الرئيسة \  تقارير  \  تقرير كولونا : حرب الاحتلال ضد الأونروا متواصلة

تقرير كولونا : حرب الاحتلال ضد الأونروا متواصلة

25.04.2024
رأي القدس
رأي القدس




تقرير كولونا : حرب الاحتلال ضد الأونروا متواصلة
رأي القدس
القدس العربي
الاربعاء 24/4/2024
كما كان منتظراً على نطاق واسع عقدت كاترين كولونا، رئيسة المجموعة المستقلة التي كُلّفت بالتحقيق في حيادية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) مؤتمراً صحافياً أكدت خلاله أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تقدّم للجنة أي أدلة على مزاعم تورط عدد من موظفي الوكالة في عمليات “طوفان الأقصى”. ومن المعروف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش كان قد عيّن وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة على رأس لجنة تضمّ مؤسسات بحثية مستقلة من السويد والنروج والدانمرك للتحقق من المزاعم الإسرائيلية، واستغرق التحقيق تسعة أسابيع، وتوصل إلى تقرير ختامي تمّ قبوله رسمياً من غوتيريش.
وحتى قبل أن تبدأ اللجنة أعمالها، كانت الأمم المتحدة قد عمدت إلى فصل 10 من أصل 12 موظفاً اتهمهم الاحتلال بالانتماء إلى المقاومة الفلسطينية، رغم تأكيد وكالة الغوث أنها تعرض أسماء العاملين لديها على وزارة خارجية الاحتلال، أي على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في نهاية المطاف، وأنها لم تتلق أي شكوى بصدد أي اسم.
كذلك كانت الولايات المتحدة قد سارعت إلى تبنّي المزاعم الإسرائيلية فعلقت تمويل وكالة الغوث، ولم تتأخر في اللحاق بها دول مثل كندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا والنمسا ورومانيا وسويسرا والسويد واليابان، فكان هذا القرار الجماعي بمثابة تتمة لاصطفاف مبكر خلف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، هرولت إليه الدول ذاتها.
وغابت عن هذا القرار حيثيات يتشدق بها المسارعون إلى اتخاذه، حول الحرص على القانون والموضوعية وانتظار نتائج التحقيق، خاصة وأن المزاعم الإسرائيلية لم تتصف بالمبالغة المضحكة لجهة انضمام واحد من كل 10 من موظفي الأونروا (13.000 في قطاع غزة وحده) إلى المقاومة الفلسطينية فحسب، بل تستند على عداء قديم ومستحكم يعلنه الاحتلال ضد الوكالة على خلفيات عديدة أبرزها تقويض حق العودة وانتفاء وجود الشعب الفلسطيني في الداخل أو في الشتات على حد سواء.
وكان ملحوظاً ومؤسفاً في الآن ذاته أن يتجاهل تقرير كولونا المساعي الحثيثة والمنهجية والتلفيقية التي اعتمدها الاحتلال لقطع الشريان الحيوي الذي مثلته وتمثله الأونروا في الحياة الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين ما بعد النكبة، واستبدالها بوكالات أخرى مثل برنامج الأغذية العالمي، أو ما هو أدنى وأقل فاعلية. وهكذا تناسى التقرير تفصيلاً عميق الدلالة مفاده أن تلك المساعي لم تصدر عن جهات الاحتلال الحكومية والسياسية وحدها، بل تقدم بها رسمياً رئيس أركان الجيش الإسرائيلي شخصياً، الأمر الذي يرفعها إلى مستوى الإجراء العسكري الهجومي المباشر، ويضمها إلى الجرائم متعددة الأشكال في حرب الإبادة الراهنة.
وقد يتمثل بعض العزاء في مواقف الدفاع عن الوكالة كما يحرص غوتيريش على التصريح بها، أو سلوك الصمود المبدئي الذي يلتزم به المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، بالإضافة إلى تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية والإغاثية الدولية التي لا تشدد على الضرورة القصوى للحفاظ على الأونروا والارتقاء بوسائل تمويلها ودعمها فقط، بل كشفت وتكشف أساليب الاحتلال في محاربة الوكالة وحشد أطراف الاستعداء عليها.