوريا سياسي سلمي وليس عسكريا”.
وشهر تشرين ثان/نوفمبر يعلن داعش إعدام الرهينة الأمريكي بيتر كاسيج، كما تشن إسرائيل هجوما على مناطق قرب دمشق.
وفي الشهر الاخير من عام 2014 أجرى رئيس الائتلاف السوري الوطني هادي البحرة مشاورات في القاهرة مع وزير الخارجية المصرية سامح شكري و الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بخصوص المؤتمر المرتقب في موسكو بين قوى المعارضة و الحكومة السورية و الذي سيعقد في نهاية الشهر الاول من العام المقبل.
ويأمل ملايين السوريين بتوقف الحرب في بلادهم و ان يكون عام 2015 وقتا للسلام و الاستقرار و اعادة البناء وحقنا للدماء .
===================
2014 أسوأ الأعوام على أطفال سوريا
سميرة علي مندي
29.12.2014
يُعتبر عام 2014 من أسوأ الأعوام على الطفل السوري، اذ يعيش نحو 5.5 مليون طفل بين مشرّد ومهجّر، ومتسرّب عن التعليم داخل البلاد وخارجها، بعد أن اصبحوا ضحايا الصراع الدائر في سوريا منذ أربعة أعوام، يأتي هذا فيما يواصل تنظيم "داعش" وتنظيمات متطرفة أخرى تجنيد الأطفال، إذ تؤكد تقارير دولية أن "داعش" وبعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا قام بتدريب الأطفال والمراهقين على فنون القتال واستخدام السلاح، وإعداد المفخخات والعمليات الانتحارية.
الطفل السوري أسيد برهو أحد ضحايا التنظيم اختار القيام بعملية إنتحارية، لكنه سلم نفسه إلى قوات الأمن العراقية أمام مسجد في بغداد قبل أيام ليستطيع الهرب من قبضة مجنديه في تنظيم "داعش".
وروت صحيفة "نيويورك تايمز" قصة الفتى السوري وكيفية انضمامه إلى "داعش"، بعد إندلاع الأزمة السورية وإقناعه بفكرة الدفاع عن الإسلام والسُنة، وذكرت الصحفية أنّ "داعش" يجنّد نحو 300 طفل شهرياً بعد اختطافهم أو شرائهم.
طفل سوري إختار أن يكون إنتحارياً ليهرب من تنظيم "داعش" ... سعد معن
ويقول الناطق بإسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في حديث لإذاعة العراق الحر ان الطفل أسيد برهو من مواليد 2000 كان يعيش حياة طبيعية في الرقة مع عائلته الى أن دخل مسلحو تنظيم "داعش" سوريا وقاموا بتجنيد الأطفال من خلال إجراء عمليات غسيل للدماغ يقنعونهم بالانضمام للتنظيم ومبايعة الخليفة ومحاربة الشيعة وغيرهم لحماية أمهاتهم ونساء المسلمين.
وإلتحق الطفل أسيد بمعسكر لتدريب الأطفال في الرقة، ثم انتقل الى سوريا وعندما خيروه بين الانضمام لصفوف المقاتلين أو الانتحاريين، اختار أن يكون انتحارياً كي يفلت من "داعش"، وعندما وصل الى حسينية في منطقة البياع قرر أن يسلم نفسه للقوات العراقية وعند سماعه للآذان من الحسينية قال إنه كان يعتقد أن الشيعة كفار كما كان التنظيم يلقنهم في معسكرات التدريب.
وأكد العميد معن أن القوات العراقية أحسنت معاملة الطفل السوري الذي سيعامل كحدث على أن يؤخذ بنظر الإعتبار أنه لم يقم بعملية التفجير وبادر برغبته الى تسليم نفسه للسلطات.
حملة لتجنيد الأطفال
ويذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان تنظيم "داعش" أطلق خلال الايام القليلة الماضية، حملة لتجنيد الأطفال في العراق وسوريا من خلال منشور أعلن فيه عن افتتاح مكتب للانتساب في المنطقة التي تدعوها بـ "ولاية الفرات" المقصود بها المنطقة الشاملة لمدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية والبلدات والقرى التابعة.
وجاء في المنشور أن "داعش" تعلن عن افتتاح مكتب الانتساب في ولاية الفرات لمن أراد الالتحاق في صفوف المسلحين و"إعلان البيعة لأمير المؤمنين"، على أن يحقق المنتسب شرطين هما: أولاً أن يتجاوز الخامسة عشرة من العمر، وثانياً: أن لا يكون ملتحقاً بسلك ردة سابقاً".
ويرى العميد سعد معن أن "داعش" بدأ يلجأ للاطفال في ظل التقدم الذي تحققه القوات العراقية على جبهات القتال، وايضاً لسهولة إقناع الأطفال بأفكاره الارهابية المتطرفة، فضلا عن سهولة حركة الأطفال وعدم تعرض القوات الامنية لهم.
والى جانب موضوع تجنيد الأطفال من قبل "داعش" والتنظيمات المتطرفة الأخرى، هناك أطفال يموتون جوعاً بسبب إستمرار الصراع في سوريا، إذ أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان وفاة 313 مدنيا بينهم 101 طفل خلال سنة 2014 نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية في مناطق تحاصرها القوات النظامية في سوريا، لا سيما في ريف دمشق.
من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن 5,6 مليون طفل سوري يحتاجون الى مساعدة انسانية "منقذة للحياة"، وأن عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة أصبح ضعف ما كان عليه قبل عام.
وفي تقريرها عن واقع الأطفال في 2014، تقول يونسيف أن هذا العام كان مدمراً لملايين الأطفال حول العالم، وتؤكد أن 7,3 مليون طفل يتأثرون بالصراع الدائر، منهم 1,7 مليون طفل لاجئ. وبحسب الأمم المتحدة كان هناك 35 هجمة على المدارس خلال الشهور التسعة الأولى من 2014، تسببت بمقتل 105 أطفال وإصابة 300 آخرين.
موجة البرد تقتل ثلاثة اطفال في مخيم للاجئين داخل سوريا... مراسل إذاعة العراق الحر
الى ذلك أفاد مراسل إذاعة العراق الحر في الشّمال السوري أنّ البرد في مخيمات اللجوء داخل سورية أو خارجها كان سبباً في وفاة عدد من الأطفال، حيث تسببت موجات البرد في فصل الشتاء الحالي إلى وفاة ثلاثة أطفال في مخيم السلامة الحدودي، وكذلك طفل في مخيم تركي في ولاية أورفة.
وكشفت مصادر خاصة في تربية إدلب المعارضة لإذاعة العراق الحر عن أنّ ما يقرب من 20 ألف طفل في المخيمات المقامة على الحدود في الداخل السوري، يعيشون بلا تعليم، بسبب نقص المدارس وعدم وجود الدعم الكافي للعملية التعليمية.
آلاف الأطفال حرموا من التعليم بسبب الفقر ... معلمة سورية
تقول المعلمة براءة الجلود الّتي تدّرس في مدرسة ابتدائية في مدينة غازي عينتاب التركية لإذاعة العراق الحر إنّ أغلب الناس الذين نزحوا إلى دول الجوار كانوا بسبب قصف طائرات النظام، مشيرة إلى أنهم يعيشون صراعاً بين العودة إلى الوطن أو البقاء بعيداً. وبحسب "الجلود" فإنّ آلاف الطلاب حرموا من حقهم بالتعليم بسبب سوء الوضع الاقتصادي للسوريين في الدول التي نزحوا اليها. وروت "الجلود" قصة الطفلة "آية الصائغ" الّتي فقدت ذراعها وشقيقها بسبب قصف الطيران لحيها في حلب، وهي في الصف الثالث الابتدائي.
عدد من الأطفال السوريين في مدينة غازي عينتاب التركية، أكدوا لإذاعة العراق الحر، أنهم لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس، بسبب سوء الأوضاع المعيشية الّتي يعيشونها، في تلك المدينة، حيث لم يبقَّ شيءٌ مجاني لأولئك الأطفال ما تسبب بحرمانهم من أبسط حقوقهم ألا وهو حق التعليم.
علي محمود مستو، يبلغ من العمر 9 سنوات، نزح عن بلدة "كفر حمرة" في حلب، منذ 9 أشهر، بسبب القصف بالبراميل كما قال لإذاعة العراق الحر، حين امتنع عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة الّتي يعيشها والده، الذي يعيل 12 فرداً.
بدوره يرى الطفل "وائل" النازح من مدينة دمشق إلى غازي عينتاب في الجنوب التركي أنّ التعليم هنا يختلف عن نظيره في دمشق، فكل ما في البلاد أجمل، لكن قصف الأحياء من قبل النظام هو ما أجبره على الهجرة.
للمنظمات دور في التخفيف من ويلات الحرب على نفسية الاطفال ... مرشدة نفسية
المرشدة النفسية أسماء الّتي تعمل في مخيم للاجئين السوريين في الداخل، قالت لإذاعة العراق الحر، إن للمنظمات دور في التخفيف من ويلات الحرب على نفسية الأطفال، بعد ان قامت بإنشاء مراكز للدعم النفسي للأطفال.
وتشير أسماء الى أن الفقر يعصف بالأسر السورية، ما يدفع بالعديد من الأطفال للذهاب إلى سوق العمل، ولا تتوقع أن يكون العام المقبل 2015أجمل من هذا العام بالنسبة للأطفال السوريين فمعاناتهم ستستمر مع إستمرار الصراع في سوريا.
الحكومة السورية تحرص على تقديم الرعاية للأطفال ... مسؤولة
بدورها قالت ميس عجيب منسقة مشروع التعقب الاسري ولم الشمل في وزارة الشؤون الاجتماعية السورية، إن الحكومة السورية تعمل على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية للأطفال، ولفتت الى أن وزارة الشؤون الاجتماعية أطلقت مشروع التعقب الأسري ولم الشمل للأطفال بهدف توفير الرعاية للأطفال لحمايتهم وتنشئتهم بشكل صحيح. وذكرت عجيب في حديثها لإذاعة العراق الحر أن الوزارة بدأت بتنفيذ هذا المشروع في حمص على أن يُنفذ في محافظات أخرى قريباً.
أكثر من 10 آلاف طفل قتلوا نتيجة الصراع في سوريا ... مُعارِضة
من جهتها أكدت تقى محمد منسقة برامج الطفل في قسم تنسيق المشاريع في وحدة الدعم المعارضة أنّ أكثر من 10 آلاف طفل موثق، قتلوا نتيجة الصراع الدائر في البلاد، فضلاً عن حاجة 3.5 مليون منهم للتعليم وأكثر من 5 ملايين للغذاء.
وخلال حديثها لإذاعة العراق الحر، تطرقت تقى محمد إلى عدد من الحالات المرضية الّتي خلفتها الحرب على الأطفال السوريين،ومنها عملية التبول اللإرادي نتيجة الخوف من قصف الطائرات أو سقوط البراميل، وكذلك مرض "الاكتئاب" بالإضافة لظهور حالات غضب وعنف لدى الأطفال بشكل غير مبرر، بالإضافة لإضطرابات ما بعد الصدمة، فضلاً عن نقص التغذية.
نتمنى العودة إلى الديار في عام 2015 ... أطفال مخيمات
ولا يتحدث اطفال سوريا عن معاناتهم فهم ينظرون بتفاؤل الى المستقبل ويريدون نسيان ما عانوه في 2014، لعل العام المقبل يأتيهم بالأفضل. وتمنى عدد كبير من أطفال مخيم أطمة على الحدود السورية التركية، العودة إلى ديارهم في عام 2015 بعد أن أنهكتهم ظروف الحياة الصعبة والقاسية في تلك المخيمات وأجبرتهم على العمل عوضاً عن التعليم.
الطفل أسعد النازح من مدينة الغاب بريف حماة يقول لإذاعة العراق الحر: "اعمل في (العتالة) أنا والأطفال بيومية مئتي ليرة أي ما يعادل دولار، أساعد والدي المعاق، ولا أستطيع الذهاب الى المدرسة كون لا يوجد لدى عائلتي معيل، وإثنان من أخوتي معتقلين في سجون النظام".

الطفلة مشيرة قالت لإذاعة العراق الحر: "أساعد والدي في بيع البسكويت والمتة وأساعد والديفي تأمين متطلبات الحياة، لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة، لكن أمنيتي في العام القادم أن أعود إلى قريتي ومدرستي هناك."
ويقول الطفل ثائر لإذاعة العراق الحر:
"لا أذهب للمدرسة بسبب وحولة الطريق وعدم وجود مدافيء، ولن أترك المخيم حتّى أعود إلى منزلي في عام 2015."
الطفل عبد الهادي فقد والده أثناء القصف، قال لإذاعة العراق الحر، "جئنا إلى المخيم ولا يوجد أحد يقوم بإعالتنا
ونعتمد على المساعدات الّتي تأتي إلينا، وأتمنى خلال العام القادم أن تتحرر سوريا"، في إشارة منه إلى تنحية الأسد.
فيما تمنى الطفل "محمد" والبالغ من العمر 5 أعوام أن يعود إلى قريته، ولا يقوم الطيران بقصفه.
ساهم في إعداد هذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر منار عبد الرزاق في المناطق الحدودية السورية التركية.
===================
بانوراما لأهم نشاطات الرئيس الأسد في 2014
30/12/2014
 
 أهم الأخبار,تقارير,محليات,
sana.sy
 Share on FacebookTweet about this on TwitterShare on Google+Share on LinkedInEmail this to someonePrint this page
دمشق-سانا
شهد العام 2014 نشاطاً مكثفا للسيد الرئيس بشار الأسد حيث التقى وفودا عربية وأجنبية ضمت ناشطين سياسيين ومحامين وأطباء إضافة إلى وفود برلمانية وحكومية وشعبية ورجال دين وعددا من المسؤولين الأجانب وأصدر عدداً من المراسيم التشريعية والقوانين.
نشاطات السيد الرئيس بشار الأسد..
1-12 الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني لوزارة الأوقاف بذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جامع الحمد بدمشق.
1-13 الرئيس الأسد يصدر مرسوما تشريعيا خاصا بالمركبات الآلية المسجلة لدى مديريات النقل.
1-14 الرئيس الأسد يلتقي داعيات التعليم الشرعي وينوه بالتجربة الرائدة والناجحة للدعوة النسائية في سورية.
1-15 الرئيس الأسد يلتقي محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له.
1-18 الرئيس الأسد يلتقي وفد الكنيسة الإنجيلية الذي يضم قساوسة من الولايات المتحدة والسويد وسويسرا ولبنان وسورية والمشارك في ملتقى الكنيسة في سورية ولبنان.
1-19 الرئيس الأسد يلتقي وفدا روسيا يضم برلمانيين وشخصيات دينية واجتماعية برئاسة سيرغي غافريلوف رئيس لجنة شؤون الملكية في مجلس الدوما الروسي.
1-20 الرئيس الأسد يجتمع مع الوفد الرسمي المكلف المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية الذي عقد في جنيف ويزوده بتوجيهاته.
1-20الرئيس الأسد لوكالة الصحافة الفرنسية.. ما ننتظره من مؤتمر جنيف أن يخرج بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سورية والضغط على الدول التي تصدر الارهاب عبر ارسال الإرهابيين والمال والسلاح إلى المنظمات الإرهابية وخاصة السعودية وتركيا والدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات الارهابية.
1-21 الرئيس الأسد يصدر المرسوم التشريعي رقم /5/ للعام 2014 القاضي بإعفاء المواطنين المكتتبين والمخصصين والمبرمة عقودهم على مساكن الموءسسة العامة للإسكان المتأخرين عن سداد الأقساط والالتزامات المالية المترتبة عليهم تجاه المؤسسة من أيام التأخير الناتجة عن تأخرهم في التسديد وغرامات التأخير.
1-28 الرئيس الأسد يصدر مرسوما تشريعيا يقضي بإعفاء المدينين أصحاب الاشتراكات الهاتفية من كامل الفوائد والأجور إذا سددوا ديونهم نقدا ومن 50 بالمئة من الفوائد والأجور إذا سددوها تقسيطا لغاية 31-12-2014.
2-19 الرئيس الأسد يعرب في برقية الى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن تأييد سورية لنهجه في إدارة فنزويلا الذي يستمده من مبادئ الإرث العالمي ومن المخزون التاريخي لقادة أميركا اللاتينية العظام.
2-23 الرئيس الاسد يصدر مرسوما باحداث محاكم استئناف مدنية واستئناف جنح وصلح في عدليات محافظات درعا وطرطوس وريف دمشق.
2-26 الرئيس الأسد يلتقي الدكتور علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني والوفد المرافق له.
3-4 الرئيس الأسد يستقبل وفد المجلس الأردني للشؤون الخارجية لتنظيم الدبلوماسية الشعبية برئاسة ناهض حتر.
3-6الرئيس الأسد يبعث برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرب فيها باسمه وباسم الشعب العربي السوري عن تضامن سورية مع جهود الرئيس بوتين لإعادة الأمن والاستقرار إلى دولة أوكرانيا الصديقة.
3-8 الرئيس الأسد يلتقي قيادة فرع ريف دمشق للحزب وقيادات الشعب والفرق التابعة له.
3-9 الرئيس الاسد يلتقي المهندس رستم قاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الايرانية السورية.
3-9 الرئيس الأسد يجتمع مع المحافظين ويوءكد أهمية التواصل الدائم مع المواطنين وتكثيف اللقاءات معهم.
3-11 الرئيس الأسد يصدر قانونا يقضي بحظر دخول أي شخص إلى الجمهورية العربية السورية أو الخروج منها إلا لمن يحمل جواز سفر ساري المفعول أو أي وثيقة تقوم مقامه مؤشر عليها بسمة دخول من إحدى البعثات الدبلوماسية أو القنصلية السورية في الخارج أو أي هيئة تكلفها الجمهورية العربية السورية بذلك.
3-11 الرئيس الأسد يلتقي وفدا برلمانيا روسيا يضم نوابا من أحزاب عدة برئاسة أليكسي فورنتسوف النائب عن الحزب الشيوعي الروسي رئيس الجمعية الروسية السورية للتعاون.
3-12 الرئيس الأسد يتفقد أماكن إقامة المهجرين في مركز الدوير بعدرا في ريف دمشق.
3-13 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /3/ للعام 2014 الناظم للمعاملات الالكترونية.
3-27الرئيس الأسد يلتقي وفدا برلمانيا أرمينيا برئاسة النائب ساموئيل فارمانيان.
4-2 الرئيس الأسد يستقبل وفد الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية برئاسة سيرغي ستيباشين رئيس الجمعية.
4-5 الرئيس الأسد يصدر المرسوم التشريعي رقم /14/ الخاص بالمركبات الآلية المسجلة لدى مديريات النقل وشروط إخراجها من المنافذ الحدودية بقصد بيعها ويتضمن إلغاء المرسوم التشريعي رقم /3/ تاريخ 12-1-2014.
4-7 الرئيس الأسد يلتقي قياد ات حزب البعث العربي الاشتراكي في درعا والسويداء والقنيطرة.
4-13 الرئيس الاسد يلتقي اعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية بدمشق.
4-16 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد الجلاء.
4-20الرئيس الأسد يقوم بزيارة إلى بلدة معلولا بريف دمشق بمناسبة عيد الفصح المجيد.
4-23 الرئيس الأسد يلتقي مجموعة من السادة العلماء ورجال الدين وأئمة وخطباء المساجد والداعيات من مختلف المحافظات السورية.
4-24 الرئيس الأسد يصدر مرسوما يقضي بتشكيل اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
4-28 الرئيس الأسد يتقدم إلى المحكمة الدستورية العليا بطلب ترشحه لرئاسة الجمهورية.
5-3 الرئيس الاسد يجتمع باعضاء اللجنة العليا للاغاثة برئاسة وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط.
5-7 الرئيس الأسد يستقبل عددا من وجهاء ريف دمشق ممن ساهموا في جهود المصالحة في بعض المناطق.
5-11 الرئيس الأسد يستقبل وفدا يضم ممثلين عن محافظة حماة من مختلف الفعاليات الثقافية والتعليمية والدينية والمجتمعية.
5-13 الرئيس الأسد يصدر المرسوم التشريعي رقم 19 القاضي بإنشاء جامعة حماة مقرها مدينة حماة.
5-15 الرئيس الأسد يتلقى رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس يؤكد فيها وقوف الشعب والقيادة الفلسطينية ضد أي تدخل خارجي في سورية.
5-24الرئيس الأسد يستقبل وفدا حكوميا روسيا برئاسة ديمتري روغوزين نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية رئيس الجانب الروسي في اللجنة المشتركة الروسية السورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني.
5-29 الرئيس الأسد يستقبل وفد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية برئاسة ري ريونغ نام وزير التجارة الخارجية.
5-31الرئيس الأسد يستقبل عددا من وجهاء مدينة دمشق ممن ساهموا في جهود المصالحة في مناطق عدة.
6-5 الرئيس الأسد يستقبل وفدا برلمانيا إيرانيا يزور سورية لمواكبة الانتخابات الرئاسية برئاسة علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني.
6-5 الرئيس الأسد يستقبل وفدا من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة.
6-6 الرئيس الاسد يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مهنئا بفوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-6الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
6-6 الرئيس الأسد يتلقى برقيتي تهنئة من الرئيس الروسي ورئيس جمهورية كوريا الديمقراطية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
6-7 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من رئيس جمهورية نيكاراغوا بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-9 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الإيراني بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-10 الرئيس الأسد يتلقى برقيتي تهنئة من رئيس مجلسي الدولة والوزراء في جمهورية كوبا والرئيس الأفغاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
6-10 الرئيس الأسد يستقبل الدكتور حسان النوري وماهر الحجار المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية.
6-10 الرئيس الأسد يصدر قانونا يقضي بإعفاء قروض المصرف الزراعي التعاوني الممنوحة لغايات زراعية من الفوائد العقدية وفوائد وغرامات التأخير.
6-11الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من أطفال قرية إيرانية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
6-11 الرئيس الأسد يتلقى برقيتي تهنئة من رئيس جمهورية اتحاد ميانمار والقائم بأعمال رئيس جمهورية أبخازيا بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-11 الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة من وزارة خارجية جمهورية دونيتسك الشعبية وأحزاب وهيئات دولية وعربية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
6-11 الرئيس الأسد يتلقى رسالة من السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك يؤكد فيها أن الانتخابات الرئاسية نصر مدو للشعب السوري.
6-12 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من سلطان بروناي دار السلام بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-12 الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة من أحزاب وهيئات وشخصيات لبنانية وفلسطينية بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-14 الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة من هيئات وشخصيات دولية وعربية بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-14الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من رئيس جمهورية بيلاروس بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-15 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من رئيس جمهورية أرمينيا بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-16الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة من شخصيات وهيئات وأحزاب دولية وعربية وسورية بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-18 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا الاتحادية بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-18 الرئيس الأسد يستقبل ري سو يونغ وزير خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والوفد المرافق له.
6-19 الرئيس الأسد يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-21 الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة من رئيس جمهورية غويانا وشخصيات وأحزاب وهيئات وروابط عربية ودولية.
6-25 الرئيس الأسد يتلقى رسالة تهنئة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
6-25 الرئيس الأسد يصدر قانونا يقضي بإيقاف اقتطاع أقساط القروض الممنوحة من قبل المصارف العامة للعسكريين الفارين من الخدمة من كفلائهم العسكريين الذين ما زالوا على رأس عملهم أو المتقاعدين أو المتوفين من غير الفارين.
6-28 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /15/ الناظم لعمل الكاتب بالعدل.
6-28 الرئيس الأسد يستقبل سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية.
7-6الرئيس الأسد يصدر مرسوما يقضى بإحداث كليات بجامعات دمشق وتشرين والبعث وحماة.
7-16 الرئيس الأسد يؤدي القسم الدستوري رئيسا للجمهورية العربية السورية أمام أعضاء مجلس الشعب وبحضور شخصيات سياسية واجتماعية ودينية.
7-19 الرئيس الأسد يصدر مرسوما يقضي بتسمية الدكتورة نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية.
7-23 الرئيس الأسد يصدر مرسوما بمنح دورة امتحانية اضافية لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والذين رسبوا في أي مقرر بنتيجة امتحانات العام 2013-2014.
7-28 الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك فى جامع الخير بدمشق.
7-31 الرئيس الأسد في كلمة بمناسبة عيد الجيش.. معركتنا مع الإرهاب معركة مصير ووجود لا مجال فيها للتهاون او المهادنة.
8-6الرئيس الأسد يصدر المرسوم التشريعي رقم 33 حول تعديل بعض مواد قانون خدمة العلم.
8-10 الرئيس الأسد يصدر المرسوم /257/ القاضي بتكليف الدكتور وائل الحلقى تشكيل الحكومة.
8-11 الرئيس الأسد يصدر مرسوما تشريعيا يقضى بإحداث هيئة عامة باسم المدرسة الالكترونية السورية.
8-20 الرئيس الاسد يصدر المرسوم التشريعي رقم 37 لعام 2014 حول بيع أو تخصيص مساكن الجهات العامة الشعبية أو الاجتماعية وشروط التنازل عنها وبيعها.
8-27 الرئيس الأسد يصدر المرسوم رقم /273/ القاضي بتشكيل الحكومة الجديدة.
8-27 الرئيس الأسد يصدر المرسوم التشريعي رقم /39/ القاضي بإحداث وزارة باسم التنمية الادارية.
8-31 الرئيس الأسد في اجتماع توجيهي عقب أداء أعضاء الحكومة الجديدة القسم: على الحكومة أن تقدم رؤية جديدة وتبحث عن سلبيات المرحلة السابقة وتتلافاها.. ونجاحها يعتمد على كسب ثقة المواطن من خلال الشفافية والمصداقية.
9-1الرئيس الأسد يصدر مرسوما يقضى بتعيين ريمة القادري رئيسا لهيئة التخطيط والتعاون الدولي.
9-7لرئيس الأسد يتقبل اوراق اعتماد أليكساندر بونوماريف سفيرا لجمهورية بيلاروس لدى سورية.
9-11 الرئيس الأسد يستقبل ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية والوفد المرافق له.
9-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوما حول وزارة التنمية الادارية وأهدافها ومهامها ووحداتها.
9-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوما تشريعيا بتعديل المادتين /5/ و/6/ من القانون رقم /21/ لعام 1974 الناظم للجمعيات الفلاحية.
9-16 الرئيس الأسد يستقبل فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي مبعوث رئيس الوزراء حيدر العبادي.
10-4الرئيس الاسد يؤدي صلاة عيد الاضحى المبارك في جامع النعمان بن بشير بدمشق.
10-22 الرئيس الأسد يصدر مرسوما بتعيين الدكتور محمد مروان العلبي محافظا لمحافظة حلب والدكتور خير الدين السيد محافظا لمحافظة ادلب والسيد ابراهيم خضر السالم محافظا لمحافظة اللاذقية والسيد احمد الشيخ عبد القادر محافظا لمحافظة القنيطرة والسيد صفوان أبو سعدة محافظا لمحافظة طرطوس.
10-29الرئيس الأسد يصدر مرسوما بمنح طلاب مرحلة دراسات التأهيل والتخصص الراسبين أو المنقولين في العام 2013-2014 دورة امتحانية اضافية.
11-2 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /17/ القاضي بإحداث الهيئة العامة للطب الشرعي.
11-5 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم 20 لعام 2014 القاضي بإعفاء بعض المكلفين من جميع الفوائد والجزاءات والغرامات إذا سددوا التزاماتهم حتى 31-12-2014.
11-5الرئيس الأسد يصدر القانون رقم 21 لعام 2014 القاضي بإحداث محاكم مصرفية بدائية واستئنافية في جميع المحافظات.
11-9 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /23/ حول إعفاء مكلفي الرسوم البلدية والتكاليف المحلية وغرامات مخالفات البناء والنظافة والأنظمة البلدية وأقساط قيمة المقاسم وبدلات الآجار والاستثمار والديون العائدة لأي من سنوات 2013 وما قبل من الفوائد وغرامات التأخير إذا سددوها حتى غاية 31-12-2014.
11-9 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /22/ حول مهنة الترجمة المحلفة.
11-10 الرئيس الأسد يستقبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا والوفد المرافق له.
11-20 الرئيس الأسد يلتقي قيادة فرع طرطوس للحزب وقياد ات الشعب والفرق التابعة له.
11-23الرئيس الأسد يلتقي وفدا برلمانيا روسيا.
11-26 الرئيس الأسد يصدر مرسوما يقضي بنقل الطالب المستنفد أول مرة فرص التقدم للامتحان المسموح بها من داخل الجامعة أو خارجها للعام الدراسي 2013-2014 من سنة لأخرى إذا كان يحمل 8 مقررات من مختلف سني الدراسة.
12-1 الرئيس الاسد يستقبل اعضاء الامانة العامة لاتحاد الجاليات الفلسطينية في الشتات باوروبا برئاسة الدكتور راضي الشعيبي رئيس الأمانة العامة للاتحاد.
12-3 الرئيس الأسد يجري لقاء مع مجلة باري ماتش الفرنسية يؤكد فيه انه لا يمكن القضاء على الارهاب من الجو ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض أن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بنفس الوقت.. نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب.
12-4 الرئيس الأسد يصدر المرسوم رقم 387 لعام 2014 الذي حدد بموجبه موعد إجراء الانتخابات التشريعية لملء المقعد الشاغر في الدائرة الانتخابية لمحافظة حلب عن القطاع /ب/.
12-10 الرئيس الأسد يتلقى رسالة شفوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين واستمرار روسيا في دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الإرهاب نقلها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
12-10الرئيس الأسد يصدر القانون رقم /30/ القاضي بتمديد العمل بالمرسوم التشريعي رقم /8/ لعام 2014 لمدة شهرين فقط.
12-14 الرئيس الأسد يصدر قانونا بتعديل المادة /8/ من القانون رقم /7/ لعام 2005 الخاص بنظام المكاتب العلمية للدعاية الطبية.
12-21 الرئيس الأسد يلتقي رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.
12-21 الرئيس الأسد يستقبل وفد رجال الدين الإسلامي والمسيحي المشاركين في المؤتمر العام السنوي لوزارة الأوقاف.
12-28 الرئيس الاسد يصدر قانونا بالزام من بحوزتهم ذهب خام على شكل سبائك لم يسبق التصريح عنها بتسوية وضعها.
===================
«تنظيم الدولة» يحافظ على شعاره في 2014 «باقية وتتمدد»
الثلاثاء, 30 كانون1/ديسمبر 2014 05:05 حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
السبيل - وكالات
لم يكد عام 2014 ينتصف حتى ظهر تنظيم الدولة كواحد من أهم اللاعبين في المنطقة العربية، لا سيما في أكبر دولها المضطربة العراق وسوريا. وبالرغم من بدء الحرب عليه من "التحالف الدولي" الذي تشكل لمحاربته بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، فإن التنظيم مع نهاية 2014 لا يزال يحافظ على الشعار الذي اتخذه لدولته: "باقية وتتمدد".
فخلال شهر حزيران الماضي، تمكن التنظيم من اجتياح محافظات ومناطق واسعة في شمال العراق على وقع انهيار الجيش العراقي الذي بنته الولايات المتحدة بعد احتلالها العراق عام 2003، وسيطر على مدينة الموصل ومعظم مناطق محافظتها، كما سيطر على مناطق إستراتيجية في محافظات عراقية عدة، وكاد أن يصل إلى شمال العاصمة بغداد بعد أن اقترب من مطارها، وشكل أكبر تهديد فعلي للنظام العراقي منذ إطاحة واشنطن بنظام الرئيس السابق صدام حسين. وإضافة للسيطرة المتسارعة على الأرض، تمكن التنظيم من اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة من مختلف الأصناف، تركها الجيش العراقي في المناطق التي انهارت وحداته فيها، مما منح التنظيم مزيدا من القوة على الأرض ومكنه من الامتداد أكثر في العراق ثم داخل سوريا.
سواتر العدناني
وعلى وقع الأخبار اليومية عن وصول التنظيم إلى مناطق جديدة في العراق وتمدده في سوريا، ظهر الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة أبو محمد العدناني وهو يشارك في إزالة السواتر الترابية بين الحدود العراقية السورية، ويعلن نهاية حزيران (اليوم الأول من شهر رمضان) قيام الخلافة الإسلامية، ويعلن أبو بكر البغدادي أميرا للمؤمنين. ولم يسجل "الخليفة" من وقتها سوى ظهور وحيد في الموصل، في مشهد درامي خضع لتحليلات لا زالت أصداؤها قائمة حتى اليوم.
وبعد إعلان الخلافة، استمر تمدد تنظيم الدولة حتى سيطر في آب الماضي على سد الموصل وطرد القوات الكردية منه، قبل أن تستعيد هذه القوات السيطرة على معظم منطقة السد بعد تدخل طائرات التحالف التي شنت غارات واسعة ألحقت أضرارا كبيرة في التنظيم.
وعلى وقع التمدد المتسارع للتنظيم في العراق، نشأ التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بقيادة الولايات المتحدة، وبمشاركة بريطانية فرنسية فاعلة إضافة إلى خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن. وأعلنت هذه الدول جميعا باستثناء قطر أن طائراتها شاركت في شن غارات على مواقع للتنظيم في العراق وسوريا.
وفيما كان وقع الإعلان عن تشكل التحالف سريعا، كان التنظيم يجتاح بشكل سريع جدا عشرات القرى الكردية في ريف حلب شمال سوريا، حتى وصلت المعركة إلى مدينة عين العرب (كوباني) التي تمكن التنظيم من دخولها منذ شهرين، إلا أنه لم يستطع حسم المعركة فيها.
واستمرت معركته مع القوات الكردية، بالرغم من ضربات قوات التحالف المكثفة، لتثبت المعارك في هذه المدينة عدم نجاعة إستراتيجية التحالف الذي اكتفى بالضربات الجوية، فيما تعلن كافة دوله رفضها إرسال قوات برية لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا.
ضبابية في بيجي
ومع نهاية عام 2014، تتواصل إعلانات القوات العراقية عن دحرها قوات التنظيم من محافظات وسط العراق، فيما يرد التنظيم بالسيطرة على قواعد عسكرية وتنفيذ مجازر كبيرة في القوات التي يسيطر على مناطقها، أو في العشائر التي حملت السلاح في وجهه، حتى أحكم سيطرته تقريبا على محافظة الرمادي، بينما لا يزال الموقف ضبابيا في مدينة بيجي التي تحوي أكبر مصفاة للنفط في العراق.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، تمدد التنظيم في حمص، لكن معاركه الأبرز مؤخرا خاضها في دير الزور التي يتجه التنظيم -كما يؤكد محللون عسكريون- للسيطرة على مطارها، وبالتالي السيطرة على ثاني مدينة كبرى في سوريا بعد الرقة، وهو ما سيؤدي لإعلان التنظيم ودولته رقما يزداد صعوبة مع الوقت، كما تزداد الأسئلة عن نجاعة الحرب عليه من قبل تحالف دولي يتحدث عن ثلاث سنوات كافية لهزيمة تنظيم يعمل في بيئة معقدة في دولتين تشتعل فيهما حرب أهلية، مع بوادر امتداد الحرب إلى لبنان والمخاوف من امتدادها للأردن، ودخول تنظيمات جهادية في دول عدة على خط إعلان الولاء للتنظيم، من بينها أنصار بيت المقدس في سيناء، وجند الخلافة في الجزائر، مما يجعل الأخير يختم عام 2014 وهو يحقق شعاره الذي يتغنى به واصفا "دولته" بأنها: "باقية وتتمدد".
===================
إيبولا والصراع في أوكرانيا وهجمات داعش تتصدر أحداث 2014..ترتيب الأوراق لسنة 2014 يسلم الراية لعام الاستقرار في تونس ومصر، في حين تنضم سوريا والعراق وليبيا واليمن إلى الدول الفاشلة.
العرب إعداد: سعيد قدري - صالح البيضاني - محمد خالد - وكالات [نُشر في 30/12/2014، العدد: 9783، ص(6)]
أزمة أوكرانيا الأزمة الحدث في 2014 التي تربط بين كل أزمات العالم بدءا من الصراع في سوريا وصولا إلى أزمة أسعار النفط والغاز وضعف أوروبا
لندن - في تاريخ الأمم والشعوب عام أو أكثر يوصف بالمصيري أو المفصلي، لأن تأثيراته في حياتهم لاتقتصر على الفترة الزمنية التي وقعت فيه، وبحق يمكن أن يكون هذا العام، 2014، الذي يشارف على الانتهاء ضمن الأعوام الفارقة، في العالم عموما وفي المنطقة العربية خصوصا.

عند الوقوف على أطلال 2014، نلمـح دخان “الانفجار العظيم” الذي يميّز العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وتهتزّ رؤانا على وقع تداعيات “تسونامي الثورات الشعبية العربية” الذي ضرب بقوة وعنف فزلزل سوريا والعراق وليبيا واليمن ونشر الفوضى في مصر وتونس، وأثّر على المنطقة بأسرها، وأطلق عقودا من التوترات والتعطل في الفضاءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
في سنة 2014 انضمت أربعة بلدان عربية (سوريا والعراق وليبيا واليمن) إلى صفوف الدول الفاشلة بفقدانها لسلطة مركزية ناجعة قادرة على بسط نفوذها على كامل الأراضي الوطنية. وفي ظل هذه الفوضى برز تنظيم داعش بوصفه أكبر تهديد أصولي في التاريخ الحديث للمنطقة. واحتد الصراع السني الشيعي على امتداد المشرق العربي ووصل إلى اليمن.
وتمكن كل من الأردن ولبنان من الحفاظ على الاستقرار بالرغم من التدفق الهائل لللاجئين. وحافظت الجزائر الحذرة على الوضع القائم بإعادة انتخاب رئيس مسن لفترة رابعة، وواصل المغرب تجربته في التوفيق بين سلطة ملكية قوية وحكومة بقيادة الحزب الإسلامي المعتدل حزب العدالة والتنمية.
وحاول الفلسطينيون التفاوض والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة بينما تتواصل انقساماتهم الداخلية.
وتمكنت السعودية والإمارات من تعزيز دورهما في حين تراجع الدور القطري. وفي تركيا ربح أردوغان الانتخابات الرئاسية وتحرك من أجل تدعيم سلطته، لكنه يجد صعوبة في معالجة المسألة الكردية ولديه اختلافات حادة داخلية وخارجية مع الولايات المتحدة وأوروبا حول صعود “داعش”، ومع روسيا وإيران حول مصير الأسد.
وفي إيران تطاحن البراغماتيون والمتشددون حول الوجهة المستقبلية للبلاد خاصة حول مصير المفاوضات النووية. وحافظ المتشددون في إيران على دعمهم للأسد وحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق وامتدت مساندتهم لتصل إلى الحوثيين في اليمن.
مصر شهدت استحقاقات أمنية وسياسية واقتصادية صعبة من المتوقع أن تظهر بصماتها عمليا في العام الجديد
انتقال يتحدى الإرهاب في تونس
شكلت سنة 2014 في تونس مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، حيث تم خلالها تشكيل حكومة تكنوقراط وإقرار دستور جديد وانتخاب هيئات دستورية وإنجاز انتخابات برلمانية ورئاسية في دورتين لم يعهدها التونسيون من قبل.
وقد كان سياق التحولات السياسية بسرعته القصوى بمثابة تحد لسياق آخر، وهو تطور العمليات الإرهابية التي هددت المسار الانتقالي وحتّمت عليه الدخول في صراع ضد أي عائق يحول دون نجاحه، لكن إرادة التونسيين نجحت في تخطّي عثرات الإرهاب وتحدّتها.
من تونس انطلقت أولى موجات “تسونامي” الربيع العربي، ومنها أثبت مكوّن صغير من مكوّنات الشعب العربي أن الديمقراطية والتعددية أمر ممكن التحقّق في العالم العربي وأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر في الأخير. وكادت تونس تنهار في سنة 2013 لكنها قطعت خطوات كبيرة في سنة 2014 عبر المصادقة على دستور توافقي وتنظيم انتخابات برلمانية فاز بها الوطنيون العلمانيون ثم تبعتها الانتخابات الرئاسية.
بداية التغيير كانت مع مطلع 2014، حين باشرت حكومة جديدة مكونة من مستقلين وبرئاسة المهدي جمعة مهامها، بعد أزمة سياسية خانقة بين المعارضة والترويكا عرفتها البلاد منتصف 2013، إثر اغتيالات سياسية هزت البلاد.وواصل التونسيون السير على نفس خط الإنجازات في الشهر الأول من سنة 2014، وقد اختتموه بالمصادقة على الدستور الجديد، بعد جدل كبير. بعد ذلك، دخلت البلاد مرحلة روتينية، تهتزّ بين الفينة والأخرى على وقع عمليات إرهابية خطيرة، وتتخلّلها إضرابات وقلاقل على اقتصاد البلاد وتدهور الأوضاع الاجتماعية.
لتدخل تونس مع حلول شهر أكتوبر مرحلة أكثر زخما، مع انطلاق الحملات الانتخابية للسباق نحو مقاعد مجلس نوب الشعب، والذي حسم نتيجته يوم 26 أكتوبر69 بالمئة من الناخبين التونسيين، وبروز 4 قوى سياسية رئيسية في تونس هي حزب نداء تونس (وسط) بفوزه بالمرتبة الأولى وحصولها على 86 مقعدا تليه حركة النهضة (إسلامية) بـ69 مقعدا فالاتحاد الوطني الحر (ليبيرالي) 16 مقعدا والجبهة الشعبية (ائتلاف يساري) 15 مقعدا من إجمالي 217.
فوز المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية أهم خطوة شهدتها مصر
تواصلت الأجواء الانتخابية، إلى شهر نوفمبر، شهر الانتخابات الرئاسية، التي عكست مشهدا تعدّديا نموذجيّا لا فقط في العالم العربي بل وفي العالم وأسفرت عن دور ثان تنافس فيه السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي (88 عاما) والرئيس المؤقت المنصف المرزوقي. وقد انتهى السباق بفوز السبسي.
وبعد نجاح تجربته الديمقراطية مع انتهاء الاستحقاق الأخير في خارطة الطريق، دخلت تونس مرحلة جديدة من تاريخها، ينتظر أن تكون حاسمة خصوصا في الحرب على العمليات الإرهابية التي شهدت تطورا نوعيا وعدديا في 2014. وقد برز العنصر النسائي لأول مرة في عمليات التخطيط والتنسيق والتنفيذ لعمليات تقودها جماعات تنظيم أنصار الشريعة المحظور (في سبتمبر كشفت وزارة الداخلية التونسية عن امرأتين ضالعتين في مسائل التنسيق داخل الجناح الإعلامي للتنظيم).
عام استعادة زمام الأمور في مصر
2014 في مصر، يتميز بأنه عام الأحداث الداخلية الجسام، والتطورات الخارجية الدقيقة، وترتيب الأوراق السياسية، وتوفيق الأوضاع والاقتصادية، فعلى مدار اثني عشر شهرا، اجتمعت مجموعة من التحديات المحلية مع نظيراتها الخارجية، أو العكس، لتمثلا معا معضلة رئيسية، كان التعثر أمامها سيشكل نقطة ضعف، توقف أي مسيرة إيجابية، أما تجاوز الجزء الكبير من العقبات على هذين الصعيدين، فقد منح البلاد أملا في عام جديد، يمكن أن يطلق عليه عام الاستقرار.
كان الاستفتاء على التعديلات الدستورية، يومي 14-15 يناير، من أهم الأحداث التي مرت بها مصر في بداية العام.
وفوز المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية في يونيو، كان خطوة أشد أهمية، لأنه بعث بجملة كبيرة من الرسائل الداخلية والخارجية، وبعث بإشارة قوية بأولوية الملف الأمني، وتجاوز مطباته المعقدة والمتشعبة.
تجاهل خطر التكفيريين والتنظيمات الجهادية في العام 2013 أدى إلى تغولهم وتمددهم في العام 2014
كشفت الأحداث الإرهابية التي وقعت في 2014، عن حجم المخاطر والتحديات على هذا المستوى، حيث خاضت أجهزة الأمن المصرية، معركة حامية ضد جماعات إرهابية في سيناء وغيرها من المدن المصرية، والانتصار عليها، كان أولى بشارات العودة للأمن والاستقرار.
بعد القضاء على أحلام الإخوان في الحكم وتدمير مشروعهم الطائفي في المنطقة، واستعادة مصر لجزء كبير من العافية الأمنية للبلاد تهيأت الأجواء المناسبة لتكون مصر جاذبة من الناحية الاستثمارية، وكان مشروع قناة السويس الجديدة، أحد الأذرع الرئيسية لتحقيق هذا الهدف.
عام صعب يقود ليبيا إلى المجهول
الاغتيالات السياسية والاقتتال الداخلي والاضطرابات السياسية هي السمة الأبرز لعام 2014 في ليبيا، التي تودّع 2014، وهي منقسمة بين حكومتين وبرلمانين ينازعان بعضها البعض، أحدهما في طبرق معترف به دوليا والآخر في طرابلس يسيطر عليه الإسلاميون.
وقد كانت عملية ‘الكرامة” التي أطلقها اللواء خليفة حفتر للقضاء على الإرهاب، مرورا بالقتال في بنغازي وطرابلس، إلى جانب تلويح بعض المدن بالاستقلال، وصولا إلى إعلان التنظيمات الجهادية التي تتخذ من مدن الجنوب الليبي مراكزا للتدريب أهم ما ميز الأوضاع في ليبيا هذا العام.
وفي ظل هذا الوضع من الصعب التنبؤ بمدى قدرة الليبيين على إنهاء الصراع والاستفادة من المسارات السياسية والمؤسسات الهشة التي أقيمت بعد الثورة على نظام القذافي. ومن الصعب أيضا ترقب الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر والجامعة العربية والمجموعة الدولية في بعث الاستقرار. ويبقى الحل الوحيد هو تشجيع خفض التصعيد والعودة إلى المسار السياسي وتقديم الدعم لمؤسسات الحكومة المركزية.
صوت المدفع يسكت التحاور في اليمن
مثّل العام 2014 نقطة تحول عميقة في التاريخ اليمني المعاصر من خلال جملة من الأحداث المتسارعة التي شهدها هذا العام وأدت إلى إحداث تغيير جذري في منظومة الحكم التي ظلت باقية على حالها لأكثر من نصف قرن، وقد كانت أبرز نتائج هذا التحول سقوط القوى التقليدية التي حكمت شمال اليمن منذ العام 1962 نتيجة انهماكها في حالة من التدمير الذاتي. فلم يطو العام صفحته إلا وقد شهد خروج أبرز الفاعلين الكلاسيكيين في المشهد اليمني وعلى رأسهم اللواء علي محسن وأولاد الشيخ الأحمر الذين ظلوا لعقود الرقم الأصعب في دائرة التأثير السياسي.
كما تسببت سلسلة الانهيارات العنيفة التي ضربت التحالفات اليمنية القديمة إثر سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر في قبضة الحوثيين في انحسار دور إخوان اليمن الذين دفعت بهم رياح “الربيع العربي” العاصفة إلى هرم الدولة قبل ثلاث سنوات وهو الأمر الذي لم يدم طويلا عقب تصاعد نفوذ الحوثيين وهيمنتهم كقوة جديدة مدعومة من إيران تمكنت خلال وقت قياسي من السيطرة على أهم مفاصل الدولة من خلال ذراعها العسكري المتمثل في “اللجان الشعبية” التي حلّت محل قوات الأمن والجيش اليمني وعملت بعد إسقاط العاصمة اليمنية من أجل السيطرة على المحافظات الشمالية الواحدة تلو الأخرى.
وفي المقابل كان العام 2014 عاما أسود في تاريخ الجيش اليمني الذي شهد حالة غير مسبوقة من الانهيار المعنوي والمادي بعد أن كان يحتل في العام السابق الترتيب الخامس ضمن قائمة أقوى الجيوش العربية، حيث تعرض الجيش اليمني لسلسلة من العمليات الشرسة من قبل القاعدة والحوثيين كما تم نهب الكثير من معداته العسكرية وخصوصا بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وقبل ذلك اقتحامهم لمدينة عمران (شمال صنعاء) في السابع من يوليو والاستيلاء على اللواء 311 وإعدام قائدة اللواء حميد القشيبي.
وفيما كان العام 2014 عاما حافلا بالهزائم والانكسارات لعدد من القوى السياسية والقبلية في اليمن شهد هذا العام صعودا غير متوقع لقوى أخرى كانت تعاني حالة من العزل الشعبي حيث عاد مجددا إلى الواجهة كل من القاعدة والحراك الجنوبي كردة فعل على تنامي الدور الحوثي في شمال اليمن وقد وجدت تلك القوى احتضانا شعبيا منقطع النظير فتمكن الحراك الجنوبي من قيادة الشارع مجددا في المحافظات الجنوبية وارتفعت حدة المطالبات بالانفصال عن شمال اليمن بالتزامن مع عودة قيادات جنوبية بارزة من المنفى..
تنظيم القاعدة كذلك تمكن من التقاط أنفاسه بعد أن تراجع إلى أدني مستوياته في الأعوام السابقة نتيجة الضربات التي وجهت له من قبل الجيش اليمني لتشهد العديد من محافظات اليمن في الشرق والوسط تنفيذ التنظيم لعدد من العمليات التي استهدفت الجيش والحوثيين كان أبرزها عملية قتل الجنود في مدينة سيئون في محافظة حضرموت في شهر أغسطس وتنفيذ هجوم انتحاري على مظاهرة للحوثيين في قلب العاصمة صنعاء في التاسع من أكتوبر خلفت عشرات القتلى والجرحى، واستهداف منزل السفير الإيراني بصنعاء بسيارة مفخخة في الثالث من ديسمبر .
حدثان هامان تحكما بلبنان طوال2014، الأول عجز الطبقة السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية والثاني الإرهاب
وعلى الصعيد السياسي كان العام 2014 بمثابة كارثة على العملية الانتقالية في البلاد حيث تراجعت كل الملفات السياسية بما في ذلك المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتمت أعماله في الحادي والعشرين من يناير بعد مخاض عسير حيث فرض دخول الحوثيين إلى صنعاء واقعا جديدا تمثل في اتفاقية السلم والشراكة التي أملى الحوثيون معظم بنودها ووقعت عليها الأطراف السياسية اليمنية بإشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والتي عدها البعض بمثابة اتفاقية استسلام وقع عليها المهزومون وعلى رأسهم حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي كان الحوثيون يعبثون بمقراته في العاصمة صنعاء أثناء التوقيع على المبادرة.
ومن أبرز الأحداث السياسية التي شهدها العام فرض عقوبات اقتصادية وسياسية من قبل مجلس الأمن الدولي على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واثنين من قادة الحوثيين في الثامن من نوفمبر.
كما تصاعدت في العام 2014 موجة الاغتيالات السياسية والتي بلغت ذروتها باغتيال المفكر والسياسي اليمني البارز الدكتور محمد عبدالملك المتوكل في قلب العاصمة صنعاء في الثاني من نوفمبر، وهو ثاني سياسي معتدل من المقربين من التيار الحوثي يتم اغتياله بعد اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين في الحادي والعشرين من يناير.
وبالتزامن مع التردي في الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي شهدتها اليمن في العام 2014 وعلى الرغم من قيام الرئيس هادي بالإعلان عن تشكيل حكومة التكنوقراط الجديدة برئاسة المهندس خالد محفوظ بحاح في السابع من نوفمبر إلا أن الحوثيين واصلوا سيطرتهم على مؤسسات الدولة واستمروا في توسيع رقعة المواجهات مع خصومهم التي تحولت إلى مواجهات عسكرية بينهم وبين القبائل اليمنية وتنظيم القاعدة وخصوصا في مدينة رداع وسط اليمن.
دخول “داعش” على خط الأزمة السورية وتمدده دفع لزيادة تأزيم الأوضاع وتعقيدها
يغادر العام 2014 مخلفا الكثير من الجروح النازفة في المشهد اليمني والكثير من الملفات المرشحة للتصاعد.
وبينما يظل مستقبل الاتفاقات السياسية غامضا تشير التوقعات إلى تصاعد الطموحات الانفصالية في جنوب اليمن في ظل انسداد آفاق الحل السياسي الذي يبدو أنه اصطدم بصخرة التعصب السياسي والمذهبي.
سقوط الموصل حدث العراق 2014
انتفاضة السنّة ضد تجاوزات حكم نوري المالكي وما تبع ذلك من سيطرة “داعش” على الموصل والكثير من المناطق السنية ونزوح آلاف المدنيين ودخول الميليشيات الإيرانية إلى البلاد يعتبر من أبرز أحداث سنة 2014 في العراق.
ومثّل سقوط الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية، الحدث المفصلي في عراق 2014؛ فعلى إثره سقطت حكومة نوري المالكي الذي خلفه حيدر عبادي ثمّ تشكل التحالف الدولي بعد أن عجزت القوات العراقية عن محاربة “داعش”.
هذا الوضع دفع بالعراق إلى الاستغاثة بواشنطن لمواجهة تمدد “داعش” بعد أن تراجعت القوات العراقية في مواجهته.
الإدارة الأميركية سارعت إلى دعم العراق في حربه، مقدمة له دعماً جوياً، شريطة قيام حكومة بغداد بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتفق عليها جميع الأطراف السياسية في العراق، وهو ما انتهى بتنحي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وصعود أحد حلفائه والشخصيات المقربة منه وهو حيدر العبادي ليشغل منصب رئيس الوزراء وهو اختيار لطالما أبدت واشنطن ارتياحها له.
استطاع الجيش الأميركي من خلال تنفيذ ما يزيد على 1300 ضربة جوية ضد “داعش” عرقلة زحفه المستمر واستعادة مدن ومرافق حيوية كان يسيطر عليها في العراق مثل: سنجار وآمرلي وسد الموصل، فيما قام “داعش” بالمقابل بذبح 3 من الصحفيين الأميركيين.
الولايات المتحدة لم تكتف بالهجوم العسكري ولكنها قادت حملة دولية لتشكيل حلف ضد “داعش” يعرقل خططه في تجنيد مقاتلين بجنسيات غربية يمكن أن يلعبوا أدواراً في إثارة اضطرابات داخل بلدانهم بعد تدريبهم في سوريا وعودتهم إلى بلدانهم الغربية، كذلك شملت الحملة محاولات لتفكيك شبكات تمويل وجمع للتبرعات والدعوة إلى الانضمام إلى صفوف التنظيم الذي ينتشر في العراق وسوريا.
وتقول الإدارة الأميركية إن عدد الدول التي انضمت إلى التحالف فاق 60 دولة بينها دول ذات مساهمة عسكرية جوية مباشرة أبرزها بريطانيا وفرنسا وهولندا وكندا وبلجيكا وأستراليا والدنمارك والسعودية والإمارات والأردن وقطر والبحرين في سوريا.
الممكلة المغربية سجّلت في 2014 حصيلة استثنائية من حيث ما تحقق من إنجازات وإصلاحات رغم التحديات
وقبل أيام من انتهاء العام الحالي استطاعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تأمين التمويل المطلوب لاستمرار الحملة العسكرية ضد التنظيم المسلح من الكونغرس، والتي بلغت 5 مليار دولار.
ومثلت أحدث هذا العام فرصة ذهبية لإيران لزيادة نفوذها في العراق، فيما تسبب بنزوح وتهجير آلاف العراقيين الذين بلغ عددهم من يناير 2014 إلى أكتوبر من نفس السنة حوالي مليون و800 ألف نازح، وقد استقر النازحون في أكثر من 1500 موقع في أنحاء متفرقة من العراق، ويتواجد نحو 850 ألفاً منهم في إقليم كردستان العراق، وقد أشار تقرير إلى أن أهم أسباب النزوح تعود إلى الأحداث الجارية في العراق والقصف المستمر والمعارك الدائرة هناك؛ مما تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف عائلة هربت من القصف والمعارك إلى مدينة هيت في الرمادي. والمسلسل الدامي لم يتوقف في العراق حيث تشهد مدنه السُّنية وخاصة الفلوجة والأنبار حصاراً منذ مطلع عام 2014.
سوريا من تحت الدلفة إلى تحت المزراب
من تحت الدلفة إلى تحت المزراب”، مثلٌ لبناني شهير، يُلخص حالة الوضع في سوريا على مدار العام 2014، والذي شهد تزايدا ملحوظا في حجم وطبيعة الصراع الدائر على الأرض، فضلا عن تزايد حجم الضحايا كذلك، كما أفرز تطورات وتحديات بالجملة، من المرجح أن تلقي بظلالها الوخيمة على الوضع في سوريا في العام 2015، وسط توقعات بعضها متفائل والآخر متشائم إزاء مستقبل الأزمة، وسبل حلحلتها.
شهدت سوريا على مدار العام، عددا من التطورات البارزة والمؤثرة في مسار الثورة، سواء على الصعيد الميداني، والتغيرات التي شهدتها خارطة توزيع قوى أطراف الصراع على الساحة، أو على الصعيد السياسي، انطلاقا من التطورات السياسية العديدة التي شهدها العام، والتي أسهمت في تغيّر مسار الأحداث بصورة بارزة، وأفرزت العديد من المتغيرات على ساحة الأزمة.
على صعيد التطورات الميدانية، كان التطور الأبرز هو دخول تنظيم “داعش” على خط الأزمة، وتمدده على نحو لافت للنظر، دفع لزيادة تأزيم الأوضاع وتعقيدها، وإضفاء المزيد من الدموية على الصراع القائم منذ مارس 2011.
وجاء تمدد “داعش” في خط متواز مع العديد من التطورات الميدانية الخطيرة التي شهدتها الساحة السورية، منها ما يتعلق بتحقيق النظام لنجاحات بعينها في بعض المناطق، مستغلا في ذلك دعما سياسيا وماليا ولوجيستيا وأيضا الدعم العسكري من بعض الفصائل والدول الداعمة له، والتي كان لها الدور الأكبر في تثبيت أقدامه على الساحة، بينما في المقابل حققت قوات الجيش السوري الحر كذلك بعض النجاحات الميدانية اللافتة على مدار العام، منها على سبيل المثال ما تحقق في حوران والقنيطرة.
العراقيون يحتفلون بالعام الجديد رغم أن الآمال ضعيفة في أن يحمل في سلته الجديد
وتعمق الصراع على الأرض في سوريا بصورة لافتة للنظر، حيث أن النظام السوري، بمساندة عناصر حزب الله اللبناني ومقاتليه، والمعارضة بما تمثله من معارضة سياسية، ومعارضة عسكرية ممثلة في الجيش الحر، وكذلك عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، جنبا إلى جنب وعدد من الفصائل الإسلامية منها جبهة النصرة، وكلها جهات داخل خط الأزمة، يحارب بعضهم البعض، مما زاد من تعقد الأزمة، وعمق بحار الدماء والتخريب والدمار على أراضي سوريا الشهباء.
سياسيا، شهدت الأزمة السورية على مدار العام 2014 حراكا سياسيا لافتا، عبر جملة من الأحداث المؤثرة والمهمة، كان في مقدمتها انعقاد مؤتمر جينيف 2، والذي لاحقه الفشل لعدم وجود اتفاق على شروط النجاح بالأساس، من منطلق تمسك النظام السوري بحلوله الخاصة وبالبقاء في سدة المشهد بسوريا، متنكرا لآلاف القتلى.
من التطورات السياسية كذلك خلال العام 2014 في سوريا، هو تشكيل التحالف الدولي (في سبتمبر)، لمواجهة تنظيم “داعش”، وهو التحالف الذي أثار جدلا واسعا على الساحة السورية والدولية، حول مدى فعاليته في اقتلاع التنظيم الداعشي من الأراضي السورية، فضلا عن الجدل الدائر حول أولوية التحالف في القضاء على “داعش”، وتهميش الصراع السوري إلى حين الانتهاء من ذلك التنظيم الإرهابي، ما أعطى بشار الأسد فرصة مواصلة تثبيت أقدامه، فضلا عن محاولاته لاستخدام “داعش” كفزاعة للإبقاء على نظامه.
من التطورات التي سبقت ذلك، الانتخابات الرئاسية التي أجراها نظام بشار الأسد، في 28 مايو من العام 2014، والتي فاز فيها الأسد بنسبة 88.7 بالمئة من أصوات الكتلة المشاركة في الانتخابات والبالغة نحو ما يزيد عن 15 مليون سوري، بحسب ما أعلنه النظام.
وكان العام 2014 قد بدأ بتطور سياسي مُهم، وهو ما يتعلق بالتئام المجلس الوطني الثاني لإعلان دمشق، في يناير، كما شهد العام انتخاب رئيس جديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهو المهندس هادي البحرة في 8 يوليو، خلفا لأحمد الجربا.
كما شهد العام استقالة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، عقبت تسلميه باستحالة مهمته، وتعيين ستيفان دي مستورا مبعوثا أمميا خلفا له.
وسياسيا أيضا، شهد العام 2014 حديثا حول إمكانية مراجعة قوى دولية لمواقفها إزاء الثورة السورية، منها طهران، التي أبدت من جانبها مواقف مرنة فيما يتعلق بدعمها لنظام بشار الأسد، ما عزز من تكهنات إمكانية التخلي الإيراني عن النظام السوري، لصالح مواءمات في ملفها النووي مع الدول الكبرى.
عام حافل بالاضطرابات
من الأزمة المالية في روسيا إلى الحرب الإلكترونية مع كوريا الشمالية يأبى عام 2014 أن يرحل قبل أن يضع مزيدا من الألغام في طريق العام الجديد مما ينذر بأن عام 2015 لن يكون أكثر هدوءا.إذ أن كل الصراعات الكبيرة سوف تستمر تقريبا مثل المعركة مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا ومكافحة مرض إيبولا بل قد تنفجر أزمات أخرى دون سابق إنذار.
وقال جون باسيت المسؤول السابق في المخابرات البريطانية وهو يعمل حاليا في جامعة أوكسفورد “بطبيعة الحال بعد عام كهذا ربما نتوقع أن تهدأ الأمور.” وأضاف “لكن لم تحلّ أي من هذه المشكلات كما أن العوامل التي تحركها لن تختفي”.
وتتنوع القضايا من تحول عالمي للقوة الاقتصادية بعيدا عن الغرب إلى تقنيات جديدة وصراعات إقليمية وتنامي الغضب بشأن التفاوت المتزايد في الثروة. وفي تقرير صدر في يونيو 2014 عن معهد الاقتصاديات والسلام تراجع السلام العالمي.
===================
سنة "داعش" لم تنتهِ في 2014 و...ستكون حدث 2015
النهار
إذا كانت سنة 2014 حقاً هي سنة "الدولة الاسلامية"، فمن الممكِن المراهنة بسهولة على أن هذا التنظيم المتشدّد الذي وصفه الرئيس الاميركي باراك أوباما يوماً بأنه "فريق هواة" لن ينكفئ بسهولة، وسيواصل صناعة الحدث سنة 2015 في غياب استراتيجيات فاعلة لمواجهته.
في نهاية 2013 كان "داعش" مجرد وحش من وحوش كثيرة استباحت سوريا وخطفت ما بقي من آمال سورية في التغيير. ففي تلك السنة التي سقطت كل الخطوط الحمر في النزاع السوري، كان التنظيم يتمدد تدريجا على حساب المجموعات المعارضة متجنّباً مواجهة النظام وقوّاته. وفيما كان التمرّد السنّي يرفع رأسه مجدّداً في العراق ، كان "داعش" يخطّط ويرسم ويستعدّ للساعة الصفر بحملة مدروسة جيداً، ومن ضمنها هجمات منظمة على السجون عرفت باسم "هدم الجدران". تلك الهجمات المتفرقة لتحرير سجناء انتهت بهجوم ناجح على سجني ابو غريب والتاجي في صيف 2013 خرج خلاله 500 سجين على الاقل، غالبيتهم مقاتلون مدرَّبون.
حجم الطموحات
خطّط التنظيم ودبّر ونفّذ على مرأى حكومات المنطقة واستخبارات العالم. وكان نمو قوته بيّناً امام عيون الكثيرين. وإذ غضت أطراف النظر عنه وسهّلت له أخرى التعبئة والامداد، في لعبة خطيرة من تقاطع المصالح، بدا لاحقاً أن أنظمة ودولا كثيرة لم تدرك حجم طموحات ذلك الكائن الغريب الذي ولد في المعتقلات الاميركية في العراق ورفدته سجون النظام السوري بالمقاتلين، وبات يهدّد بسجن المنطقة كلها.
استياء سنّي
استفاد التنظيم من الاستياء السنّي المتصاعد في العراق نتيجة سياسات التهميش لحكومة نوري المالكي واستراجيته الامنية وسيطرته على مفاصل الحكم. ومثّل كلّ من النزاع السوري والتقارب الاميركي - الايراني عوامل إضافية في إطار تهيئة الأجواء للتعبئة والحشد.
كان تنظيم "القاعدة" في العراق في حال سيّئة بعدما واجه التمرّد السنّي ضربات موجعة على يد القبائل السنّية التي شكلت "الصحوات". واضطر الى الانسحاب من غرب العراق باتجاه مناطق حول الموصل. ولكن من بقي من مسلّحيه بدأوا ينتعشون تدريجاً مع انتهاء الانسحاب الاميركي في نهاية 2011. ولعبوا على وتر الاستياء الواسع بين العراقيين السنّة، حتى إنهم نجحوا في استقطاب جماعات سنّية كانت تحاربهم في الأنبار.
وشكلت الحرب السورية فرصة لانطلاقة جديدة لهؤلاء الجهاديين. وقبل استيلاء "داعش" على الموصل كان لدى التنظيم ميدان يستطيع استيعاب ستة آلاف مقاتل، لكن هذا العدد تضاعف مرّات مع الهيبة او السطوة التي اكتسبها لدى الشبان السنّة وعوامل الجذب التي لفتت أنظار بعثيين سابقين وأبناء قبائل عراقية ومنشقّين من "القاعدة" وجهاديين متحمّسين من كل أصقاع العالم وجدوا في تركيا ممراً سهلاً الى المعركة.
 
استراتيجية مختلفة
تعلم "داعش" من تجربته في العراق معتمداً استراتيجية مختلفة في سوريا لتقليص الخسائر. هنا ركّز على الاستيلاء على مناطق تخسرها القوات السورية ويعجز "الجيش السوري الحر" والمعارضة المسلحة الاخرى عن المحافظة عليها. وعلى رغم انخراطه في حرب أهلية جهادية مع "النصرة" و"أحرار الشام" وجماعات أخرى، تمكّن من المحافظة على الرقّة وعلى جزء كبير من شرق سوريا، وصولاً الى كوباني التي كاد ينفِّذ فيها إحدى أكبر المجازر لولا القرار الدولي بالتدخّل في اللحظات الاخيرة.
 
سقوط الموصل
وجه "داعش" برفعه الراية السوداء فوق الفلوجة في آذار 2014، بعد سيطرته على منطقة واسعة من الأنبار، صفعة قوية للولايات المتحدة التي كلّفها تحرير المدينة عام 2004 خسائر بشرية ومادية فادحة. مذذلك، بدأ يتّضح أن ميزان القوى تغيّر في العراق لمصلحة "الدولة الاسلامية" عقب هزيمة نكراء للجيش العراقي الذي كان ينشر خمسة ألوية في المحافظة.
ولكن على رغم هذه المؤشّرات القوية، شكل سقوط الموصل، ثانية كبرى المدن العراقية، في حزيران صدمة قوية لبغداد والعالم، ونقطة تحوّل في المنطقة. فبسرعة قياسية مفاجئة، تقدّم مسلّحو "داعش" من الموصل في اتجاه تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، ومسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومنها الى بيجي ومصافي النفط فيها، في ظلّ مقاومة شبه معدومة من الجيش العراقي.
نفذ "داعش" هجموماً متقناً، لا مجرد تقدّم فوضوي ناجم من انهيار الجيش العراقي في الموصل. ومع المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا، تمكّن من بسط سيطرته على شريط من الأراضي يمتدّ على طول أكثر من 660 كيلومتراً من حلب حتى بلدات في شرق العراق تقع على مسافة ساعتين من الحدود الايرانية.
 
جرعة دعم
منذ إعلانه الخلافة في 29 حزيران ومبايعة ابو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، أظهر الفصيل المنشق عن "القاعدة" أنه أشدّ عنفاً وفاعلية من التنظيم الأم. عكس اسمه (الدولة الاسلامية في العراق والشام) والذي اختصر لاحقاً الى "الدولة الاسلامية" أهدافا خبيثة، أما ممارساته فجاءت أفظع وبيّنت طائفية لا حدود لها وإجراماً تخطّى دموية "القاعدة" التي انتقلت الى قيادة أيمن الظواهري. وقد أظهرت أرقام "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن التنظيم أعدم نحو 1500 شخص في سوريا وحدها، بينهم نحو 700 من أفراد عشيرة الشعيطات السنية.
... بعد ستة أشهر من إعلان الخلافة، تبدو تصريحات المسؤولين الغربيين أنهم نجحوا في وقف تقدم "الدولة الاسلامية" غير مقنعة تماماً. فمع أن "داعش" يواجه في العراق تحالفاً ضمنيًّا بين 60 دولة وايران، فالحديث عن نجاح الجيش العراقي أو الائتلاف الدولي في منع وصول المقاتلين الى بغداد، ليس إلا بمثابة جرعة دعم لرفع المعنويات أكثر منه واقعاً. وفي سوريا، لم ينجح الائتلاف الدولي حتى الآن إلا في منع سقوط أحياء إضافية من كوباني من دون أن يبدّد الخطر نهائيا عن المدينة.
لعله من الصعب التكهن بما سيحصل في الاشهر المقبلة في سوريا والعراق نظراً الى الفوضى والتغيّر السريع في الوضع على الارض، إلا أن الواضح حتى الآن أن "الدولة الاسلامية" لا تزال تدفع للسيطرة على مزيد من الأراضي في مختلف أنحاء العراق، وهي تهدّد جديًّا محافظة الأنبار على طول الحدود مع الاردن. الى ذلك، يوسع التنظيم شبكته من معسكرات التدريب ويستمر في استقطاب المقاتلين من جهات العالم الاربع، بما فيها اوروبا الغربية وجنوب شرق آسيا. وإذا واصل التنظيم نجاحاته وجهوده الدعائية، فمن المرجّح أن يحظى بمبايعات مجموعات محلية، إضافة الى مجموعات انفصالية في شمال القوقاز مثلا.
إعادة التوازن
حتى الآن، تمثل الغارات مصدر ازعاج لـ"داعش" أكثر مما تمثل خطراً حقيقيًّا عليه. ففي سوريا مثلا، اضطرت الضربات التنظيم الى الانتقال من استراتيجية الهجوم الى الدفاع وخصوصا في كوباني. وبوتيرة كهذه، لا يبدو أن الائتلاف سيكون قادراً على تقويض التنظيم الذي يعمل كمجموعات فدائية تبدو قيادتها مدرّبة جيداً على البقاء في الخفاء.
ومع استمرار الحرب في سوريا، من الواضح أن الجماعات المتطرّفة من أمثال "داعش" ستستمرّ في التغلّب على المعارضين الآخرين الأقلّ تشدّداً وعلى تقويض قدرتهم على التحرّك في أيّ مفاوضات محتملة. ومع ذلك، لم يعد ثمّة مفرّ من البحث عن مخرج سياسيّ لهذا الجنون الذي حوّل نصف سوريا أنقاضاً ويهدّد بتدمير النصف الاخر.
أما في العراق وعلى رغم زيادة الدعم الاميركي للقبائل السنّية التي تشكّل الخط الامامي في المعركة، فثمة من يدفع في اتجاه دعم أكبر بكثير للقبليين، بما فيه تسليح لرجال القبائل. ومع أن تسليحاً كهذا قد يساعد القبائل السنّية على مواجهة "داعش" وإضعافها، الا أنه لن يكون قادراً على القضاء عليها ما لم يترافق وعملية سياسية تتيح إعادة التوازن الى الحكم في العراق وتقطع الطريق أمام تكرار تجربة المالكي في الحكم.
===================
كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN أمانبور تختار أهم 3 أحداث لعام 2014
– POSTED ON 2014/12/29
POSTED IN: مقالات وتحليلات
كريستيان أمانبور: سي ان ان
إن قدمت لي الخيارات لانتقاء أهم أحداث عام 2014، يمكنني أن أقول بأن تجاوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأعراف الأمنية الأوروبية والقوانين الدولية قد يحتل صدارة قائمتي.
فتوجه بوتين لانتزاع إقليم القرم بسرعة كبيرة، بالرغم من المعاهدة التي وقعتها روسيا مع الحلفاء الغربيين عام 1994 لاحترام استقلالية أوكرانيا، بالإضافة إلى تدخله العسكري ودعمه للمنشقين الأوكرانيين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا مما ترتب عليه اضطراب في القارة بأكملها، لكن توجه بوتين إلى رقعة الشطرنج الخاصة بأوروبا أدت لحركة “الشيخ مات” القاضية ضد روسيا أيضاً.
فقد انتهى العام بأزمة مالية لا تزال روسيا شاهدة عليها، وذلك بسبب العقوبات التي فرضت على البلاد للتدخل بالشأن الأوكراني، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط والأخطاء التي ارتكبها البنك المركزي، والبروباغاندا الإعلامية المناصرة لبوتين إلى جانب الوضع الخانق الذي خنقت فيه وسائل الإعلام المستقلة أدت إلى ارتفاع الإحساس بالوطنية إلى معدلات قياسية لينضم معظم الروسيون وراء دعم بوتين، لكن مقاييس حياتهم التي اعتادوا عليها بدأت بالانهيار نهاية هذا العام، وبدأ معه التذمر أيضاً.
كم سيقدم هذا الوضع من عوائق أمام بوتين؟ هل سيضاعف جهوده ليحظى بالمزيد من الخلاف مع الدول الأجنبية؟ أم سيحاول التعامل مع العزلة التي فرضت على روسيا والالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا والتي وقعها مؤخراً، ليستعيد قوته الاقتصادية؟ إن عام 2015 يمثل مسرحاً سنشهد فيه الخطوات التالية التي يمكن لروسيا اتباعها.
وبالوضع ذاته، يجب على روسيا أن تغير من تكتيكاتها لتلعب دوراً بناءً في مصيبة شنيعة أخرى والمتمثلة بالوضع السوري، فبعد أربع سنوات على الحرب المستعرة، قدمت روسيا غطاء سياسياً محكماً لنظام بشار الأسد، بينما دعمت إيران العضلات العسكرية للقادة السوريين بالأسلحة، في الوقت الذي أدى فيه النزاع إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، ووسط معلومات من الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري.
وفي هذا العام، شهدنا أدلة على أساليب التعذيب المروعة التي يطبقها نظام الأسد وفرق الإعدام التابعة له وهي حالة عرضتها في إحدى حلقات برنامجي هذا العام، بعد سنوات رفضت فيها الأمم المتحدة وحلفاؤها التدخل في سوريا كان الرابح الأكبر في المنطقة لهذا العام الدولة الإسلامية في العراق والشام، إذ تجاهل العالم نشأة تنظيم “داعش” حتى قام التنظيم بإحكام سيطرته على الموصل في العراق وبدأ بحملة تقطيع رؤوس زملاء صحفيين خلال الصيف.
الإعدام الفظيع الذي شهده الصحفيان جيمس فولي وستيفين سوتلوف ومقدمو المساعدات الإنسانية آلان هينينغ وبيتر كاسيغ دعم الاحتشاد لتوجيه الضربات الجوية، التي ساعدت إلى حد ما من وقف توسع تنظيم “داعش”، ومع نهاية عام 2014 بدأت حكومة عراقية جديدة، في جهودها لأن تشمل كافة الأطراف، باتخاذ خطوات أولية مشجعة.
لكن التحدي لا يزال قائماً في عام 2015، إذ يعتقد القلة فقط بأنه يوجد مجال لوقف “داعش” وأنه توجد هنالك فرصة لإنقاذ العراق، أو أن الحرب السورية ستنتهي برحيل الأسد، مثلما طالب به الرئيس الأمريكي أوباما عام 2011.
ومع نهاية عام آخر من الحرب المستمرة، أخبرتني وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، بأن انعدام الحلول السياسية وسط المذابح المستمرة في سوريا تعد وصمة عار على المجتمع الدولي .
 وفي عالمه الخاص، اتخذ الرئيس أوباما قراراً تنفيذياً بإخراج كوبا من عزلتها وأن السياسات التي اتخذت بحقها لم تقم بما يتوجب، فبعد نصف قرن من محاولات مكررة للإطاحة بنظام كاسترو (..) ألقى أوباما قنبلة صدمت أمريكا بإعلانه تغيير السياسات مع كوبا قبل أسبوع من الاحتفال بعيد الميلاد، وأن الولايات المتحدة ستتعاون مع كوبا لتصبح مثل حلفائها في أمريكا اللاتينية وكندا وأوروبا.
وقال أوباما إن الدولتين ستسعيان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حركة التجارة والسفر المتبادلة، وقد شكر الرئيس الكوبي راؤول كاستر البابا فرانسيس على جهوده لضم الطرفين.
لكن يمكننا أن نشهد ردة فعل شديدة بين أوساط الكونغرس خلال عام 2015، حيث يمكن للجمهوريين أن يستغلوا أغلبيتهم لمنع تعيين أي سفير أمريكي جديد في كوبا، ويمكنهم أن يرفضوا أي تمويل وعلى وجه الخصوص رفع العزل الاقتصادي الأمريكي المفروض على الدولة.
وبالطبع السؤال لا يزال موجهاً حول ردة فعل الأجيال الجديدة من الأمريكيين من أصل كوبي وتقديرها مثل هذا القرار، إذ تغيرت العديد من الأمور، والأجيال الشابة مهتمة بهذا الاندماج أكثر من آبائهم وأجدادهم وغيرهم من الأعضاء الصارمين في الكونغرس.
===================
"الجارديان" تختار مصور "فرانس برس" الأفضل فى عام 2014
اخبار القاهرة
اختارت صحيفة الجارديان البريطانية الاثنين مصور وكالة فرانس برس بولنت كيليج أفضل مصور وكالة للعام 2014 بفضل الصور التى التقطها على الحدود بين تركيا وسوريا وفى تركيا نفسها وأوكرانيا.
وقبل أسبوع فقط اختارت مجلة تايم الأميركية بولنت كيليج أيضا كأفضل مصور وكالة للعام 2014.
يذكر أن كيليج يقيم فى إسطنبول، ومنذ مطلع السنة غطى التظاهرات المناهضة للحكومة فى أوكرانيا قبل أن يغطى كارثة منجم سوما فى تركيا، مايو الماضى، التى أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص.
وعاد بولنت كيليج إلى أوكرانيا فى الصيف ليغطى حادثة الطائرة الماليزية التى أسقطت فى منتصف يوليو فى شرق البلاد، وعلى متنها 298 شخصا.
وفى أكتوبر تمكن كيليج بواسطة عدسات قوية وهو على الحدود بين تركيا سوريا من التقاط صورة لمسلح من تنظيم الدولة الإسلامية وهو يركض وحيدا وسط سحابة من الغبار داخل الأراضى السورية.
 
===================
سنة "داعش" لم تنته في 2014 وتبقى في قلب الحدث في 2015 الائتلاف الدولي "يزعج" التنظيم ولا يهدّده وتقاطع المصالح يعزز قوته
موناليزا فريحة
30 كانون الأول 2014
النهار
إذا كانت 2014 حقاً سنة "الدولة الاسلامية"، فمن الممكِن المراهنة بسهولة على أن هذا التنظيم المتشدد الذي وصفه الرئيس الاميركي باراك أوباما يوماً بأنه "فريق هواة" لن ينكفئ بسهولة ، وسيواصل صنع الحدث سنة 2015 في غياب استراتيجيات فاعلة لمواجهته.
في نهاية 2013 كان "داعش" مجرد وحش من وحوش كثيرة استباحت سوريا وخطفت ما بقي من آمال سورية في التغيير. ففي تلك السنة التي شهدت سقوط كل الخطوط الحمر في النزاع السوري، كان التنظيم يتمدد تدريجا على حساب المجموعات المعارضة، متجنباً مواجهة النظام وقواته. وفيما كان التمرد السني يرفع رأسه مجددا في العراق، كان "داعش" يخطط ويرسم ويستعد للساعة الصفر بحملة مدروسة جيداً، تتضمن هجمات منظمة على السجون عرفت باسم "هدم الجدران". تلك الهجمات المتفرقة لتحرير سجناء انتهت بهجوم ناجح على سجني أبو غريب والتاجي صيف 2013 خرج خلاله 500 سجين على الاقل، غالبيتهم مقاتلون مدربون.خطّط التنظيم ودبر ونفّذ على مرأى من حكومات المنطقة واستخبارات العالم، نمو قوته كان بيّناً امام عيون الكثيرين. وإذ غضّ أطراف النظر عنه وسهّل له آخرون التعبئة والامداد ، في لعبة خطرة من تقاطع المصالح، بدا لاحقاً أن أنظمة ودولا عدة لم تدرك حجم طموحات ذلك الكائن الغريب الذي ولد في المعتقلات الاميركية في العراق ورفدته سجون النظام السوري بالمقاتلين، وبات يهدد بسجن المنطقة كلها.
استياء سني
استفاد التنظيم من الاستياء السني المتصاعد في العراق نتيجة سياسات التهميش لحكومة نوري المالكي واستراتيجيته الامنية وسيطرته على مفاصل الحكم. ومثّل كل من النزاع السوري والتقارب الاميركي - الايراني عاملين إضافيين في اطار تهيئة الاجواء للتعبئة والحشد.
كان تنظيم "القاعدة" في العراق في حال سيئة بعدما واجه التمرد السني ضربات موجعة على أيدي القبائل السنية التي شكلت "الصحوات". واضطر الى الانسحاب من غرب العراق في اتجاه مناطق حول الموصل. ولكن من بقي من مسلحيه بدأوا ينتعشون تدريجا مع انتهاء الانسحاب الاميركي في نهاية 2011. ولعبوا على وتر الاستياء الواسع بين العراقيين السنة، حتى أنهم نجحوا في استقطاب جماعات سنية كانت تحاربهم في الانبار.
وشكلت الحرب السورية فرصة لانطلاقة جديدة لهؤلاء الجهاديين. وقبل استيلاء "داعش" على الموصل كان لدى التنظيم ميدان يستطيع استيعاب ستة الاف مقاتل،لكن هذا العدد تضاعف مرات مع الهيبة او السطوة التي اكتسبها لدى الشبان السنة وعوامل الجذب التي استوقفت بعثيين سابقين وأبناء قبائل عراقية ومنشقين من "القاعدة" وجهاديين متحمسين من كل أصقاع العالم وجدوا في تركيا ممراً سهلاً الى المعركة.
تعلم "داعش" من تجربته في العراق معتمداً استراتيجية مختلفة في سوريا لتقليص الخسائر. هنا ركز على الاستيلاء على مناطق تخسرها القوات السورية ويعجز "الجيش السوري الحر" والمعارضة المسلحة الاخرى عن المحافظة عليها. وعلى رغم انخراطه في حرب أهلية جهادية مع "النصرة" و"أحرار الشام" وجماعات أخرى، تمكن من المحافظة على الرقة وعلى جزء كبير من شرق سوريا ، وصولا الى كوباني التي كاد ينفذ فيها إحدى كبرى المجازر لولا القرار الدولي بالتدخل في اللحظات الاخيرة.
سقوط الموصل
وجه "داعش"، برفعه الراية السوداء فوق الفلوجة في آذار 2014، بعد سيطرته على منطقة واسعة من الانبار، صفعة قوية الى الولايات المتحدة التي كلفها تحرير المدينة عام 2004 خسائر بشرية ومادية فادحة. مذذاك، بدأ يتضح أن ميزان القوى تغير في العراق لمصلحة "الدولة الاسلامية" عقب هزيمة نكراء للجيش العراقي الذي كان ينشر خمسة ألوية في المحافظة.
ولكن على رغم هذه المؤشرات القوية، شكل سقوط الموصل، ثانية كبرى المدن العراقية،في حزيران صدمة قوية لبغداد والعالم، ونقطة تحول في المنطقة. فبسرعة قياسية مفاجئة، تقدم مسلحو "داعش" من الموصل في اتجاه تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين ومسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومنها الى بيجي ومصفاة النفط فيها، في ظل مقاومة شبه معدومة من الجيش العراقي.
نفذ "داعش" هجموما متقناً، لا مجرد تقدم فوضوي ناجم عن انهيار الجيش العراقي في الموصل. ومع المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا، تمكن من بسط سيطرته على شريط من الاراضي يمتد على طول أكثر من 660 كيلومتراً من حلب حتى بلدات في شرق العراق تقع على مسافة ساعتين من الحدود الايرانية.
منذ اعلانه الخلافة في 29 حزيران ومبايعته أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، أظهر الفصيل المنشق عن "القاعدة" أنه أشد عنفاً وفاعلية من التنظيم الام. عكس اسمه (الدولة الاسلامية في العراق والشام) الذي اختصر لاحقا الى "الدولة الاسلامية" أهدافا خبيثة، أما ممارساته فجاءت أفظع وبينت طائفية لا حدود لها واجراماً تخطى دموية "القاعدة" التي انتقلت الى قيادة أيمن الظواهري. وقد أظهرت ارقام "المرصد السوري لحقوق الانسان" في لندن أن التنظيم أعدم نحو 1500 شخص في سوريا وحدها، بينهم نحو 700 من أفراد عشيرة الشعيطات السنية.
ازعاج لا تهديد
... بعد ستة أشهر من اعلان الخلافة، تبدو تصريحات المسؤولين الغربيين بأنهم نجحوا في وقف تقدم "الدولة الاسلامية" غير مقنعة تماماً. فمع أن "داعش" يواجه في العراق تحالفاً ضمنياً بين 60 دولة وايران، فإن الحديث عن نجاح الجيش العراقي أو الائتلاف الدولي في منع وصول المقاتلين الى بغداد، ليس الا جرعة دعم لرفع المعنويات أكثر منه واقعاً. وفي سوريا، لم ينجح الائتلاف الدولي حتى الان إلا في منع سقوط أحياء اضافية من كوباني من غير أن يبدد الخطر نهائيا على المدينة.
لعل من الصعب التكهن بما سيحصل في الاشهر المقبلة في سوريا والعراق نظراً الى الفوضى والتغير السريع في الوضع على الارض، الا أن الواضح حتى الان أن "الدولة الاسلامية" لا تزال تدفع للسيطرة على مزيد من الاراضي في انحاء العراق وهي تهدد جدياً محافظة الانبار على طول الحدود مع الاردن. الى ذلك، يوسع التنظيم شبكته من معسكرات التدريب ويستمر في استقطاب المقاتلين من جهات العالم الاربع، بما فيها أوروبا الغربية وجنوب شرق آسيا. وإذا واصل التنظيم نجاحاته وجهوده الدعائية، فمن المرجح أن يحظى بمبايعة مجموعات محلية اضافة الى مجموعات انفصالية في شمال القوقاز مثلاً.
حتى الان، تمثل الغارات مصدر ازعاج لـ"داعش" أكثر مما تمثل خطراً حقيقياً عليه. ففي سوريا مثلاً، اضطرت هذه الغارات التنظيم الى الانتقال من استراتيجية الهجوم الى الدفاع وخصوصا في كوباني. وبوتيرة كهذه، لا يبدو أن الائتلاف سيكون قادراً على تقويض التنظيم الذي يعمل كمجموعات فدائية تدربت قيادتها على البقاء في الخفاء.
ومع استمرار الحرب في سوريا، من الواضح أن الجماعات المتطرفة مثل "داعش" ستستمر في التغلب على المعارضين الاخرين الاقل تشدداً وعلى تقويض قدرتهم على التحرك في أية مفاوضات محتملة. ومع ذلك، لم يعد ثمة مفر من البحث عن مخرج سياسي لهذا الجنون الذي حول نصف سوريا أنقاضاً والذي يهدد بتدمير النصف الاخر.
أما في العراق وعلى رغم زيادة الدعم الاميركي للقبائل السنية التي تشكل الخط الامامي في المعركة، فثمة من يدفع في اتجاه دعم أكبر بكثير للقبليين، وخصوصاً تسليح لرجال القبائل. ومع أن تسليحا كهذا قد يساعد القبائل السنية على مواجهة "داعش" واضعافها، الا أنه لن يكون قادرا على القضاء عليها ما لم يترافق مع عملية سياسية تتيح اعادة التوازن الى الحكم في العراق وتقطع الطريق أمام تكرار تجربة المالكي في الحكم.
===================
عام 2014: غياب القيادة العالمية
خلف أحمد الحبتور
التاريخ: 30 ديسمبر 2014
البيان  
هل يكتسب الإرهابيون احتراماً على الساحة الدولية؟ قد يبدو السؤال سخيفاً لكن للأسف هذا ما نقوم به الآن. فقبل بضعة أيام، فيما كنت أشاهد قناة إخبارية معروفة، صُعِقت لدى قراءة الخبر الآتي في الشريط الإخباري: «أمين عام الأمم المتحدة يناشد عناصر داعش الذين أسروا الطيّار الأردني الذي أُسقِطت طائرته الحربية في سوريا، معاملته بموجب القانون الإنساني الدولي».
بالله عليكم، كيف يفكّر بان كي مون الذي يتحدّث باسم منظمة تمثّل 193 دولة؟ هل يتوقّع حقاً أن يلتزم المفجِّرون وممارسو التعذيب والمغتصبون الذين يقطعون الرؤوس ويبيعون النساء في سوق النخاسة، باتفاقيات جنيف أو بالقانون الإنساني الدولي؟ علاوةً على ذلك، فإن الاقتراح في ذاته يمنح تلك المخلوقات و«خلافتهم» اعترافاً دولياً. ما الذي حلّ بعالمنا؟
لا مفر من الإقرار بالأمر، كان عام 2014 عاماً جيداً للإرهابيين. لماذا؟ لأن الولايات المتحدة، شرطي العالم سابقاً، وحلفاءها التقليديين لم ينجحوا في أداء مهامهم.
لقد فشل الرئيس أوباما، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، في جهوده الهادفة إلى القضاء على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، على الرغم من أن التنظيم يشكّل تهديداً لعدد كبير من الدول الإقليمية فضلاً عن المصالح الأميركية.
وهذا العجز لا يمنح فقط زخماً لزمرة القتلة، بل يساعدها على استقطاب مزيد من المجنّدين. وفقاً للخبير الأمني المقيم في بغداد، هشام الهاشمي، ارتفع عديد عناصر «داعش» إلى مئة ألف، في حين أنه كان يُقدَّر قبل عام واحد بـ15000 إلى 20000 مقاتل فقط.
يتفق كل الخبراء الاستراتيجيين العسكريين تقريباً، ومنهم رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، ووزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، على أن الاكتفاء بالقصف الجوي لن يؤدّي إلى القضاء على التنظيم.
قال السيناتور ليندسي غراهام لمحطة «سي ان ان»: في رأيي من المستحيل تسوية المشكلة في العراق وسوريا من دون إرسال قوات برية أميركية. يقع على عاتق القائد الأعلى للقوات المسلحة حماية البلاد.
في غضون ذلك، وبدلاً من أن يختبئ إرهابيو «داعش» في أوكار الجرذان هرباً من الجبروت الأميركي، يعملون على بناء مؤسساتهم وتنفيذ برامج اجتماعية، كما يقول المراسل الألماني يورغن تودنهوفر الذي تمكّن من دخول الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في شمال العراق - ومن حسن حظه أنه عاد إلى دياره ورأسه لا يزال على عنقه.
وقد قال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنه لدى المقاتلين «حماسة لا تُصدَّق وإحساس بالنصر»، مضيفاً أنه رأى المئات يتدفقون يومياً من مختلف أنحاء العالم للانضمام إليهم.
ولفت إلى أنهم يتباهون برغبتهم في قتل الملايين، معتبراً أن تنظيم «القاعدة» ليس بشيء بالمقارنة معهم. وفي كلام لافت، يقول إن «العرب وحدهم قادرون على وقف تنظيم داعش، البلدان الغربية لن تردع أبداً داعش». لا أتفق معه بالضرورة في هذه النقطة.
لو أظهر الغرب عزماً وتصميماً، لما تمكّن تنظيم «داعش» من الصمود ولم تكن كتب التاريخ لتأتي على ذكره. لقد أطاحت الائتلافات التي قادتها الولايات المتحدة بصدام حسين، ومعمر القذافي، وحركة «طالبان»، والعديد من الأنظمة في أميركا اللاتينية.
لكن تودنهوفر محق في ناحية معينة. يتعرّض العرب للتهديد الأكبر في تاريخهم. ثمة سيف مسلط فوق رؤوسنا جميعاً. بيد أن معظم البلدان العربية تشيح بنظرها عن هذا الخطر. لقد جنّد عدد قليل من هذه الدول قواته الجوية لمواجهة هذا التهديد، لكنه لا يستطيع إنجاز المهمة بمفرده.
لو يرصّ العالم العربي صفوفه لتشارُك أجهزة الاستخبارات، وإمكانات المراقبة، والمعدات العسكرية، وسلاح الجو، والجيوش، لأبيدت «داعش» عن بكرة أبيها في غضون أشهر.
فيما تنهار منطقتنا مثل منزل من ورق بسبب التنظيمات الإرهابية، على غرار «داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» في سوريا والعراق، والمتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، و«أنصار بيت المقدس» في شبه جزيرة سيناء المصرية، و«أنصار الشريعة» في ليبيا - وكلها أوجه مختلفة للعملة نفسها - لا بد من طرح عدد من الأسئلة.
أولاً، لماذا يستمر الحصار الذي تفرضه «داعش» على 350 قرية في بالقرب من بلدة كوباني السورية على الحدود مع تركيا؟ من الواضح أن الضربات الجوية للتحالف لم تحقّق شيئاً يُذكَر في أكثر من ثلاثة أشهر.
ثانياً، بما أن العالم بأسره يُدرك أن الإرهابيين يمرّون عبر تركيا، لماذا لا يُطلَب من الرئيس رجب طيب أردوغان أن يُقدّم تفسيرات؟ الأسبوع الماضي، أقر يشار ياكش، وزير خارجية تركيا سابقاً الذي شارك في تأسيس «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، بأن تنظيم داعش «استفاد من التسامح التركي في تسيير أنشطته».
ومع أنه نفى الاتهامات بأن بلاده «قدّمت المساعدة عمداً» لتنظيمَي القاعدة وداعش، ردّ بالإيجاب لدى سؤاله إذا كان عناصر «داعش» قد تنزّهوا في اسطنبول، لكنه أردف: «هذا ليس سوى قمة جبل الجليد للناظر من الوهلة الأولى».
ثالثاً، كيف تشكَّل تنظيم «داعش في العراق والشام» الذي تحوّل الآن إلى تنظيم «داعش»؟ من أين يأتي بالسلاح والتمويل؟ أي بلدان تشتري نفطه المسروق؟ ولماذا لا تُفرَض عقوبات دولية على تلك الدول؟
أخيراً، هل نصدّق حقاً أن الدول الأكثر تقدّماً على المستوى العسكري التي تملك الإمكانات الأكثر تطوراً في مجالَي المراقبة والاستخبارات، عاجزة عن كبح انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط أو تحرير الأراضي، حيث يستغيث المواطنون طلباً للنجدة من سيطرة الإرهابيين؟
لم ينجح الرئيس أوباما بتخليص أولئك الضحايا من الذئاب تماماً كما فشل من قبل بتخليص السوريين وتركهم تحت رحمة واحد من أكثر الديكتاتوريين همجية في تاريخ العالم لينهال عليهم بالصواريخ والهجمات الكيميائية ويزجّهم في السجون.
وكذلك، لم يتمكن من الحؤول دون خضوع اليمن للسيطرة الإيرانية منذ اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة في سبتمبر الماضي وفرضوا شروطهم على الحكومة اليمنية. لقد تحوّل اليمن مرتعاً للإرهابيين. حتى إن الوقاحة بلغت بتنظيم «القاعدة» في اليمن حد إصدار مجلة عن «الجهاد ضد أميركا» تتضمّن إرشادات حول كيفية تفجير الطائرات التجارية.
من يجب أن يتحمّل مسؤولية كل هذه الفوضى التي تحيط بنا؟ لست في موقع يخوّلني أن أحدد بدقة على من تقع المسؤولية لأنني لست قادراً على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية. لكن هذه الأسئلة مشروعة وتستحق الإجابة عنها.
باختصار، سوف يذكر التاريخ أن عام 2014 كان محفوفاً بالمخاطر في عالم يفتقر إلى قيادة حازمة وجديّة. لم يُظهر أي قائد خصالاً بطولية، ولم يتحلَّ أي قائد بالشجاعة لفرض قناعاته. لقد كان معظم القادة مخيّبين للآمال. إذا لم تقع معجزة ما ويستعيدوا رشدهم، ليس أمامنا سوى أن نثق برحمة الله عزّ وجلّ. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عام 2015 عاماً أفضل وأن يمنّ علينا فيه بالأمن والأمان.
===================
الشغور الرئاسي وأزمة اللاجئين السوريين يتصدران أحداث العام 2014 بلبنان
بيروت – عمان – حسين عبدالله : أقفل العام 2014 ولبنان غارق بأزمات متعددة اقل ما يقال بانها معقدة وبالغة الصعوبة.واللبنانيون الذين خبروا الأزمات وباتوا غير مبالين كثيرا بالحديث عن حلول يدركون تماما ان الأزمات تنبع من نظامهم السياسي، الذي هو موضع مطالبة دائمة بضرورة إحداث إصلاحات فيه من أجل انطلاق لبنان على الطريق الصحيح.
فمنذ استقلال لبنان عن فرنسا في العام 1943 وهذا البلد يشهد توترات داخلية، تصل أحيانا الى مستوى الانفجار الأهلي ،و ايجاد تسويات هي عبارة عن معالجة وقتية سرعان ما ترتفع الدعوات مجددا الى تطوير التسويات أو البناء عليها بتسوية جديدة.
ومن هنا كثيرا ما سمع اللبنانيون في العام 2014 عن مطالبات بتسويات سياسية جديدة تخرج لبنان من أزماتها أو سمعوا بضرورة إحداث تصحيح في بنية النظام السياسي اللبناني.
ولكن بدلا من ان تنقص الأزمات زادت وتفاقمت وبات الحل يتطلب ولادة قيصرية.
خصوصا و انها طالت رأس لبنان وحل الشغور الرئاسي في القصر الجمهوري في بعبدا بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الخامس والعشرين من مايو. بعدما فشل النواب اللبنانيون نتيجة الانقسام السياسي الحاد في انتخاب رئيس للجمهورية.
وعلى الرغم من اقفال العام 2014 على 17 جلسة لانتخاب الرئيس، الا ان عدم اكتمال النصاب النيابي المطلوب لعقد الجلسة، حيث كان النصاب النيابي اي ثلثي عدد النواب من اصل 128 نائبا يشكلون مجلس النواب اللبناني، كافيا لانطلاق جلسة الانتخاب لكن حزب الله الذي يملك كتلة نيابية لابأس بها مع نواب العماد عون المرشح الدائم للرئاسة افشلوا انعقاد الجلسات.
وهكذا بقيت الدعوات لجلسات انتخاب الرئيس روتينية ودورية وبلا جدوى.
والانقسام السياسي الحاد بين فريقي 8 مارس الذي يضم حزب الله وقوى أخرى مؤيدة للنظام السوري ترشح العماد ميشال عون الذي يترأس تكتلا نيابيا كبيرا.
فيما القطب الاخر في قوى 8 مارس رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعتصم بالصمت حول اسم مرشحه ولم تقاطع كتلته جلسات الانتخاب.
ويفضل الرئيس بري ان يصل للرئاسة صديقه الوزير والنائب السابق جان عبيد.
فيما قوى 14 مارس تدعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للوصول الى الرئاسة وقد كان أعلن رسميا ترشحه.
وفي مقابل الفراغ الرئاسي كاد لبنان ان يدخل في فراغ تشريعي نيابي، بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي المددة قبلا لولا مبادرة المجلس بأغلبية كبيرة ورفض كتلة العماد عون ونواب حزب الكتائب المسيحي للتمديد.
وقد مدد المجلس لنفسه سنتين وسبعة أشهر. وجاء التمديد النيابي وسط اعتراض لقوى المجتمع المدني على ذلك وتنتهي ولاية المجلس المددة في العام 2017.
وبعد فترة تكليف هي الاطول في تاريخ لبنان استمرتّ أحد عشر شهرًا، تمكن حكومة الرئيس تمّام سلام في فبراير من تشكيل حكومة جامعة، هدفها مجابهة المخاطر الأمنيّة والأعمال الإرهابيّة التي تهدّد لبنان.
ولعل أبرز الأحداث المأساوية التي شهدها لبنان في العام 2014 هي خطف جنود من الجيش وعناصر من قوى الأمن الداخلي من قبل الجماعات السورية المسلحة ولاسيما داعش والنصرة وأخذهم رهائن والمطالبة بإبدالهم بمعتقلين ارهابيين في لبنان.
وقتل المسلحون حتى الآن أربعة من العناصر المخطوفة في اطار الضغط على السلطات اللبنانية لتنفيذ مطالبهم.
وكان المسلحون اختطفوا اكثر من 36 جنديا وعنصرا من الجيش وقوى الأمن من عرسال البقاعية والتي تجاور الحدود السورية وجرود القلمون، حيث يتخذ المسلحون قواعد ومواقع لهم على إثر معارك طاحنة شهدتها عرسال في اغسطس الماضي؛ ردًا على اعتقال القيادي في النصرة أحمد جمعة من قبل استخبارات الجيش، وتمكن الجيش من طرد المسلحين الى جرود عرسال.
فيما أكّدت قيادة الجيش أن المعركة بدأ التحضير لها منذ فترة من قبل المسلّحين والإرهابيين.
أما على صعيد الجرح الأمني النازف في طرابلس منذ سنوات عديدة فبعد جولات من العنف بلغت العشرين جولة وخلفت مئات القتلى والجرحى، بين منطقتي جبل محسن ذات الأغلبية العلوية الموالية للنظام السوري ومنطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية والمناهضة للنظام المذكور نفذت القوى الامنية الرسمية وبقرار من مجلس الوزراء خطة امنية اشاعت الهدوء في المدينة.
واعتقلت القوى الأمنية (أمراء) المحاور المسلحين فيما توارى زعيم الحزب اللبناني العربي علي عيد وابنه رفعت زعيما منطقة جبل محسن العلوية، وبدأ تطبيق الخطّة الأمنيّة في مدينة طرابلس مع تشكيل الرئيس تمّام سلام حكومته التي ضمت فرقاء الساحة اللبنانية من قوى 8 مارس و14 مارس باستثناء القوات اللبنانية المسيحية التي رفضت الاشتراك فيها.
وبعد أشهر على تنفيذ الخطوة الأمنية في طرابلس عادت الاشتباكات واندلعت لكن هذه المرة مع الجيش اللبناني على إثر قيام مسلحين سلفيين ومؤيدين لجبهة النصرة وداعش باستهداف الجيش من طرابلس الى المنية الى بحنين في شمال لبنان في عملية عسكرية واسعة لكن الجيش سيطر على الموقف عسكريا وطارد المسلحين واعتقل العديد منهم فيما هرب مسؤولوهما شادي المولوي و أسامة منصور إلى جهة مجهولة يتردّد أنها مخيّم عين الحلوة.
وكذلك توارى أحد السلفيين الذين حرضوا على الجيش وهو الشيخ خالد حبلص بعدما انهار مسلحوه.
على صعيد آخر استمر تورط حزب الله في سوريا واستمر سقوط القتلى والجرحى في صفوفه.
كما شهدت بيروت ومناطق لبنانية أخرى عمليات انتحارية من قبل عناصر من داعش والنصرة، ضد مناطق حزب الله ومصالح ايرانية في رد على تدخل الحزب في سوريا كما قالت الجهات التي تقف وراء التفجيرات والعمليات الانتحارية.
فقد شهد عام 2014، عمليات تفجير في الضاحية الجنوبية من بيروت وحواجز الجيش اللبناني، في الضاحية الجنوبيّة لبيروت في حارة حريك والمستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة في بئر حسن في الضاحية وفي الشويفات والبقاع الشمالي في الهرمل وجسر العاصي والنبي عثمان وضهر البيدر، والتي ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى بينهم ضباط وجنود من الجيش اللبناني.
في حين تمكن الجيش والأمن العام والأمن الداخلي من القاء القبض على عدد من الإرهابيين، كانوا بصدد التحضير لعمليات ارهابية واغتيالات سياسيّة في لبنان، وأبرزهم إرهابيان في فندق دو روي في محلّة الروشة في بيروت وإرهابيو فندق نابليون في الحمرا في بيروت أيضا في حين قتلت قوى الأمن الداخلي، أحد ابرز مشغليهم منذر حسن في طرابلس في شمالي لبنان.كما اعتقلت مخابرات الجيش الارهابي أحمد سليم ميقاتي من أبرز الارهابيين ووضعت يدها على مخطط تخريبي كان يستعد هو ومجموعات تابعة له لتنفيذه.أما الحدث الآخر عام 2014 فهو بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تنظر بقضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في فبراير عام 2005 بدء أعمالها وجلساتها.
واتهمت المحكمة خمسة من قياديي حزب الله بالاغتيال وضمت مؤخرا نائبا من حزب الله الى المشتبه بهم بعمليات الاغتيال.
وانطلقت أولى جلسات المحكمة الدوليّة في لاهاي برئاسة ديفيد باراجوانث، وبحضور إعلامي لبناني وعربي ودولي كثيف، وحضور عدد كبير من الشخصيّات السياسيّة والإعلاميّة، إضافة إلى أهالي الضحايا والمتضرّرين، وأبرزهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.
أما على صعيد عمليات حزب الله ضد اسرائيل وبعد توقفها فترة طويلة اعلن حزب الله مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة بدورية اسرائيلية في جبل الشيخ أدت الى جرح جندي اسرائيلي.
ونظرا لتأثر لبنان بتدعيات الأزمة السورية استمر ملف اللاجئين السوريين في لبنان بالضغط على الوضع اللبناني سلبيا وهو ما ولد مخاوف لبنانية ذلك وسط تقديرات صادرة عن الأمم المتحدّة بأن عددهم سيتجاوز حاجز المليون ونصف المليون في نهاية العام الجاري.
و(في عيدية بين العيدين) كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري انطلق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل بعد قطيعة دامت أربع سنوات عنوانه الأساسي» تبريد الاحتقان المذهبي والاتفاق على الرئاسة».
===================
2014 .. التأسيس للمستقبل السوري
غازي دحمان
العربي الجديد
يمكن اعتبار 2014 سنة مفصلية وفارقة في الحدث السوري، بالنظر للوقائع التي أسسها الصراع الجاري، وطبيعة الرهانات التي عملت أطراف على تطويرها، فضلا عن الآليات المستخدمة في الصراع، وقد شكلت هذه التوليفة ديناميكة صراعية، يقدّر أنّه سيكون لها تأثير مباشر على مسار الأحداث وتشكيل المستقبل السوري، وربما المحيط الإقليمي في المرحلة المقبلة، حيث يفيد تفحص الديناميات المشغّلة للحدث السوري بأن محركات الصراع ازدادت شراسة ورسوخاً، ما يجعل إمكانية نزع مفاعيلها أمراً غير ممكن، في الأمد المنظور، في مقابل ضعف في محفزات السلام، وغياب أية قوة وأفكار مؤثرة في هذا الاتجاه.
لم تكن سنة 2014 جيدة للسورين بكل المقاييس، فقد تأكد فيها ذهاب الوضع العسكري في سورية إلى نوع من الاستقرار"الإستاتيكو"، شبه النهائي، بعد أن أنجز كل طرف تأسيس البنى الخاصة، لتكريس سيطرته في المواقع التي يقيم بها، وبات واضحا أن هامش الحركة والتغيير صار صعباً على الطرفين، ضمن الصيغ القتالية الحالية التي ثبت أنّها غير قادرة على تغيير موازين القوة بشكل مؤثّر، باستثناء بعض النّقلات الهامشية، هنا وهناك، وتبدو هذه المعادلة هي المقيمة، فترة طويلة، ما لم يحدث تدخل خارجي، لا يبدو أنّه قادم. وعلى ضوء ذلك، باتت الجغرافية السورية مقسّمة بين ثلث تسيطر عليه جماعة الأسد وثلثين يسيطر عليهما الثوار وبعض الفصائل الإسلامية، ويتزامن ذلك مع استمرار وضعية السيولة الجغرافية للإقليم السوري.
وتكشّف في سنة 2014 أن التغييرات الديمغرافية الحاصلة في الواقع السوري مديدة، بل هي انعكاس لتوجهات سياسية، أكثر منها تداعيات ميكانيكية للحدث، إن لجهة إفراغ مناطق معينة في الجغرافية السورية، أو لجهة استقرار النزوح السوري في بلدان الجوار والمهاجر البعيدة، وقد ظهرت مؤشّرات عن عمليات إعادة توطين يقوم بها نظام الأسد، وخصوصاً في حلب ودمشق وحمص، لعناصر غير سورية وعمليات شراء عقار واسعة ومموّلة من إيران، في مقابل توجّه غربي إلى إعادة توطين بعض النازحين السوريين إلى بلدان الجوار في بلدان ثالثة.
في 2014، تشكلت جغرافية وطنية سورية جديدة، حيث انتهى، بدرجة كبيرة، تشكّل الأوساط الاجتماعية" البيئات" لكل مكون، أو طرف بالمعنى الصراعي، بحيث بات كل وسط مغلقاً على ذاته، ويتضح ذلك من خلال التفاعلات الحاصلة ضمن هذه الأوساط، عبر تشكيلها الجماعات القتالية الممثّلة لها، والتي تشترك معها في منظورها للحرب، وتدعمها معنوياً ولوجستيا، وتكاد هذه الظاهرة تغطي جغرافية ما كانت تسمّى الوطنية السورية، ولا تقتصر على المكونين الأساسين المتحاربين، السنة والعلويين، لتأخذ المجتمعات السورية وضعيّة التمترس خلف جدرانها الطائفية والعرقية، وصولاً إلى إغلاق كل منافذ التواصل بين المكوّنات السوريّة، باستثناء الحوار الحربي في ميادين القتال.
ولعل ما زاد من تعقيدات الأمور أن الدولة السوريّة شهدت حالة من الانهيار الواضح لمؤسسّاتها، وعلى الرغم من بقاء هياكلها بحكم استمرار سيطرة النظام على قلب العاصمة ومراكز المدن، إلا أنّ هذه المؤسسّات تحوّلت إلى وجود صوري، ولم تعد موجودة إلاّ في إطار الإجراءات ذات الطبيعة السلبية في المناطق التي تقع تحت سيطرة بقايا نظام الأسد، فيما تفقد قدرتها على تأمين الخدمات العادية، في ظل اقتصاد تعطلت كل عناصره، ووصلت إنتاجيته إلى درجة الصفر، وقد تبلور، بشكل واضح، الاقتصاد القائم على خدمات الحرب، أو الحاصل نتيجة تفاعلاتها، وفي الوقت الذي أعلنت حكومة النظام عن ميزانية للعام 2015 بمقدار حوالي 7،5 مليارات دولار، فيما تحتاج سورية ما يعادل 10 مليارات دولار لتغطية نفقات استيراد النفط وحده!
سلّطت 2014 الضوء على التفاعلات المتشابكة والمعقّدة التي أفرزتها الحرب في سورية، وخصوصاً على صعيد التحوّلات الإقليمية، فقد تمظّهرت، بشكل كبير، الصراعات الطائفيّة والإثنيّة التي صارت تملك شرعيّة وحضوراً وجرأة في الإعلان عن نفسها، وهي تضيف تعقيدات عديدة على المشهد الإقليمي وممكنات الحل فيه، فقد برزت، بوضوح، تمفصلات الحالة الكردية على مساحة الإقليم، ووقوعها في إطار التشكّل، قضية سيكون لمفاعيلها تأثيرات كبيرة على مسار تطوّرات الأوضاع في المنطقة، كما ترسّخت حدود الصراع المذهبي على خطوط انقسام تمتد في سورية والعراق ولبنان بشكل واضح.
في مقابل ذلك، تأكد في سنة 2014 استحالة حصول توافق دولي للحل في سورية، وترسخّت حقيقة النزاع الدولي الذي تشعّب على طيف عريض من القضايا والملفات العديدة، بحيث تحوّلت الساحة السورية جراءها إلى ساحة هامشية، بعيدة عن الاهتمامين، الإعلامي والشعبي، بها، فيما خطفت الحرب على داعش الأضواء عن القضية السورية التي ستتحوّل إلى مجرد مشكلة على هامش الأزمة التي تثيرها داعش، سواء فيما تعلّق بأمن الأقليات في المنطقة، أو فيما خصّ قضيّة المجاهدين القادمين من أوروبا وأولئك الذين من المحتمل عودتهم.
في سنة 2014، توزّعت القضية السورية على مروحة واسعة من الأزمات، ضاعت معها ملامح الأزمة الأساسية وعناصرها، وترسخّت الأزمة بوصفها فرصة لأطراف دولية ومخاطرة لأطراف أخرى، تشكّلت على ضفاف الأزمة سياقات عديدة، يفتح بعضها مسارب جديدة، والخوف أن يؤدي استمرار الحفر فيها، أو تركها تتشكّل وفق أعنتها، إلى تعميقها وتحويلها إلى منجرفات لن يكون ممكناً ردمها، ويبقى أنّ ما أسّسته سنة 2014 سيحمل تأثيراته الكبيرة على الواقع السوري، الأكيد أنّ بعضها ستبدأ بالتمظهر في 2015.
 
===================
الشرق الأوسط في 2014..بين 'داعش' وايبولا
ميدل ايست أونلاين
بقلم: خيرالله خيرالله
لا بدّ من العودة إلى البدء. والبدء كان الزلزال العراقي الذي ضرب المنطقة في ضوء الإحتلال الأميركي لهذا البلد قبل ما يزيد على أحد عشر عاما.
في السنة 2014 التي تشارف على نهايتها، ما زال الزلزال مستمرّا وما زالت هناك تأثيرات لتردداته. انهار العراق وانهارت سوريا، فيما صار لبنان مهدّدا. انهار ما كان يسمّيه الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران التوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي الذي يصرّ الإيراني على أنّهه خليج فارسي.
ما كان لهذا الزلزال ليدوم كلّ هذا الوقت لولا الرغبة الأميركية في ترك الأوضاع تتردى في الشرق الأوسط.
هناك في واشنطن إدارة لا تعرف ماذا تريد. أو ربّما تعرف ماذا تريد أكثر من اللزوم، ما دامت تفضّل الانشغال بمرض ايبولا، بين حين وآخر، بدل التركيز على تنظيم "داعش" الذي ولد من رحم السياسة الأميركية التي اختارت، إلى إشعار آخر، إعتماد سياسة الإنتظار والوقوف موقف المتفرّج على ما تشهده المنطقة.
عطّل مرض ايبولا، حتّى الآن، الحياة في ثلاث دول إفريقية هي غينيا وليبيريا وسيراليون. وعطّلت "داعش" الحياة في ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان، إلى حدّ ما. بين حين وآخر، نجد الإدارة الأميركية تركّز على كيفية معالجة هذه الظاهرة. فجأة، تخرج الإدارة بتصريحات، عبر مسؤوليها، عن خطورة ايبولا على البشرية وتدعو إلى إنعقاد مجلس الأمن. فجأة أيضا، لا يعود كلام عن ايبولا. بقدرة قادر يعود الإهتمام إلى"داعش"، أي إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"...أو إلى "الدولة الإسلامية" التي لا حدود لها.
لم تستفق الإدارة في واشنطن على "داعش" إلّا بعد سيطرتها على جزء كبير من الأراضي السورية والعراقية مزيلة الحدود الدولية بين البلدين. إحتلّت مدينتي الموصل وتكريت وهدّدت أربيل. لعب تهديد أربيل الكردية دورا حاسما في حشد التأييد الدولي للحرب على "داعش" التي يشارك فيها تحالف يضمّ ما يزيد على أربعين دولة.
ما يجمع بين "داعش" وايبولا، هو الغموض في مصدر الداء، أقلّه ظاهرا. ليس هناك في واشنطن من يريد العودة إلى الأسباب الموضوعية التي أدت إلى تمدّد "داعش" وعثور التنظيم على حاضنة له في العراق. هناك رغبة في معالجة الآثار الجانبية للمشكلة بدل الذهاب إلى الجذور.
أكثر من ذلك، هناك رغبة اميركية في استغلال "داعش" من أجل التقرّب من ايران. هدف باراك أوباما يبدو محصورا بعقد صفقة مع ايران. بالنسبة إليه، يختزل الملف النووي الإيراني كلّ مشاكل الشرق الأوسط. وهذا ما يفسّر إلى حدّ كبير المواقف المتناقضة التي تصدر عن كبار المسؤولين الأميركيين في شأن ما أُعلن عن ضربات وجّهتها ايران من الجو لمواقع لـ"داعش" في العراق. هناك، بين الأميركيين، من يرى فائدة في هذه الغارات الإيرانية، وهناك من يصرّ على أن ايران ليست طرفا في الحرب على الإرهاب ولا يمكن القبول بها عضوا في التحالف الدولي الذي يواجه "داعش"!
ليس معروفاً ما فائدة هذه الضربات الجوية، علما أنّ ايران لا تمتلك سلاحا جوّيا فعّالا. هناك طائرات اميركية من طراز "إف ـ4" موجودة لدى ايران منذ أيّام الشاه. إنتهت صلاحية هذه الطائرات منذ فترة طويلة. لكنّ الواضح أنّ إيران تريد استخدامها في العراق، وليس في مكان آخر غير العراق، لتأكيد أنّها شريك في ادارة هذا البلد وأنّها تعتبره تحت وصايتها، بل مستعمرة من مستعمراتها، على غرار سوريا ولبنان واليمن.
جديد 2014 هو ولادة "داعش" التي جاءت من رحم "القاعدة". الجديد أيضا هو ظهور "داعش" بصفة كون هذا التنظيم لاعبا إقليميا. أمّا القديم، فهو يتمثّل في في ردود فعل إدارة أوباما التي تسعى إلى تجاهل "داعش" احيانا وإلى التركيز عليها في أحيان أخرى، كما لو أنّ الأمر مجرّد لعبة تصلح لتمرير الوقت.
لا رغبة أميركية حقيقية في التعاطي مع موضوع "داعش" بشكل جدّي. لو كانت هناك مثل هذ الرغبة، لكانت الإدارة الأميركية أيقنت باكرا أن النظام السوري و"داعش" وجهان لعملة واحدة. لا يمكن معالجة موضوع "داعش" من دون معالجة موضوع النظام السوري. بكلام أوضح. ولدت "داعش" في العراق قبل العام 2003 تحت اسماء أخرى. لكنّ النظام السوري استوعب التنظيم لأسباب مرتبطة أساسا برغبته في محاربة الأميركيين في العراق. فعل كلّ ما يستطيع من أجل تقوية "داعش" وذلك قبل أن يكون هناك من سمع بهذا الإسم. تطورت الأمور مع مرور الوقت. صارت لدى النظام السوري، المرتبط عضويا بإيران، حاجة أكبر إلى "داعش" مع اندلاع الثورة في سوريا. صار النظام السوري في أمسّ حاجة إلى أن يقدّم نفسه بصفة كونه يواجه مجموعات إرهابية وليس الشعب السوري الراغب في استعادة بعض من كرامته.
إلى الآن، لم تتّخذ إدارة باراك أوباما موقفا واضحا من النظام السوري، على الرغم من كلّ ما يقوله باراك أوباما عن ضرورة التخلّص من بشّار الأسد. كذلك، لم تتّخذ الإدارة الأميركية في الواقع موقفا أساسيا وفي العمق من "داعش".
ليس ما يدلّ على الإدارة تستوعب أنّه لا يمكن محاربة "داعش" من دون التخلّص من النظام السوري. في غياب القدرة على إتخاذ موقف من النظام السوري، ليس أمام ادارة أوباما سوى الهروب إلى إيبولا، وخطر إيبولا. مثل هذه اللعبة في غاية السهولة لسببين. الأوّل أن ايبولا لا تهدّد حقيقة العالم الغربي كما يصوّر الأميركيون. هناك بعض الحالات المعزولة فقط. السبب الآخر أنّ خطر إيبولا محصور بدول إفريقية. أين المشكلة إذا أدّى هذا المرض، أو الوباء، إلى موت عشرة آلاف أو عشرين ألف إفريقي؟
لا يمكن محاربة "داعش" من دون طرح سؤال أساسي مرتبط بالظروف التي سمحت بتمدّد التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وصولا إلى لبنان. الجواب عن هذا السؤال في غاية البساطة. ما دام "حزب الله"، وهو كناية عن ميليشيا مذهبية في لبنان، مرتبطة عضويا بإيران، سمح لنفسه بإلغاء الحدود بين لبنان وسوريا، لماذا لا يلغي السنّة السوريون والعراقيون الحدود بين البلدين الجارين؟
تبدو إدارة أوباما على استعداد للتعاطي مع كلّ شيء باستثناء القضايا الأساسية في الشرق الأوسط. لو كان هناك أي استعداد أميركي للتعاطي الجدّي مع موضوع "داعش"، لكان هناك إدراك لواقع يتمثّل في أنّه لم يكن في الإمكان قيام تنظيم من هذا النوع في سوريا والعراق في غياب من يحتضنه.
من احتضن "داعش" هم أهل السنّة في مناطق سورية وعراقية معيّنة. وهذا عائد إلى أن حكومة نوري المالكي التي كانت تحظي برضا أميركي وإيراني فعلت كلّ ما تستطيع لجعل السنّة يشعرون، في بلدهم، بأنّهم مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة.
حسنا، تخلّص الأميركيون من حكومة المالكي وجاؤوا بحيدر العبادي مكانه. هل سيكون في استطاعة الحكومة الجديدة أن تكون مختلفة في شيء عن الحكومة السابقة؟
ظهرت "داعش". لكنّه لم يوجد للأسف من يريد محاربة هذا التنظيم الإرهابي بجدّية باستثناء الأردن الذي تابع "أبو مصعب الزرقاوي" داخل العراق. لم يوجد في واشنطن من يريد طرح الأسئلة الحقيقية. هل الأسئلة الحقيقية مؤجلة إلى السنة 2015، أي إلى السنة المقبلة؟
الأسئلة الحقيقية هي الآتية: هل من رغبة في تغيير إدارة أوباما موقفها من النظام السوري، بمعنى أن أي حرب على "داعش" لا يمن أن تنجح بوجود هذا النظام؟ هل في الإمكان جعل الحكومة العراقية حكومة لجميع العراقيين وليس للشيعة فقط. أي حكومة للسنّة والأكراد والمسيحيين والتركمان والأزيديين أيضا؟
يبقى سؤال أخير. هل في استطاعة الإدارة الأميركية إدراك أنّ الحرب على "داعش" تحتاج إلى مقاربة شاملة تأخذ في الإعتبار أنّ الشرق الأوسط ليس الملف النووي الإيراني وأن الإنشغال بهذا الملفّ لا يحلّ أي مشكلة من مشاكل المنطقة بإستثناء تلك المرتبطة بالهواجس الإسرائيلية؟
يبقى ما هو أهمّ من ذلك كلّه أنّ العالم في حاجة بالفعل إلى اكتشاف علاج لمرض إيبولا. لكنّ العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، في غنى عن استخدام إيبولا للتغطية على الهفوات الأميركية، خصوصا تلك المرتبطة بالتقصير في فهم ظاهرة في خطورة ما يمثّله "داعش" على كل صعيد. فهذا التنظيم بات يرمز أوّلا وأخيرا إلى العجز الأميركي عن فهم ما يدور في الشرق الأوسط من جهة والإستسلام للمشروع التوسّعي الإيراني من جهة أخرى.
 
تبدو الإدارة الأميركية، إلى إشعار آخر، في وضع المستسلم لإيران التي ليس ما يشير إلى أنّها متضايقة إطلاقا من الحرب الأميركية على "داعش" السنّية، ما دامت هذه الحرب تخدم "ادواعش" الشيعية التي تتمدّد في كلّ المنطقة، من لبنان إلى اليمن مرورا بسوريا والعراق.كانت السنة 2014 سنة مصيرية في تكوين الشرق الأوسط الجديد من منطلق طائفي ومذهبي للأسف الشديد. هل ايبولا خطر حقيقي على العالم؟ هل هي أخطر من إدارة أوباما التي يبدو أنّها غير مستعجلة على أي حلّ من أي نوع كان في أي مجال كان.
 
خيرالله خيرالله
===================
حصاد 2014 إعلاميا: كوارث وصراعات.. وضحايا صحفيون
الجزيرة
يمضي هذا العام تاركا خلفه أحداثا تاريخية مفصلية شغلت الناس ووسائل الإعلام العربية والعالمية، من النزاعات والحروب إلى تقلبات السياسة وأهلها، إلى الأوبئة وكوارث الطبيعة، إلى إبداعات العلوم وأرقام الرياضة.
مجالات مختلفة تنقلت بينها التغطيات الإخبارية على مدار الساعة، تبعها فيض صور وتعليقات ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وفي كواليس المشهد صحفيون غطوا كل تلك الأحداث، لكنهم في بعض الأحيان دفعوا حياتهم ثمنا لكشف الحقيقة.
حلقة الاثنين (29/12/2014) من برنامج "المرصد" تناولت حصاد عام 2014 إعلاميا، من بروز تنظيم الدولة إلى معركة القرم، ومن وباء إيبولا إلى لغز الطائرة الماليزية.
كما تناولت الحلقة جرائم القتل والاعتقالات والخطف التي راح ضحيتها صحفيون في عدد من الدول خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وناقشت أيضا الارتفاع المطرد في عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
كوارث وصراعات
على مدى عام كامل أحداث عدة احتلت الشاشات، وملأت صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وبين حدث فرض نفسه على الساحة الإعلامية وآخر جرى تضخيمه هنا أو هناك فإن أخبار 2014 لم تكن على قدر أمنيات المتفائلين، فالأزمات السياسية والعسكرية تنقلت من قارة إلى أخرى، وحين كان صوت المعارك يخفت في بلد ما كان المرض يفتك بالسكان في مناطق أخرى، وكانت طائرة منكوبة تستحيل لغزا محيرا مع جميع ركابها.
حصاد مر
من شمال أوروبا أرض الحريات إلى سوريا أخطر الساحات.. القتل والسجون مصير مشترك بين كثيرين.
وبانقضاء 2014 ينضم عام مأساوي آخر إلى تاريخ الصحافة، فقد شهد العام مقتل وخطف العشرات من الصحافيين حول العالم.
ومن جديد كانت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أخطر ميادين التغطية الصحفية، بفعل تنامي الحروب وتعقد النزاعات الداخلية.
أما أهم المفاجآت -التي ميزت تقارير المنظمات الدولية المدافعة عن حرية الإعلام- فهي تلك التي تكشف تراجع الحريات الصحفية في بلدان ديمقراطية كبرى، طغت فيها مفاهيم الأمن القومي على مبادئ حرية التعبير.
الفضاء الإلكتروني
كشفت الإحصائيات الرسمية أن عدد المستخدمين الناشطين على الإنترنت قارب الملياري مستخدم، وأن عام 2014 هو عام الإعلام الإلكتروني بامتياز.
وسائل الإعلام التقليدية من صحف وتلفزيون أصبحت تعتمد بشكل أساسي على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المشاهدين والقراء.
وتحولت حسابات خاصة لأفراد ومنظمات على تويتر وفيسبوك إلى منصات إخبارية تنقل الخبر بالصوت والصورة.
===================
2014 عام سقوط الدول من التنظيمات الدولية..
 
الصراع بين الميليشيات المسلحة والأسد أسقط "سوريا" من وحدة الكيان العربي.. الطائفية تمزق "العراق" وتتجه لسقوط الدولة.. ليبيا واليمن على ذات الطريق
 شهد العالم على مر العصور سقوط دول واتحادات من الكيانات الدولية والتي من أبرزها في وقتنا الحالي سقوط سوريا من الكيان العربي المنتظم للجامعة العربية، وربما تلحق بها العراق إذا لم تلتزم وتمكنت من السيطرة على الفوضى التي تعم بها هي وليبيا بالإضافة إلى اليمن.

دول سقطت من الكيان الدولي
منذ بدء الانتفاضة السورية وتحولها لحرب أهلية ومزقتها حرب العصابات بين الجماعات المعارضة والجيش النظامي وتحول الثورة عن هدفها وهو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد عن الحكم، وظهور الجماعات المتطرفة التي ترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب السوري إضافة إلى الجرائم التي يرتكبها الأسد في حق شعبه، مما أدى إلى سقوطها من الكيان الدولي المنظم، وانقسمت سوريا ما بين المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد ومناطق المعارضة المعتدلة ومناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" المتطرف الذي يسعى لإقامة ما يسميه "دولة الخلافة".
تغيير مسار الحرب
في عام 2013 شهد العالم تحولًا نوعيًا في مسار الحرب بددت الأوهام بشأن هزيمة الجيش السوري وإسقاط النظام، خاصة مع استعادة النظام لزمام المبادرة وتغير التوازن العسكري في الميدان لصالح الجيش السوري وحلفائه، ولكن دون أمل في الفوز أو حسم المعركة لصالحه بسبب استمرار الإمدادات العسكرية والمادية للمعارضة، ثم جاء بعد ذلك أزمة السلاح الكيماوي وقبول واشنطن بالحل الدبلوماسي الذي اقترحته موسكو، ولكن الموقف زاد تعقيدا مع بروز "داعش" وتكوين الولايات المتحدة تحالفا ضد الإرهاب.
أزمة الشرعية في العراق
أما بالنسبة للعراق، فقد استمرت أزمة الشرعية التي تعرضت لها حكومة نوري المالكي بسبب فشلها في حل الملفات الرئيسية المتعلقة بكيان الدولة ونظام الحكم، مما أدى إلى استمرار العنف الطائفي، وإلى موجة المظاهرات في عدد من المحافظات، والتي سعت الحكومة إلى قمعها بالقوة المسلحة بدعوى مكافحة الإرهاب، وترتب على ذلك أن اتسمت العلاقات السياسية وأنماط التصويت الانتخابي بالطابع الطائفي.
وأدى فشل الحكومة في إكساب سياساتها صبغة وطنية إلى مزيد من الاحتقان الطائفي، وشعور قطاعات واسعة من السنة بالإقصاء السياسي والاجتماعي، وأدى ذلك إلى ظهور حركات احتجاجية استخدمت العنف، وأوجد ذلك البيئة لتغلغل التنظيمات الدينية المتطرفة، والتي أفصحت عن وجودها بأعلن "داعش" في يونيو 2014 إقامة دولة الخلافة في العراق والشام، ولا يبدو أن تشكيل وزارة عراقية جديدة في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي تمت في أبريل 2014 قد غيرت من الطبيعة الطائفية لنظام الحكم أو معطيات العلاقات بين مكونات المجتمع العراقي.
ليبيا واليمن على حافة الهاوية
وانضمت إلى كل سوريا والعراق كلا من ليبيا واليمن، ففي الأولى انقسمت الدولة إلى حكومتين ومجلسين تشريعيين، كما توزعت القدرة العسكرية بين الجيش الوطني وعدد من الميليشيات العسكرية في سياق من الانفلات وعدم الأمن مما أسماه بعض الباحثين بوضع "اللادولة"، وفي الثانية ورغم النجاح في وصول إلى الحوار الوطني إلى اتفاق، فقد تمكن الحوثيون من هزيمة الجيش اليمني في أكثر من مناسبة ودخول العاصمة وفرض شروطهم السياسية.
===================
الخليج «2014».. خلافات وثورات مضادة ومخاطر تهدد السعودية
 
| تأريخ النشـــر: الثلاثاء, 30 ديسمبر, 2014 | عدد التعليقات (0) | 
| الخبر | محمد بدوي
ايران ودول الخليج - السعودية
لم تشهد منطقة الخليج عامًا تسارعت فيه الأحداث وتنوعت مثل عام 2014، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، بدءًا من الخلافات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي في بداية العام، وجهود المصالحة في نهايته، والتي فرضتها أحداث أكثر سخونة؛ مثل ظهور “الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”، وانخفاض أسعار النفط، وتداعي موقف الانقلاب العسكري في مصر المدعوم خليجيًا، فضلًا عن ملف البرنامج النووي الإيراني وبوادر تقارب طهران مع الغرب.
في السطور القادمة نستعرض كيف تم تناول هذه القضايا طوال العام الماضي في الصحف الفرنسية:
1 – داعش.. الخليج لا يريد سعودية جديدة
في العاشر من يونيو 2014، أعلن “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” قيام “دولة الخلافة” على أراضي عدد من محافظات العراق وسوريا تعادل مساحة بريطانيا، الأمر الذي أصاب الأروقة السياسية في الخليج والغرب بزلزال سياسي تشكل على إثره تحالف دولي من 40 دولة بقيادة أمريكية وتمويل سعودي وخليجي.
في الخامس والعشرين من سبتمبر، نشرت صحيفة “لوبوان” الفرنسية مقالًا للباحث السياسي الفرنسي “كريم صدر” المختص في الشؤون الخليجية، تحت عنوان “الدولة الإسلامية.. الوجه الآخر للسعودية”، رأى فيه أن جهاديي الدولة الإسلامية يستلهمون فهمهم للدين من الطريقة الوهابية وأسسوا دولتهم بنفس الطريقة التي أنشأ بها آل سعود دولتهم في أراضي الحجاز، إلا أن الأيديولوجية التي تنادي بها الدولة الإسلامية تختلف عن الوهابية السعودية قليلًا. ويوضح أن “الجهادية هي مزيج بين عدد من المذاهب والمدارس السياسية والدينية، وتستعير من الوهابية التشدد في التعامل مع الكافرين بمبدأ (الولاء والبراء)، ومع ذلك، فإن فكرة إحياء الحكم الإسلامي، الذي يتطلب توحيد العالم الإسلامي تحت راية الخلافة، هي فكرة غريبة تمامًا عن الفكر الوهابي، بينما هي متجذرة في فكر الإخوان المسلمين وعدد من الحركات الأخرى”.
ويؤكد المقال أن “السعوديين ارتكبوا خطأ فادحًا في الحكم” حين ظنوا أن تمويلهم للجهاديين سيعمل على إضعاف نظام الأسد، وبعد ذلك سيمكنهم بسهولة التخلص من هذه المجموعات مستقبلا”. غير أن اللعبة انقلبت ضدهم اليوم، وأصبحت “مملكة آل سعود أحد الأهداف الرئيسية للدولة الإسلامية”.
نقاط القوة والضعف في التحالف
في السابع عشر من أكتوبر، نشرت مجلة (JOL Press) حوارًا مع الجنرال “دومينيك ترينكان” الرئيس السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة، تحت عنوان “نقاط القوة والضعف في التحالف الدولي ضد داعش”، قال فيه: إن أكبر نقاط ضعف التحالف هي أن أهدافه معقدة ومشتتة من حيث أسلوب العمل وطرق التنفيذ، كما أن المعركة ضد داعش تحظى بإجماع الأنظمة وليس الشعوب، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث تحظى أفكار الدولة الإسلامية بدعم الكثير من السكان هناك، لأنها تمثل فكرة إسلامية حتى وإن كانت “الأكثر تطرفًا”، إلا أنها تجذب الشريحة المعارضة لليبرالية الغربية.
ومن نقاط الضعف أيضًا أن التحالف لديه صعوبة في إقناع الممالك السنية بالخليج بأنها ينبغي أن توحد قواها مع خصومهم من الشيعة، سواء الشيعة الإيرانيين أو اللبنانيين أو السوريين أو العراقيين لمحاربة خصم سني آخر. ولذلك فإن الشيعة، وهم الأعداء الطبيعيون لداعش، لا يمكنهم الانضمام للتحالف الذي يتكون أساسًا من الدول العربية السنية.
الأكراد نقطة قوة وضعف في نفس الوقت، وحتى الآن لم يستثمرهم التحالف جيدًا، بينما يعتبر حزب العمال الكردستاني إرهابيًا من قبل تركيا. ولذلك يجد الأتراك صعوبة في قبول دعم الأكراد.
تناقضات تهدد التحالف
التحالف لا يعاني من نقاط ضعف وفقط، بل ومن تناقضات كثيرة في تكوينه وأهدافه وإجراءاته، ففي الرابع من أكتوبر، نشرت صحيفة “لوريان لوجور” مقالًا لأنتوني سامراني تحت عنوان “التناقضات العشر في استراتيجية التحالف ضد (داعش)”.
وقال: إن أهم هذه التناقضات تتمثل في أن هدف التحالف هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، بينما أثبتت تجارب الخمس عشرة سنة الأخيرة عدم واقعية هدف القضاء على التنظيمات الإسلامية، كما حدث مع طالبان وحماس وحزب الله، كما أن هذا الهدف يبدو وهمًا ودعائيًا أكثر منه حقيقة، بدليل رفض أعضاء التحالف إرسال قوات برية لتحقيق الهدف.
كما أن التحالف أعلن أنه يدعم النظام العراقي ويشترك مع إيران في هدف القضاء على داعش، ورغم ذلك يستبعدها من صفوفه بناء على طلب الرياض الممول الأكبر للتحالف.
كما أن بعض دول التحالف تتعرض لهجمات إرهابية على أراضيها، ومع ذلك تزيد من أجواء الاحتقان وخلق أعداء جدد لها.
نتيجة لتعدد نقاط الضعف والتناقضات نشرت شبكة “فولتير” الفرنسية مقالًا يوم 11 أكتوبر، تحت عنوان “التحالف ضد داعش لن يدوم طويلًا”، وبنى حكمه ذلك على أن التحالف العسكري لا يضم إلا وحدات جوية فقط وليس لها قوات برية تقطف ثمار الضربات الجوية، ولا تملك دول التحالف ميزة العمل بأهداف مشتركة وقيادة موحدة وإجراءات ثابتة كما يحدث مثلًا في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي لا يبشر بالخير لأعضاء التحالف ويهددهم بانتكاسات عديدة.
أهداف لم تتحقق
وفي إطار بحث وضع التحالف وانتقاد مكوناته وآلية عمله، أوردت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في العاشر من أكتوبر، مقالًا للكاتبة “إيزابيل لاسير” المتخصصة في شؤون الدفاع، تحت عنوان: “هل التحالف ضد داعش قوي بما فيه الكفاية؟”، قالت فيه: إن الغارات الجوية التي يشنها التحالف ضد الدولة الإسلامية لم تحقق أهدافها إلى الآن.
وأوردت الكاتبة شهادة “كاميل غراند” مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، الذي أكد فيها أن “تركيبة التحالف تتضمن التزامات وأهداف مختلفة” بسبب عدم تجانس دول الائتلاف، وهو ما يعتبر إحدى نقاط الضعف الرئيسة في الحرب ضد داعش، فغالبية البلدان في المنطقة التي تحارب ضد “الدولة الإسلامية” لديها أجندات مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان، والتي قد تكون في نهاية المطاف متعارضة مع الأهداف الأمريكية.
أربع حروب في حرب واحدة
ونظرًا لتعقيد الوضع في هذه القضية اعتبر “بيير كونيسا” المسؤول السابق في وزارة الدفاع الفرنسية، أن الحرب في بلاد الشام عبارة عن أربع حروب في حرب واحدة وذلك في مقال يوم 20 أكتوبر في مدونته على موقع “ميديا بارت”، ويقول: إن الحرب الأولى بين السنة والشيعة وولدت مع الثورة الإيرانية في عام 1979، بينما تعتبر الحرب الثانية تدور رحاها بين الأكراد وتركيا. ويرجع تاريخها إلى عام 1923، بسبب معاهدة “لوزان” التي قسمت كردستان بين أربعة بلدان في المنطقة (تركيا وسوريا والعراق وإيران).
أما الحرب الثالثة، فهي تلك الصراعات التي نشأت منذ حرب الخليج كتداعيات للحرب الأمريكية على العراق، والتي تمثلت في الثورات العربية، التي تقدمها الإسلاميون بشكل خاص، والثورات المضادة لثورات الربيع العربي بقيادة الإمارات والسعوية.
وتتمثل الحرب الرابعة في صراع بين الغرب والشرق. ولفهم هذه الحرب يجب علينا أن نعود إلى اتفاقية سايكس بيكو وسياسة تقاسم الاستعمار لدول المنطقة على أنقاض الامبراطورية العثمانية. كما يجب أن نعود إلى تشرشل، وزير الحرب البريطاني الذي حرق العديد من البلدات والقرى الكردية بالغاز الكيمياوي، وقتل ثلثي سكان مدينة السليمانية الكردية، وإلى مذبحة الشيعة بين عامي 1921 و1925.
2 – انخفاض أسعار النفط.. يخربون بيوتهم بأيديهم
بالتزامن مع ظهور داعش في منتصف عام 2014، بدأ منحنى أسعار النفط في الهبوط، رغم أنه لا رابط بين الحدثين فيما يبدو من تحليلات السياسيين والاقتصاديين حتى الآن.
صعود إنتاج الغاز الصخري بأمريكا وانخفاض إنتاج أوبك من النفط سيغير من الخريطة العالمية للطاقة”، هذا هو ملخص تقرير صدر من قبل “سيتي بنك” في بداية نوفمبر، ونشره موقع “آي 24 نيوز”، ويقيس مدى تأثير ذلك على المملكة العربية السعودية وبقية بلاد أوبك.
ويقول التقرير: إن السعودية تقوم بمحض إرادتها بالدخول في مقامرة كبيرة حين تقدم على خفض الأسعار. حيث تعتقد أنه إذا انخفض سعر البرميل إلى ما بين 60 أو 70 دولارًا للبرميل سترى تباطؤًا في إنتاج النفظ الصخري بالولايات المتحدة، إلا أنه في الحقيقة لن يكون هناك توقف. وستكون العواقب بالنسبة لدول “أوبك” وعلى رأسها السعودية أكثر ألمًا.
مخاطر على السعودية
وإثر انخفاض أسعار النفط، تعددت التقارير والتصريحات التي تحذر من مخاطر اعتماد الاقتصاد السعودي على القطاع النفطي فقط، وهو ما جاء في تقرير لصحيفة “روماندي” الفرنسية في 10 نوفمبر، تحت عنوان “مخاطر اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط “، علقت فيه على تصريحات الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال حين قال: إن انخفاض سعر برميل النفط دون 80 دولارًا يدل على أن اعتماد المملكة العربية السعودية على عائدات النفط فقط خطير.
وأورد التقرير تقديرات صندوق النقد الدولي بأن السعودية تحتاج أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 91 دولارًا لتوازن ميزانيتها الحكومية، وأنه كلما انخفض سعره عن ذلك وطالت المدة كثرت الصعاب، وهو ما تحقق بوجود عجز كبير في الموازنة السعودية الجديدة.
وقال التقرير: إن التقلبات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة في المنطقة تؤكد حاجة السعودية الماسة للاهتمام بتنويع مصادر الدخل القومي وإنشاء هيئات لتمويل المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأن هذا الأمر بات أكثر أهمية للابتعاد عن مخاطر الاعتماد على النفط كمصدر اقتصادي رئيسي، في ظل المخاطر التي تحدق به.
مخاطر على دول الخليج
هذا عن السعودية، أما “مخاطر انخفاض أسعار النفط على اقتصاد دول الخليج” فكان عنوان تقرير لصحيفة الوطن “الإصدار الفرنسي لصحيفة الخبر الجزائرية” في نهاية أكتوبر الماضي، علقت فيه على تصريح وزير النفط الكويتي أنس الصالح، حين اعترف بأن “تراجع سعر النفط بدأ يؤثر على مالية دول الخليج”.
وهو ما أكدته مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، التي قالت: إن “دول مجلس التعاون الخليجي ستواجه عجزًا في موازناتها إذا استمر هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية”، موضحة أن “استمرار انخفاض سعر النفط 25 % يقلص إيرادات معظم دول مجلس التعاون بما يعادل نحو ثماني نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وقد يدفع بعضها إلى تسجيل عجز في الموازنة”.
ووفقًا لبيانات وزارات المالية في دول الخليج، تبدو المملكة العربية السعودية أكثر الدول عرضة للتضرر، حيث تتمتع بوضع خاص بين دول الخليج نظرًا للعدد المرتفع نسبيًا للسكان، كما يفترض أن يكون أكثر الاقتصادات تأثرًا بانخفاض أسعار النفط هي الكويت.
أما قطر، فقد شهد اقتصادها نموًا كبيرًا على مستوى القطاعات غير النفطية، كما تقع الإمارات بعيدًا نسبيًا عن مخاطر تقلبات أسعار النفط بسبب تنوع موارد الاقتصاد. ولذلك تبدو السعودية هي المتضرر الأكبر، والعجيب أنها الأكثر إصرارًا على عدم خفض الإنتاج لتدفع الأسعار في اتجاه الهبوط أكثر وأكثر!
3 – النووي الإيراني بين الخليج والغرب
خلال النصف الأخير من 2014، سيطرت ثلاث قضايا رئيسية على الداخل الإيراني وهي: الاتفاق النووي مع دول 5 + 1، وبيع إيران للطاقة في أسواق الغرب، وأنباء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
هذا ما وضحه بيبي اسكوبار مراسل صحيفة “آسيا تايمز” في تقرير له يوم 18 أكتوبر، وأشار فيه إلى وجود صفقة أمريكية إيرانية تقضي بتقارب بين واشنطن وطهران على حساب الخليج، وتتضمن تراجع إيران خطوة إلى الوراء في برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليه وفتح الأسواق الأوروبية أمام  صادراتها من الغاز والنفط.
القضية طرحها نفسها موقع “آي 24 نيوز” في تقرير يوم 29 أكتوبر، تحت عنوان “أمريكا وإيران في عهد جديد” قال فيه: إن إدارة أوباما وجدت نفسها في “حالة فعالة من الانفراج” مع النظام الإيراني، حيث يتشاركان معًا في مفاوضات نووية مباشرة وفي مواجهة تهديد “الدولة الإسلامية” (داعش)، وفقًا لتصريحات مسؤولين أمريكيين كبار.
وقال التقرير: إن هذا التحول قد يغير بشكل جذري ميزان القوى في المنطقة، ويهدد بعزل الحلفاء الرئيسيْين للولايات المتحدة من القوى العربية “السعودية والإمارات”، وهما الدولتان المركزيتان بالنسبة لتحالف محاربة “الدولة الإسلامية”.
وخلال العقد الماضي، دخلت واشنطن وطهران في معارك شرسة على السلطة والنفوذ في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، ولكن، وفقًا لهؤلاء المسؤولين، فإن الأشهر الأخيرة شهدت حدوث تغيير في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التحولات السياسية في بغداد وكابول، والعمليات العسكرية ضد “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
الحوثيون أيادي إيران في الجنوب
سحب البساط من تحت أقدام الخليج لصالح إيران لم يقف عند هذا الحد، فقد أحدثت سيطرة الحوثيين على صنعاء نهاية سبتمبر 2014، خلخلة كبيرة في التركيبة السياسية لجنوب الجزيرة العربية، وبث موقع “برس تي في” الفرنسي تقريرا في 22 سبتمبر، أشار فيه إلى ترحيب قادة إيرانيين بالتطورات في اليمن، ونقل عن “علي زاكاني” نائب مدينة طهران بالبرلمان الإيراني، قوله: إن “ثلاث عواصم عربية أصبحت بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية”، مشيرًا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية بعد بغداد ودمشق وبيروت.
وقال التقرير: إن زاكاني- المعروف بقربه من المرشد الإيراني علي خامنئي– اعتبر الثورة اليمنية بأنها امتداد طبيعي للثورة الإيرانية، وأن هذه الثورة سوف تمتد وتصل إلى داخل الأراضي السعودية، وأن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي، على حد زعمه.
الدور السعودي في مفاوضات النووي الإيراني
إزاء هذه التطورات والتغييرات السريعة، لم بكن بوسع الرياض أن تظل في مقاعد المتفرجين فعملت على التأثير في مفاوضات الغرب وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة، وهو ما كشفت عنه صحيفة روماندي الفرنسية في تقرير تحت عنوان “الدور السعودي في مفاوضات النووي الإيراني” بتاريخ 25 نوفمبر.
وقال التقرير: إنه بينما كانت تجري المفاوضات على أشدها بين إيران ومجموعة (5+1) في فيينا، كان ملفتًا عقد لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، على هامش تلك المفاوضات، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: إن جون كيري أطلع الوزير السعودي في هذا اللقاء على مجريات المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وكشف التقرير عن أن الجهود السعودية لإفشال الاتفاق الإيراني مع الدول الست استمرت لشهور، وزادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة قبل الاتفاق، حيث خرج سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في عدة جولات إلى عواصم القرار الدولي، لثنيها عن توقيع الاتفاق النووي مع طهران، وهو ما تكلل بنجاح جزئي بتأجيل الاتفاق إلى منتصف 2015.
4 – الخليج بين فلسطين وإسرائيل
الموقف العدائي من الخليج تجاه إيران قد يكون مفهومًا.. أما غير المفهوم فهو موقفها الرافض لحركة حماس والمتوافق مع إسرائيل، بحسب تصريحات مسؤولين خليجيين وإسرائيليين.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نشرت مقالًا للكاتب اليهودي “إلحانان ميلر” يوم 3 نوفمبر، تحت عنوان “هل حان وقت التطبيع السعودي الإسرائيلي؟”، ناقش فيه تصريح يوفال نجل إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، والذي قال فيه: “لقد حان الوقت لإشراك الدول العربية المعتدلة وخاصة السعودية في الوصول إلى السلام بين إسرائيل والعرب”.
وقال يوفال: إن “مبادرة السلام العربية” التي تتبناها السعودية يعتبرها الإسرائيليون كحل وسط، ويمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات، قبل أن تحدث أشياء لا نرغب فيها مثل اندلاع انتفاضة جديدة وانتشار أعمال العنف مرة أخرى”. وأشاد بالتعاون “بين إسرائيل والدول العربية مثل مصر والمملكة العربية السعودية خلال الصيف الماضي، في أقصى درجاته خلال الحرب وأثناء التفاوض على وقف إطلاق النار مع حماس”.
السعودية تنقذ إسرائيل
المعنى نفسه كرره المدير السابق للموساد شابتاي “شافيت”، في مقال بصحيفة “هارتس” يوم 25 نوفمبر، تحت عنوان “إسرائيل في خطر.. والسعودية هي المنقذ”، وأحدث المقال جدلًا كبيرًا في الأوساط السعودية والخليجية..
وحذر المقال من تزايد الأخطار التي باتت تحيط بالمشروع الصهيوني ودولة إسرائيل بشكل غير مسبوق، مما يهدد المشروع والدولة في المدى المنظور، ويرى “شافيت” أنه لا حل لإسرائيل للتغلب على هذه الأخطار إلا بالاستجابة للمبادرة العربية للسلام التي طرحتها المملكة العربية السعودية دون تلكؤ، ويعوِّل على جهود الرياض وأبوظبي في حل العقبات التي قد تقابل تطبيق تلك المبادرة، وصولًا إلى التطبيع العربي مع إسرائيل، وتجميل وجهها في العالم مرة أخرى.
إسرائيل والسعودية والإمارات ومصر.. جبهة واحدة
آمال إسرائيل لم تتوقف على السعودية فقط، بل امتدت إلى محور “الدول العربية المعتدلة”، وهو ما ظهر في تصريح وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعالون، حين أعلن أن “إسرائيل والسعودية والإمارات ومصر تمثل جبهة واحدة، ولها عدو واحد وهو إيران والحركات الإسلامية”.
تصريحات يعالون جاءت خلال حديثه مع قناة “بلومبرج” في 23 أكتوبر، وأوضح فيها أن هذه الجبهة المكونة من تلك الدول الأربع باتت تعادي عدوًا مشتركًا يتمثل في تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا أن “جماعة الإخوان لم تتلق أي دعم من هذه الدول وهذا أمر مهم”، وفقًا لوجهة نظره.
5 – الخليج ممول الثورات المضادة للربيع العربي
هذه الجبهة نفسها “السعودية والإمارات وإسرائيل ومصر” تشترك في قلقها الشديد من الربيع العربي، وتقف في خندق واحد معارض للثورات العربية، والخوف من “المد الإسلامي” السياسي، وكان لهم دور كبير في مساندة الثورات المضادة إعلاميًا وسياسيًا وماليًا في كل من ليبيا وتونس وسوريا واليمن.
تدخلات السعودية في مصر
في مصر مثلًا كان للسعودية دور كبير في الانقلاب العسكري، ومحاربة ثورة الشباب، وعودة النظام القديم وتبرئة مبارك من التهم الموجهة إليه، وأنفقت في سبيل ذلك مليارات الدولارات.
صحيفة “هافينجتون بوست” نشرت مقالًا للمؤرخ والصحفي الفرنسي “الكسندر ادلر” في 27 أكتوبر، تحت عنوان “ما هو مستقبل الشرق الأوسط”، أشار فيه إلى الدور السعوي البارز في الأحداث الكبرى التي تجري في الدول التي شهد ثورات الربيع العربي، وخاصة مصر، حين ساندت الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي، وقامت بدعم الجيش المصري وقائده الجنرال عبد الفتاح السيسي.
وفسر الكاتب سر هذا الموقف السعودي بأن نظام حكم آل سعود يخشى من نجاح تجربة الإخوان المسلمين في الحكم، مخافة أن تنتقل عدوى هذا النجاح إلى الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر وحتى الخليج العربي، لذلك عمل على إفشال هذا النموذج وإنقاذ النظام المصري القديم برئاسة حسني مبارك، الذي يسير على نفس خط السياسة السعودية وتبعيتها للولايات المتحدة والغرب.
صحيفة “معاريف” العبرية ذهبت إلى مدى أبعد في كشف أبعاد الدور السعودي في العمل على إصدار حكم ببراءة مبارك وإخراجه من السجن، وقالت: إن السعودية لعبت دورًا مهمَا من وراء الكواليس من أجل الإفراج عن مبارك، وأن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، عرض على الحكومات المصرية المتعاقبة دفع منحة سخية تقدر بمليارات الدولارات في مقابل الإفراج عن حليفه حسني مبارك.
دور السعودية والإمارات في تونس
وفي تونس، لم يختلف دور السعودية والإمارات عن دورهما في مصر، فقد بث موقع قناة “فرانس 24 تقريرًا تحت عنوان “الانتخابات في تونس تعيد أصدقاء بن علي مرة أخرى”، تساءل فيه عن دور “بن علي” في قيادة حركة إعادة نظامه مرة أخرى من منفاه بمدينة جدة السعودية، التي اختارها ليهرب إليها فارًا من غضب الشعب التونسي، الذي استاء كثيرًا من استقبال السعودية للمخلوع، في الوقت الذي رفضت فيه عدد من الدول استقباله.
مشيرًا إلى أن السعودية تعاونت مع جهات غربية للتدخل في الشؤون التونسية في محاولة لتكرار تجربة الانقلاب المصرية في تونس.
أما الإمارات فتوصف بأنها العقل المدبر والممول الأول للثورات المضادة ببلدان الربيع العربي، وبالطبع كان لها دور خاص في تونس، فقد خصص موقع “ميدل إيست آي” تقريرًا عن مشوار السبسي السياسي، وأشار فيه إلى التقاء أهدافه مع سعي الإمارات التي استقبلته مع عدد من قيادات حزبه أكثر من مرة في أبوظبي، وتلقيه مبالغ مالية وهدايا (سيارات مصفحة) عن طريق السفارة الإماراتية في تونس.
موقع “وبدو” الإخباري التونسي الصادر باللغة الفرنسية قرأ تدخلات الإمارات في الشأن التونسي على أنها محاولة لوأد الثورة التونسية، للمساعدة في القضاء على الجماعات الإسلامية بليبيا، وتمكين اللواء خليفة حفتر من إنجاح انقلابه هناك، وينبع هذا من إدراكها أن نجاح الثورة في تونس والإسلاميين في ليبيا يشكل خطرًا على الانقلاب في مصر، الذي تدعمه وتسعى لتثبيته يومًا بعد آخر.
6 – في الخليج.. لا تسأل عن حقوق الإنسان
الناظر إلى جهود الأنظمة الخليجية في محاربة الثورات المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة، يدرك حقيقة الأوضاع الحقوقية داخل هذه الدول، سواء على مستوى الحريات العامة أو الحرية السياسية أو المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين.
موقع “منظمة العفو الدولية” نشر تقريرًا في 6 ديسمبر تحت عنوان “سبع طرق تستخدمها السعودية لإسكات أصوات المعارضين”، قال إنها تتمثل في تكميم أفواه أي شخص له رأي مستقل، واتهام كل المعارضين بالإرهاب، وتهديد المعارضين في حياتهم الشخصية، والحظر والاتهامات الباطلة والطرد من العمل، ومراقبة الإنترنت وفرض رقابة صارمة، وتوظيف جيش إلكتروني لخدمة السلطة، والحكم بعقوبات قاسية على المعارضين المعتقلين.
الانتهاكات الحقوقية بالسعودية لا تختلف كثيرًا عن باقي دول الخليج، ففي الإمارات مثلًا أصدر موقع “منظمة العفو الدولية” تقريرًا في 12 ديسمبر، يطالب بالإفراج عن الناشط الحقوقي محمد الركن والمحكوم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، وقالت فيه: “يسمع المرء عن فخامة وبريق دبي، لكنه بريق شكلي، فإذا فتشت عن الحقيقة وجدت نقاطًًا قبيحة كثيرة، فالإمارات دولة تتجسس على الناس بشكل جنوني، الجميع مراقب، خاصة الذين تعتبرهم السلطات خطرًا عليها بشكل أو بآخر، إنه بلد لا يحترم سيادة القانون، فهناك يمكن أن يسجن إنسان بسهولة لأسباب سياسية وليس لارتكاب جرائم جنائية”.
الجانب المظلم بالخليج
في 28 سبتمبر نشرت صحيفة “أتلانتيكو” الفرنسية مقالًا لمهدي لازار، تحت عنوان “حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.. جانب مظلم في أعداء (داعش)”، قال فيه: إن حلفاء فرنسا والغرب في الحرب ضد دولة “الخلافة الإسلامية” ليسوا على ما يرام في مجالات حقوق الإنسان والحرية الدينية والديمقراطية، بل إنهم على العكس تمامًا من الوضع الطبيعي في تلك المجالات، حيث تعاني تلك الدول من تراجع شديد في مجال حقوق الإنسان، وتشدد في الأمور الدينية، وقمع أي نشاط مخالف للسلطات الحاكمة وعدم وجود حرية تعبير، وبذلك تكون الفجوة بين أنظمة تلك الدول وبين الجماعات المسلحة الصاعدة في سوريا والعراق صغيرة جدًا.
وأضاف المقال أنه إذا كان عدم احترام “داعش” لحياة الإنسان حقيقة واضحة وليس في حاجة إلى برهان، فإن حلفاء فرنسا من السعودية ودول الخليج هم أيضًا بعيدين عن أن يكونوا قدوة في هذا المجال.
يخذلون اللاجئين السوريين
وإذا كانت دول الخليج تنتهك حقوق مواطنيها، فهي لا تهتم بحقوق الآخرين حتى لو كانوا يعانون من أزمات وحروب، مثل اللاجئين السوريين، فقد نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا تحت عنوان “ملوك الخليج يخذلون اللاجئين السوريين”، أشارت فيه إلى انتقاد منظمة العفو الدولية موقف دول الخليج الذي وصفته بالمخزي، حيث إن هذه الدول امتنعت تمامًا عن توفير أي فرص لإعادة توطين اللاجئين.
وهاجمت منظمة العفو الدولية دول الخليج بسبب تقاعسها في مساعدة اللاجئين السوريين، وقالت المنظمة في تقرير لها: “إن دول الخليج الغنية تقاعست عن استضافة لاجئ واحد من سوريا، في تجاهل (مخجل بشكل خاص) من جانب دول كان واجبًا عليها أن تكون في طليعة من يقدمون المأوى للسوريين”.
7 – خلافات تبددها تهديدات
بعد أشهر من المشاحنات اجتمع قادة ممالك الخليج النفطية في قمتهم السنوية بالدوحة في 9 ديسمبر، بعد خلافات كادت تعصف بتجمعهم هذا، لولا وجود عدد من التهديدات والتحديات التي أجبرتهم على التوحد في مواجهتها.
صحيفة “روماندي” الفرنسية أبرزت هذه التهديدات التي قالت إنها لا تفرق بين كبير وصغير في دول الخليج، الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية، والنفوذ المتنامي لإيران، وتراجع أسعار النفط، والوضع الأمني في العراق وسوريا، والوضع السياسي في مصر، والعنف المتفاقم في اليمن، ولذلك عقدت القمة وسط بيئة إقليمية وداخلية بالغة التعقيد.
وقالت الصحيفة إن المراقب للشأن الخليجي خلال العام الماضي، يلاحظ تفاقم الخلاف وتزايد الشقاق بين الإمارات من جانب وقطر من جانب آخر، ثم وقفت السعودية والكويت والبحرين في الجبهة الإماراتية وقامت تلك الدول بسحب سفرائها من الدوحة خلال مارس الماضي، في أزمة هي الأكثر خطورة على مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه عام 1981، وأخذت الهوة تتسع شيئًا فشيئًا بتمسك كل طرف بموقفه في القضايا الخلافية، وخاصة المرتبطة بالشأن المصري والليبي، وكادت هذه الخلافات أن تعصف بالبيت الخليجي لولا تلك التهديدات التي سلطت سيفها على رقاب الجميع بلا استثناء، فكان التوحد- ولو شكلًا- فرضًا واجبًا وليس خيارًا ونفلًا.
الخلافات الخليجية ورضوخ ملوك وأمراء الخليج للمصالحة تحت وقع التهديدات، تبين أن الواقع السياسي الذي تعيشه المنطقة العربية يضع زعماء الخليج أمام مسؤولية تاريخية لمواجهة كل تلك التحديات والتهديدات بشكل فاعل وشفاف، إذا كانوا يريدون الحفاظ على ممالكهم وإماراتهم، وأي تأخير في الاستجابة لهذه التحديات سيكون له تبعات سلبية على منظومة دول الخليج كلها.
 
===================
2014 عام سقوط القناع الأمريكي.. مواقف الدول الكبرى تجاه قضايا المنطقة.. واشنطن تناور بالتصريحات وتراوغ بالقرارات.. "بوتين" مواقفه حاسمة ويعيد تموضع روسيا بالشرق الأوسط.. والصين تعلن دعمها لمصر
 0  0 Google +0
ولاء أبو ستيت
بوابة فيتو
أحداث متشابكة وشائكة عاشتها المنطقة العربية وغالبية دولها خلال العام ٢٠١٤، والذي كان عام الأزمات بامتياز.
وخلال هذا العام برزت مواقف متباينة لزعماء العالم بشأن قضايا الشرق الأوسط المختلفة، عبروا فيها عن مجمل مواقف بلادهم من مختلف القضايا بالمنطقة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي أقرت الأمم المتحدة اعتبار ٢٠١٤ عاما للقضية، وأيضًا فيما يتعلق بالحرب على تنظيم داعش، حيث أعلن المجتمع الدولي وقوفه في مواجهة التنظيم، وتدشين تحالف دولي للحرب على الإرهاب وخاصة التنظيم الإرهابي الذي أصبح يهدد أمن الجميع بعد إعلانه دولة الخلافة غير واضحة المعالم، وفى مجمل القضايا سقط قناع الزيف الأمريكى، وكشفت القضايا معدن الرئيس السوري فلاديمير بوتين الذي يسعى لعودة روسيا لدورها الإيجابى في المنطقة بقوة، والتنين الصينى الذي ظل متحفظا على الفوضى وإعلان في نهاية العام تعاونه ودعمه للنظام المصري.
أمريكا واهتمام كبير بالشرق الأوسط وقضاياه
تباين الموقف الأمريكي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على مدى العام، بين مؤيد للقضية الفلسطينية، ومشدد على ضرورة إيجاد حل للقضية، والسعي إلى استئناف جولة مفاوضات السلام، والتي قادها وزير الخارجية الأمريكي بداية العام حتى وصلت إلى طريق مسدود.
كانت هناك إدانة من جانب الولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، للاستيطان إلا أنهما لم يحركا ساكنا.
وفيما كان التوجه العربي يجدد نحو التوجه لمجلس الأمن من أجل استصدار مشروع قرار لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي أدى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التلويح بالفيتو، معلنة رفضها هذا التوجه العربي نحو مجلس الأمن، إلا أنه بالرغم من ذلك قدم العرب مشروع القرار عبر الأردن "العضو غير الدائم بمجلس الأمن" والممثل الوحيد للمجموعة العربية، مع حديث عن تواصل عربي مع الولايات المتحدة لإقصاء الولايات المتحدة عن الفيتو والتواصل معها للخروج بصيغة توافقية حول الموضوع.
داعش
أثار موقف الولايات المتحدة من تنظيم "داعش"، جدلا في الأوساط الدولية والأمريكية أيضـا، حيث تغاضت الولايات المتحدة في البداية عن تقدم التنظيم السريع وسيطرته على الكثير من المدن العراقية، ووصوله إلى مشارف العاصمة بغداد، ولم تتحرك الولايات المتحدة لمساعدة العراقيين إلا عندما اقترب التنظيم من أربيل عاصمة كردستان والقنصلية الأمريكية هناك.
وعلى صعيد التصريحات كان هناك تضارب واضح في تصريحات الرئيس باراك أوباما المتلاحقة حول التنظيم وجهود الحرب عليه، حتى أنه قال في أحد تصريحاته "إن الحرب على التنظيم تحتاج عشر سنوات"، بينما عاد ليتحدث هو ومسئولون في إدارته عن ثلاث سنوات، إلى أن جاء إعلانه بأن حساباته حول داعش كانت خاطئة.
سوريا
موقف الولايات المتحدة من الأزمة في سوريا شهد العديد من الاختلافات، وبدأ في التراجع تدريجيا من الحديث الجدي والقوي عن دعم المعارضة السورية، واعتبار الائتلاف السوري الممثل الشرعي للشعب السوري، إلى حالة أقرب إلى التأييد الصامت لنظام بشار الأسد، بالرغم من حديث عن دعم ما أسموه "المعارضة المعتدلة" التي أقرت الموازنة الأمريكية مؤخرًا مبلغ ٥ ملايين دولار لتدريبها ودعمها، إلا أن نظام الأسد يلمح إلى تواصل مع الولايات المتحدة والتحالف في الحرب على تنظيم داعش، وفي الضربات الجوية عليه في سوريا.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة نفت أكثر من ذلك الأمر، إلا أن المرقبين يَرَوْن أن هذه الخطوات، والحرب على التنظيم، ساعدا نظام الأسد على البقاء.
وأصبح الآن الموقف الأمريكي متراخيا تجاه المطلب الأهم له على مدى السنوات الماضية، وهو إسقاط الأسد، وساهم في ذلك أمور عدة من بينها المفاوضات النووية التي جرت خلال عام مع إيران ضمن موعد ٥+ ١.
فرنسا ومواقف مؤثرة
وكانت لفرنسا خلال العام الماضي العديد من المواقف المهمة والمؤثرة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط عامة، بل وتصب في صالح دعم العديد من القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية التي وقفت فرنسا خلال العام الماضي مواقف داعمة لها، ومؤيدة للتحركات العربية، خاصة ما يتعلق بالتحرك الأخير نحو مجلس الأمن لاستصدار قرار لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال، نال تأييد ودعم فرنسا، بل وجرى التوافق لتبني مشروع القرار الفرنسي الذي يصب في هذا الجانب.
أما فيما يتعلق بالجهود الدولية في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، فقد بدت فرنسا وهي تحاول أخذ دور أكبر، ومحاولة استئثارها بالمشهد من الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي للحرب على التنظيم الآن، فأعلنت فرنسا عن مؤتمر دولي للحرب على الإرهاب برعاية الرئيس فرانسوا هولاند، والعراقي فؤاد معصوم، وبالرغم من الضوء الذي نالته فرنسا، إلا أنه وبعد ذلك عادت الولايات المتحدة لتكون صاحبة الضوء الأكثر بروزا في الأمر.
روسيا تعود للشرق الأوسط
وخلال العام ٢٠١٤ برز العديد من المواقف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تجاه مجمل قضايا الشرق الأوسط والتي كانت حاضرة فيها بقوة، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية ودعم روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد، ثم تحول الأمر الآن للرعاية والتنسيق لحوار بين النظام السوري والمعارضة.
بوتين كان له خلال العام الماضي عدد من التصريحات التي تناولت قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. وقد وجه بوتين اتهامات لسياسة الاستيطان من جانب دولة الاحتلال الصهيوني، معتبرا أنها أهم وأبرز الخطوات التي تعرقل التسوية في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالقضية السورية فقد أعلن بوتين استمرار تأييد روسيا ودعمها لنظام بشار الأسد خلال العام وفي مرات متعددة، إلا أنه خرج مؤخرًا ليقول بضرورة وجود حلول للأزمة السورية وتكون مقبولة من كل فئات الشعب السوري، الأمر الذي يعني تحركا جديدا من جانب روسيا والتي تسير في إطار محمود "مصري روسي" من أجل جمع المعارضة وأطيافها المختلفة مع النظام في حوار بدا أن الجانبان يسعيان نحوه.
بريطانيا والقاعدة العسكرية
الحدث الأبرز في تعامل بريطانيا مع منطقة الشرق الأوسط، تمثل خلال العام الماضي في أمرين الأول ما تعلق بالمشاركة في التحالف الدولي للحرب على داعش، كأحد أبرز القوى الدولية المشاركة، إلى جانب الولايات المتحدة التي تقود ذلك التحالف.
الأمر الآخر والأكثر حضورا تمثل في الإعلان عن إنشاء أول قاعدة عسكرية في المنطقة العربية، والتي من المنتظر أن تستضيفها دولة البحرين، ومن المنتظر أن تتحمل البحرين معظم تكلفة القاعدة والتي من المنتظر أن تتكلف ٢٣ مليون دولار، بينما تتحمل بريطانيا تكلفة تشغيلها.
فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، أكد في تصريحات له عقب توقيع الاتفاق، أن القاعدة الجديدة تظهر مدى التزام بلده بوجود مستمر شرق قناة السويس، موجها رسالة إلى قادة الخليج، قائلا: "مخاوفكم الأمنية هي مخاوفنا".
الصين تدعم مصر
الصين من الدول الكبرى التي أولت منطقة الشرق الأوسط اهتماما كبيرا خاصة في الفترة الأخيرة، وخلال العام المنقضي قامت الصين بإبراز العديد من المواقف تجاه قضايا الشرق الأوسط المختلفة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، معلنة على أنه لا حل لقضايا الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية حلا كاملا.
الصين فطنت لكل مشاكل المنطقة وأولتها اهتماما كبيرا بعد ما اصطلح عليه بثورات الربيع العربي، حتى أنها عينت مبعوثا دائمًا للشرق الأوسط يتواصل مع الدول والجامعة العربية في إطار بحث حلول لها، وفي مقدمتها الحالة الفلسطينية، حيث تدعم الصين المواقف العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وترى أن الحل في دولتين، وأن وجود دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، قادرة على إخراج المنطقة من كثير من أزماتها.
وفعّلت علاقتها مع مصر ورفعت مستوى العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية، وذلك خلال زيارة الرئيس السيسي إلى الصين، والتي وفقا لمسئولين ودبلوماسيين صينيين، ستشهد حالة من تنسيق الجهود فيما يتعلق بمجمل قضايا الشرق الأوسط، خاصة لما لمصر من دور ريادي في المنطقة العربية.
===================
أبرز عشرة أحداث عالمية لعام 2014 انتقتها وكالة أنباء ((شينخوا))
arabic.china.org.cn / 14:22:34 2014-12-30
بكين 30 ديسمبر 2014 (شينخوا) فيما يلي أبرز عشرة أحداث عالمية لعام 2014 انتقتها وكالة أنباء ((شينخوا)):
1- نقاط مشرقة جديدة في دبلوماسية الصين
في مطلع فبراير، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم افتتاح ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية في روسيا، ما فتح فصلا جديدا في دبلوماسية الصين.
وعلى مدار العام، قام القادة الصينيون بزيارات لدول في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والمنطقة الأوقيانوسية ، من أجل بناء شبكة من الشراكة العالمية وتعزيز مبادراتي الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
واستضافت الصين بنجاح قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا في مايو فضلا عن الاجتماع السنوي لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك في نوفمبر، الأمر الذي آتي بنتائج مثمرة وأنتج تأثيرا بعيد المدي.
كما تدفع الصين بنشاط من أجل إيجاد حل للقضية النووية الإيرانية والأزمة الأوكرانية، لتضطلع بدورها كقوة كبيرة مسؤولة.
ودعا القادة الصينيون إلى علاقات دولية جديدة يكون جوهرها التعاون القائم على الكسب المتكافئ، وأيدوا وضع إستراتيجية أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة، ودعموا بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى، ونفذوا سياسة حسن جوار تتسم بالوئام والمصداقية والمنفعة المتبادلة والشمولية فضلا عن خطوط عامة حول علاقات تقوم على المصداقية مع أفريقيا.
2- جهود عالمية منسقة لمكافحة الإيبولا
في فبراير، إندلع وباء الإيبولا في غينيا وامتد بعدها إلى سيراليون وليبيريا، فيما أبلغت دول أخرى أيضا عن تسجيل حالات إصابة بالمرض. وبحلول 24 ديسمبر، تسبب هذا الوباء في وفاة 7573 شخصا حول العالم.
ومن أجل مكافحة أكبر تفشي على الإطلاق لهذا المرض، قامت الدول المعنية باستجابات إيجابية وقدم المجتمع الدولي لها مساعدات هائلة، الأمر الذي ساهم في تخفيف وضع الوباء.
وقد قدمت الصين مساعدات من البداية وأرسلت حتى الآن على التوالي إلى الدول التي اجتاحها الوباء عدة فرق طبية وأربع دفعات من المساعدات الطارئة التي بلغ إجمالي قيمتها 750 مليون رنمينبي (حوالي 120.6 مليون دولار أمريكي)، لتصبح أحد أكبر الجهات المانحة للمناطق المنكوبة ولتلعب دورا هاما في التغلب على هذا الوباء.
3- الأزمة الأوكرانية تؤثر على العلاقات بين روسيا والغرب
وفي 22 فبراير، شهدت أوكرانيا تغيرا مفاجئا في وضعها السياسي والذي أطيح في ظله بالرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش من منصبه وتولت المعارضة السيطرة الكاملة على السلطة في البلاد.
وفي 16 مارس، أجرت جمهورية القرم استفتاء وأعلنت انفصالها عن أوكرانيا وانضمامها إلى الاتحاد الروسي. كما أجرت عدة مناطق في شرق أوكرانيا استفتاءات لتعلن "الاستقلال " على التوالي، ولكن الحكومة الأوكرانية رفضت الاعتراف بنتائج الاستفتاءات.
ومنذ ذلك الحين، استمرت الصراعات المسلحة بين القوات الحكومية الأوكرانية والمسلحين المتمردين في المناطق الشرقية لأشهر.
وفي يوم 5 سبتمبر، توصلت الحكومة الأوكرانية وقيادة المتمردين في المناطق الشرقية وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى هدنة.
ولكنه منذ إندلاع الأزمة الأوكرانية ، فرضت الدول الغربية سلسلة من العقوبات الشديدة على روسيا فيما اتخذت موسكو إجراءات انتقامية ردا على ذلك. وتصاعد الاحتكاك بشكل شامل، الأمر الذي أدى إلى بلوغ علاقات روسيا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستوى منخفض جديد.
4- فقدان رحلات للخطوط الجوية الماليزية في ظروف غامضة
في يوم 8 مارس، فقد الاتصال بالرحلة "أم أتش 370" التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي كانت تقل 239 شخصا من بينهم 154 راكبا صينيا وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، وذلك بعد فترة وجيزة من إقلاعها . ورغم الجهود غير المسبوقة التي بذلتها ماليزيا والصين واستراليا والولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى للبحث عن الطائرة، إلا أن مكانها لا يزال مجهولا حتى الآن.
وفي 17 يوليو، تحطمت في شرق أوكرانيا رحلة "أم أتش 17" التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي كانت متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور ، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا. وذكر تقرير التحقيقات الأولية أن "أجساما عالية الطاقة من الخارج" اخترقت الرحلة "أم أتش 17". ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث.
وفي 28 ديسمبر، فقدت الرحلة رقم "8501" التابعة لشركة "إير ايجيا" والتي كانت متجهة من مدينة سورابايا الاندونيسية إلى سنغافورة فقدت الاتصال بالرادار في ظل سوء الأحوال الجوية. وكان هناك 162 شخصا على متن الطائرة المفقودة.
5- انقلاب العبارة الكورية الجنوبية "سيول"
في 16 أبريل، انقلبت العبارة الكورية الجنوبية "سيول" التي كانت تقل 476 شخصا وغرقت قبالة السواحل الجنوبية الغربية للبلاد، ما أسفر عن مقتل 295 شخصا من بينهم أربعة مواطنين صينيين، وفقدان تسعة آخرين. وقوبل ما كشفه هذا الحادث من أداء سيء في عملية الإنقاذ وتشغيل تجاري غير منتظم وإهمال في أداء الواجبات قوبل بنقد واسع في كوريا الجنوبية.
وبسبب حادث غرق العبارة المميت، قدم رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونج هونج وون استقالته وقدمت الرئيسة بارك جيون هاي اعتذارا للأمة والدموع تذرف من عينيها. وتم حل إدارة الشرطة البحرية ومحاكمة الطاقم المعني أو الموظفين المعنيين للعبارة الغارقة والشركة المشغلة لها "تشونجهاجين مارين" بتهم جنائية.
6- تنظيم الدولة الإسلامية يفرض تحديات أمنية إقليمية وعالمية جديدة
استحوذ تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف منذ يوليو على مساحات شاسعة في غرب وشمال العراق وشرق سوريا، وأعلن إقامة ما يسمى بـ"الخلافة الإسلامية" على المناطق الخاضعة لسيطرته. وقام التنظيم بأسر وإعدام العديد من الرهائن من دول مختلفة وتجنيد الكثير من المقاتلين، مما فرض تحديات جديدة للأمن الإقليمي والدولي ولجهود مكافحة الإرهاب أيضا.
ولا يمكن أن تعفي الدول الغربية أنفسها من اللوم عن استراتيجياتها وسياساتها الحالية التي ساهمت بشكل ما في صعود تنظيم الدولة الإسلامية والاضطرابات المتزايدة في الشرق الأوسط.
7-حادث فيرغسون يفضح التمييز العنصري في الولايات المتحدة
في9 أغسطس، توفي مايكل براون، وهو مراهق أسود يبلغ من العمر 18 عاما، برصاص ضابط شرطة أبيض يدعى دارين ويلسون في بلدة فيرغسون بولاية ميسوري بالولايات المتحدة، بعد ارتكاب الأول حادث سرقة من متجر. وأكدت الشرطة أن المراهق الأسود لم يكن مسلحا. وأثارت واقعة وفاته موجة من الاحتجاجات استمرت عدة أسابيع في فيرغسون ومناطق أخرى بالبلاد، تحولت في وقت لاحق إلى أعمال شغب في بعض المناطق.
وفي 24 نوفمبر، قررت هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهام القتل للضابط مما فجر الاحتجاجات مرة أخرى في عدة مدن في البلاد.
وجذبت واقعة فيرغسون، التي كشفت عن تمييز عنصري مزمن في المجتمع الأمريكي، اهتماما دوليا واسعا. كما سلطت الضوء على عيوب خطيرة في النظامين السياسي والتشريعي في البلاد، وتفاقم التفاوت الاجتماعي والفجوة المتنامية في الثروة. وأظهرت الواقعة أيضا كيف يتم خنق الأمريكيين في القاع من أجل تحقيق الحلم الأمريكي.
8-الصين واليابان تتفقان على تحسين العلاقات
في 7 نوفمبر، توصلت الصين واليابان إلى اتفاق من أربع نقاط لتحسين العلاقات الثنائية. وبعد ثلاثة أيام، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اجتماعا قبيل الاجتماع الـ22 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والباسيفيك ) ابيك). وكان هذا أول اجتماع بين قادة البلدين خلال عامين بعد أن واجهت العلاقات الثنائية صعوبات شديدة بسبب سوء سلوك اليابان.
ويتوقع الناس أن يفي الجانب الياباني بالتزاماته في الاتفاق ويتبنى سياسية أمنية عسكرية حذرة ويتخذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة السياسية المتبادلة مع الصين لإرجاع العلاقات الثنائية تدريجيا مرة أخرى الى مسار التنمية الصحية.
9-بدء تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا
في17 ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة وكوبا الاتفاق على إجراء مشاورات لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية ، وبالتالي البدء في عملية تطبيع العلاقات بين البلدين.
فبعد الثورة الكوبية في1959 التي أوصلت فيدل كاسترو إلى السلطة، انتهجت واشنطن موقفا عدائيا تجاه هافانا، وقطعت العلاقات معها في 1961، بعد فشل غزو خليج الخنازير للإطاحة بكاسترو. وفي1962، أعلنت الولايات المتحدة رسميا فرض حظر اقتصادي ضد كوبا. وقد قوبلت العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد كوبا بمعارضة قوية من المجتمع الدولي.
ويرسم بدء تطبيع العلاقات بين البلدين فشل سياسية العزلة الأمريكية المفروضة على الجزيرة منذ 53 عاما، وسيكون له تأثير كبير على الجغرافية السياسية العالمية.
10-الحزام والطريق في التعاون العملي
بحلول نهاية عام 2014، تلقت مبادرة الصين لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، أو ما يعرف اختصارا بالحزام والطريق، لربط المنطقة الاقتصادية لآسيا والباسيفيك في الشرق والمنطقة الاقتصادية الأوربية في الغرب، تلقت استجابات ومشاركات ايجابية من قبل أكثر من 50 دولة معنية.
وخلال العام الماضي، قام القادة الصينيون بزيارات متنوعة لاستعراض المبادرة للبلدان المعنية كما تم إطلاق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير تباعا.
ويمضي بناء الحزام والطريق بخطى مطردة ودخل مرحلة التعاون العملي. ومن شأن المبادرة أن تدفع بقوة التنمية الاقتصادية للدول المعنية والعالم برمته.
===================
أزمة أوكرانيا وفيروس «إيبولا» أهم مشكلات ألمانيا في 2014
شبكة ارم الإخبارية
تميز عام 2014 بعدد من الأزمات السياسية والاجتماعية كما هو الحال في أوكرانيا والشرق الأوسط، أو في أفريقيا بسبب وباء إيبولا.
ف في 17 سبتمبر 2013، بدأ الائتلاف الحكومي المشكل من التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي عمله، وبعد مرور بضعة أسابيع أظهرت الحكومة الجديدة بوضوح نبرة جديدة في سياستها الخارجية، فوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير(الحزب الديمقراطي الاشتراكي)، الذي شغل نفس المنصب بين 2005 و2009، طالب بـ"تواجد أقوى في السياسة الدولية".
وأضاف أنه: "بالنظر إلى حجم ألمانيا فإن دورها لايجب أن يقتصر فقط على التعليق على السياسات الدولية"، ورغم أن العمليات العسكرية يجب أن تبقى الملاذ الأخير في حل الأزمات، فلا ينبغي إبعادها بالكامل من الفكر السياسي، على حد قول فرانك فالتر شتاينماير.
خطاب وزيرة الدفاع أورسولا فون دير لاين كان أوضح من خطاب وزير الخارجية، حيث دعت إلى مشاركة أكبر للجيش الألماني في العمليات بالخارج، وعرضت الوزيرة الألمانية دعم بلادها على الشركاء الفرنسيين في كل من مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي وقت لاحق كان الحديث عن سيناريوهات للتدخل في شرق أوكرانيا إلى جانب القوات الفرنسية، وأيضًا عن بعثات تدريب عسكرية في العراق.
وفي مؤتمر الأمن الذي احتضنته ميونيخ في نهاية يناير الماضي تحدث الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن ضرورة وجود "التزام أقوى على مستوى السياسة الدولية".
وأضاف الرئيس الألماني أن مساهمة الجمهورية الفيدرالية الألمانية يجب أن تكون "في وقت مبكر، وحاسمة وجوهرية"، هذه التصريحات جلبت للرئيس الألماني انتقادات البعض، في حين أثنى عليها البعض الآخر.
وفي الوقت الذي اتهمه فيه طرف بالتحريض على عسكرة السياسة الخارجية الألمانية، رحب آخرون بتحذيره من أنه يجب على ألمانيا أن تؤدي دورها من خلال مسئوليتها المتزايدة في السياسات الدولية، فالحكومة الاتحادية كانت في واقع الأمر فاعلًا رئيسيًا في العديد من المحطات الدولية خلال العام الماضي، وكان الطلب كبيرًا على المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل، وعلى وزير الشئون الخارجية فالتر شتاينماير، كأطراف حوار في العديد من عواصم العالم، فموقف برلين كان له دور مهم فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمات التي شهدها العام الماضي، وفي اتخاذ قرارات مهمة على مستوى السياسة الدولية.
النقاش الذي دار حول الرئيس الجديد للمفوضية الأوربية كان من بين الأمثلة على أهمية دور ألمانيا في بعض القرارات السياسية. فخلال الانتخابات الأوربية في شهر مايو، كان حزب الشعب الأوربي واثقًا من فوز مرشحه جان كلود يونكر.
كما أنه كان واضحًا بالنسبة لمعظم المراقبين حصول يونكر على منصب الرئاسة في بروكسيل، غير أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرضت وزنها السياسي ضد هذا التسليم التلقائي بفوز يونكر، حيث أصرت على حق قادة الدول الأوربية في الترشح لهذا المنصب.
وتخلت ميركل عن مقاومتها تحت الضغط الكبير لشركائها في التحالف وتحت ضغط وسائل الإعلام، فساندت يونكر الذي تم انتخابه في الجولة الأولى في 15 يوليو من قبل أغلبية واضحة لأعضاء البرلمان الأوربي.
لكن فوز كلود يونكر لم ينه حتى الآن الأزمة داخل الاتحاد الأوربي. فبريطانيا، التي كانت قد صوتت إلى جانب المجر ضد يونكر، أصبحت الآن وإلى حد كبير معزولة، كما أنها تفكر في الانسحاب من الاتحاد.
ويتعرض يونكر لانتقادات بسبب سياسته السابقة كرئيس وزراء لوكسمبورج وكوزير للمالية، يضاف إلى ذلك أن سياسة الاتحاد الأوربي في أوكرانيا لم تستطع إنهاء التوتر هناك.
السياسة الخارجية الألمانية في أوكرانيا والمناطق المجاورة لها كانت موضوعا محوريًا في العام المنصرم، وحاول كل من ميركل وشتاينماير مرارًا وتكرارًا نزع فتيل التوتر لكن بدون جدوى. فالعلاقات بين برلين وموسكو تدهورت رغم المكالمات الهاتفية العديدة التي اجرتها ميركل مع بوتين، وأيضًا رغم المجهودات الدبلوماسية لشتاينماير.
وفي نوفمبر، تم طرد دبلوماسي ألماني رفيع المستوى من العاصمة الروسية، بعد أن طلبت برلين في وقت سابق من دبلوماسي روسي مغادرة ألمانيا بسبب نشاطات التجسس.
وتشهد ألمانيا جدلا حول السياسة الألمانية تجاه روسيا، وهناك اتهامات للحكومة الاتحادية ولوسائل الإعلام بالتحيز لأوكرانيا والمشاعر المناهضة لروسيا. غير أن البعض الآخر يتهم الحكومة الاتحادية بنهج سياسة "الاسترضاء" تجاه روسيا.
ومن جانبه يرفض وزير الخارجية شتاينماير هذه الاتهامات، حيث قال في البرلمان الألماني (بوندستاغ): "نحن لا نريد حربًا باردة، ولا نريد حربًا ساخنة، لكننا نريد الحفاظ على السلام في أوربا". وأعلن شتاينماير مواصلة برلين جهودها لتعزيز التفاهم مع موسكو.
لم تكن الأزمة الأوكرانية وحدها سبب الخلاف داخل مجلس الأمن، بل الصراع القائم في الشرق الأوسط، والذي أصبح في العام الماضي تقريبا خارج نطاق السيطرة، فالميليشيات الإرهابية التابعة لتنظيم"الدولة الإسلامية" تقتل وتنهب وتنشر الرعب في سوريا والعراق. وفي يوليو، هاجم مقاتلو التنظيم الإسلامي الأقلية الدينية الإيزيدية شمالي العراق فقتل مئات الرجال، واختطف النساء والفتيات واستعبدهن.
كما دفع بما يقرب من مئتي ألف شخص للفرار من أوطانهم. وأمام هذا الوضع قررت الحكومة الألمانية تزويد مقاتلي البيشمركة شمال العراق بالسلاح لمواجهة الميليشيات الإرهابية.
وتعرضت الحكومة الاتحادية لانتقادات كبيرة بسبب طريقة تعاملها مع أزمة فيرزس إيبولا، واتهمت منظمات الإغاثة ووسائل الإعلام برلين بعدم التعامل سريعا مع هذا الوباء القاتل، وظهر هذا الوباء بداية في غينيا، وانتشر بسرعة في الدول المجاورة في سيراليون وليبيريا، كما أن دعوات منظمة "أطباء بلا حدود" لبرلين بالمساعدة لم تلق آذنا صاغية.
وفي سبتمبر، طالب الرئيس الليبيري إلين جونسون سيرليف مساعدة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبعد مرور بضعة أسابيع عين الوزير شتاينماير السفير الألماني في كراكاس ومبعوث ألماني سابق في أفريقيا، كمكلفين بقضية إيبولا.
هذا المحتوى من موقع شبكة ارم الإخباري
===================
أوروبا 2014: مواجهة مع روسيا.. وتردد تجاه الأزمة الليبية
بروكسل - «بوابة الوسط»: علي أوحيدة | الاثنين 29 ديسمبر 2014, 6:23 PM
في مايو 2014 تغيّر وجه الاتحاد الأوروبي وظهرت للمرة الأولى تداعيات الأزمة المالية التي عصفت به منذ العام 2008. وبعد انتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي، تغيرت وجهة الاتحاد، الذي يتكون من 28 دولة بعد اكتساح المشككين في المشروع الأوروبي وأنصار الأحزاب المتطرفة الاقتراع، وتمكنهم للمرة الأولى من إرساء مجموعة نيابية مستقلة داخل المجلس التشريعي. وبات خصوم المشروع الاندماجي الأوروبي يتمتعون بثقل يربك أنصار المشروع نفسه.
انتخابات الاتحاد الأوروبي أكدت للمرة الأولى أنّ الأزمة المالية، التي تحولت إلى أزمة اقتصادية ثم اجتماعية، باتت اليوم تمثل أزمة سياسية فعلية للتكتل، وأن مواجهتها ستكون صعبة ومريرة، ليس على الصعيد الاتحادي، ولكن أيضًا على الصعيد الوطني لكل الدول.
تغيير في هيكل الاتحاد
موازاة لهذا التطور، ونتيجة له أيضًا تم تغيير الهياكل الحاكمة في بروكسل هذا العام، إذ اختير رئيس وزراء لكسمبورغ السابق، جان كلود يونكر، رئيسًا للمفوضية الأوروبية خلفًا للبرتغالي باروزو.
كما عيّن للمرة الأولى أحد رعايا الدول الشرقية وهو البولندي دونالد توسك رئيسًا للمجلس الأوروبي خلفًا للبلجيكي فان رومباي.
وفي منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية غادرت كاثرين آشتن هذا الموقع الحيوي لتحل محلها الإيطالية فدريكا موغيريني بأفكار وطموحات جديدين.
مشروع استثماري
أهم مشروع أوروبي على الإطلاق شهده العام 2014 هو خطة المفوضية الأوروبية بإطلاق مشروع استثماري ضخم لجمع 315 مليار يورو، وتعبئة المبلغ من أجل تنفيذ استثمارات طموحة لاحتواء البطالة، الآفة الأولى في أوروبا، وإنعاش النمو.
جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وصف الخطة بأنها «الفرصة الأخيرة الفعلية» المتبقية لإنقاذ المشروع الأوروبي، ولكن ورغم ذلك فإن آفاق نجاح الخطة وتطبيقها تظل خجولة بسبب غياب الموارد المالية للأوروبيّين وبسبب استيفاء البنك المركزي الأوروبي لكافة الأدوات المتاحة له حتى الآن للمساعدة على احتواء الأزمة المالية.
وإذا ما انهار الوضع اليوناني، كما هو متوقع وإذا ما عجزت أوروبا العام 2015 على توفير المبالغ المالية الضرورية لخطة الاستثمارات المعلنة، وهو أكثر من محتمل، فإن كل شيء يبدو محتملاً في القارة العجوز.
الأزمة الأوكرانية
الأزمة الاقتصادية الأوروبية وسبل تجاوزها رافقتها أزمة دبلوماسية أشد وقعًا، تمثلت في دخول الأوروبيين في مواجهة معلنة وحرجة مع الجار الروسي القوي بسبب أوكرانيا، وقيام الكرملين في مارس 2014 بضم شبه جزيرة القرم.
العقوبات على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية طالت الاقتصادات الأوروبية خصوصا ألماني
أعلن الاتحاد الأوروبي عن تدابير تقييدية عدة على روسيا ومؤيديها في شرق أوكرانيا، أصابت في جزء منها الاقتصاد الروسي في العمق وتسبب في خسارة مالية كبيرة لموسكو.
إلا أن الاقتصاد الأوروبي يتعرض بدوره لتداعيات ذلك بشكل واضح؛ وخاصة في ألمانيا الشريك الأول للروس.
كما أن التحركات الدبلوماسية الأوروبية في عدد من الملفات مثل الأزمة السورية والنووي الإيراني تبدو عرضة لهذا الشق المحدد من التعامل الأوروبي مع روسيا.
الأزمة الليبية
على صعيد مواكبة الربيع العربي لم يشهد العام 2014 أي تطور يذكر في موقف الأوروبيين الذين أبدوا ارتعاشًا كبيرًا في مواكبة الأزمة في ليبيا، وتمسكوا حتى نهاية العام بخط سير وحيد يتمثل في دعم جهود المبعوث الدولي برناردينو ليون، لكن دون تقديم أية مبادرة أوروبية مستقلة بسبب استفحال الخلافات بين الأطراف الأوروبية.
ورغم وعود الرئاسة الدورية الإيطالية للاتحاد الأوروبي، خلال النصف الثاني من العام، بجعل المسالة الليبية من بين أولوياتها، فإن روما عجزت عن إقناع شريكاتها وخاصة بريطانيا بالقيام باي تحرك فاعل في ليبيا.
وقادت لندن طوال العام وفي الأزمة الليبية خطًا أعاق تفعيل الدور الأوروبي بشكل واضح.
وهدّد الاتحاد الأوروبي طول العام رافضي الحوار في ليبيا بـ«تدابير»، كما صنف «أنصار الشريعة» تنظيمًا إرهابيًا، لكن دون تصنيف أي مسؤول من هذا التنظيم أو الإشارة إلى أي اسم على الإطلاق، مما يعني أن القرارات الأوروبية مجرد أدوات روتينية لا ترقى إلى الجدية.
أوروبا والشرق الأوسط
شهدت العلاقات الأوروبية المصرية تحسنًا كبيرًا واعترافًا واضحًا خلال العام بحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما شهدت فتورًا في العلاقات مع تركيا ومراوحة في الاتصالات مع إيران التي لم تسجل أية ثغرة تذكر منذ بداية الإشراف الرسمي الأوروبي على سير المفاوضات النووية.
أبرز الإنجازت العلمية هبوط مركبة فضائية أوروبية بلا رواد على مذنب لأول مرة.
الملف الأمني
على الصعيد الأمني تمثل تفاقم ظاهرة الجهاديين الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية والعراق أهم تطور على الإطلاق خلال العام 2014 لأوروبا، ونتج عنها أمران رئيسان وهما انضمام الأوروبيين للتحالف الدولي ضد «داعش» من جهة، ومن جهة أخرى تصاعد المد اليميني ومناهضة الإسلام في جميع الدول الأوروبية؛ وخاصة ألمانيا وفرنسا، وإرساء معادلة قوة جديدة في القارة بين أنصار دمج المسلمين ودعاة إبعادهم عمليًّا عن القارة.
التجارة
على الصعيد التجاري أطلق الاتحاد الأوروبي هذا العام مفاوضات مع الولايات المتحدة لإقامة أكبر منطقة للتبادل التجاري الحر في العالم بين ضفتي الأطلسي وسط مخاوف من قبل العديد من الأطراف الأوروبية بأنها تكرس نهائيًا هيمنة واشنطن على مجمل ضوابط الإنتاج والاستهلاك في أوروبا.
إنجاز علمي
على الصعيد العلمي نجحت وكالة الفضاء الأوروبية في تحقيق إنجاز جديد تمثل في هبوط مركبة فضائية بلا رواد على مذنب لأول مرة.
===================