الرئيسة \  تقارير  \  تلغراف : روسيا تواجه استنزافا ماليا وبشريا ولم يعد لديها الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية

تلغراف : روسيا تواجه استنزافا ماليا وبشريا ولم يعد لديها الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية

20.02.2023
القدس العربي

تلغراف : روسيا تواجه استنزافا ماليا وبشريا ولم يعد لديها الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية
لندن ـ “القدس العربي”:
الاحد 19/2/2023
نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية مقالا لمحررها للشؤون الاقتصادية العالمية أمبروز إيفانز بريتشارد مقالا بعنوان “لم يعد لدى روسيا الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية”، أكد فيه أن “الغرب تفوّق على آلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية”، زاعما أن “روسيا لم يعد لديها الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية”، و”أن الوقود والغذاء لن ينفدا من روسيا لكنها ستفتقر إلى الكثير من الأشياء الأخرى التي تحتاجها للحفاظ على آلتها الحربية”.
التاريخ يعلمنا أن الحرب الاقتصادية تستغرق وقتا طويلا، لكنها غالبا ما تنتهي بسرعة مذهلة.
وشدد الكاتب على أن التاريخ يعلمنا أن الحرب الاقتصادية تستغرق وقتا طويلا، لكنها غالبا ما تنتهي بسرعة مذهلة.
واستشهد بالعديد من المعلومات والأرقام وتصريحات الجهات المعنية، ومنها ما نشرته صحيفة سفيردلوفسك الروسية الإقليمية من أن مصنع الدبابات الضخم يورلافاغونزافود (Uralvagonzavod) غرب سيبيريا قد بدأ يعاني من شح شديد بالأيدي العاملة، وتوقفت خطط إضافة خط إنتاج ثان لدبابات “تي-90” T-90 الشهيرة.
استنزاف بشري: 700 ألف روسي غادروا البلاد في أقل من عام
وأشار الكاتب في هذا السياق إلى أن حوالي 700 ألف روسي غادروا البلاد منذ اندلاع الحرب الأوكرانية قبل عام، ومعظمهم من الشباب ومن الأفضل تعليما، ونقل عن الاستخبارات البريطانية قولها إن 800 جندي روسي يُقتلون يوميا في المتوسط بأوكرانيا. ولفت إلى أنه كلما استمرت التعبئة العسكرية قل الكادر البشري الذي يمكن أن يعمل في الصناعات الحربية.
ونقل الكاتب عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية البريطاني أن روسيا فقدت بالفعل ما بين ألفين و2300 دبابة في أوكرانيا، مما أدى إلى إهدار نصف مخزونها قبل الحرب من دبابات “تي-80 إس” (T-80s) و”تي-72إس” (T-72s).
تكنولوجيا متخلفة واعتماد على أمريكا!
ونسب الكاتب إلى وزارة الخزانة الأميركية قولها في أكتوبر/تشرين الأول إن الحصار الغربي لأشباه الموصلات أدى لانخفاض بنسبة 70% بواردات الرقائق لروسيا من جميع المصادر العالمية، وتقليص إنتاج الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ أرض جو، وأنظمة الإنذار المبكر المحمولة جوا
وقالت الوزارة الأميركية إن روسيا أصبحت تفكك غسالات الصحون والثلاجات للعثور على رقائق للجيش.
عائدات الطاقة الحكومية انهارت بـ 46% في الربع الأخير من 2022 وتسجيل الميزانية عجزا بلغ 25 مليار دولار في شهر واحد
وأوضح الكاتب أن روسيا تمتلك مصنعين رئيسيين لأشباه الموصلات، وهما مصنعا ميكرون وبايكال اللذان ينتجا رقائق في نطاق 90 نانومترا، وهو أمر لا يصلح لإنتاج أسلحة حديثة، مشيرا إلى أن شركات إنتل، سامسونغ، وتي إس إم سي التايوانية تنتج في نطاق 2 نانومتر.
كما نقل عن جيمس بيرن رئيس الاستخبارات مفتوحة المصدر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة قوله إن الأسلحة الروسية التي تم الاستيلاء عليها أو إسقاطها في أوكرانيا تحتوي بشكل كبير على رقائق أميركية، والمفاجأة أن روسيا استمرت في الاعتماد على هذه الرقائق بعد عام كامل من الحرب، إذ تحصل عليها بطريقة غير مشروعة دون علم الشركات المصنعة.
وقال الكاتب إن الاعتماد الروسي الكبير على التهريب يمثل صداعا مكلفا للغاية، خاصة بعد انهيار عائدات الطاقة الحكومية بنسبة 46% في الربع الأخير من 2022 وتسجيل الميزانية عجزا بلغ 25 مليار دولار في شهر واحد.
انخفاض كبير في الثروة الروسية
وأكد الكاتب على أن مدخرات صندوق الثروة الوطني الروسي انخفضت من 186 مليار دولار إلى 148 مليارا في يناير/كانون الثاني، قائلا إن معدل الانخفاض بهذا الحجم يعني أن روسيا ستضطر قريبا إلى مواجهة تقشف شديد القسوة إذا أرادت الاستمرار في القتال.
بوتين يمكنه الضغط على الغرب بخفض إنتاج النفط لكن الصدمة النفطية ستضر بالصين والهند والجنوب العالمي أكثر من الغرب
ومما ورد أيضا أن بوتين يمكنه الضغط على الغرب بخفض إنتاج النفط بمقدار 3 ملايين برميل يوميا، في توقيت يتزامن مع انتعاش الطلب الصيني، ورفع السعر إلى 200 دولار للبرميل على أمل استفزاز الديمقراطيات الأوروبية المضطربة للانقلاب على قادتها بشأن أوكرانيا.
لكن محرر الشؤون الاقتصادية العالمية في “تلغراف” شدد على أن مثل هذه الصدمة النفطية ستضر بالصين والهند والجنوب العالمي أكثر من الغرب، وربما تفشل في تغيير الرأي العام الديمقراطي في الغرب.