الرئيسة \  رؤية  \  حول قرار مجلس الأمن إدانة استخدام غاز الكلور .. هل يغطي القرار الباهت جريمة حرب إيران وبشار!؟

حول قرار مجلس الأمن إدانة استخدام غاز الكلور .. هل يغطي القرار الباهت جريمة حرب إيران وبشار!؟

08.03.2015
زهير سالم




سنة خامسة ثورة .. 

ليس على مستوى السوريين ولا العرب ولا المسلمين وحدهم ، بل على المستوى الأوربي والأمريكي عموما وخصوصا ؛ أصبح إعلان الرئيس الأمريكي استخدام السلاح الكيماوي في سورية خطا أحمر مادة للتندر ، ومثلا سيئا للهزء والسخرية .
بعد غاز السارين ، وما جرى في غوطة دمشق في 21/ 8 / 2013 ، بدأت المنظمات الحقوقية الأممية توثق وتتحف مجلس الأمن والإدارات المعنية بتقاريرها الموثقة ، التي أثبتت بطريقة ، وصفت بأنها لا تقبل الشك ، استخدام غاز الكلور ضد المدنيين في المناطق الخارجة على سلطة بشار ولمرات عديدة ، تجاوز الموثق منها عشر واقعات . وأثبتت هذه اللجان في تقاريرها، بشهادات موثقة متواترة ، لشهود محايدين أن هذا الغاز السام يتم إلقاؤه مع عبوات أو براميل متفجرة من طائرات مروحية ، يعرف الجميع أنه لا تملكها في سورية غير عصابات بشار .
ولكي يتهرب المجتمع الدولي من مسئولياته الإنسانية والسياسية عن تنفيذ المواثيق التي تحرم استخدام ( السلاح الكيماوي ) في الحروب راحت الدول والقيادات المتواطئة في مشروع قتل السوريين تشكك وتتشكك : هل غاز الكلور ذو الاستخدامات الصناعية المتعددة هو سلاح كيماوي ، وهل ينطبق عليه من حكم الحرمة ما ينطبق على غاز السارين مثلا ؟ ويضيف المشككون : وكيف يمكن أن يعتبر سلاحا كيماويا والمواثيق لمعاهدات الدولية لم تنص عليه بالاسم ؟
ثم لعل الولايات المتحدة ورئيسها صاحب ( الخط الأحمر ) وجدها فرصة مواتية ، لفرد العضلات وإظهار الغضب ولكن تحت سقف مجلس الأمن هذه المرة ، وقد تعلمت من درس الخط الأحمر . سقف ( مجلس الأمن ) الذي رأى فيه الرئيس الأمريكي وإدارته وشركاؤه ملاذا صالحا من تحمل مسئولياتهم الإنسانية والسياسية عما يجري في سورية ..
وبعد عمل وصف بالشاق والمضني توفرت عليه السفيرة الأمريكية لدى . خرج علينا مجلس الأمن بالأمس في 6 / 3 / 2015 بقرار عدمي ابسط ما يقال فيه إنه عديم اللون والطعم والرائحة . حيث نص على إدانة فعل بلا فاعل . أو جريمة بلا مجرم . دون أن ينسى التهديد بالعودة إلى المجلس نفسه ، أي إلى الظل الروسي في حال التمادي في الجريمة .
لتبقى جريمة حرب الإبادة التي يرتكبها بشار الأسد وحليفه الإيراني ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري بكل صنوف الأسلحة مستمرة . فهل سيعفي مثل هذا القرار الباهت مجلس الأمن من مسئوليته الإنسانية والسياسية عن هذه الجريمة التاريخية التي تعتبر من أقسى الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في العصر الحديث . وهل سيختلف الأمر في شيء لدى الضمير الإنساني إذا تمت الإبادة بغاز السارين أو بغاز الكلور أو بالبراميل المتفجرة أو بالموت البطيء تحت التعذيب ؟!
إن السؤال المرتسم أمام كل العقول والقلوب : هل سيعذر هذا القرار الباهت الرئيس أوباما الزعيم الذي ما يزال يطرح نفسه زعيما للدولة الأولى في العالم الأول ، من مسئوليته التاريخية عن إعلانه لخطه الأحمر الذي أحالته تقلبات السياسة إلى خط بوهيمي سريالي يثير الهزء ، ويبعث على الازدراء الإنساني في الوقت نفسه ...
من حق السوريين ، بل من واجب قياداتهم السياسية ، أن يردوا قرار مجلس الأمن الذي صدر بالأمس ، والذي يستخف بدمائهم على أهله ، بل أن يضربوا به وجوه الذين أصدروه . ...
ومن حق السوريين بل من واجبهم إذ يعلنون كفرهم بأعداء الإنسانية من هؤلاء المستكبرين المزيفين الناطقين باسم ما يسمى ( شرعة حقوق الإنسان) أن يؤكدوا دائما أنهم أهل هذه الشرعة والأحق بها ، حقيقة والتزاما وتضحية وإيثارا وأن يمضوا على طريق ثورتهم المجيدة التي ستغير بنصرها ، وبتضحيات أبنائها ليس وجه سورية وحدها بل وجه الحضارة والتاريخ بإذن الله ..
وسنة خامسة للثورة على طريق الإنسانية والإنسان
لندن : 16 / جمادى الأولى / 1436
7 / 3 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447793333836
zuhair@asharqalarabi.org.uk