الرئيسة \  مشاركات  \  تشابك الولاءات

تشابك الولاءات

17.09.2016
همام أقرع


خمس سنين مرت على الحرب السورية دون أن يكون هناك حسم لطرف من الأطراف وتقع اللائمة دوما على أمريكا حتى وإن احترق الأخضر واليابس بنابالم النظام السوري والقاذفات الإستراتيجية الروسية التي تنطلق من إيران فقد استسهلنا أن نلقي باللوم دوما وأبدا على الأمريكان وحتى وإن عبث المجوس من الفرس وأتباعهم بالبلاد وعاثوا فيها فسادا فلابد أن يكون للأمريكان نصيب من هذه المصائب المتتالية علينا. لقد استسهلنا نظرية المؤامرة الكونية علينا ونسينا تشرذمنا واختلافات ولاءاتنا
ألا يجدر بنا أن ننظر للأمور من منظار علمي أكثر دقة أم ألا يعتبر تعدد الولاءات هو السبب الكامن وراء تأخر النصر فتعدد الولاءات يجذب إلى الساحة السورية قوى متعددة كل يبحث عن مسمار جحى ليدلي بدلوه في هذا البلد المنكوب ومادام أمر الثوار لم يجتمع على كلمة واحدة فمن السهل على المنظرين التعلل بأن الأمريكان هم سبب خراب البنيان،
إنا إذا مارجعنا إلى الوراء قليلا ونظرنا إلى كوسوفو والبوسنة والهرسك وجدنا رغم تعارض المصالح بين الروس والأمريكان في هذه المنطقة فإن تدخل الأمريكان كان حاسما لوقف الحرب لأن ولاء أهل البوسنة والهرسك كان تاما للأمريكان مقابل الصرب المدعومين أنذاك بالروس,
لست هنا بصدد الدفاع عن الأمريكان ولم أبرء ذمتهم من انتكاسات سابقة في العالم العربي والإسلامي ولكنا إذا لم نشخص المرض لن نستطيع أبدا انهاء هذه الأزمة لأن العلة إذا
كانت فينا فقد كبر الخطب وإذا لم نستفد من قانون التدافع القرآني في استخلاص العبر سيكون التخبط مرافقنا وستتعثر ثورتنا في هذا الطريق حينا من الدهر.
لقد قال الله تعالى في محكم آياته : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا.
إذا كنا قد رضينا لأنفسنا راية التوحيد في هذه الثورة فلابد أن نأخذ معها بالأسباب الربانية لنصل للنصر وهذه الآية خير دليل على ذلك والتاريخ القريب في كوسوفو وفي البوسنة والهرسك يؤيد ذلك بل إن أبا بكر الصديق راهن المشركين على انتصار الروم على الفرس وأيده الرسول الكريم بذلك وأنزل القرآن الكريم مبشرا ومؤيدا : غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. صدق الله العظيم.