الرئيسة \  تقارير  \  "حرب الناقلات" في الثمانينات

"حرب الناقلات" في الثمانينات

20.02.2024
إبراهيم حميدي




"حرب الناقلات" في الثمانينات
إبراهيم حميدي
المجلة
الاثنين 19/2/2024
"حرب الناقلات" الجارية في البحر الأحمر حاليا، سبق وأن حصلت نسخة منها، منتصف ثمانينات القرن الماضي، في خضم الحرب العراقية– الإيرانية (1980-1988)، عندما استهدفت القوات الجوية للرئيس صدام حسين مواقع إيرانية، وردت طهران باستهداف مواقع خليجية، فاندلعت "حرب ناقلات" في مياه الخليج.
وقتذاك، كانت المنطقة مختلفة والعالم أيضا، بما في ذلك سوريا. حاول الرئيس حافظ الأسد الذي كان يقف ضدّ صدام في حربه، التوسط بين طهران ودول عربية، لوقف "حرب الناقلات" ومنع اتساعها، عبر هدن وتفاهمات.
تبدأ "المجلة" بنشر حلقات من وثائق رسمية سورية تتضمن رسائل بين الأسد وقادة عرب وإيرانيين. لا شك في أنها لا تعكس كل ما كان يدور في تلك السنوات العاصفة، لكنها تعطي فكرة عن بعض جوانب ما كان يجري في الغرف المغلقة.
هذه الوثائق، التي كتبت من منظور سوري للأمور، تكشف تفاصيل لم تكن معروفة عن مواقف الأطراف واتجاهاتها. بينها أن "المرشد" علي خامنئي، الذي كان رئيس إيران وقتذاك، تنبأ أكثر من مرة عام 1986، بأن صدام سيتغير وأن حكما جديدا سيتشكل في العراق. كما ظهرت تحذيرات سعودية صريحة من أن سلوك إيران بضرب سفن سعودية وخليجية سيؤدي إلى جلب الأميركيين عسكريا إلى مياه الخليج، وهو ما حدث.
تسبب ضرب إيران للناقلات الكويتية بإرسال أميركا قواتها البحرية ودخلت في القتال بقصف مواقع إيرانية، وانتهت الحرب العراقية- الإيرانية عام 1988. أما صدام فبعد فشل غزوه إيران قام باحتلال الكويت، وتشكل تحالف دولي لتحرير الكويت، كما أزيح صدام عن الحكم في ربيع 2003.
وبعد حوالي أربعة عقود، يتكرر التاريخ وتعود إيران إلى ضرب الناقلات عبر ميليشياتها الجديدة "الحوثية" في البحر الأحمر. والتهديد بغلق باب المندب قابلته أميركا بتشكيل حلف عسكري اسمه "حارس الازدهار" وتقوم بتوجيه ضربات انتقامية لوكلاء إيران في اليمن وسوريا والعراق.