الرئيسة \  مواقف  \  بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في ختام دورته الطارئة - آذار 2014م

بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في ختام دورته الطارئة - آذار 2014م

06.03.2014
جماعة الإخوان المسلمين في سورية

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
في ختام دورته الطارئة - آذار 2014م

مع أفولِ العام الثالث لثورة الحرية والكرامة في وطننا الأبيّ، وولوجِ عامها الرابع، وتصاعدِ أحداثها الجسام.. انعقد اجتماع مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، مؤكِّداً التحام الجماعة بالثورة المبارَكَة، ومُعَزِّزاً دعمَه لشعبنا العظيم، حتى يبلغَ أهدافَه التي ثار من أجلها.
وقد ناقش المجلسُ تقارير القيادة التي تبحث في المحاور المهمة لنصرة الثورة (كالإغاثة بأنواعها، والعمل الوطني، والنشاط السياسي، والعمل المدني، وأعمال الدعم الميدانيّ للثورة)، واعتمد (نظامَاً أساسيَّاً) مُطوَّرَاً للجماعة، تماشياً مع متطلّبات المرحلة، تنظيمياً وإدارياً وسياسيا، الذي أكّدت الجماعةُ فيه، على (إيمانها بالمفهوم الوسطيّ للإسلام، عقيدةً وشريعةً ومنهجَ حياة). وأنها (تعمل لتحقيقه في حياة الفرد والمجتمع والدولة، بالدعوة إلى الله عزّ وجلّ، بالحكمة والموعظة الحسنة، في إطارٍ متجدِّد، يتميّز بالاعتدال والإيجابية، ويربط النصَّ الإسلاميّ بالواقع الحيّ للمجتمع). كما أكّدَت (أنها جماعة من المسلمين، تهدف فيما تهدف، (إلى الإسهام في بناء الحضارة الإنسانية على أساس التعايش والتعاون على الخير، وإلى بناء سورية دولةً لجميع أبنائها، على قاعدة السواء الوطنيّ، والتعدّدية والتشاركية).
 
لقد بيّن مجلسُ الشورى، موقفَه من مختلف جوانب قضيّتنا وتفاعلاتها، في سورية والمنطقةِ والعالَم، ومن ذلك:
1- إنّ ما يجري في سورية هو ثورة شعبٍ يتوق إلى التحرّر من الاستبداد والعبودية، ويسعى إلى نَيل حقوقه الإنسانية المسلوبة.. وليس حرباً أهليةً أو صداماً مسلَّحاً بين طرفَين متصارعَين على السلطة. وإنّ عسكرة الثورة، لم يلجأ إليها شعبنا إلا بعد سبعة أشهرٍ من مواجهةِ وحشيةِ النظام وسلاحِهِ الثقيل الذي أهلك الحرث والنسل.. بالصدور العارية، وذلك دفاعاً عن العِرض والأرض والروح والدم.
2- إنّ الوقوفَ إلى جانب الشعب السوريّ ودعمَه بكل الوسائل والسلاح النوعيّ، لدفع طغيان النظام الأسديّ وحلفائه.. واجبٌ أخلاقيّ وإنسانيّ وقانونيّ، تفرضه كل الأعراف والقوانين الدولية، أما التخاذل عن ذلك أو التسويف فيه، فهو مشاركة للجاني في جريمتة.
3- إنّ النظام الأسديّ المجرم، الذي يبطش بشعبنا مستخدماً كلَّ أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيميائيّ، فضلاً عن سلاح الحصار وتجويع الأطفال والنساء.. هو الذي صنع الإرهابَ في سورية، وهو الذي استقدم أدواتِهِ من خارج البلاد، باستقدام مُرتزقةِ الميليشيات الطائفية الحليفة، والتنظيمات الإرهابية العميلة التي تتظاهر بدعم قضية السوريين، بينما تقوم بمؤازرة النظام المتسلِّط، في قتلهم وخطفهم وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وأموالهم.
4- إننا نؤمن بالحلّ السياسيّ الذي يُـحقِّق أهدافَ الثورة.. ويقوم على ضمان حقوق شعبنا وتحقيقِ حريته وكرامته وتحرّره من التسلّط والطغيان، وعلى إزاحة رأس النظام ورموزه وأركانه عن الحكم، وتفكيكِ منظومتِهِ الأمنيةِ والعسكريةِ الإجراميةِ.. ومن غير ذلك، فما هو إلا عبث وتمديد لهذا النظام المجرم، على حساب دماء الأطفال والنساء والرجال. وإنّ ما جرى في مؤتمر جنيف2، برهن على أنّ النظام الأسديّ لا يستجيب للحلول السياسية، إلا بالضغط الجديّ، بكل أشكاله، الذي يمنعه من الاستمرار في جرائمه الشنيعة بحق شعبنا.
5- إنّ التشاركية في العمل السياسيّ من غير انفرادٍ ولا إقصاء.. مبدأ مُقَرٌّ من قِبَلِ جماعتنا، وعلى ذلك، فإننا نعمل على تكامل جهد الفصائل السورية المعارِضة، السياسية والمدنية والعسكرية، لأنّ توحيدَ الجهود وتكاملَها، بات واجباً مُلِحَّاً لا يمكن لشعبنا أن يُـحقِّق أهدافَه من دونه. وإنّ قيام الحكومةِ المؤقّتة بواجبها وعملها في المناطق المحرَّرَة، بات ضرورةً لإدارة موارد الثورة، وتأمين متطلّباتها، وتجميع قواها، وتحقيق الحاجات الأساسية لشعبها.
6- إنّ وحدة سورية أرضاً وشعباً، هي الضمانة لبناء مستقبلٍ كريمٍ مزدهرٍ للسوريين، بكل مكوناتهم الاجتماعية والدينية والسياسية والعرقية.
 
يا أهلنا في سورية الجريحةِ الثائرة:
لقد خذلت المنظومةُ الدوليةُ شعبَنا، وما تزال، وتَـحمَّل بعضُ المخلصين من الأصدقاء عبئاً في دعم ثورتنا.. وإنّ جماعتنا التي تتعرّض للمحاصرة في شتى الميادين، وللتآمر ومحاولات العزل باستمرار.. لا يمكنها –بإمكاناتها المحدودة- أن تتحمّل –وحدَها- عبئاً تنوء بثقله دول وحكومات.. واقعٌ نعترف به، ونعتذر إلى شعبنا من ضعف إمكاناتنا وقلة مواردنا، و ونبرأ إلى الله عزّ وجلّ من خذلان المجتمع الدوليّ لثورة شعبنا العظيم.
 
إنّ الهجمة الظالمة على الجماعة، التي تشنّها بعضُ القوى الخارجية، وأبواقُ النظام وعملاؤه، وبعضُ المستغلِّين الحاقدين.. لن تَفُتَّ في عضدنا، بل ستزيدنا إصراراً على المضي في الطريق التي عاهدنا اللهَ عليها، لنصرة أهلنا، ودعم ثورتهم. مؤكِّدين أننا لا نسعى إلى إقصاء أيٍّ جهةٍ من أبناء سورية، ولا نقبل أن يُقصينا أحد، أو يحولَ بيننا وبين شعبنا ووطننا.
 
يا شعبنا السوريَّ الحُرّ:
إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ توجِّه شكرها للشعوب والدول الداعمة للثورة والمضيفة التي وقفت إلى جانب شعبنا الأبيّ، وقدّمت دعماً لثورة شعبنا، واستقبلت ملايين اللاجئين المهجَّرين.. هذه الجماعة، لن تألوَ جهداً –على قلّة إمكاناتها نسبةً إلى عُمق المحنة وهَوْلـِهَا- في الاستمرار بتقديم كل ما يمكنها من دعمٍ للثورة والثوار الأحرار، في مختلف الميادين الإغاثية والطبية والمالية والسياسية والتعليمية واللوجستية، وغيرها.. حتى تحقيق النصر بإذن الله العزيز القدير.. عهداً قطعناه على أنفسنا أمام الله عزّ وجلّ، تجاه شعبنا المصابِر. مناشدين العربَ والمسلمين في كل أنحاء العالَم، أن يضطلعوا بواجبهم تجاه الشعب السوريّ، الذي يتعرّض لكل أشكال الإبادة في القرن الحادي والعشرين، أمام سمع العالَم وبصره.
 
يا أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ.. أيها الثوار الأحرار:
إنّ ثقتنا بنصر الله عزّ وجلّ لا تضاهيها ثقة، وإنّ يوم الحرية -لا ريب- آت، وإنّ شعباً بذل أغلى ما لديه من الروح والدم والمال.. وما يزال صامداً ثابتاً على الحق، على الرغم من هَول الجراح.. سيبلغ هدفَه –بإذن الله الواحد القهّار- مهما غلت التضحيات.
تحية إجلالٍ وإكبار، إلى أولئك الأبطال المرابطين على الثغور بوجه العدوان والطغيان، من مدنيين وعسكريين.. وإلى المرأة السورية الأبية، التي قدّمت التضحيات العظيمة، وما تزال تبذل وتصبر وتصابِر، شامخةً بوجه كل أنواع الإجرام الأسديّ.
نسأل الله العزيز القدير، أن يرحمَ شهداءنا، ويشفيَ جرحانا، ويفرِّج عن أسرانا، ويؤوي مهَجَّرينا.
اللهم آمين.. اللهم آمين.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21).
الأربعاء في 5 من آذار 2014م، الموافق لـ 3 من جمادى الأولى 1435هـ
مجلس الشورى