الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بعد خمس عمليات إطلاق صواريخ من لبنان... سيناريوات إسرائيل بمواجهة "شطرنج حزب الله"

بعد خمس عمليات إطلاق صواريخ من لبنان... سيناريوات إسرائيل بمواجهة "شطرنج حزب الله"

07.08.2021
النهار العربي

 
النهار العربي 
الخميس 5/8/2021 
يرتفع منسوب التوتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية بعد سنوات من الهدوء، وتتزايد الدعوات في إسرائيل إلى التعرف على الهوية الحقيقية لمنفذي الهجمات، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم لمنع حصول مزيد من الهجمات.    
وبعد خمس حالات من إطلاق الصواريخ من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، يسود اقتناع في الاعلام الاسرائيلي أنَّ الشمال يتحول إلى جبهة جديدة تستدعي معالجة فورية. 
 واختلف المحللون في شأن تحديد دور الحزب في ما يحصل. 
وأشار المحلل العسكري تل ليف رام في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى اعتماد "حزب الله" نهجاً جديداً لاستهداف إسرائيل من دون تحمل أي مسؤولية، بينما رأى المحلل العسكري آفي يسخاروف أن التحجج بأن "حزب الله" يتحكم في كل مصفاة تطلق على اسرائيل  لم يعد دقيقاً، في إشارة إلى أن الحزب فقد السيطرة على جنوب لبنان.  
وفي الأسابيع الأخيرة، تشير وتيرة الأحداث وإلحاحها إلى تزايد التوترات على الحدود مع لبنان. وهذه المرة أيضاً، تقدر إسرائيل أن تكون الفصائل الفلسطينية هي التي نفذت إطلاق النار. ومع ذلك، يقول رام إنه لو كان ذلك يزعج "حزب الله"، لكان عمل بحزم أكبر ضد منفذي إطلاق النار. 
 وبعد إطلاق النار الأخير قبل حوالي اسبوعين، رجح جهاز الأمن الإسرائيلي عدم ارتباط الأحداث بـ"حزب الله". واعتبر أنَّ الفصائل الفلسطينية تستغل الفوضى في لبنان للعمل بحرية أكبر واقل مراعاة لمصالح "حزب الله". ومع ذلك، يقول المحلل تل ليف رام في مقاله بعنوان "شطرنج حزب الله": "يدرك الجيش الإسرائيلي أنَّ "حزب الله"، لو لم يكن راضياً على الهجمات، لكان أوفقها فوراً".   
 وقد تكون هوية مطلقي الصواريخ هامة للجيش الاسرائيلي، إلا أنَّ استمرار الاحداث الأخيرة يستدعي من جهاز الأمن التدقيق بعمق في ما إذا كان "حزب الله" هو الذي يحرك البيادق.  
ويطرح هذا الوضع على القيادة السياسية معضلات ضخمة، ومنها كيفية عدم الانجرار إلى مواجهة داخلية في لبنان في وقت يجب أن يرتكز التحدي السياسي الأمني على الصراع والحملة المشتركة مع دول الغرب وشركاء آخرين تجاه إيران.  
ولا يصب تحول الحدود الشمالية مرة أخرى إلى خط مواجهة عنيف وغير مستقر في مصلحة إسرائيل. وبين الرغبة في عدم التورط في حرب جديدة مع لبنان والحاجة إلى الرد، قد يؤدي استمرار الأحداث إلى تصعيد مرجح. 
واعتبر المحلل العسكري أنَّ على إسرائيل الرد بفعالية أكبر هذه المرة، في وقت يبدو أنَّ الرسائل التي حاولت نقلها إلى هدفها لم تصل بعد، فضلاً عن تشديد ردودها العسكرية.  
ولا يمكن لإسرائيل التسليم بوضع وجد فيه "حزب الله" حلاً يتناسب مع مصالحه، إذ تنفذ الفصائل الفلسطينية إطلاق النار، ويرفع الحزب عنه المسؤولية، وترفع إسرائيل بدورها المسؤولية عنه.  
ومن جهته، شدد المحلل السياسي يوآف ليمور في مقالته في صحيفة "إسرائيل اليوم" على ضرورة التعاطي مع إطلاق النار من لبنان استناداً إلى النية لا النتيجة، معتبراً أنَّ الرد يجب أن يتمثل بالعثور على منفذي عمليات إطلاق النار وتصفيتهم.  
 وفي غياب الأضرار، رأي البعض أنَّ الأحداث مقلقة، إلا أنَّها ليست في غاية الخطورة، ولا تستحق اشعال الحدود الشمالية. 
خمس عمليات إطلاق صواريخ 
أما بعد العملية الخامسة، رأى ليمور أنَّ هذه الاعتبارات التي بدأت مع حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو واستمرت مع حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت تحتاج إلى إعادة النظر.  
وشدد على ضرورة تعامل إسرائيل مع هذه الاحداث على أساس النية وليس النتيجة، لا سيما أنَّ من أطلق الصواريخ نحو كريات شمونه، قصد القتل، وكان فشله في تحقيق ذلك صدفة.  
وأكد أنَّ إسرائيل تحتاج أن تنتقل من الرد إلى المبادرة ومن الدفاع إلى الهجوم، بدلاً من البقاء مكتوفة الأيدي بانتظار استهدافها.  
 ورغم رد الجيش الاسرائيلي أمس بشكل حاد نسبياً، يقول ليمور أنَّ الرسالة لم تصل بعد. وأثبت مطلقو الصواريخ عدم تأثرهم بالقذائف المدفعية ولا بالبلاغة التي يهدد بها السياسيون. وبالتالي، يبقى استهدافهم بشكل مركز في أقرب وقت ممكن الحل الوحيد لردعهم.  
وفي الأسابيع الأخيرة، طُرحت النظريات مختلفة حول إطلاق الصواريخ. وزعم أنَّ "حزب الله" يصادق عليها، أو أن حركة "حماس" توجهها من غزة. إن كانت إسرائيل تمتلك معلومات تثبت جزءاً من هذه الادعاءات، فعليها نشرها فوراً، ليدرك اللبنانيون أنَّ "حزب الله" يعرضهم للخطر، في وقت تعاني بلادهم أزمات غير مسبوقة، وليدرك سكان غزة أنَّ من شأنهم التورط في جولة قتال أخرى بسبب قائد الحركة يحيى السنوار وحلفائه.  
وفي المقابل، يشير امتناع إسرائيل عن القيام بذلك  إلى أنَّ العمليات لا تخضع لسيطرة أي تنظيم، ما يطرح تساؤلات حول نظرية مفادها أنَّ شيئاً لا يحدث في لبنان، ولا سيما في جنوبه، من دون إذن من "حزب الله".