الرئيسة \  مشاركات  \  ثورات الربيع العربي ، فجّرها الله ، لأمر أراده ، هو

ثورات الربيع العربي ، فجّرها الله ، لأمر أراده ، هو

04.11.2017
عبدالله عيسى السلامة




لا أحد ، من البشر، مسؤول عن تفجيرها !
الشاب التونسي ، الذي أحرق نفسه ، لشدّة إحساسه بالظلم ، لم يفجّر ثورة تونس !
وأطفال درعا ، الذين كتبوا على الجدران ، ليسوا ، هم ، مَن فجّر ثورة سورية !
وكذلك سائر الثورات ، في الربيع العربي .. لكلّ منها أسبابها ، التي لايُسأل عنها أحد ، ولا يمكن نسبة المسؤولية ، عن تفجيرها ، إلى جهة محدّدة ، لكن تداعياتها، كانت وسائل استغلال ، لجهات كثيرة ! وكذلك تداعيات التداعيات ، التي بات ضبطها والسيطرة عليها ، فوق قدرة أيّة جهة بشرية، في العالم !
 أولى تداعياتها ، هبّات الشعوب المسحوقة في أوطانها ، على أيدي حكّامها ، وأعوانهم ، وجلاّديهم !
 إنها هبّات شعوب مظلومة ، تحوّلت إلى ثورات.. فكانت ثورات حقّ ، من منطلق إنساني ، بحت !
 ومن قدر الله ، أنها شعوب مسلمة ، بأكثريتها الساحقة .. وأن الذين تصدّوا لقيادة ثوراتها ، هم من قيادات الحركات الإسلامية !
 واستغلت أطراف كثيرة ، محلية ودولية ، مناخ الثورات ، ليعمل كل طرف ، لحسابه ، فيها ، بما يناسب مصلحته : أجهزة استخبارات.. تجّار سلاح .. مغامرون : محليون ودوليون ، بأسماء مختلفة، ورايات متباينة !
واختلط الحابل بالنابل !
 الله ، الذي فجّر الثورات ، بغير أسبابها البشرية ، الكافية لتفجيرها .. وأسقط بها أصناماً ، ماكانت الشعوب تظنّ أنها تسقط ، وظنت أنها ، مانِعتها جيوشها ومخابراتها .. الله عز وجلّ ، لم يفعل هذا، عبثاً ، وحاشاه !
 لانعلم حكمته ، لكنا نقرأ ، في كتابه العزيز:
 وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون +
وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد +
إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين +
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون +
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم +
 فمن كان سائلا عن التغيير، فليفكّر بإرادة الله ، أوّلاً ، قبل البحث في الأسباب الأرضية !
ومن كان يفكّر بالمآلات والمصائر، فلينظر في كتاب الله ، أوّلاً ؛ ليعرف سننه في خلقه ، قبل استشراف المآلات والمصائر!
 فلو سئل صاحب أعتى قوّة ، على وجه الأرض : ما ذا تتوقع ، أن يحصل غداً ، في الدولة الفلانية، من دول الربيع العربي !؟ لصمت ، قليلاً ، وهز كتفيه ، وقال : ( لا أدري .. أنا أنوي ، أن أفعل كذا، لو بقيت الأمور، على ماهي عليه ، الآن ! لكني لاأعرف ، ماذا تنوي القوى المتصارعة ، على الأرض ، كلها ، أن تفعل ! بل ، لا أعرف ، ماذا ستفعل أيّة قوّة  منها .. وكيف ستفعل .. وماذا ستكون ردود أفعال الآخرين ، على فعلها ، ولا الردود ، على ردود الأفعال .. ولا تداعيات هذا كله، على الواقع ، في الساحة .. ولا تغيّر القوى والمصالح ، على ضوء التداعيات ، وتداعياتها ! فلننتظر، ولننظر ما ذا يحصل !) .
مَن يحرّك الأدوات على الأرض ، هو الله ، وحده ؛ ليجري أقداره ، على عباده ، كيف يشاء.. وما يعلم جنوده، إلاّ هو !
وما على المخلصين العقلاء فعله ، في دول الربيع العربي ، هو: التوكّل ، على الله ، وحده .. والتماس العون والتأييد منه .. وإعمال العقول المؤهلة للتفكير، لتوظيف كل طاقة ممكنة ، لاستجلاب النصر، أو الفرج ، وإنقاذ الأمّة ، ممّا هي فيه ، من عناء !
 فإذا كشف الله ، عن الأمّة ، الكرب ، فذلك هو المأمول ! وإلاّ ، لقي كل فرد ، ربّه ، بحجّة ، ينفي بها  عن نفسه ، شبهة التقصير، أو التفريط ، ويقي بها ، وجهه ، حرّ النار!
ولله الأمر من قبلُ ومن بَعد