تأثير الفرد في صنع الرأي والقرار: توسيع دائرة العمل الفردي، وحفز العمل الجماعي وتسديده!

كيف يؤثر الفرد في صنع الرأي والقرار: ثمّة أمران أساسيان ، تتفرّع عنهما أمور عدّة ، والأمران الأساسيان هما :
توسيع دائرة العمل الفردي ..!
ثمّ حفز العمل الجماعي وتسديده !
ونبدأ بالأمر الأول : توسيع دائرة العمل الفردي ، فنقول : إن أنشطة الإنسان العاقل ، تشمل سائر وجوه الحياة ، وسائر أنواع العمل فيها ، من خير وشرّ!
ولمّا كان مايهمّنا ، هنا ، هو عمل الخير ، فإننا سنكتفي بالحديث عنه ، فنقول :
إن أبواب الخير مفتوحة على مصاريعها ، لكلّ عاقل ، منها ..
قال رسول الله : تبسّمك في وجه أخيك صدقة !
وورد عنه قوله : اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة !
وأبواب الخير كثيرة جدّاً ، تبدأ من سلوك المرء مع ربّه ، ثمّ مع نفسه ومع أسرته .. ولا تنتهي عند حدّ ، إلاّ حد قدرة العاقل ، على فعل الخير!
وتتعدد أبواب النفع ، بحسب المواقع التي يعمل الفرد فيها : فهو قد يكون ربّ أسرة ، وفي الوقت ذاته يكون عضواً في نادٍ ، كما يكون عضواً في حزب ، كما يكون موظفاً في دائرة، وعضواً في قبيلة ..! ومجالات نشاطه متعدّدة بتعدّد مواقع وجوده !
وربما كان للإنسان نشاط واسع جدّاً ، كأن يكون داعية كبيراً ، أو مفكّرا عالمياً ، أو عالِماً مشهوراً ، أو سياسياً بارزاً .. فيكون تأثيره كبيراً ، بحجم نشاطه في مواقعه ، وبحجم كلّ موقع من مواقعه !
أمّا التأثير في العمل الجماعي وتسديده ، فيكون بحسب خبرات المرء ، وقدراته في التأثير فيمن حوله ، خاصّة ، وفي الناس عامّة ! فقد يغطّي أحدهم دائرة نشاط سعتها متر، أو متران ، أو خمسة أو عشرة .. كما قد يغطّي بعضهم دائرة نشاط ، سعتها مئة متر في موقع، وألف متر في موقع آخر، وعشرة آلاف متر في موقع غيره .. وهكذا! وبهذا كلّه، قد يستطيع التأثير في قرار حزب ، أو قبيلة ، أو ناد ، أو دولة!