بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من جماعة الاخوان المسلمين
حول أحكام الإعدامات
التي تصدرها محاكم الانقلاب في مصر
بعد ان أيقنت سلطة الإنقلاب في مصر بفشلها في إيقاف ثورة الشعب المصري المبهرة لاسترداد حقوقه المهدرة وشرعيته المغتصبه، وأمام اتساع رقعة الغضب والإستنكار لتفشي الفساد في صفوف أجهزة النظام وتوقف عجلة التنمية وازدياد حدة البطش والإرهاب التي يتم بها مواجهة انتفاضة الشعب المستمرة منذ عشرة أشهر بالرغم من كل محاولات التزييف والتدليس الإعلامي الذي تقوم به أجهزة النظام امام صمود الشعب الأسطوري وتضحياته الهائلة لاسترداد المسار الديموقراطي، لجأت السلطة الإنقلابية إلى استخدام سلاح جديد يتمثل في تسخير بعض رجال القضاء الفاسدين لإصدار أحكام جائرة تجافي كل قواعد العدل والقانون كمحاولة أخيرة لإرهاب ابناء الشعب المنتفضين ..
ونود هنا أن نؤكد على المعاني التالية:
1 – أن العدل أساس الحكم، وان الأمم تهدم حينما يصل الفساد إلى حصن العدل فيها وهو القضاء الحر المستقل النزيه وهي الصفات التي دمرتها سلطة الإنقلاب .. ومن هنا فإن الحالة التي وصل إليها القضاء المصري في هذا العهد تنذر بأخطر العواقب على مستقبل البلاد ومصيرها .
2 – أن هذه الأحكام الجائرة وتلك التصرفات التي تقنن شريعة الغاب في مصر لتثبت بجلاء لبعض أبناء شعبنا الذين خدعوا في إدعاءات النظام الإنقلابي وأحسنوا الظن بها فلاذوا بالصمت امام الإنقلاب وتصرفاته، أن الأمر لم يعد ممكنا السكوت عليه وأن المسئولية الوطنية تهيب بهم أن يلحقوا بصفوف المواطنين الشرفاء في ثورتهم ضد سلطة الإنقلاب التي أورثت البلاد الخراب والدمار .
3- أن محاولة توريط المؤسسة القضائية التي تقوم بها سلطة الإنقلاب عبر استخدام بعض أعضاء هذه السلطة من الفاسدين، لتنادي الشرفاء من ابناء هذه السلطة وهم الأغلبية وتاريخهم مشهود في نصرة الحق والعدل بالوقوف أمام هذه المحاولات ونبذ هؤلاء الفاسدين من صفوفهم وإدانه كل الحيل والالاعيب التي تحاول وضع القضاء في مواجهة ثورة الشعب المصري لاسترداد حقوقه.
وأخيرا فإننا نؤكد أن محاولات سلطة الإنقلاب لبث الخوف والرعب لدى فئات الشعب الثورية بإصدار أحكام خيالية سواء بمدد السجن أو بالاعدامات والتي يتم اصدارها دون أية أجراءات قانونية صحيحة أو قواعد محاكمة عادلة ستبوء بالفشل حتما كما فشلت سابقتها من أساليب البطش والإرهاب.
كما نهيب بالدول الداعمة الإقليمية والدولية بالحذر من السكوت على هذه الجرائم التي يستنكرها القاصي والداني وأن تقف الموقف المنصف تجاه هذه المظالم وإدانه هذه الافعال الجائرة.
ونحن نؤكد للجميع ان الشعب المصري البطل الذي قدم آلاف الشهداء والمصابين وآلاف المعتقلين لن تتوقف مسيرته حتى يحقق أهداف ثورته والتي بدأها في ٢٥ يناير ٢٠١١ وانه سيستمر في حراكه الثوري المتصاعد وسيعيد الحق لشهدائه الأبرار ولكل المظلومين إن شاء الله تعالى ولن يمكن هذا الانقلاب من الاستقرار أبدا مهما طال أمده .
ونصر الله قريب ووعده حق " الا ان نصر الله قريب"
ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا
والله اكبر ولله الحمد
الأخوان المسلمون
28 من جمادى الثاني 1435 ه – 28 إبريل 2014 م