الرئيسة \  دراسات  \  ثقافة حديثية ميسرة -1

ثقافة حديثية ميسرة -1

31.03.2022
زهير سالم




"ما كل حديث صح سنده صح متنه"
فاحفظ عليك هذا ، واعقد عليه اصبعك. واجعله أساسا في قاع عقلك ترجع إليه كل ما احتجت..
وقول المحدث" صحيح الإسناد" أو صحيح بهذا الإسناد" أو "إسناده صحيح" لا يقتضي بالضرورة صحة المتن.
وإن سألتني المزيد بينت لك أن المقصود بالإسناد "السلم الذي يرتقي المحدث عليه إلى الثمرة.
فالإسناد قول المحدث : حدثنا فلان قال حدثنا فلان إلى صاحب القول الذي لا ينطق عن الهوى، حيث يقول المحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( .....) والمتن هو هذا الذي بين قوسين، وهو مقول قول الرسول الكريم، وهو الثمرة المقصودة كقولنا " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات" فهذا هو المتن.
وأعود فصحة السند باتصاله، وعدالة رجاله وضبطهم لا تقتضي، بالضرورة، صحة المتن فاحفظ هذا فهو عزيز. وهو مزلة تزل عندها الأقدام، وهو موضع تدليس المدلسين. يقول صحيح الإسناد ويسكت فيظن العامي مثلنا صحة الحديث. وليس بذاك. وقد صرح ابن الصلاح صاحب المقدمة بهذا... 
وأكثر ما يؤتى الحديث صحيحُ الإسناد من شذوذ أو من علة..
لذلك قال البيقوني رحمه الله تعالى عن أنواع الحديث:
أولها الصحيح وهو ما اتصل ..إسناده ولم يشذ أو يعل.
والشذوذ والعلة يحتاج كل منهما إلى وقفة..
احفظ اليوم : ما كل حديث صح إسناده - اتصل برواية العدول الضابطين، صح - بالضرورة- متنه. فصحة الإسناد شرط من شروط صحة المتن، وليست كل الشروط...
معكم في ثقافة حديثية ميسرة ..
____________
*مدير مركز الشرق العربي