اخر تحديث
الخميس-18/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تفاصُح في غير محلّه ، أوصَل إلى محكمة الجزاء .. فإلى أين يوصل السلوك في غير محلّه ؟
تفاصُح في غير محلّه ، أوصَل إلى محكمة الجزاء .. فإلى أين يوصل السلوك في غير محلّه ؟
11.01.2021
عبدالله عيسى السلامة
مَنعول الوالدَين : دَعا لوالديه ، فضربَه ، فتَشاكيا في محكمة الجزاء !
قال العامل ، لربّ العمل : لقد عملت عندك ، بعشر ليرات ، وأنجزت عملي ، فأعطيتني نصف حقّي ، ووعدتني بالباقي .. فأين الباقي ؟
قال ربّ العمل : سيصلك حقّك ، بعد قليل ، يامَنعول الوالدين !
فهجم العامل ، على ربّ العمل ، وضربه ، فشجّ رأسه ، فتشاكيا في مخفر الشرطة ، ثمّ تمّ تحويلهما ، إلى محكمة الجزاء !
سأل القاضي العاملَ : لمَ ضربتَ الرجل ؟
قال العامل ، منفعلاً : لقد لعَن والديّ ، ياسيّدي !
سأل القاضي ربّ العمل : لمَ لعنتَ والدَيه ؟
قال الرجل : لمْ ألعنهما ، ياسيّدي ، بل قلت له : يامَنعول الوالدين ، فحسبَني ألعَن والدَيه!
قال العامل : ياسيّدي ، إنه يقصد لعنَ والديّ !
قال القاضي : هل قال لك : ياملعون الوالدين ، أم يامنعول الوالدين؟
قال العامل : ياسيّدي ، أنا نسيت حقّي الباقي ، في ذمّته ، حين سمعت لعنَ والديّ !
قال ربّ العمل : ياسيّدي ، أنا مالعنت والديه ؛ بل وصفتهما ، بأنهما مَنعولان ، فإذا لم يكونا منعولين ، فهي دعوة لهما ، بأن يُنعلا ولا يظلاّ حافيَين .. فهل أنا مذنب في هذا ؟ وإذا كان هو لم يفهم كلامي ، فما ذنبي ، أنا ؟
قال القاضي : هل المهمّ أن يفهم ماتقصده في كلامك ، أم مايفهمه ، هو ، من كلامك ؟
قال العامل : ياسيّدي ، إذا كان لايقصد لعنَ والديّ ، فأنا أُسقِط حقّي عنه ، وأعتذر عن ضربه ، وأنا مستعد لتعويضه عن الضرب ، مالياً ، بما تقضي به محكمتكم الموقّرة !
قال ربّ العمل : وأنا ، ياسيّدي ، أُسقط حقّي عنه ، وأعلن أسفي ، على كلامي الذي قلته، وأدّى إلى سوء الفهم لديه !
ويبقى السؤال قائماً، هنا، وهو: هل الأفعال والأقوال السياسية ، التي يفهمها الناس ، عامّة، هي التي يُنظر إليها ، عند تقويمها في سياقاتها .. أم فهم الناس لها ، بصرف النظر، عن نيّات أصحابها ، وعن مقصودهم منها ؛ حتى لو استشهد بعضهم ، مُحقّين أو مبطلين ، بقول المتنبّي :
وكَمْ مِن عائِبٍ قولاً صحيحـاً وآفتُه مِن الفَهـم السـَقيمِ
ولكـنْ تأخذ الأذهـانُ منـه على قَدرِ القَرائح والفُهومِ