الرئيسة \  مواقف  \  بيان متعلق بمحاولة التستر على المقابر الجماعية في الفلوجة وإخفاء هوية الضحايا

بيان متعلق بمحاولة التستر على المقابر الجماعية في الفلوجة وإخفاء هوية الضحايا

18.12.2019
هيئة علماء المسلمين في العراق



أصدرت الهيئة بيانا بشأن المقابر الجماعية في الفلوجة ومحاولات التستر عليها وإخفاء معالم الجريمة التي ارتكبتها الميليشيات الإرهابية وحكومة العبادي عام 2016، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1409)
المتعلق بمحاولة التستر على المقابر الجماعية في الفلوجة
وإخفاء هوية الضحايا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلم تلبث أخبار اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في أطراف مدينة الفلوجة تضم مئات الجثث من الرجال والنساء والأطفال المقيدة أيديهم وعليها آثار إطلاق نار، يغلب على الظن أنها للمختطفين من أبناء مدن محافظة الأنبار؛ حتى سارعت الحكومة وميليشياتها التي ارتكبت هذه الإبادة الجماعية بحق المدنيين إلى السعي المحموم لإخفاء؛ معالم هذه الجريمة بمساعدة بعض السياسيين وعلى رأسهم (رئيس البرلمان الحالي) والجهات الحكومية المحلية في مدينتي: الرمادي والفلوجة، والتستر على تفاصيلها ومحاولة إخفاء هوية الضحايا من خلال التصريحات الإعلامية والضغوطات على وسائل الإعلام والناشطين المعنيين بالموضوع، فضلًا عن عدم السماح لعائلات المغيبين ولجان حقوق الإنسان الاطلاع على هذه المقابر أو التعرف على هوية الضحايا من خلال ما تبقى من آثار كملابسهم وبعض أغراضهم الشخصية.
إن هيئة علماء المسلمين تؤكد أن هذه جريمة حرب ضد الإنسانية اشتركت فيها الميليشيات وحكومة الاحتلال السادسة، وكل من تستر عليها، وترك مصير المغيبين قسريا تحت إجرام هذه الميليشيات، ويشترك فيها أيضا من يحاول التستر على هذه المقابر ويمنع تسليط الضوء عليها إعلاميا أو تفعيلها دوليًا من قبل سياسيين وموظفين حكوميين في محافظة الأنبار.
إن ما يجري في المنطقة التي توجد فيها المقبرتان المكتشفتان حتى الآن؛ يشير إلى وجود مساع كبيرة للحيلولة دون الكشف عن مقابر أخرى موجودة في محيط هاتين المقبرتين، وتحذر الهيئة من محاولات إزالة آثار هذه المقابر ومحوها قبل أن يصل إليها المعنيون من ذوي الضحايا أو غيرهم.
إن هذه الجرائم الوحشية و(الإبادة الجماعية) بحق المدنيين في محافظة الأنبار من قبل الميليشيات الإجرامية بالتعاون مع القوات الحكومية في عهد (حيدر العبادي) عام (2016م)، والجرائم الكبيرة بحق الشعب العراقي كله وآخرها استهدافهم للتظاهرات المطالبة بالتغيير وقمعها بكل وحشية؛ تقابل بصمت مطبق من المجتمع الدولي والنظامين الإقليمي والعربي الرسميين، الذي يبدو أنهما غير مكترثين بما يتعرض له الشعب العراقي المظلوم الذي امتلأت شوارعه وأرضه بالدماء والجثث.
 إننا في هيئة علماء المسلمين في العراق نوثق هذا الصمت، الذي نعده مشاركة غير مباشرة في التضامن مع الإرهاب الحكومي في العراق، ومساعدة كبيرة للمجرمين من سياسيين وأمنيين للإفلات من العقاب والمحاسبة على الجرائم البشعة والمستمرة التي يقومون بها.
الأمانة العامة
19/ربيع الآخر/1441هـ
16/12/2019م
--
وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
هيئة علماء المسلمين في العراق