الرئيسة \  دراسات  \  ثقافة حديثية

ثقافة حديثية

31.03.2022
زهير سالم




ثقافة حديثية...
تحت هذا العنوان سوف نمضي في رمضان..
في عرض مؤسِسات علم الحديث ومرتكزاته، رواية ودراية، لن نخوض غمار العلم بمنهجية البداية والنهاية، بل بنثر بعض القواعد والحقائق الكافية الشافية، عن المنهج والرجال وغرر الفوائد من القواعد..
والهدف التعاون على كف المتقولين. ولجم الحشويين، الذين أساؤوا أكثر، وارتادوا للأمة طريق الغلو برعونتهم وسوء منهجهم، وليس بما اتكؤوا عليه من حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى..
سأختار غررا ودررا وعناوين، أنقلها من مناجمها، وأشرحها بلغة العصر القريبة، وأقربها للذين يحبون..
وفي باب العلوم كانوا إذا أراد الإنسان أن يقرأ كتاب سيبويه رحمه الله تعالى الموسوم بعنوان: "الكتاب" سألوه : هل ركبت البحر قط..؟؟
وكانوا إذا أراد الإنسان أن يدرس علم الفقه بأصوله وفروعه ومناهجه وثمرات العقول فيه سألوه: هل ركبتَ البحر قط ؟ تشبيه للولوج في موضوعات العلوم بركوب البحر بما فيه من مخاطرة ومشقة وخوف..
وقد أريتُ أن أكثر توارد الشبه على جيل الشباب من أبناء هذه الأمة في شأن الحديث الشريف، والسنة المطهرة، وفقهها، ومكانتها، أن علم مناهج المحديثن بمبادئه وقواعده ومصطلحاته ورجاله، ما زال علم خاصة، في عصر شاع فيه العلم، وكثرت فيه طائفتان: المدّعون، والمتقولون..
سيكون المنهج إن شاء الله خفيفا والعلم نافعا صيبا مفيدا..
في عالم الإسلام الدعوة إلى العلم مفتوحة، والشاهد على العالم كلامه. ولا يحجر العلم، ولا يمنع، ولا يحال بينه وبين الناس، ولا يُضنّ به كما تصور الإمام الغزالي، وإنما أمر سيرورة العلم كما أخبر عنه القرآن أن القلوب والعقول كالأودية تفيض بقدرها...
اللهم أعني حتى أقول سدادا وأهدي إلى رشاد ..
____________
*مدير مركز الشرق العربي