الرئيسة \  ملفات المركز  \  خسائر العلويين في سورية وموقفهم من الأسد 2-4-2015

خسائر العلويين في سورية وموقفهم من الأسد 2-4-2015

04.04.2015
Admin


عناوين الملف
1.     عشرات القتلى من القرداحة في معارك إدلب
2.     الأمور لا تسير على ما يرام مع العلويين في سوريا
3.     العلويون في سوريا لم يعودوا فداء القائد..حملة وينن على مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى إدانة واضحة لنظام الأسد بسبب تخليه عن مؤازرة قواته المحاصرة في مطار الطبقة العسكري.
4.     واشنطن بوست : العلويون بدؤوا بإظهار علامات التشكك في قدرة بشار الأسد على إدارة البلاد
5.     واشنطن بوست: الأسد بدأ يفقد دعم العلويين له
6.     سوريا : فرار الشباب العلويين من خدمة الأسد والاحتياط في الجيش
7.     العلويون يفرّون إلى الخارج هرباً من التجنيد في جيش الأسد
8.     لأول مرة تظاهرة للعلويين في “طرطوس” للمطالبة بإسقاط نظام الأسد
9.     التجمع السوري العلوي للعلويين في سوريا : لعدم الانخراط في الخدمة العسكرية في صفوف النظام
10.   علويون يتهمون الأسد بتدبير تفجيرَي حمص
11.   طرطوس "أم الشهداء" رغم بقائها في منأى عن الحرب
12.   طرطوس تنتفض ضد نظام الأسد
13.   الأسد سيلقى معارضة من طائفته العلوية ذاتها إذا ربح الحرب..يعتقدون أنه يدين لهم بالفضل وينتظرون «المقابل»
14.   صحفي فرنسي قريب من نظام بشار الاسد:العلويون في سوريا في مأزق
15.   العلويون بسوريا.. قلق وتوتر ورصاص
16.   مقتل 60 ألف علوي منذ بدء الثورة السورية
17.   سوريا.. 40 إلى 60 ألف قتيل من العلويين منذ بدء الحرب
18.   انقسامات العلويين ومستقبل الثورة في سوريا
19.   علويون يطلقون «صرخة» ضد «الأسد»: الكرسي لك والتوابيت لأولادنا
20.   سوريا.. "أسديون" يهاجمون الأسد ويدعونه إلى الرحيل
21.   الأمور لا تسير على ما يرام مع العلويين في سوريا
22.   ما الذي يعنيه اتساع دائرة السخط بين العلويين في سوريا؟
 
عشرات القتلى من القرداحة في معارك إدلب
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
1-4-2015
أكد مصدر طبي من مشفى الباسل في مدينة القرداحة وصول 27 جثة لمقاتلين في جيش النظام بينهم خمسة ضباط، إضافة إلى 135 جريحا سقطوا في معارك مدينة إدلب خلال اليومين الماضيين.
وأشار المصدر -الذي طلب الكشف عن اسمه- إلى وجود خمسة ضباط منهم اثنان أحدهما لواء والثاني عميد, ولفت للتعتيم الشديد الذي فرض على اسميهما، ولكنه أشار إلى أن اللواء من آل الكنج.
وأكد المصدر الطبي أن هناك وجودا مكثفا لعناصر الأمن بالمشفى حيث يعملون على منع الأهالي من دخول المشفى لمقابلة الجرحى والتعرف على جثث القتلى.
وقال في تصريح خص به الجزيرة نت "أوعزت إدارة المشفى استجابة لتعليمات أمن النظام أن يقتصر إخراج الجثث من المشفى على خمس فقط يوميا".
وأكد أن هذا القرار يأتي لتجنب حدوث إشكالات مع ذوي القتلى, كما حصل في مرات سابقا, ولفت إلى أنهم يسلمون جثة كل عدة ساعات, وتسلم التالية بعد مغادرة المحتشدين لتسلم الجثة السابقة.
وكان خلاف قد حصل بين ذوي أحد القتلى من آل الدريوسي مع إدارة المشفى، الأسبوع الماضي، تطور إلى حد إطلاق النار بسبب تأخر المشفى في تسليمهم جثة أحد أقاربهم لأكثر من عشرة أيام.
وأرجع أحمد رهيجة (معارض علوي) سبب ارتفاع عدد القتلى بين أبناء الساحل إلى أنهم خاضوا معركة إدلب منفردين، لافتا إلى أن العناصر الشيعية من قريتي الفوعة وكفريا فضلت الدفاع عن مواقع وجودها وعدم المشاركة في معركة إدلب.
وأكد أن حزب الله لا يقاتل على هذه الجبهة، وأن مليشيا الدفاع الوطني بالمدينة هربت قبل بدء المعركة، مشيرا إلى أنها خانت النظام وتركت عناصره لمصيرها.
نزيف الطائفة
وأحصت شبكة إعلام الساحل مقتل 73 ألفا من أبناء الطائفة العلوية خلال السنوات الأربع من عمر الثورة السورية، منهم سبعة آلاف من مدينة القرداحة والقرى التابعة لها.
وأشار الناشط الإعلامي أدهم العزي إلى أن مدينة القرداحة تستقبل ما لا يقل عن عشر جثث يوميا من مختلف مناطق القتال في سوريا, وأكد أن هذا العدد يتضاعف عندما تشتعل جبهة ما, كما حصل بمعركة إدلب، حيث قدر وصول سبعين جثة دون المرور على المشافي بمحافظة اللاذقية.
وأكد أن الجثث لاتزال تصل إلى قرى القرداحة ومشافي المحافظة بأعداد كبيرة قادمة من جبهتي إدلب والقلمون، ولفت إلى أن عشرات الجثث كانت قد وصلت من بصرى الشام الأسبوع الماضي.
وتحدث علي حسن (والد قتيل سقط بمعركة إدلب) للجزيرة نت قائلا "نحن ننزف بصمت، آن لهذا الموت بين شبابنا أن يتوقف، كارثتنا كبيرة ولن ندرك حجمها الحقيقي إلا عند توقف الحرب".
وأضاف "نحن بين نارين، فمن جانب لا نستطيع التوقف عن القتال لأن النظام سيقتلنا إن فعلنا، ولا نستطيع الانضمام للثورة لأن الجيش الحر لا يثق بنا، مستقبل الطائفة أسود".
المصدر : الجزيرة
=====================
الأمور لا تسير على ما يرام مع العلويين في سوريا
علا عبد الحميد الرفاعي
"فورين آفيرز"
3 كانون الأول/ديسمبر 2014
في أوساط الدوائر السياسية في واشنطن، يعتبر العديد من المسؤولين أن الأقلية العلوية في سوريا عبارة عن فقاعة متجانسة في الداخل السوري. ومع ذلك، برزت في الأشهر الأخيرة علامات تشير إلى وجود صراع داخلي ضمن العشيرة الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وإلى قيام استياء متزايد في صفوف العلويين، الذين ينتمي العديد منهم إلى الأجهزة العسكرية وأجهزة أمن الدولة والذين تقوم سلطة الأسد بدعمهم. وفي الواقع، قد يكون العلويون الذين يريدون أن يشهدوا نهاية نظام الأسد قد تخطوا أخيراً خوفهم من فقدان السلطة لصالح المعارضة التي يقودها السنة. وفي هذا الإطار، يجدر بواشنطن أن تولي اهتاماً جيداً لهذه التصدعات بين عائلات نظام الأسد والمقربين منه في دمشق، فضلاً للمؤيدين للأسد والمعادين له المقيمين في المنطقة الساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط.
يُشار إلى أن علامات تزايد التوتر داخل الدوائر المقربة من الأسد ظهرت لأول مرة في آب/أغسطس عندما دعا ابن عم الرئيس، دريد الأسد، إلى استقالة وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، وذلك بعد أن أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») حوالي 120 جندياً سورياً في القاعدة الجوية في مدينة الطبقة. ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية، استقال ابن خال الرئيس، حافظ مخلوف، رئيس الاستخبارات في دمشق، "طوعاً" من منصبه. وفي الوقت نفسه، وصف الناشطون العلويون على طول المنطقة الساحلية للبلاد فهد جاسم الفريج بـ"وزير الموت" في حملة #«"صرخة" ضد الأسد» التي احتجوا فيها على عدد الوفيات المرتفع بين العلويين منذ بداية النزاع. وفي الشهر نفسه، اعتُقِل محامٍ موالٍ للنظام بعد إطلاقه هاشتاج على موقع تويتر بعنوان "وينن" للسؤال عن أسماء حوالي 120 جندي من الجنود الذين تحتجزهم «داعش» أسرى لديها. ويدعو الناشطون العلويون على نحو متزايد لتغيير النظام، وذلك كما لوحظ في بيان صدر مؤخراً عن جماعة تطلق على نفسها اسم "مجمع العلويين السوري".
لقد أفادت التقارير أن أكثر من 8000 جندي من العسكريين الموالين للنظام من منطقة جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية ذات الأغلبية العلوية قد قتلوا منذ بداية الثورة، ناهيك عن الآلاف من المناطق العلوية الأخرى الذين لقوا حتفهم. وقد نزلت الأسر المفجوعة إلى شوارع اللاذقية في آب/أغسطس مطالبة بعودة جثث أبنائها المفقودين وهي تهتف: إن شا الله بنحضر جنازة ابنك". وفي أوائل تشرين الأول/أكتوبر، دعا مئات العلويين الغاضبين في حمص إلى عزل المحافظ طلال البرازي من منصبه بعد انفجار سيارة مفخخة قرب "مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية"، مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، معظمهم من الأطفال. وبشكل مماثل، دعا المحتجون إلى الإطاحة بالرئيس الأسد في مدينة طرطوس الساحلية، ووفقاً لناشطين عاملين على الأرض، فإن الأسر البارزة من المجتمع العلوي في اللاذقية تناقش سراً استبدال الأسد برئيس آخر.
إن الانقسام في مجتمع الطائفة العلوية ليس بالأمر الجديد، إذ يعكس مفعولاً رجعياً لمحسوبية الأسد تجاه ما يُسمى عشيرة الكلازية التي تنتمي عائلته إليها. فقد تمت حماية هذه العشيرة في محيطها الساحلي من أعباء الحرب في حين أُجبرت المجتمعات العلوية الأخرى مثل العشيرة الحيدرية على الخروج إلى الخطوط الأمامية ومحاربة المعارضة السورية. ويؤكد هذا الاستياء على التوترات الكامنة بين مختلف فئات المجتمع العلوي: فعائلات المسؤولين الحكوميين تعيش في ترف فيما تناضل الأسر من باقي المجتمع لإطعام أطفالها. كما يتمتع العلويون الذين يعيشون في العاصمة بروابط أكبر مع عائلة الأسد ويستفيدون بالتالي من المزيد من الامتيازات ومن إمكانية الوصول إلى السلطة. وفي المقابل، إن أي مزارع أو صاحب متجر صغير عادي من المقيمين في جبال اللاذقية أو حتى في القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، لا يتمتع بالكثير من النفوذ السياسي إلا إذا كان أحد أفراد أسرته يعمل لحساب النظام.
ومن المفارقة أن العلويين الذين عاشوا في دمشق لسنوات عديدة يميلون إلى التعريف عن أنفسهم كدمشقيين، إلا حين يكون من الضروري أو المفيد الإشارة إلى علاقتهم المتميزة بالنخبة السياسية، إذ تمنحهم علاقات مماثلة فرصاً للحصول على خدمات قيّمة وعلى حرية أكبر في بعض الأحيان للتهرب من قوانين وقواعد البلاد، حتى تلك التي يحميها الدستور. وغالباً ما يكون كافياً التحدث باللهجة العلوية أو إدعاء التحدث بها، باعتبارها لهجة السلطة، في شوارع دمشق للإفلات فعلياً من أي عمل ولتخويف غير العلويين وإجبارهم على الخضوع.
ويظهر التقسيم الاجتماعي الاقتصادي واضحاً للغاية في المنطقة الجبلية في محافظة اللاذقية، إذ يمكن ملاحظة الفقر المدقع والثراء الفاحش في حي واحد، بما في ذلك مدينة القرداحة. وقد كان أفراد عشيرة الأسد وأصدقاؤهم وحلفاؤهم معروفين بالتفاخر بالفلل (الفيلات) والدراجات النارية والسيارات الفاخرة، التي غالباً ما كانت من دون لوحات، في إشارة إلى أنه تم تهريبها إلى داخل البلاد. وفيما كانوا يقودون هذه السيارات أمام الأطفال الحفاة الذين يعيشون في بيوت صغيرة مصنوعة من الطين ذات خدمات الكهرباء والمياه الرديئة، كان هؤلاء القلة المحظوظين يتصرفون مثل الملوك، حتى لو ربما كانوا كذلك. أما اليوم، فإن هؤلاء القرويين المتواضعين هم الذين يدفعون ثمن الحرب الباهظ، فيما تستخدم حكومة الأسد أبنائهم وبناتهم كدروع بشرية في الخطوط الأمامية. وهم أيضاً الذين يثورون على النظام، ولكنهم في الوقت نفسه يفتقرون إلى القوة. وفي الواقع، إن الصور المسربة عن ضحايا التعذيب في سوريا، التي سُلمت خلسة إلى "متحف ذكرى الهولوكوست" في الولايات المتحدة من قبل عضو في الجيش السوري معروف باسم قيصر، تُشكل دليلاً أساسياً على أن أعضاء المجتمع العلوي هم أيضاً ضحايا وحشية الأسد.
بيد أن ظهور انقسام داخل مجتمع الطائفة العلوية ما بين مؤيدين ومعارضين للأسد ليس بالضرورة عبارة عن نبأ جيد بالنسبة للمعارضة السورية. على سبيل المثال، في خلال المظاهرات الأخيرة التي شهدتها محافظة طرطوس، دعا المحتجون العلويون إلى إسقاط المعارضة السورية والرئيس الأسد على حد سواء. كما يبدو من غير المرجح قيام انقلاب عسكري ضد الأسد لأن البعض يفترض أنه، مع تزايد الاستياء في محيط الأسد الداخلي، قد دبر الاغتيالات التي وقعت في عام 2012 والتي شملت أعضاء خلية السيطرة على الأزمات الخاصة به، ومن ضمنهم صهره آصف شوكت.
وعلى الرغم من أن النخبة السياسية العلوية أصبحت مرتبطة بالفساد وإساءة استخدام السلطة، إلا أن بعض المجتمعات العلوية في الريف هي أقل فساداً. ولم يكن العلويون يعتبرون الرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1970 حتى وفاته في عام 2000، زعيماً سياسياً فحسب، بل أباً وشخصية دينية أيضاً، على الرغم من إهانته السابقة للتقاليد العلوية. لذلك، فإن الطائفة العلوية الأوسع لن تتمرد على نجل زعيمها الموقور. وفي عالمٍ مثالي، كان العلويون والسنة سيقومون بتسوية خلافاتهم ويتعاونون على إسقاط الأسد وهزيمة «داعش». ولكن يبقى هذا الخيار غير محتمل على أرض الواقع، إذ يظهر نقص هائل في الثقة بين هذين الجانبين، وهو الأمر بين السنة والأقليات الدينية، كالأكراد والمسيحيين السوريين. ويأتي انعدام الثقة البارز من غياب أي عقد اجتماعي يحدد حقوق ومسؤوليات كل مجموعة ومن فشل المعارضة السورية في معالجة الوضع الذي سيؤول إليه العلويون وهذه المجتمعات المتعددة في حال توليها السلطة.
لقد كانت الثورة السورية سلمية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2011، والتي تظاهرت خلالها كافة شرائح المجتمع ضد نظام الأسد الديكتاتوري. لكن هذه الثورة آلت في النهاية إلى إراقة دماء على أساس طائفي نتيجة لشراكة الأسد مع إيران وظهور الجهاديين في صفوف القوى المعارضة. لذا فإن إنهاء الصراع الحالي لا يتطلب الإطاحة بالأسد فحسب، بل تأدية المهمة الصعبة التي تكمن في فضّ نظامه الاستبدادي بأكمله. إن استبدال الأسد بزعيم آخر، وهو ما يُزعم أن بعض الأسر العلوية تدعو إليه، ليس كافياً. فعملية تحول النظام التي من شأنها أن تأتي برئيس منتخب ديمقراطياً ليست سوى الخطوة الأولى في حل الصراع الحالي في سوريا. ولتحقيق ذلك، لا بد من بناء الثقة بين جميع المجتمعات السورية، وذلك من خلال اتفاقيات لتقاسم السلطة ووضع دستور جديد شامل.
أما في الوقت الحالي، فلا يزال الرئيس الأسد يحظى بالدعم الذي يحتاجه من الأسر العلوية، وربما يكون السبب الرئيسي في ذلك هو خوفهم على مصيرهم في بلاد يسيطر عليها الثوار. ولكن لا بد من تسليط الضوء على أن الطائفة العلوية ليست موحدة، وأن الاستياء أصبح واضحاً في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يمكن أن يشكل فرصة جوهرية للمصالحة بين مختلف الجماعات الدينية السورية. وبالتالي على واشنطن ألا تجعل حلفاءها في سوريا يقتصرون على قوات الثوار المعتدلين والعشائر المحلية، فالعلويون ذوو التفكير المعارض يتمتعون بنفس القدر من الأهمية. ويحتاج العلويون إلى الحق في الاحتجاج ضد الأسد، وينبغي على المعارضة السورية أن تكون مستعدة للاستفادة من هذا الوضع كنقطة انطلاق للمصالحة. وفي هذا الإطار، تبرز الحاجة أيضاً إلى الدعم السياسي والعسكري من قادة العالم الحر، وخاصة من الولايات المتحدة، لوضع حد للصراع السوري. ولكن هذا الدعم يحتاج إلى التعرف إلى الانقسامات الدقيقة داخل الجماعات الطائفية بغية المساعدة في التخفيف من عدم التوازن السياسي داخل سوريا بدلاً من زيادة حدته.
علا عبد الحميد الرفاعي هي مساعدة باحثة في معهد واشنطن. وقد ظهر هذا المقال في الأصل من على موقع "فورين آفيرز".
=====================
العلويون في سوريا لم يعودوا فداء القائد..حملة وينن على مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى إدانة واضحة لنظام الأسد بسبب تخليه عن مؤازرة قواته المحاصرة في مطار الطبقة العسكري.
العرب  [نُشر في 03/09/2014، العدد: 9668، ص(19)]
الخسائر التي كبّدها “داعش” لجنود النظام ضاعف الاستياء بين الموالين للأسد
دمشق - أجج اعتقال موال من الطائفة العلوية في سوريا حملة تتسم بجرأة غير معتادة من جانب مؤيدي الأسد، يحمّلون فيها السلطات مسؤولية ارتفاع عدد القتلى.
نظامنا قذر وفاشل دمر البلد حرق الشجر والبشر، وهو من مهد لظهور داعش، ومكّن الإيراني والروسي، أما نحن فمعروفون بشعار ‘الأسد أو نحرق البلد’”، هذا الكلام لم يرد في صفحات معارضة سورية، بل في أكثر الصفحات ولاءً للجيش السوري. وهو ليس الأول من نوعه خلال الشهرين الماضيين.
وضاعفت الخسائر البشرية الهائلة والموثقة التي يُكبّدها تنظيم “داعش” لجنود النظام الاستياء في صفوف المواليين وأفرزت حملة #وينن في وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بكشف مصير الجنود النظاميين على جبهات القتال بعد السقوط المدوي لمطار الطبقة في أيدي مقاتلي التنظيم وإعدام مئات الجنود الموالين بطريقة وحشية.
و”وينن” تشير إلى أغنية أصبحت ترمز للاختفاء خلال الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما في لبنان.
وقد أطلق الحملة مضر حسان خضور، ابن الطائفة العلوية، والمعروف بولائه الشديد للنظام السوري وهو الذي أسس في وقت سابق صفحة على فيسبوك تحمل اسم “نسور مطار الطبقة العسكري” بعد قليل من سقوط القاعدة.
الحملة تحولت إلى إدانة واضحة وصريحة للنظام السوري بسبب تخليه عن مؤازرة قواته المحاصرة في المطار.
اعتقل خضور إثر إطلاقه الحملة، من قبل المخابرات الجوية السورية مساء الجمعة في مدينة دمشق.
الشاب الذي كرّس وقته لمتابعة ملفات ضحايا ومفقودي الجيش النظامي، هو نفسه فاقدٌ لأخوين، مقتول ومختف قسريا.
الصفحة ذكّرت بأن خضور كان قد تلقى اتصالات من المخابرات الجوية تطالبه بالقدوم إلى الفرع لمساعدته في كشف مصير جنود مطار الطبقة، لكنه رفض الذهاب.
مضر حسان خضور المعروف بولائه للأسد كرس وقته لمتابعة ملفات مفقودي الجيش النظامي
وفي خطوة غير مألوفة أوردت الصفحة اسمي ضابطين كبيرين وحملتهما المسؤولية الشخصية عن سلامة خضور، هما العميد سهيل داوود، والعقيد قصي ميهوب.
تمددت #وينن (أين هم) في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى وصولا إلى نشطاء المعارضة السورية الذين بدأوا المشاركة في الحملة في الذكرى العالمية للاختفاء القسري، يوم 30 أغسطس، مطالبين النظام وداعش بالكشف عن مصير المعتقلين والأسرى.
ويرى متابعون أن مطار الطبقة، جاء كالشعرة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة إلى الموالين. فعلى الرغم من التحذيرات والمطالبة بدعم المطار المحاصر، لم يستجب النظام وترك جنوده يواجهون حتفهم أمام آلة القتل الداعشية.
لم يعد السكوت ممكنا، إذ أن مطار دير الزور قد يكون التالي.. ولا يبدو أن النظام يعتزم التحرك حيال الأمر.
وبات من الملفت للمطّلع على الصفحات والمواقع الموالية، ظهور الخلافات في معظم التعليقات والجدالات حول المواضيع التي تتعلق بالجيش السوري والمعارك الدائرة.
وتقول صفحات على فيسبوك “يسحب الدواعش جنودنا كالكلاب وقيادتنا تنعم بفتح المراكز الترفيهية، بعد أن أنقذوا الضباط الإيرانيين والروس، أما نحن فهل سنبقى فداء للكرسي.. اصحوا”.
وفي موضع آخر تقول صفحة “القائد الذي لا يستطيع حماية أبنائنا عليه التنحي كائنا من كان، كفانا، كفى دماء وذبحا ونفاقا وخيانة ومزايدات”.
إذا التوترٌ في الصف الموالي للأسد ليس بالعابر فلم يعد الكل فداء صباط (حذاء) القائد”، مما يجعل التخوين من قبل شبيحة النظام مستحيلا.
يقول موالون على فيسبوك “لم تعد روايات الإعلام السوري، كافية، فالأسد لا يسيطر حتى على ثلث الأرض السورية، والجيش لا يعبر إلى الشاشات، الحزن ممنوع، والاعتراض جريمة”.
الإعلام السوري الذي تديره الحكومة، زاد الطين بلة، فنادرا ما يتحدث عن الواقعة التي وصفها بأنها “انسحاب تكتيكي”.
وأطلق العلويون على تويتر هاشتاغات مثل “وزير الموت” و”إعلام ساقط” للمطالبة بإقالة وزيري الدفاع والإعلام.
وقال ناشط “هناك قرى علوية لم يعد فيها شبان. لقد قُتلوا. وطيلة هذا الوقت يظن الناس أن تضحيتهم ستساعد في إنهاء هذه الأزمة”.
وأضاف “لكن بعد (سقوط) الطبقة ساءت الأمور بشدة، ما الذي يمكن أن تتكبده طائفتنا أكثر من هذا؟”.
=====================
واشنطن بوست : العلويون بدؤوا بإظهار علامات التشكك في قدرة بشار الأسد على إدارة البلاد
الخميس - 13 تشرين الثاني - 2014 - 0:55 بتوقيت دمشق
 بدأ افراد الطائفة العلوية في سوريا باظهار علامات تشكك في قدرة الرئيس بشار الأسد على ادارة البلاد بسبب الصراع الذي يسيطر عليها منذ سنوات، بحسب ما جاء في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن أبناء الطائفة العلوية في سوريا بدؤوا بالانتقاد بشكل كبير للطريقة التي يقوم فيها النظام السوري بإدارة الصراع وتعامله مع قوات المعارضة.
ويقول نشطاء ومحللون إن العلويين الذين يشكلون القوة الرئيسية ضمن الجيش السوري النظامي، بدأوا مؤخراً وبشكل متزايد بتجنب الذهاب الى الخدمة العسكرية والتي تعتبر اجبارية في سوريا، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدوها امام المعارضة التي تقود حملة لاسقاط نظام الأسد، بحسب الصحيفة.
وقال لؤي حسين (54 عاما) من الطائفة العلوية ويعيش في دمشق "بدأ صبر العلويين في النفاذ بسبب عدم قدرة النظام على احراز تقدم كبير لانهاء هذه الحرب"، وفق ما أوردت الصحيفة.
 واعتقل لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة المعارض الأربعاء بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، من قبل قوات أمن النظام.
ويقول "اندرو تابلر" وهو خبير في الشأن السوري من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "الطائفة السنية في سوريا اكبر بكثير من العلويين، وبدأ الناس يدركون ان الحرب لن تنتهي في اي وقت قريب خاصة بسبب التركيب السكاني للبلاد" .
وقالت الصحيفة ان عددا من العلويين رفضوا التعليق على هذا التقرير خوفاً من تعرضهم للاعتقال من قبل النظام.
وخرج العلويين لأول مرة في مظاهرة احتجاجية بمدينة حمص بعد التفجير الذي حدث في منطقة ذي أغلبية علوية والذي أودى بحياة 50 طفلا، وطالب المتظاهرون باستقالة المحافظ لعدم قدرته على وقف الهجمات الارهابية، على الرغم من عدم مطالبتهم باسقاط الاسد ألا انهم لم يرفعوا صوره خلال المظاهرة، فيما قوبلت طلباتهم بالتجاهل من قبل النظام.
عكس السير
=====================
واشنطن بوست: الأسد بدأ يفقد دعم العلويين له
2014-11-13 واشنطن- ترجمة الخليج أونلاين
قالت صحيفة الواشنطن بوست، الأربعاء، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد بدأ يفقد دعم طائفته "العلوية"، والتي تعد العمود الفقري في حربه ضد القوى المعارضة لحكمه.
وتنقل الصحيفة عن نشطاء علويين، أن القوات الأمنية للأسد شهدت خلال الفترة الماضية تزايداً في حالات الهروب، خاصةً في ظل تزايد الخسائر البشرية في صفوف أبناء الطائفة العلوية في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام في سوريا.
حالة الاستنزاف التي تشهدها الحرب الطويلة وما انعكس منها على الطائفة العلوية في سوريا وارتفاع حدة التوتر دون أن يكون هناك أي بوادر لحل نهائي، ساهمت في شيوع حالة من التذمر لدى أوساط الطائفة وفقاً للصحيفة .
وقال لؤي حسين "54 عاماً" الناشط في صفوف العلويين، إن حالة التذمر لدى العلويين بدأت تنمو أكثر وأكثر، خاصةً وأن النظام لا يبدو أنه قادرٌ على إنهاء الحرب.
ويعزو أندرو تايلر، الخبير في الشؤون السورية وزميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حال التذمر في أوساط العلويين إلى العوامل الديموغرافية، حيث التفوق الكبير للأغلبية السنية، في حين لا يُشكِّل العلويون سوى ما نسبته 12 في المئة من مجموع السكان، البالغ عددهم 24 مليوناً قبل الحرب.
ويرى محللون، وفقاً للصحيفة، أنه على الرغم من أن هناك تأييداً للأسد في صفوف العلويين خشيةً من وصول قوى راديكالية إلى السلطة، تنظر إليهم على أنهم مرتدّون، الأمر الذي جعلهم ينظرون إلى الأسد على أنه حصنهم المنيع، إلا أن العديد من العلويين يشعرون بحالة من التذمر والخشية من المستقبل، إذ تؤكد الصحيفة أن العديد منهم رفض التعليق على الموضوع خشية الانتقام أو الاعتقال من قبل النظام.
وتشير الصحيفة إلى تظاهرة للعلويين وسط حمص في منطقة علوية، إثر تفجيريين أسفرا عن مقتل نحو 50 طفلاً، فطالبوا بإقالة المحافظ الذي فشل في وقف تلك الهجمات.
وتشير الصحيفة إلى تظاهرات في مناطق علوية أخرى ضد النظام بسبب استمرار الحرب.
وفي طرطوس، حيث التجمعات السكانية الخاصة بالعلويين، تقول الصحيفة إن نشطاء وزعوا منشورات طالبت الناس بالتحرك متهمين النظام بالتخلي عن أبنائهم وتركهم للموت والإعدام على يد الجماعات المتطرفة.
ترجمة: منال حميد
=====================
سوريا : فرار الشباب العلويين من خدمة الأسد والاحتياط في الجيش
حماة برس
بدأ نظام الأسد بتصعيد حملة التجنيد واستدعاء الشبان إلى صفوف قواته في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، تزامناً مع تصاعد حدة الغضب في المناطق الموالية للأسد بسبب أعداد القتلى في صفوف أبنائهم في الجيش والميليشيا المسلحة الأخرى، تتوارد المعلومات عن فرار الشبان من أبناء الطائفة العلوية في الساحل إلى خارج سورية كي لا يتم تجنيدهم.
حيث أفادت مصادر صحفية إن آلافاً من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة يفرون من المدن مثل حمص وطرطوس واللاذقية وأحياء دمشق؛ إلى الجبال والمناطق الساحلية البعيدة عن أعين الشبيحة والشرطة العسكرية، كما فر العديد منهم مع عائلاتهم إلى الأراضي اللبنانية، حسب ما نقلته صحيفة “الوطن” السعودية عن مصادر لم تسمها.
وقد أطلق نظام الأسد حملة واسعة لتجنيد الشبان في سن الاحتياط في المدن السورية، بعد عودة أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات الشيعية العراقية إلى العراق لمقاتلة تنظيم “الدولة”, إضافة إلى حالة الغضب في الساحل على خلفية مقتل الآلاف من أبناء الطائفة العلوية ضمن قوات النظام السوري، ما دعا النظام للعمل على توسيع قاعدة التجنيد الإجباري.
وبدأت الميشليات المرتبطة بالنظام السوري والشرطة العسكرية بشن حملة لسوق الشبان للتجنيد، بمن فيهم أولئك الحاصلون على اسثتناء من الخدمة، لأسباب مثل الدراسة الجامعية أو كون الشاب وحيداً لأبويه, فقد تم إلقاء القبض على مئات الشباب، “وتم التحفظ عليهم في السجون والمعتقلات، ومن ثم جرى سوقهم إلى مراكز التدريب التابعة للجيش لتدريبهم تمهيداً لزجهم على جبهات القتال”, ودفعت هذه الحالة الشبان المعنيين بالتجنيد للاختفاء أو الهرب، في حين أن غالبية الشباب الفارين هم من الطائفة العلوية.
وإضافة إلى الغضب إزاء الأعداد الكبيرة من القتلى في صفوف الطائفة العلوية، يشعر الشبان العلويون بالخذلان تجاه تجاهل نظام الأسد للأسرى المحتجزين من عناصره السوريين لدى الثوار، فيما يحرص النظام على إطلاق سراح أعضاء الميليشيات الإيرانية واللبنانية ضمن صفقات التبادل مع الثوار.
وخلال الأشهر الماضية نُظمت حملات في المناطق التي يقطنها علويون في الساحل، مثل حملة “صرخة” التي أطلقت شعارات “مثل الكرسي إلك (بشار الأسد) والتابوت لأولادنا”. كما رافقت جنازات لتشييع القتلى اشتباكات مع عناصر الأمن نتيجة تصاعد حدة الغضب لدى عائلات القتلى، حيث تحولت هذه الجنازات إلى مظاهرات للتعبير عن الغضب. وتحدث نشطاء عن اعتقال عدد من المتظاهرين الذي رددوا هتافات مناهضة للنظام في طرطوس الأسبوع الماضي.
كما أثار افتتاح مشاريع سياحية ومراكز تسوق فاخرة في طرطوس غضب عائلات القتلى التي رأت في مثل هذه الخطوات إهانة لهم وتجاهلا لمشاعرهم، كما تساءل آخرون عن مغزى مثل هذه المشاريع بينما يفتقد غالبية السكان، بمن فيهم الموالون للنظام، لأبسط مقومات الحياة.
=====================
العلويون يفرّون إلى الخارج هرباً من التجنيد في جيش الأسد
المستقبل 
نقل موقع «سراج برس» عن مصدر علوي مطلع، وجود حالات فرار جماعية لشباب الطائفة العلوية في سوريا، عبر قوارب وبواخر من طرطوس الساحلية إلى مرسين التركية، ومنها إلى بلدان أوروبية.
وذكر المصدر أن شباب الطائفة العلوية بدأوا منذ أكثر من شهرين بالهروب من شواطئ طرطوس خشية اعتقالهم من قِبَل أمن النظام لزجّهم في الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياط في جيش بشار الأسد.
وقال المصدر: «برزت شبكات منظمة لتهريب شباب الطائفة إلى الخارج، وبأسعار عالية جداً خصوصاً للمطلوبين لتأدية خدمة الاحتياط أو الخدمة الإلزامية»، وأضاف أن «اليأس والخوف من المستقبل الغامض هو سبب هروب بعض العائلات أيضاً، حيث باتوا يدركون أن مركب بشار يتجه نحو الغرق القريب».
وكان تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» نشرته أول من أمس، كشف أن العلويين «قاعدة نظام الأسد» يظهرون إشارات عدم رضا، فيما بدأت آثار الحرب تترك علاماتها عليهم. ويبدو هذا واضحاً في النقد الذي يوجهه أبناء الطائفة العلوية للنظام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول محللون إن العلويين «الذين يشكلون عصب أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية بدأوا يتجنبون الخدمة العسكرية الإجبارية».
وردّت الأجهزة الأمنية بزيادة حملات الاعتقال، مما عمّق من الخلاف بين الطائفة والنظام. وفي الوقت الذي يرى البعض في تصاعد عملية النقد للنظام تهديداً له، يرى آخرون فيها تعبيراً عن حالة من التعب والإجهاد للطائفة التي تظل حيوية لبقاء النظام في السلطة.
وبرزت أخيراً حالة من التململ العلوي في صفوف المدنيين من جراء ارتفاع أعداد القتلى من المدن الساحلية على جبهات القتال.
وتشيع مدن الساحل يومياً عشرات الجثامين من عناصر وضباط قُتلوا في أماكن متعددة من سوريا، ما زاد من حدة الانتقادات ضدّ النظام، خصوصاً بعد محاولات الأخير زجّ المزيد من الشباب في الخدمة العسكرية الاحتياطية. وكان نشطاء علويون أطلقوا حملة «صرخة» ضد بقاء بشار الأسد في الحكم، واستنزاف مزيد من أبناء الطائفة في حرب الدفاع عن كرسيه منذ أكثر من 3 سنوات ونيف «حيث باتوا يدركون أنهم مجرد وقود لحرب بشار ضد الشعب السوري»، كما يقول إعلامي سوري.
(سراج برس)
=====================
لأول مرة تظاهرة للعلويين في “طرطوس” للمطالبة بإسقاط نظام الأسد
خرجت تظاهرات لأول مرة في تاريخ الثورة السورية يوم الثلاثاء 14-10-2014 للعلويين في طرطوس معقل نظام الأسد للمطالبة بإسقاط النظام ورموزه وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف منذ بدء الثورة السورية ضد نظام الأسد  .
وقد أطلق نشطاء في مدينة طرطوس أبرز معاقل نظام الأسد حملة بعنوان ” صرخة “ في الأيام الأخيرة بغية إيقاف حرب النظام الطائفية في سوريا وخاصة مع تزايد عدد قتلى العلويين “الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد ” ، وقاموا بتوزيع منشورات كتب عليها ” الكرسي لك والتابوت لأولادنا ” و”الشارع بدو يعيش ” ، مستنكرين زجّ النظام بأولادهم وطائفتهم مقابل تمسكه بكرسي الحكم .
وتعتبر مدينة “طرطوس” الساحلية المعقل الرئيسي للأسد على مدى أكثر من ثلاث سنوات بعيدة عن المعارك ، لكنها سجلت أكبر عدد لقتلى العلويين على الأطلاق ،  حيث قدر نشطاء أن نصف قتلى النظام البالغ عددهم 115 ألفاً ينحدرون من طرطوس (تبقى الأرقام تقديرية بسبب قلة المعلومات التي تأتي مصادر توثيق تابعة للنظام أو من المشافي العسكرية أو المدنية ).
وفي موضوع متصل خرجت مظاهرة غاضبة في حي عكرمة الموالي شعبياً للنظام السوري بتاريخ 2-10-2014 في مدينة “حمص ” ردّد المتظاهرون الغاضبون شعارات منددة بمحافظ حمص ” طلال البرازي ” وطالبوا بإقالته من منصبه وحل الأجهزة الأمنية على تقصيرهم في تأمين الأمن للسكان المواليين للنظام بعد حدوث العديد من التفجيرات كان آخرها تفجير إرهابي أمام مدرسة راح ضحيته 30 طفلاً . وقد اتهمت قوات المعارضة السورية وشخصيات علوية النظام السوري بافتعال التفجير .
وقد حدثت  مجزرة تطهير طائفي وصفت ” بالمجزرة الطائفية “ في مدينة “بانياس” في محافظة طرطوس ذات الأغلبية السنية حيث راح ضحيتها أكثر من مائتي قتيل من الطائفة السنية وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تلك المجزرة ارتكبتها الأجهزة الأمنية السورية والميليشيات المسلحة الموالية لها على أساس ” طائفي “. وحدثت نفس المجزرة في قرة “البيضا” التي تقع وسط قرى موالية للنظام السورية حيث سقط ما يقارب 200 قتيل من الطائفة السنية .
ولقيت الحادثة تنديدا دوليا، بينما اعتبرتها المعارضة السورية عملية “تطهير عرقي” في المدينة سوري والموالين له . وأبرز تلك المشاهد كانت في قرية “البيضا” السنية منذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد منذ أكثر من ثلاث سنوات في فديو كان الأشهر في بداة الثورة .
فيما هجّر معظم المعارضين للنظام السوري في محافظة “طرطوس” من المناطق التي يسكنونها تحت قمع النظام والميليشيات الموالية له ، بطرق مختلفة حيث بدأت قوات النظام  باعتقال النشطاء وتعذيبهم وتضييق الخناق عليهم إلى أن أصبحت المجازر منظمة ومستهدفة المناطق السنية .
ويتوزع سكان محافظة “طرطوس ” البالغ عددهم 900 ألف ، و86% من العلويين و9% من الطائفة المسلمة السنية ويتركز وجودهم في الحي القديم في مدينة طرطوس والباقي في مدينة بانياس التابعة للمحافظة نفسها . و4% مسيحيون . و1% من الطائفة الإسماعيلية .
____________
تقرير : إبراهيم الشمالي
مراسل مركز أمية الإعلامي
18-10-2014
=====================
التجمع السوري العلوي للعلويين في سوريا : لعدم الانخراط في الخدمة العسكرية في صفوف النظام
القرطاس
الثلاثاء         21             تشرين الأول           2014
دعا التجمع السوري العلوي العلويين في سوريا إلى عدم الانخراط في الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام السوري، والشروع في المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب السوري.
واعتبر التجمع في بيان أن صمت العلويين إزاء مقتل أبنائهم يعني القبول بكل المذلات والإهانات التي ألحقت بهم، والقبول بالتضحية من أجل استمرار عائلة  الأسد في توريث الكرسي.
وأشار التجمع العلوي في بيان إلى أن عدد قتلى أبناء الطائفة العلوية، خلال حرب الكرسي بحسب وصف البيان، وصل إلى أكثر من 60 ألف شاب، وأكثر من 100 ألف جريح ومعاق.
=====================
علويون يتهمون الأسد بتدبير تفجيرَي حمص
ارم نيوز
دمشق – اتهم علويون معارضون، اليوم الخميس، نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير التفجيرين اللذين هزا، الأربعاء، حي عكرمة في مدينة حمص، والذي تسكنه أغلبية علوية.
وقال المعارض العلوي البارز وعضو المجلس الوطني السوري، الصحفي نزار نيوف، في تصريح له، “إنّ المخابرات العسكرية الأسدية تقف وراء تلك التفجيرات لإثارة المزيد من الأحقاد داخل الطائفة، التي شكلت وقوداً يحترق ليستمر الأسد في حكمه”.
فيما قال الدكتور ناصر النقري، وهو معارض علوي: “إنّ تفجير حمص، الأربعاء، حصل أمام منزلي وحصد أرواح الأبرياء من الأطفال وآبائهم، ومنهم أحد أقربائي المهندس مضر النقري، وكان بتدبير من المخابرات، وأنا أتهم بشار شخصيّاً ومعه “حزب الشيطان” (أي حزب الله) بارتكاب الجريمة المروعة، وأتمنى من الجميع أن يصحوا ولو متأخرين!”.
وأضاف: “عدونا جميعاً كسُنة وعلويين هو بشار الأسد وشيخه الدجال حسن نصر اللات”. وأكد أن الشيعة في سوريا تحولوا إلى أداة قتل تحصد أرواح السوريين، خدمة لمشروع إيران الفارسي.
يذكر أن حي عكرمة الواقع في مدينة حمص شهد البارحة انفجار سيارتين مفخختين، راح ضحيتهما عدة أشخاص، غالبيتهم من أطفال المدارس. حيث قتل العشرات في التفجيرين قرب المدرسة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن 32 شخصاً على الأقل بينهم عشرة أطفال قتلوا وجرح 115 آخرون في التفجيرين اللذين وقعا قرب المدرسة في حي عكرمة الذي تقطنه غالبية موالية للنظام”.
لكن”المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، ومقره لندن، أشار إلى مقتل 41 طفلاً، في حين ما زال هناك العديد من المفقودين في التفجيرين.
ونقلت “سانا” عن مصدر في محافظة حمص أن “إرهابيين فجروا سيارة مفخخة أمام مدرسة عكرمة الجديدة، وبعدها بدقائق فجر إرهابي انتحاري نفسه أمام مدرسة عكرمة المخزومي لإيقاع أكبر عدد من الإصابات بين صفوف المواطنين”.
وأشارت “سانا” نقلاً عن مصدر حكومي أن أحد التفجيرين استخدمت فيه سيارة مفخخة كانت تحوي ثلاث أسطوانات غاز كل منها مفخخة بنحو سبعة كيلوغرامات من مادة “السي فور” شديدة الانفجار.
=====================
طرطوس "أم الشهداء" رغم بقائها في منأى عن الحرب
الغد الاردنية
طرطوس- تنتشر في الشارع الرئيسي لمدينة طرطوس في غرب سورية صور عسكرييين ومقاتلين موالين للنظام قتلوا في المعارك المستمرة في سورية منذ ثلاث سنوات: المنطقة التي تعتبر خزانا بشريا للقوات النظامية المقاتلة ظلت في منأى عن العمليات العسكرية، لكنها تعد العدد الأكبر من "الشهداء".
على جدران محطة الحافلات المركزية في المدينة صور القتلى، غالبيتهم من الشباب، باللباس العسكري ويحمل كل منهم رشاش كلاشينكوف. في خلفية الصورة، مظلات، صور للرئيس بشار الاسد ووالده الرئيس حافظ الاسد، واحيانا العلم السوري او... صورة المسيح.
على ابواب المحال التجارية الزجاجية، صور كبيرة "للابطال الشهداء". في ساحة الشهداء لوحات كتبت عليها اسماء المقاتلين والجنود الذين "استشهدوا في الحرب ضد الارهاب".
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين انه وثق مقتل اكثر من 162 الف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011، بينهم 61170 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها.
ويقول محافظ طرطوس نزار موسى "تمت تسمية طرطوس ام الشهداء لأنها المحافظة التي تعد نسبيا (بالمقارنة مع عدد السكان) العدد الاكبر من القتلى في الجيش وفي قوات الدفاع الوطني، وهو 4200 يضاف اليهم الفا جريح والفا مفقود. لا يوجد حي ولا قرية لم تنل نصيبها من الشهداء".
ويبلغ عدد سكان محافظة طرطوس 900 الف.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان نصف عدد الجنود والمسلحين الموالين للنظام القتلى يتحدرون من طرطوس.
ويشعر سكان طرطوس بالفخر لمساهمتهم في الدفاع عن الوطن.
ويقول أحمد خضور العائد من دفن شقيقه حسن (40 عاما) العنصر في قوات الدفاع الوطني خلال مشاركته في القتال في منطقة حدودية مع تركيا، "حدود طرطوس ليست حدود المحافظة، بل حدود سورية".
ويضيف فيما وقفت الى جانبه شقيقته تبكي بغزارة "ابناء طرطوس يقاتلون في مناطق اللاذقية (غرب) وحلب (شمال) والقلمون (شمال دمشق). يذهبون في كل مكان ويسقطون شهداء الدفاع عن الوطن".
ويقول موسى ان اكثر من عشر سيارات اسعاف تأتي كل يوم الى مطار اللاذقية لنقل جثث تصل اليه من مناطق مختلفة في البلاد.
ويقول رامي عبد الرحمن ان "الساحل والطائفة العلوية هما الخزان البشري للنظام"، مشيرا الى ان "الخطاب الطائفي ضد "النصيريين" (العلويون) لبعض المجموعات المتطرفة اعطى النظام اوراقا اضافية لتشجيع العلويين على الانخراط في القتال".
ويضيف "انهم يقاتلون حتى النهاية، واثقين بان الخيار الوحيد هو إما بشار الاسد وإما نهاية العلويين".
في مقبرة طرطوس، يرتفع علم سوري فوق حوالي مائة مدفن الى جانب صور للضحايا.. وعلى مدافن اخرى، ارقام للضحايا المجهولي الهوية. وتنتشر الزهور في كل مكان.
ويوضح المحافظ ان الالتحاق الكثيف بالقتال في المحافظة اسبابه اقتصادية وعقائدية. ويقول "المنطقة فقيرة، ولا توجد فيها اراض زراعية كافية او مصانع كثيرة وقطاع خدمات ضيق. لذلك، يلتحق كثيرون بالجيش". الا انه يشير الى ان طرطوس "هي المحافظة الوحيدة التي اختفت فيها الأمية، والناس الذين يعرفون القراءة والكتابة، أدركوا حجم المؤامرة على بلادهم ويريدون وقفها".
وأنشئ في 2013 "مكتب للشهداء" في كل محافظة لمساعدة العائلات. وتقول مديرة مكتب طرطوس منى ابراهيم، الأرملة من ضابط في الجيش قتل في 2011 في حمص (وسط)، "استقبل يوميا حوالي مائة أرملة ويتيم، وأحاول مساعدتهم عبر مخصصات من الدولة لهذا الغرض".
ويقول فابريس بالانش، الاختصاصي في علم الجغرافيا والخبير الفرنسي في الشؤون السورية، ان سكان محافظة طرطوس يتوزعون بنسبة 80 في المائة من العلويين وعشرة في المائة من السنة وتسعة في المائة من المسيحيين وواحد في المائة من الاسماعيليين. ويشير الى ان تسعين في المائة من العلويين يعملون في ادارات الدولة وفي الجيش.
ويضيف "عندما بدأت الأزمة، أنشئت مليشيات ولجان مسلحة لدعم الجيش. ثم تم استدعاء الاحتياط: كل الرجال بين عشرين وأربعين سنة في المناطق العلوية تقريبا تجاوبوا مع نداء النظام للدفاع عنه".-(ا ف ب)
=====================
طرطوس تنتفض ضد نظام الأسد
17 أكتوبر, 2014     372 مشاهدة
 
خرجت تظاهرات لأول مرة في تاريخ الثورة السورية ، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 ،  للعلويين في طرطوس معقل نظام الأسد للمطالبة بإسقاط النظام ورموزه.
وأفاد ناشطون أن تظاهرة نظمها الشباب والشابات العلويون خرجت  يوم الثلاثاء  في شارع العريض وسط مدينة طرطوس السند الرئيسي للأسد للمطالبة لأول مرة في تاريخ الثورة بإسقاط كافة رموز النظام والمعارضة معًا.
كما أكد النشطاء أن قوات الأسد قامت باعتقال جميع المشاركين في التظاهرة وتم اقتيادهم إلى فرع المخابرات العسكرية.
وكان نشطاء في مدينة طرطوس أبرز معاقل نظام الأسد أطلقوا حملة بعنوان “صرخة” في الأيام الأخيرة بغية إيقاف حرب النظام الطائفية في سوريا وخاصة مع تزايُد عدد قتلى العلويين، وقاموا بتوزيع منشورات كتب عليها “الكرسي لك والتابوت لأولادنا” و”الشارع بدو يعيش”، مستنكرين زجّ النظام بأولادهم وطائفتهم مقابل تمسكه بكرسي الحكم.
وتعتبر مدينة طرطوس الساحلية المعقل الرئيسي للأسد على مدى أكثر من ثلاث سنوات بعيدة عن المعارك، لكنها سجلت أكبر عدد لقتلى العلويين على الإطلاق، حيث قدر نشطاء أن نصف قتلى النظام البالغ عددهم نحو 61 ألفًا ينحدرون من طرطوس.
ويتوزع سكان محافظة طرطوس البالغ عددهم 900 ألف، 90% من العلويين، و الباقي 9% مسيحيون، و1% إسماعيليون. فيما تقدر نسبة العاملين في إدارات دولة النظام والجيش من العلويين بـ 90%.
خاص بالسكينة . سعيد الكحل.
=====================
الأسد سيلقى معارضة من طائفته العلوية ذاتها إذا ربح الحرب..يعتقدون أنه يدين لهم بالفضل وينتظرون «المقابل»
الشرق الاوسط
دمشق: آن برنارد
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس بشار الأسد لإعادة انتخابه رئيسا للبلاد مرة أخرى وسط وعود بتحقيق النصر على المعارضة بحلول نهاية العام، يقول سوريون موالون للنظام ومحللون في المنطقة إن نجاح الأسد - في حال تحقق - سوف يجعله أمام تحد جديد؛ ألا وهو مطالب التغيير التي سيطرحها أنصاره المقربون، الذين يعتقدون أنه يدين لهم بالفضل الأول في الخروج من تلك المحنة سالما.
يقول بعض الموالين للأسد إن السوريين، الذين يرجع إليهم الفضل الأول في إبقاء الأسد واقفا على قدميه، باتوا على علم أخيرا من أنه اعتمد عليهم بشكل أساسي في حربه ضد المعارضة، وعليه، فإنهم سوف يدفعون باتجاه الحصول على نصيب أكبر في السلطة إذا ما أحسوا بالأمان من خطر انتقام المتمردين.
غير أنه وللمفارقة، كتب يزيد صايغ، وهو محلل يعمل في مركز كارنيغي لـ«الشرق الأوسط» في العاصمة اللبنانية بيروت، أن النصر قصير المدى، الذي سيحققه الأسد، «ربما يكون الشيء الوحيد القادر على تمهيد الطريق أمام ظهور معارضة حقيقية من بين صفوف الدوائر والاجتماعية والقاعدة المؤسسية لنظام الأسد نفسه».
ويرجع الفضل إلى حد كبير في بقاء الأسد في السلطة إلى قوة وتلاحم وتضحيات مجموعتين متداخلتين: أعضاء أقلية الطائفة العلوية، الذين يتولون المناصب القيادية ويخدمون في صفوف قوات الأمن بشكل لا يتناسب مع النسبة التي يشكلونها من عدد سكان سوريا، والقادة العسكريين الكبار، الذين ينتمون لمجموعة متنوعة من الطوائف الأخرى. ومع المعاناة الشديدة بسبب خسائر الحرب والشعور بالإحباط في بعض الحالات بسبب سياسات الرئيس الأسد، بدأ بعضهم يصرحون بأنهم يستحقون مشاركة أوسع في السلطة ومزيدا من الثروة والفرص التي يحتكرها الأسد والمقربون منه.
وفي قلب العاصمة السورية، نمى مؤخرا إلى علم رجل في منتصف العمر، يعمل بإحدى المهن ولديه أصدقاء في الجيش والنخبة الحاكمة، أن أحد الضباط الكبار قد قُتل في إحدى المعارك. ويقول الرجل، معلقا على مقتل الضابط، إنه عندما يتحقق النصر للنظام - وهو يصلي من أجل أن يتحقق - سيبعث مناصرو النظام الأقوياء رسالة، يدخرونها حتى يأتي النصر، للأسد مفادها: «يجب عليك أن تدفع ثمن وقوفنا إلى جانبك».
وبسبب خطورة الحديث عن تلك القضية في سوريا، فقد طلب ذلك الرجل وباقي الأشخاص، الذين جرت معهم مقابلات في هذا التحقيق، عدم الكشف عن هويتهم.
وخلال وصفه لموقف العلويين الموالين للأسد، وكذلك آرائه الخاصة، التي تعكس اتجاه عدد صغير - لكنه في تزايد مستمر - من أعضاء المؤسسة الأمنية، يقول الرجل: «لقد بذلنا كل شيء، نعم كل شيء. لكننا لن نتخلى عن سوريا هذه المرة ونقدمها هدية للأسد ونقول له (ها نحن ذا، ها هي سوريا، افعل بنا ما يحلو لك)». ويمضي الرجل قائلا: «إننا نقاتل من أجل بلدنا وليس من أجل هذا الرئيس».
وفي حين يشكل السنة الغالبية العظمى من المجندين في القوات المسلحة، تتولى النخبة العلوية المناصب الهامة، كما انخرط الكثير من العلويين مؤخرا في الميليشيات الجديدة التي شكلتها الحكومة. ولم توفر الحكومة إجابة واضحة حتى الآن عن الأسئلة التي يجري طرحها عن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش، غير أن هناك تقارير تقدر أعداد القتلى بعشرات الآلاف.
ويقدر سكان بعض القرى ذات الأغلبية العلوية الخسائر في القوات العسكرية بقولهم إنهم فقدوا واحدا من بين كل عشرة رجال. ويحتفظ بعض المقاتلين الشباب بصور على هواتفهم الجوالة لأصدقاء وأقارب لهم لقوا حتفهم. ويتخلل تلك الصورة في بعض الأحيان لقطات تظهر تورط هؤلاء الأصدقاء في بعض الأعمال الحكومية القذرة، مثل استعراض بعض الجثث، التي جرى التمثيل بها، أو الاستعداد لإلقاء البراميل المتفجرة.
ويقول الكثير من العلويين وضباط الأمن إن الصراع الحالي زاد من إعجابهم بشخصية الأسد، الذين يرونه يقف في وجه العدوان الغاشم من العالم أجمع. وسوف يكون من الصعب على العلويين أو غيرهم القريبين من دوائر السلطة الخروج ضد الأسد باستخدام أو من دون استخدام السلاح. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان، أثبت الأسد ووالده أنهما بارعان في منع وصول أي قيادة بديلة للعلويين إلى سدة الحكم في سوريا، كما استطاعا بناء أجهزة تجسس متداخلة مع بعضها البعض لمنع حدوث أي انقلابات عسكرية.
غير أن بعض المحللين، بمن فيهم يزيد صايغ، يقولون إنه في حال ظهر أي نوع من أنواع المعارضة بين صفوف مناصري النظام الأساسيين، فلن يستطيع الأسد القضاء عليها بالقوة، وهي المهمة التي أوكلها إلى جماعات المناصرين تلك والتي ساعدته في البقاء في السلطة حتى هذه اللحظة.
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن ثلاثة رجال على الأقل من الدائرة الصلبة لنظام الأسد - مسؤولين علويين أو أقربائهم - اتصلوا بهم وأخبروهم أن الكثير من العلويين يشعرون بأنهم محاصرون ومحبطون بسبب سياسات الأسد، لكنهم ليسوا مستعدين لتحديه فيما يرون أنها معركة من أجل البقاء.
ويقول رجل أعمال علوي ينتمي لعائلة ذات نفوذ في قطاع الأمن، إن هؤلاء يعتقدون أن المتمردين عازمون على القضاء عليهم، سواء من وجهة نظر دينية متطرفة أو لأنهم يرون أن العلويين متورطون فيما يفعله نظام الأسد. لكنه أضاف أنه إذا انحسر التهديد من قبل المتمردين، فإنه من الممكن أن يواجه الأسد معارضة علوية منظمة لم تحدث منذ صعود والده، حافظ الأسد، إلى كرسي الحكم في عام 1970.
ويضيف رجل الأعمال، الذي أجريت مع عدة مقابلات في بيروت ودمشق، أنه في حال حدوث مثل ذلك التمرد من جانب العلويين، فإن الكثير من العلويين سوف «يتحدون» ويرفضون البقاء «في جيب» الأسد.
وقد عانى العلويون، إحدى طوائف الإسلام الشيعي، طويلا من الاضطهاد والفقر. وقد استطاع حافظ الأسد توفير سبل جديدة، معظمها من خلال الوسائل العسكرية، لتحقيق الرفاهية للعلويين، لكنه، على الجانب الآخر، قمع القيادات الدينية والعشائرية الأخرى، واستبدل الهوية العلوية، كما يسميها حفنة من المعارضين العلويين، بنظريته في عبادة الدولة.
وقد عبرت بعض العشائر العلوية طويلا عن استيائهم من أسرة الأسد واتهموهم بأنهم يمثلون أسوأ الأمثلة في التاريخ على نكران النعمة. وازداد الشعور بالاستياء عمقا عندما أطلقت الميليشيات الحكومية الجديدة يد نفر من الشباب، الذين يتصرفون بوقاحة واستبدادية.
يقول فريدريك هوف، الذي تولى مسؤولية الملف السوري في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى عام 2012، إن مسؤولا علويا آخر قريبا من أجهزة الدولة وصف له «البؤس» الذي تعيش فيه الطائفة العلوية، التي تشعر أنها «متهمة ومنبوذة من قبل بقية الشعب الذي يعيش في بؤس مطلق»، لكن مصدر الخوف الرئيس بالنسبة لهم هم المتمردون.
ويضيف هوف أن شخصيات أخرى عبرت عن نفس الفكرة للكثير من المسؤولين الأميركيين. وفي الوقت الذي عبر فيه البعض عن غضبهم من فشل الأسد في القضاء على خصومه بشكل أقوى وأسرع، أبدى آخرون استياءهم من فشله في تقديم بعض التنازلات السياسية المهمة لتفادي الصراع الحالي، الذي فت كثيرا في عضد العلويين ولم يترك لهم «أي فرصة للشعور بالندم والأسف على ما فعلوه».
ويضيف رجل الأعمال أن السبيل الوحيد للتوصل إلى عملية انتقال سياسي تحافظ على أركان الدولة من الانهيار، وهو الهدف الذي أعلنته الإدارة الأميركية، هو إقناع الأسد بالتنحي علن السلطة، ربما خلال عدة سنوات، لشخصية علوية أخرى تكون قادرة على إقناع قوات الأمن أنهم يستطيعون التوقف عن القتال بأمان.
ويرفض هوف فكرة أن الأسد سيوافق على تقاسم أو التخلي عن السلطة طواعية، مشيرا إلى أن «بشار الأسد ورفاقه لا يقلقون أبدا بشأن مصير الطائفة العلوية».
في العلن، يسيطر على حداد العلويين على قتلاهم مشاعر الفخر والوطنية. يقول رجل الأعمال إنه خلال تشييع إحدى الجنازات وبخ رجل أبناءه، قائلا لهم إنه يشعر بالخجل لأن أحدا منهم لم يمت خلال المعارك. أما في السر، فالجميع يشعرون بالإرهاق والتعب من ذلك الصراع.
حتى في قرية القرداحة، مسقط رأس أسرة الأسد، تنتشر حالة من التذمر بين سكانها. ففي الجزء الخلفي من أحد المتاجر خلال الخريف الماضي، همس مالك المتجر قائلا إن بعد كل تلك التضحيات التي قدموها، يريد الناس «المقابل»، وهو الوظائف ووضع حد للفساد المستشري.
في الآونة الأخيرة، بدأ العلويون في القرداحة - معقل الطائفة الساحلي - يشتكون من أن تركيز الأسد على حماية العاصمة دمشق جعلهم عرضة للكثير من المخاطر. وقد تحدثت تقارير عن أن الميليشيات الحكومية، التي جرى تشكيلها للدفاع عن قراهم، رفضت أوامر بالانتشار في أماكن أخرى.
وعلى الرغم من ذلك، تشكلت في الوقت الراهن دائرة طائفية من الانتقام، حيث قام المقاتلون الموالون للحكومة، الذين يسيطر عليهم كالعادة العلويون، بتعذيب وذبح المدنيين من السنة. وعلى الجانب الآخر، قام السنة المتطرفون بتصوير فيديوهات تصورهم وهم يقومون بقطع رؤوس العلويين.
لقد أصبحت التهديدات جزءا من حياة السوريين اليومية، وهو ما يجعل الموالين للأسد يفكرون ألف مرة قبل الاتجاه لمعارضة النظام الأسدي. تقول طبيبة علوية، كانت تمارس رياضة الجري في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بها في مدينة اللاذقية، إنها تلقت مكالمة على هاتفها الجوال، وكان الرقم يخص أحد مرضاها، لكن المتصل هذه المرة كان أحد المتمردين، الذي أخبرها بأنه ذبح صاحب الجوال.
تقول الطبيبة، «إننا نحتاج بالفعل للتغيير. لكن لو أن الأمر بيدي، فسأسعى لحل المشكلة الأساسية التي نتفق عليها جميعا».
* خدمة «نيويورك تايمز»
=====================
صحفي فرنسي قريب من نظام بشار الاسد:العلويون في سوريا في مأزق
جورج مالبرونو : صحيفة الفيغارو الفرنسية
 قال العسكري المتقاعد أبو رامي: “مات ابني رامي (26 عاماً) دفاعاً عن أرضه التي يريد إرهابيو داعش سرقتها منا. سنقاتل حتى الموت، ليس أمامنا خيار آخر، وإلا سنموت جميعاً”. إنه الانطباع السائد لدى الأقلية العلوية التي تعيش في القرى المبعثرة على الهضبة المطلة على الساحل المتوسطي. يرغب الإسلاميون الراديكاليون بالسيطرة على هذه المنطقة التي يسكنها أعداؤهم الأزليون.
     تسيطر الأقلية العلوية (12 % من السكان) على قمة القوات الأمنية وبنسبة أكبر بكثير من عددها، الأمر الذي يؤجج انتقادات المعارضين. رامي هو أحد الشهداء الستة عشر في قرية بستان الباشا العلوية (2000 نسمة) التي تقع على بعد خمسة عشرة كيلومتراً شمال اللاذقية. هذه القرية هي معقل عائلة أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد. إن الثمن الواجب دفعه للدفاع عن النظام مرتفع سواء في هذه القرية أو في أي مكان آخر. هناك العشرات أو حتى المئات من القتلى في كل قرية بسبب المعارك، وتصل جثثهم بشكل شبه يومي إلى مطار اللاذقية والمستشفى العسكري القريب منه. أصبحت صور الشهيد تطغى على صور بشار الأسد في كل مكان بهذه المنطقة.
     هل ماتوا دفاعاً عن النظام؟ أم عن منازلهم؟ إنه سؤال صعب في مجتمع تعلم إسكات أفكاره، ولكن الحرب الأهلية أطلقت الألسنة. قال أحد العسكريين في القرداحة: “هناك النظام، وهناك المؤسسات، أي المستشفيات والمدراس. تريد الدول الخارجية تدمير كل شيء، ولكنني أريد حماية منزلي وأرضي وأطفالي وبلدي. إن العلويين يحمون النظام قبل بشار، وربما بعده”. هذا هو ترتيب الأولويات الذي كرره أحد جيرانه في بستان الباشا. إنهم يدركون جيداً أنهم يدافعون عن السلطة التي تحميهم من انتقام داعش وبقية المتمردين الإسلاميين. ولكنهم يعرفون أيضاً أنه بعد أربع سنوات من التضحيات أصبح مصيرهم مرتبطاً جداً بالسلطة. إن العلويين في مأزق، ولا يريدوا العودة إلى هيمنة تجار البورجوزاية السنية الذين كانوا يُشغلون بناتهم في أعمال شبه عبودية خلال سنوات الستينيات. إن معنوياتهم متقلبة دوماً. قال الوزير العلوي السابق محمد سلمان الذي يعيش تحت المراقبة حالياً: “تظاهر بعض العلويين ضد السلطة في بداية الثورة، ثم تم اعتقالهم. ولكن مع أسلمة التمرد وعجز إدارته عن طمأنة الأقليات، أحس العلويون بالخوف من بعض الشعارات مثل: المسيحيون إلى بيروت والعلويون إلى التابوت”.
     تسلل المتمردون ليلاً إلى العديد من القرى العلوية في شهر آب 2013، وقتلوا بوحشية حوالي مئتي شخص، أغلبهم من الكبار في السن غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم. إنها صدمة عنيفة لهذه القرى المعزولة التي تحميها قوات الدفاع الوطني. تأسست بعد هذه المأساة ميلشيا جديدة اسمها (صقور الصحراء) بتمويل من أحد رجال الأعمال في اللاذقية اسمه أيمن جابر. يرتدي رجال هذه الميليشيا الزي الأزرق ويحظون بتقدير أكبر بالمقارنة مع وقوات الدفاع الوطني التي تُتهم دوماً بالسرقة في المدن المختلطة مثل اللاذقية.index
     إن توفير الطمأنينة للأقلية العلوية هو أحد الأهداف الأساسية للسلطة. في بستان الباشا، يدفع رامي مخلوف رواتب عناصر الميليشيات وتعويضات عائلات الشهداء ويرسل الطعام إلى الفقراء. قال أبو رامي: “أعطانا رامي مخلوف ألفي ليرة من أجل جنازة ابني، ويدفع لنا خمس عشرة ألف ليرة شهرياً”. لا أحد يدّعي أن رامي مخلوف يسعى إلى التوقف عن الأعمال السيئة. قال رجل أعمال لا يريد الكشف عن اسمه: “بدأ الناس يشعرون بالتقدير تجاه رامي مخلوف. عندما تدفعون، تكسبون القلوب. ولكن لا تعتقدوا أن جميع العلويين مثل رامي مخلوف، نحن فقراء! انظروا إلى قرانا”.
     ينقسم المجتمع التقليدي العلوي إلى عشائر. لا تتسامح السلطة مع المعارضة داخل هذا المجتمع. تم اعتقال المعارض لؤي حسين في دمشق قبل شهر، واختفى عبد العزيز الخير قبل أكثر من سنتين. تظهر بعض الانتقادات السرية وراء الإجماع الظاهري. قال أحد سكان القرداحة: “عندما يذهب الكبار في السن لزيارة ضريح حافظ الأسد، إنهم يبكون أحياناً، ويصلون قائلين: كان من الممكن أن تكون الأمور معك مختلفة. لقد أدركوا أن بشار أدار الأزمة بشكل سيء”. احتج العلويون في حمص مؤخراً ضد المحافظ غير القادر برأيهم على حمايتهم. إن مراسيم الدفن في أغلب الأحيان هي مكان للاعتراضات الصامتة، وحتى من قبل المسؤولين السابقين في النظام مثل قائد القوات الخاصة خلال الثمانينيات اللواء علي حيدر الذي انتقد بشار الأسد خلال جنازة أحد الجنود الشباب في قريته بيت ياشوط من بين مئتي جندي قُتلوا منذ عام 2011.
     قال رجل الأعمال الذي لم يرغب بذكر اسمه: “عاد أحد أقاربي المتطوعين في الجيش بإدلب بعد موت أخي. لم يتمكن من رؤية زوجته وأطفاله منذ ثلاثة أشهر. اضطر إلى تغيير سيارته ثلاث مرات، واللجوء إلى الحيلة. أخبرنا ببعض المعلومات الجديدة عن الجبهة. إن الجيش صامد، ولكن ينقصه الرجال، ولا يستطيع الحفاظ على المواقع التي يسيطر عليها. وصل قريب آخر لي من حلب التي يتمركز بها في أحد مواقع الحرس الجمهوري بالقرب من المطار، قال أن الأمور جيدة، ولكن الوضع صعب جداً في الشمال والشرق، واشتكى من أن قائده العسكري هو إيراني. ولكن الجميع يؤكدون بأنهم لن يتركوا البلد أبداً للإرهابيين، حتى ولو أن بعضهم سيطلبون محاسبة بشار”. قال أحد المعلمين السنة الذين يتواصلون مع جيرانه العلويين: “إذا عاد الهدوء يوماً ما، يجب على بشار أن يحذر من العلويين الذين سيطالبون ببعض التغييرات، ولاسيما ضد أولئك الذين اغتنوا من حوله، لأن العلويين هم الذين دفعوا ثمن بقائه”.
     ما زالت الأقلية العلوية تتحمل الألم دون كلام على الرغم من الصعوبات، ويبدو أن احتمال حصول انقلاب دولة داخلي ما زال مستبعداً بعكس التوقعات المستمرة من قبل قادة المعارضة. لم تغادر إلا بعض العائلات القليلة من هذه المنطقة إلى لبنان، ويسود شعور عام في هذه المنطقة الجبلية بأنهم يعيشون اليوم استراحة مؤقتة. ساهم التقدم الذي حققه الجيش عام 2014، ولاسيما إغلاق المدخل الشمالي إلى المنطقة العلوية، في بعث الطمأنينة. قال المُعلم السني المشار إليه أعلاه: “لقد أدركوا أن الولايات المتحدة لا تريد مهاجمة النظام. وعندما يشاهدون الفوضى في ليبيا ومصر، يقولون لأنفسهم أن جاذبية الثورة تضاءلت لدى جيرانهم السنة المعتدلين”.
     استقبلت المنطقة العلوية عشرات آلاف اللاجئين من حلب وحمص وحماة، وأغلبهم من السنة، الأمر الذي غيّر التوازنات السكانية. قال أحد الصحفيين في طرطوس هامساً: “ليس من المعتاد رؤية النساء اللواتي يرتدين الحجاب”. ما زال رجال الأعمال يستطيعون الذهاب إلى موسكو والسعودية بفضل مطار اللاذقية، وأعرب أحد الشباب المصرفيين عن سروره بأن الطريق إلى دمشق آمن، ويسمح له برؤية عائلته في العاصمة كل أسبوعين. على الرغم من ذلك، هناك قناعة لدى الكثيرين بأنه “لا يمكن ردم الهوة قبل عدة عقود” مع الإسلاميين السنة على الأقل. حصل العلويون على الأسلحة منذ بداية التمرد، وازدادت المراقبة على السنة. قال أحد عناصر قوات الدفاع الوطني: “إذا وصلت سلطة سنية راديكالية إلى دمشق يوماً ما، فإن العلويين سيواصلون الحرب انطلاقاً من جبالهم”، مشيراً إلى إقامة منشآت عسكرية استراتيجية بعيداً عن أعين الفضوليين في بعض القرى الجبلية. إنه لا يريد سماع أي حديث عن دولة للعلويين فقط في حال تدهور الوضع بالنسبة لبشار الأسد، ويقول: “نحن ضد تقسيم البلد. إن سورية ليست اللاذقية أو دمشق فقط، بل حلب وحمص ودرعا أيضاً”. 
=====================
العلويون بسوريا.. قلق وتوتر ورصاص
بنان الحسن-اللاذقية
الجزيرة
تمثل منطقة الساحل الثقل الروحي والاجتماعي الأبرز للطائفة العلوية بسوريا، خصوصا وأنها تضم مدينة القرداحة التي ينحدر منها الرئيس بشار الأسد.
ويمثل العلويون نسبة 40% في مدينة اللاذقية و60% في منطقة الساحل بشكل عام. لكن القرداحة فقدت الكثير من زخمها بعد حادثة مقتل قائد الجيش النظامي هلال الأسد في مارس/آذار الماضي.
ويقول أكرم عجيب -وهو ضابط علوي ترك عمله في الآونة الأخيرة- إن هناك توترا متزايدا بين العلائات العلوية في القرداحة.
مكانة القرداحة
ويضيف عجيب للجزيرة نت أن القرداحة فقدت هيبتها وقوتها. ويؤكد أن بعض عناصر الجيش تركوا مواقعهم ومنهم من التحق بما يسمى "قوات المقاومة السورية"، بينما التحق البعض بسليمان بن هلال الأسد الذي لم يتجاوز العشرين عاما.
ويقول إن هناك عوائل لها وجود كبير وثقل اجتماعي مثل آل إسماعيل وخير بيك والخير التي عانت من التهميش خلال حكم آل الأسد، مما جعلها تحقد على النظام وترفض سياسته الدموية، وفق روايته.
وحسب الضابط المنشق فإن الوضع السوري الراهن أيقظ الخلافات بين أنصار عائلة الأسد والناقمين عليها من العلويين.
ويلفت إلى أن بعض العوائل العلوية في القرداحة لم تتلطخ أياديها بالدم السوري ولم يشارك أفرادها في قمع الثورة إلى جانب قوات النظام.
وحسب عجيب فإن التوترات العائلية العلوية باتت مشهدا يوميا وكان آخرها الأربعاء عندما قام بعض العناصر المسلحة التابعة لسليمان بن هلال الأسد بإطلاق النار على أحد أبناء الطائفة حاول الهرب بمبلغ مالي حصل عليه من شراكته بأحد العقارات، مما استدعى نقله للعلاج باللاذقية.
اشتباك ورصاص
وحصل اشتباك آخر قبل أربعة أيام بمدينة القرداحة عندما تسرب خبر عن خلاف بين عائلة الأسد وآل إسماعيل.
ويرجح أبو عمر خالد -وهو أحد رجال الأعمال المرتبطين بعائلة الأسد- أن يكون سبب هذه الاشتباكات ارتفاع عدد القتلى من عائلة إسماعيل خاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الفرقة 17 بمدينة الرقة بشرقي سوريا.
ويضيف أن خلافات العائلات العلوية تصاعدت في الآونة الأخيرة وبات مألوفا سماع أصوات الرصاص في شوارع اللاذقية وبالذات في منطقة مارتقلا والكورنيش والشاطئ خصوصا بعد إعلان فوز بشار الأسد بفترة رئاسية جديدة.
ويقول إن معظم هذه الخلافات تعود لمصالح شخصية لاعلاقة لها بالشأن السوري العام. ويضيف أن هلال الأسد قتل في محاولته تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس بشار الأسد بدعم من عمه رفعت الأسد الذي يعيش في المنفى.
المصدر : الجزيرة
=====================
مقتل 60 ألف علوي منذ بدء الثورة السورية
الثلاثاء 27 ذو الحجة 1435هـ - 21 أكتوبر 2014م
دبي - قناة العربية
يشهد الشارع العلوي حالة غليان مرشحة للانفجار في وجه النظام السوري نتيجة لممارسات الأخير، وارتفاع أعداد القتلى في صفوف أبناء هذه الطائفة التي دفعت ثمناً باهظاً من أجل الحفاظ على كرسي الأسد.
ودعا التجمع السوري العلوي، في بيان له، العلويين في سوريا إلى عدم الانخراط في الخدمة العسكرية في صفوف قوات الأسد، والشروع في المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب السوري. واعتبر التجمع أن صمت العلويين إزاء مقتل أبنائهم يعني القبول بكل المذلات والإهانات التي ألحقت بهم، والقبول بالتضحية من أجل استمرار آل الأسد في توريث الكرسي.
وأشار التجمع العلوي إلى أن عدد قتلى أبناء الطائفة العلوية، خلال حرب الكرسي بحسب وصف البيان، وصل إلى أكثر من 60 ألف شاب، وأكثر من 100 ألف جريح ومعاق.
من جانبه، قال بسام يوسف، رئيس تحرير جريدة "كلنا سوريون"، خلال مداخلة مع قناة "العربية" من غازي عنتاب على الحدود التركية السورية، إن هناك استغلالا للطائفة العلوية واستغلالا لكل الموالين للنظام وليس فقط للطائفة العلوية.
وأضاف: "هذا النظام هدفه الوحيد هو الكرسي الذي يجلس عليه"، مشيراً إلى أن عدد القتلى من الطائفة العلوية قد يكون أكثر من 60 ألفا.
=====================
سوريا.. 40 إلى 60 ألف قتيل من العلويين منذ بدء الحرب
السبت 9 محرم 1436هـ - 1 نوفمبر 2014م
دبي - زين الروافدة
لا يزال العديد من المنتمين للطائفة العلوية موالين للنظام السوري، برغم ممارساته ورغم القتلى الذين وصلوا إلى عشرات الآلاف من صفوفهم. ويعتقد مراقبون أن نسبة من هؤلاء قد تكون معارضة سراً لكنها تخشى من عقاب النظام إن كشف أمرها.
فلهؤلاء طالما كانت سوريا تعني النظام، ورغم مقتل ما بين 40 إلى 60 ألف شاب وسقوط أكثر من 100 ألف جريح فإن شرائح مؤثرة لا تزال موالية له. تلك هي حال الطائفة العلوية، داعمة الأسد الرئيسية وعموده الفقري.
ففي طرطوس الساحلية التي لا يتعدى سكانها المليون نسمة تجد الولاء للنظام مستمراً على الرغم من أن نحو 4 آلاف من أبنائها قضوا منذ بدء الحرب، مشكلين نحو 10% من قتلى النظام. سبب لا يبدو أنه كاف ولا الأوضاع المعيشية والأمنية الصعبة لتغيير توجه الموالين للنظام السوري.
وهذا التوجه وإن كان الغالب، فإن أصواتاً معارضة نجحت في التمرد ورفع صوت المعارضة رافضة ما سمته "الإذلالات والإهانات والخروقات الإنسانية"، والتجمع السوري العلوي في بيانه الأخير كان خير دليل على ذلك، حين أعلن رفضه الموت جوعاً أو حرباً كما يرمي النظام داعياً جموع العلويين للاعتراض.
=====================
انقسامات العلويين ومستقبل الثورة في سوريا
علا عبدالحميد الرفاعي
ترجمة وتحرير نون بوست
يرى العديد من المسؤولين في دوائر السياسة في واشنطن، الأقلية العلوية في سوريا على أنها فقاعة متجانسة داخل سوريا، لكن مع ذلك، في الأشهر الأخيرة، كانت هناك علامات على الاقتتال الداخلي داخل العشيرة التي ينتمي إليها الديكتاتور السوري "بشار الأسد"، وعلى استياء متزايد بين العلويين، الذين ينتمي كثير منهم إلي الأجهزة الأمنية والعسكرية للدولة.
في الواقع، يبدو أن العلويين صاروا يريدون أن يروا نهاية قريبة لنظام الأسد، أكثر من خوفهم من فقدان السلطة للمعارضة السنية، يجب على دمشق إذن أن تولي اهتمامًا أكبر للصدوع بين عائلات نظام الأسد الكبرى والمقربين منهم في دمشق، وكذلك إلى المجتمعات المؤيدة والمعادية للأسد من المقيمين في المنطقة الساحلية على طول البحر المتوسط.
ظهرت علامات ازدياد التوتر داخل دوائر الأسد المقربة لأول مرة في أغسطس عندما دعا "دريد الأسد"، ابن عم الديكتاتور السوري، إلى استقالة وزير الدفاع "فهد جاسم الفريج"،  بعد إعدام نحو 120 جنديًا سوريًا في قاعدة الطبقة الجوية من قبل تنظيم داعش، ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، فإن قريب آخر للأسد، هو "حافظ مخلوف"، استقال "طوعًا" من منصبه في رئاسة المخابرات.
وفي نفس الوقت، أطلق نشطاء علويون حملة دعوا فيها فريج بـ "وزير الموت"، محتجين على ارتفاع عدد الوفيات العلوية منذ بدء النزاع، وفي الشهر نفسه اُعتقل محام موال للنظام بعد إطلاقه حملة على تويتر بعنوان #وينن، تدعو لمعرفة أماكن الجنود الـ120 الذين تحتجزهم داعش أسرى، يدعو النشطاء العلويون على نحو متزايد إلى تغيير النظام، كما لوحظ في بيان صدر مؤخرًا عن مجموعة تطلق على نفسها تجمع العلويين السوريين.
أكثر من 8000 من العسكريين الموالين للنظام من منطقة جبله العلوية في الساحل لقوا حتفهم ناهيك عن الآلاف في مناطق العلويين الأخرى الذين قضوا في الحرب كذلك، العوائل المكلومة خرجت إلى شوارع اللاذقية في أغسطس للمطالبة بعودة أبنائهم أو حتى جثثهم، كانوا يهتفون "إن شا الله بنحضر جنازة ابنك" مخاطبين الأسد.
في أوائل أكتوبر، خرج مئات العلويين غاضبين مطالبين بإقصاء المحافظ "طلال البرازي" بعد انفجار سيارة ملغومة قرب مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية؛ ما أسفر عن مقتل 17 معظمهم من الأطفال، محتجون آخرون دعوا إلى إسقاط الأسد من طرطوس، ووفقًا لناشطين على الأرض، فإن الأسر العلوية في اللاذقية تناقش سرًا سيناريوهات استبدال الأسد.
الانقسامات بين الطائفة العلوية ليست جديدة، لكنها هذه المرة تعكس رد فعل عنيف ضد محسوبية الأسد تجاه العشيرة التي ينتمي إليها "الكلاسية"، حيث تم حماية هذه العشيرة من أعباء الحرب، في حين كانت تعيش العائلات الأخرى مثل "الحيدرية" في ضيق شديد بسبب اضطرار أبنائهم للذهاب إلى الخطوط الأمامية لقتال الثوار، هذا الاستياء يبرز التوترات بين العلويين، حيث تعيش عائلات المسؤولين الحكوميين في ترف شديد، بينما يكافح البقية من أجل إطعام أطفالهم، كما أن العلويين الذين يعيشون في العاصمة هم أكثر اتصالاً بكثير من عائلة الأسد، وأكثر احتمالاً للحصول على المزيد من الامتيازات والوصول إلى السلطة.
في المقابل، فإن متوسط دخل المزارع أو التاجر الصغير المقيم في جبال اللاذقية أو حتى في القرداحة، مسقط رأس الأسد، لديهم نفوذ ضئيل إلا إذا كان لديه أحد أفراد الأسرة يعملون لحساب النظام.
ومن المفارقات أن العلويين الذين عاشوا في دمشق لسنوات عديدة يميلون إلى أن يعرفوا أنفسهم كدمشقيين، إلا عندما يكون إبرازهم لأصلهم مفيدًا لبناء علاقة متميزة مع النخب السياسية، هذا التواصل يمنحهم فرص الحصول على خدمات أفضل وحتى حرية أكبر للتهرب من القوانين والقواعد، حتى تلك التي نص عليها الدستور، وغالبًا ما يكون كافيًا لأحدهم أن يتكلم باللهجة العلوية، التي تُعتبر لهجة السلطة، في شوارع دمشق، لتجاوز أي موقف وحتى لإخضاع غير العلويين.
في اللاذقية الجبلية، الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية واضحة للغاية: يمكنك أن تعثر على الفقر المدقع والثراء الفاحش في حي واحد، بما في ذلك في القرداحة، معروف هناك أن أفراد عائلة الأسد وأصدقائهم وحلفائهم يتمرغون في الفيلات الفاخرة والدراجات النارية والسيارات الفارهة، التي غالبًا ما لا تحمل أرقاما كونها تم تهريبها، تراهم يسيرون بسياراتهم تلك مارين بأطفال حفاة يعيشون مع أهلهم في بيوت صغيرة من الطين بلا كهرباء ولا مياه، تتصرف هذه القلة المحظوظة مثل الملوك، فيما يدفع هؤلاء القرويون البسطاء ثمن الحرب الباهظ عندما تستخدم حكومة الأسد أبناءهم وبناتهم دروعًا بشرية على خطوط النار.
هؤلاء أيضًا هم من يتمردون ضد النظام، لكنهم عاجزون تمامًا، في الواقع، تم تسريب صور للتعذيب في سوريا، حيث أُعطيت خلسة لمتحف ذكرى الهولوكوست من قبل عضو في الجيش السوري يستخدم اسم "قيصر"، هذا الموقف وحده يقدم دليلاً على أن أعضاء الطائفة العلوية هم أيضًا من بين ضحايا وحشية الأسد.
ظهور الانقسام داخل الطائفة العلوية، رغم ذلك، لا يعني أخبارًا جيدة للمعارضة السورية، على سبيل المثال، خلال المظاهرات التي شهدتها طرطوس، دعا المحتجون العلوين لإسقاط المعارضة والنظام على حد سواء، من غير الواضح أيضًا أن يحدث انقلاب عسكري ضد الأسد، فحسبما يفترض البعض، بينما ارتفع الاستياء في دائرة الأسد الضيقة، قام بتدبير عملية اغتيال لخلية الأزمات خاصته، بما في ذلك زوج ابنته "آصف شوكت".
وعلى الرغم من أن النخبة السياسية العلوية أصبحت مرتبطة أكثر فأكثر بالفساد وإساءة استخدام السلطة، إلا أن بعض المجتمعات العلوية في الريف تبرز بشكل أقل فسادًا وتلوثًا، والد بشار، "حافظ الأسد"، الديكتاتور الذي حكم البلاد من 1970 حتى 2000، لم يكن فقط زعيمًا سياسيًا للعلويين، لكنه كان أيضًا أبًا روحيًا وشخصية دينية، على الرغم من ازدرائه المبكر للتقاليد العلوية؛ ولذلك، فإن الطائفة العلوية الأوسع لن تتمرد على نجل زعيمها المبجل، في عالم مثالي، فإن العلويين والسنة قادرون على تسوية خلافاتهما والتعاون لإسقاط الأسد وهزيمة داعش، لكن الواقع يبقى أن مثل هذا الخيار غير محتمل، هناك نقص هائل في الثقة بين هذين الجانبين، وأيضًا بين السنة والأقليات الأخرى مثل المسيحيين، أو الأكراد السوريين.
انعدام الثقة يأتي من عدم وجود أي عقد اجتماعي يحدد حقوق ومسؤوليات كل مجموعة، ومن فشل المعارضة السورية في مخاطبة العلويين وهذه المجتمعات التي ترنو للسلطة.
كانت الثورة السورية سلمية في أشهرها الستة الأولى، وخلالها تظاهرت جميع شرائح المجتمع ضد ديكتاتورية الأسد، لكنها آلت في النهاية إلى عنف طائفي نتيجة شراكة الأسد مع إيران، وظهور الجهاديين داخل قوة المعارضة، وضع حد للصراع الحالي يتطلب أكثر من إزالة الأسد، فالعمل الشاق مطلوب لإزالة نظامه الاستبدادي بأكمله، استبدال الأسد مع زعيم آخر، حيث إن بعض الأسر العلوية تطالب بذلك، لن يكون كافيًا، والتحول إلى نظام يكون فيه الرئيس منتخب بشكل ديمقراطي ليس سوى الخطوة الأولى لحل الصراع الحالي في سوريا.
للقيام بذلك، بناء الثقة بين جميع الطوائف السورية أمر أساسي، من خلال اتفاقيات تقاسم السلطة ووضع دستور جديد وشامل.
أما الآن، فإن الأسد لايزال يحظى بدعم الأسر العلوية المرتعدة من مجرد التفكير في مصيرهم في ظل سوريا يسيطر عليها الثوار أوالمتمردون، لكن لابد من تسليط الضوء على أن الطائفة العلوية ليست متجانسة، وأصبح واضحًا أن الاستياء في الأشهر الأخيرة، يمكن أن يكون بمثابة فرصة حيوية للتوفيق بين مختلف المجموعات الدينية في سوريا،
وعلى واشنطن ألا تحد من حلفائها في سوريا وألا تقتصر فقط على "الثوار المعتدلين"، المعارضة العلوية على ذات القدر من الأهمية.
العليون بحاجة إلى الحق في الاحتجاج ضد الأسد، والمعارضة السورية ينبغي عليها أن تستعد للاستفادة من هذا الوضع كنقطة انطلاق نحو المصالحة.
الدعم السياسي والعسكري من قادة العالم، وخاصة الولايات المتحدة، مطلوب لإنهاء الصراع السوري، لكن هذا الدعم يحتاج إلى التعرّف بدقة أكثر على الانقسام الطائفي في المجتمع السوري، من أجل المساعدة في التخفيف من التناقضات السياسية في سوريا بدلاً من تعزيزها.
المصدر: فورين آفيرز
=====================
علويون يطلقون «صرخة» ضد «الأسد»: الكرسي لك والتوابيت لأولادنا
الثلاثاء 12-08-2014 16:38 | كتب: الأناضول
المصري اليوم
وعلى صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، عرضت تنسيقية «صرخة»، الثلاثاء، عشرات الصور لمنشورات ورقية معارضة للأسد تم توزيعها في عدد من شوارع وساحات مدينة طرطوس الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربي سوريا والتي تعد المعقل الأكبر للطائفية العلوية في البلاد.
وحملت تلك المنشورات التي رفع بعضها أشخاص لم يظهروا وجوههم في الصور المعروضة عبارات مثل «الكرسي لك (الأسد) والتوابيت لأولادنا!» و«الشارع بدو (يريد) يعيش»، «حتى البحر تعب وبدو يعيش بسلام» و«صرخة ضد القتل والدمار والطائفية».
وفي تصريح لوكالة «الأناضول»، قال سالم الطرطوسي أحد المشرفين على الصفحة التي أنشئت قبل نحو 3 أشهر، إن الحملة تدعم الثورة السورية ضد بشار الأسد وتؤيد استمرارها وترفض الحرب الطائفية والقتل والدمار، في سبيل بقاء قلة قليلة من النظام على كراسي الحكم وفي مقدمتهم بشار الأسد، بينما أبناء الطائفة العلوية هم من يدفعون الثمن.
وأشار الطرطوسي الذي اتخذ من هذا اللقب الوهمي اسماً على شبكات التواصل الاجتماعي، خوفاً من ملاحقة وعقاب قوات الأمن، إلى أن نحو 330 ألف عنصر من جيش النظام والميليشيات التي شكلت مؤخراً لدعمه تحت اسم «جيش الدفاع الوطني» قتلوا بينهم 60 ألف ضابط خلال سنوات الصراع، لافتاً إلى أن أكثر من ثلث هؤلاء من الطائفة العلوية التي لا يتعدى عددها 11% من عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5، بحسب إحصاءات رسمية.
ولفت المشرف إلى أن حملة «صرخة» المستمرة منذ أسابيع، ليست الأولى في مناطق سيطرة النظام بل سبقها عدد من الحملات المشابهة في منطقة الساحل والعاصمة دمشق، إلا أن أثرها لم يظهر بشكل كبير كون الساحل السوري ودمشق عموماً تحكم قوات أمن النظام وشبيحته قبضتهم الأمنية عليها.
وتتزايد حالة من الاحتقان لدى مؤيدين للأسد، خاصة مع ارتفاع الخسائر في صفوف الجيش النظامي وجيش الدفاع الوطني والميليشيات المسلحة الموالية، ووصول تلك الخسائر إلى مستويات قياسية خلال الشهرين الماضيين.
ولم تشهد منطقة الساحل عموماً التي تضم محافظتي «اللاذقية وطرطوس» ذات الغالبية العلوية، أحداثاً أمنية كبيرة خلال سنوات الثورة، باستثناء معركة «الساحل» التي أطلقتها فصائل إسلامية وأخرى في الجيش الحر مارس الماضي، واستهدفت مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة خلال المعركة المذكورة السيطرة على مدينة «كسب» الاستراتيجية شمالي اللاذقية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل «السمرا» أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها، قبل أن تتمكن قوات النظام من استعادتها بعد أسابيع.
ومنذ مارس 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسيًّا وعسكريًّا من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.
وتقول إحصائيات للأمم المتحدة إن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 150 ألفًا، بحسب منظمات حقوقية سورية معارضة.
=====================
سوريا.. "أسديون" يهاجمون الأسد ويدعونه إلى الرحيل
الأحد 6 ذو القعدة 1435هـ - 31 أغسطس 2014م
دبي - رياض عاشور
أسديون يهاجمون أسدهم ويدعونه إلى الرحيل.. حملة إلكترونية شرسة تحمل اتهامات بالجملة إلى النظام السوري بالتقصير في حماية جنوده خلال معركة مطار "الطبقة" في محافظة الرقة.
فيبدو أن الأسد يواجه حملة غير مسبوقة من أشباله.. "وينن؟؟" هشاتاغ من نوع خاص أطلقه أنصار للنظام السوري موجه تحديداً إلى الرئيس بشار الأسد ووزير دفاعه.
اتهامات للأسد بالتقاعس بعد أنباء قيل إنها مؤكدة عن فرار كبار الضباط في جيش النظام من مطار "الطبقة" تاركين الجنود لمصير مجهول برعاية "داعش".
النظام السوري لم يقدم إحصائيات دقيقة لعدد القتلى في المعركة.
تكتم بدافع عدم الاكتراث.. يقول أهالي الجنود في الرقة الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على رصد منشورات تنظيم "داعش" من صور ومقاطع فيديو وثقت مصرع أعداد كبيرة من قوات النظام في مطار الطبقة العسكري على يد عناصر التنظيم. من مظاهر ثورة أنصار الأسد على قائدهم دعوته إلى التنحي واتهامه بالخيانة والمحسوبية.
الهاشتاغ الأول من نوعه جاء بعد موجة سخط واسعة ضد قنوات النظام الإعلامية التي وصفت بأنها الشريك الحقيقي في قتل جنود النظام.
=====================
الأمور لا تسير على ما يرام مع العلويين في سوريا
 الثلاثاء 16 كانون الأول 2014 11:50 PM      
المصدر: معهد واشنطن
"فورين آفيرز"
في أوساط الدوائر السياسية في واشنطن، يعتبر العديد من المسؤولين أن الأقلية العلوية في سوريا عبارة عن فقاعة متجانسة في الداخل السوري. ومع ذلك، برزت في الأشهر الأخيرة علامات تشير إلى وجود صراع داخلي ضمن العشيرة الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وإلى قيام استياء متزايد في صفوف العلويين، الذين ينتمي العديد منهم إلى الأجهزة العسكرية وأجهزة أمن الدولة والذين تقوم سلطة الأسد بدعمهم. وفي الواقع، قد يكون العلويون الذين يريدون أن يشهدوا نهاية نظام الأسد قد تخطوا أخيراً خوفهم من فقدان السلطة لصالح المعارضة التي يقودها السنة. وفي هذا الإطار، يجدر بواشنطن أن تولي اهتاماً جيداً لهذه التصدعات بين عائلات نظام الأسد والمقربين منه في دمشق، فضلاً للمؤيدين للأسد والمعادين له المقيمين في المنطقة الساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط.
يُشار إلى أن علامات تزايد التوتر داخل الدوائر المقربة من الأسد ظهرت لأول مرة في آب/أغسطس عندما دعا ابن عم الرئيس، دريد الأسد، إلى استقالة وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، وذلك بعد أن أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») حوالي 120 جندياً سورياً في القاعدة الجوية في مدينة الطبقة. ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية، استقال ابن خال الرئيس، حافظ مخلوف، رئيس الاستخبارات في دمشق، "طوعاً" من منصبه. وفي الوقت نفسه، وصف الناشطون العلويون على طول المنطقة الساحلية للبلاد فهد جاسم الفريج بـ"وزير الموت" في حملة #«"صرخة" ضد الأسد» التي احتجوا فيها على عدد الوفيات المرتفع بين العلويين منذ بداية النزاع. وفي الشهر نفسه، اعتُقِل محامٍ موالٍ للنظام بعد إطلاقه هاشتاج على موقع تويتر بعنوان "وينن" للسؤال عن أسماء حوالي 120 جندي من الجنود الذين تحتجزهم «داعش» أسرى لديها. ويدعو الناشطون العلويون على نحو متزايد لتغيير النظام، وذلك كما لوحظ في بيان صدر مؤخراً عن جماعة تطلق على نفسها اسم "مجمع العلويين السوري".
لقد أفادت التقارير أن أكثر من 8000 جندي من العسكريين الموالين للنظام من منطقة جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية ذات الأغلبية العلوية قد قتلوا منذ بداية الثورة، ناهيك عن الآلاف من المناطق العلوية الأخرى الذين لقوا حتفهم. وقد نزلت الأسر المفجوعة إلى شوارع اللاذقية في آب/أغسطس مطالبة بعودة جثث أبنائها المفقودين وهي تهتف: إن شا الله بنحضر جنازة ابنك". وفي أوائل تشرين الأول/أكتوبر، دعا مئات العلويين الغاضبين في حمص إلى عزل المحافظ طلال البرازي من منصبه بعد انفجار سيارة مفخخة قرب "مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية"، مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، معظمهم من الأطفال. وبشكل مماثل، دعا المحتجون إلى الإطاحة بالرئيس الأسد في مدينة طرطوس الساحلية، ووفقاً لناشطين عاملين على الأرض، فإن الأسر البارزة من المجتمع العلوي في اللاذقية تناقش سراً استبدال الأسد برئيس آخر.
إن الانقسام في مجتمع الطائفة العلوية ليس بالأمر الجديد، إذ يعكس مفعولاً رجعياً لمحسوبية الأسد تجاه ما يُسمى عشيرة الكلازية التي تنتمي عائلته إليها. فقد تمت حماية هذه العشيرة في محيطها الساحلي من أعباء الحرب في حين أُجبرت المجتمعات العلوية الأخرى مثل العشيرة الحيدرية على الخروج إلى الخطوط الأمامية ومحاربة المعارضة السورية. ويؤكد هذا الاستياء على التوترات الكامنة بين مختلف فئات المجتمع العلوي: فعائلات المسؤولين الحكوميين تعيش في ترف فيما تناضل الأسر من باقي المجتمع لإطعام أطفالها. كما يتمتع العلويون الذين يعيشون في العاصمة بروابط أكبر مع عائلة الأسد ويستفيدون بالتالي من المزيد من الامتيازات ومن إمكانية الوصول إلى السلطة. وفي المقابل، إن أي مزارع أو صاحب متجر صغير عادي من المقيمين في جبال اللاذقية أو حتى في القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، لا يتمتع بالكثير من النفوذ السياسي إلا إذا كان أحد أفراد أسرته يعمل لحساب النظام.
ومن المفارقة أن العلويين الذين عاشوا في دمشق لسنوات عديدة يميلون إلى التعريف عن أنفسهم كدمشقيين، إلا حين يكون من الضروري أو المفيد الإشارة إلى علاقتهم المتميزة بالنخبة السياسية، إذ تمنحهم علاقات مماثلة فرصاً للحصول على خدمات قيّمة وعلى حرية أكبر في بعض الأحيان للتهرب من قوانين وقواعد البلاد، حتى تلك التي يحميها الدستور. وغالباً ما يكون كافياً التحدث باللهجة العلوية أو إدعاء التحدث بها، باعتبارها لهجة السلطة، في شوارع دمشق للإفلات فعلياً من أي عمل ولتخويف غير العلويين وإجبارهم على الخضوع.
ويظهر التقسيم الاجتماعي الاقتصادي واضحاً للغاية في المنطقة الجبلية في محافظة اللاذقية، إذ يمكن ملاحظة الفقر المدقع والثراء الفاحش في حي واحد، بما في ذلك مدينة القرداحة. وقد كان أفراد عشيرة الأسد وأصدقاؤهم وحلفاؤهم معروفين بالتفاخر بالفلل (الفيلات) والدراجات النارية والسيارات الفاخرة، التي غالباً ما كانت من دون لوحات، في إشارة إلى أنه تم تهريبها إلى داخل البلاد. وفيما كانوا يقودون هذه السيارات أمام الأطفال الحفاة الذين يعيشون في بيوت صغيرة مصنوعة من الطين ذات خدمات الكهرباء والمياه الرديئة، كان هؤلاء القلة المحظوظين يتصرفون مثل الملوك، حتى لو ربما كانوا كذلك. أما اليوم، فإن هؤلاء القرويين المتواضعين هم الذين يدفعون ثمن الحرب الباهظ، فيما تستخدم حكومة الأسد أبنائهم وبناتهم كدروع بشرية في الخطوط الأمامية. وهم أيضاً الذين يثورون على النظام، ولكنهم في الوقت نفسه يفتقرون إلى القوة. وفي الواقع، إن الصور المسربة عن ضحايا التعذيب في سوريا، التي سُلمت خلسة إلى "متحف ذكرى الهولوكوست" في الولايات المتحدة من قبل عضو في الجيش السوري معروف باسم قيصر، تُشكل دليلاً أساسياً على أن أعضاء المجتمع العلوي هم أيضاً ضحايا وحشية الأسد.
بيد أن ظهور انقسام داخل مجتمع الطائفة العلوية ما بين مؤيدين ومعارضين للأسد ليس بالضرورة عبارة عن نبأ جيد بالنسبة للمعارضة السورية. على سبيل المثال، في خلال المظاهرات الأخيرة التي شهدتها محافظة طرطوس، دعا المحتجون العلويون إلى إسقاط المعارضة السورية والرئيس الأسد على حد سواء. كما يبدو من غير المرجح قيام انقلاب عسكري ضد الأسد لأن البعض يفترض أنه، مع تزايد الاستياء في محيط الأسد الداخلي، قد دبر الاغتيالات التي وقعت في عام 2012 والتي شملت أعضاء خلية السيطرة على الأزمات الخاصة به، ومن ضمنهم صهره آصف شوكت.
وعلى الرغم من أن النخبة السياسية العلوية أصبحت مرتبطة بالفساد وإساءة استخدام السلطة، إلا أن بعض المجتمعات العلوية في الريف هي أقل فساداً. ولم يكن العلويون يعتبرون الرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1970 حتى وفاته في عام 2000، زعيماً سياسياً فحسب، بل أباً وشخصية دينية أيضاً، على الرغم من إهانته السابقة للتقاليد العلوية. لذلك، فإن الطائفة العلوية الأوسع لن تتمرد على نجل زعيمها الموقور. وفي عالمٍ مثالي، كان العلويون والسنة سيقومون بتسوية خلافاتهم ويتعاونون على إسقاط الأسد وهزيمة «داعش». ولكن يبقى هذا الخيار غير محتمل على أرض الواقع، إذ يظهر نقص هائل في الثقة بين هذين الجانبين، وهو الأمر بين السنة والأقليات الدينية، كالأكراد والمسيحيين السوريين. ويأتي انعدام الثقة البارز من غياب أي عقد اجتماعي يحدد حقوق ومسؤوليات كل مجموعة ومن فشل المعارضة السورية في معالجة الوضع الذي سيؤول إليه العلويون وهذه المجتمعات المتعددة في حال توليها السلطة.
لقد كانت الثورة السورية سلمية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2011، والتي تظاهرت خلالها كافة شرائح المجتمع ضد نظام الأسد الديكتاتوري. لكن هذه الثورة آلت في النهاية إلى إراقة دماء على أساس طائفي نتيجة لشراكة الأسد مع إيران وظهور الجهاديين في صفوف القوى المعارضة. لذا فإن إنهاء الصراع الحالي لا يتطلب الإطاحة بالأسد فحسب، بل تأدية المهمة الصعبة التي تكمن في فضّ نظامه الاستبدادي بأكمله. إن استبدال الأسد بزعيم آخر، وهو ما يُزعم أن بعض الأسر العلوية تدعو إليه، ليس كافياً. فعملية تحول النظام التي من شأنها أن تأتي برئيس منتخب ديمقراطياً ليست سوى الخطوة الأولى في حل الصراع الحالي في سوريا. ولتحقيق ذلك، لا بد من بناء الثقة بين جميع المجتمعات السورية، وذلك من خلال اتفاقيات لتقاسم السلطة ووضع دستور جديد شامل.
أما في الوقت الحالي، فلا يزال الرئيس الأسد يحظى بالدعم الذي يحتاجه من الأسر العلوية، وربما يكون السبب الرئيسي في ذلك هو خوفهم على مصيرهم في بلاد يسيطر عليها الثوار. ولكن لا بد من تسليط الضوء على أن الطائفة العلوية ليست موحدة، وأن الاستياء أصبح واضحاً في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يمكن أن يشكل فرصة جوهرية للمصالحة بين مختلف الجماعات الدينية السورية. وبالتالي على واشنطن ألا تجعل حلفاءها في سوريا يقتصرون على قوات الثوار المعتدلين والعشائر المحلية، فالعلويون ذوو التفكير المعارض يتمتعون بنفس القدر من الأهمية. ويحتاج العلويون إلى الحق في الاحتجاج ضد الأسد، وينبغي على المعارضة السورية أن تكون مستعدة للاستفادة من هذا الوضع كنقطة انطلاق للمصالحة. وفي هذا الإطار، تبرز الحاجة أيضاً إلى الدعم السياسي والعسكري من قادة العالم الحر، وخاصة من الولايات المتحدة، لوضع حد للصراع السوري. ولكن هذا الدعم يحتاج إلى التعرف إلى الانقسامات الدقيقة داخل الجماعات الطائفية بغية المساعدة في التخفيف من عدم التوازن السياسي داخل سوريا بدلاً من زيادة حدته.
=====================
ما الذي يعنيه اتساع دائرة السخط بين العلويين في سوريا؟
نشر في : الجمعة 5 ديسمبر 2014 - 05:56 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 5 ديسمبر 2014 - 06:03 ص
علا عبد الحميد الرفاعي – فورين أفيرز (التقرير)
*قاعدة سلطة الأسد ليست متجانسة، وارتفاع السخط قد يكون بمثابة فرصة حيوية للتوفيق بين مختلف الجماعات الدينية السورية.
داخل الدوائر السياسية في واشنطن، يعتبر العديد من المسؤولين أن أقلية الطائفة العلوية هي فقاعة متجانسة داخل سوريا. ومع ذلك، وفي الأشهر الأخيرة، كانت هناك علامات على الاقتتال الداخلي في صفوف عشيرة الرئيس السوري بشار الأسد وعلى الاستياء المتزايد بين العلويين، الذين ينتمي الكثير منهم إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تقع على عاتقها مهمة دعم سلطة الأسد.
وفي الواقع، فإن العلويين الذين يريدون أن يروا نهاية لنظام الأسد قد يكونون تغلبوا في النهاية على خوفهم من فقدان السلطة لصالح المعارضة التي يقودها السنة. وسيكون من الجيد لو تقوم واشنطن بإيلاء الاهتمام لهذه التصدعات بين أسر نظام الأسد والمقربين منها في دمشق، وكذلك إلى المجتمعات المؤيدة والمعادية للأسد المقيمة في المنطقة الساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط.
وظهرت علامات ارتفاع التوتر داخل الدوائر المقربة من الأسد لأول مرة في أغسطس/آب، عندما دعا دريد الأسد، وهو ابن عم الرئيس، إلى استقالة وزير الدفاع السوري، فهد جاسم الفريج، بعد إعدام نحو 120 جنديًا سوريًا في قاعدة الطبقة الجوية من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، استقال ابن خال الأسد، حافظ مخلوف، وهو رئيس المخابرات في دمشق، “طوعًا” من منصبه. وفي الوقت نفسه، دعا نشطاء علويون على طول المنطقة الساحلية للبلاد فريج بـ”وزير الموت”، وذلك ضمن حملتهم: #تكلم ضد الأسد، التي يحتجون فيها على ارتفاع عدد الوفيات في صفوف العلويين منذ بداية النزاع. وفي الشهر نفسه، اعتقل محام موال للنظام بعد إطلاقه هاشتاق “#أين هم” على تويتر، وتساءل فيه عن أسماء 120 أو نحو ذلك من الجنود السوريين الذين تحتجزهم داعش كأسرى. كما دعا نشطاء علويون على نحو متزايد إلى تغيير النظام، كما لوحظ في بيان صدر مؤخرًا عن مجموعة تطلق على نفسها اسم “مجمع العلويين السوري”.
وقد قتل أكثر من 8 آلاف من العسكريين الموالين للنظام من منطقة جبلة الساحلية منذ بداية الثورة، ناهيك عن مقتل آلاف أخرين من المناطق العلوية الأخرى. ونزلت الأسر المكلومة إلى الشوارع في اللاذقية في أغسطس/آب، مطالبةً بإعادة جثث أبنائها المفقودين، وهاتفةً: “إن شاء الله سنحضر جنازة ابنك”.
وفي أوائل أكتوبر، طالب مئات من العلويين الغاضبين في حمص بإقصاء المحافظ، طلال البرازي، بعد انفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية، ما أسفر عن مقتل 17 وإصابة عشرات آخرين، معظمهم من الأطفال. ودعا محتجون في مدينة طرطوس الساحلية بالمثل إلى إسقاط الأسد. ووفقًا لناشطين على الأرض، تقوم أسر بارزة في المجتمع العلوي في اللاذقية سرًا بمناقشة استبدال الأسد.
وليست الانقسامات في صفوف الطائفة العلوية بجديدة؛ بل إنها تعكس رد فعل عنيف ضد المحسوبية في تعامل الأسد مع ما يسمى بعشيرة الكلازية التي تنتمي إليها عائلته. فقد تم حماية هذه العشيرة في المنطقة الساحلية من أعباء الحرب، في حين أجبرت المجتمعات العلوية الأخرى، مثل عشيرة الحيدرية، على الخروج إلى الخطوط الأمامية ومحاربة المعارضة السورية.
ويبرز هذه الاستياء أيضًا التوترات الطبقية بين العلويين. حيث تعيش عائلات المسؤولين الحكوميين في ترف، بينما تعاني باقي أسر هذا المجتمع من أجل إطعام أطفالها. وأيضًا، يعد العلويون الذين يعيشون في العاصمة على اتصال أكبر بكثير بعائلة الأسد ويحصلون على مزيد من الامتيازات والسلطة. بينما، وفي المقابل، ليس لدى المزارع أو صاحب المتجر الصغير من المقيمين في جبال اللاذقية أو حتى في القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، سوى القليل من النفوذ السياسي، إلا إذا كان أحد أفراد أسرة هذا الشخص يعمل لحساب النظام.
ومن المفارقات أيضًا، أن العلويين الذين عاشوا في دمشق لسنوات عديدة يميلون إلى تسمية أنفسهم دمشقيين، إلا عندما يكون من الضروري أو المفيد بالنسبة لهم أن يجعلوا علاقتهم المتميزة مع النخبة السياسية واضحة؛ حيث إن هذه العلاقة تمنحهم فرصًا للحصول على خدمات أكثر، وحرية أكبر، وفي بعض الأحيان، حتى التهرب من القوانين والقواعد، بما في ذلك تلك الشروط المنصوص عليها في الدستور. وغالبًا ما يكون كافيًا أن تتكلم، أو تدعي بأنك تتكلم، اللهجة العلوية (لهجة أهل السلطة) في شوارع دمشق لكي تتمكن عمليًا من فعل أي شيء، ومن تخويف غير العلويين.
وفي المناطق الجبلية من اللاذقية، تظهر الفروقات الاجتماعية والاقتصادية بشكل واضح للغاية؛ حيث يمكن العثور على كل من الفقر المدقع والثراء الفاحش في نفس الحي، بما في ذلك في مدينة القرداحة. وبينما يتمتع أفراد من عشيرة الأسد وأصدقائهم وحلفائهم بالفلل الفاخرة، والدراجات النارية، والسيارات التي تسير غالبًا بدون لوحات مما يشير إلى أنه قد تم تهريبها إلى داخل البلاد، نجد أيضًا البيوت الطينية الصغيرة الغير مطابقة للمواصفات، والتي يعيش فيها أطفال حفاة، ولا تتوافر فيها الكهرباء أو المياه.
واليوم، هؤلاء القرويين المتواضعين هم من يدفعون الثمن الباهظ للحرب، بينما تستخدم حكومة الأسد أبنائهم وبناتهم كدروع بشرية على الخطوط الأمامية؛ بل وهم أيضًا من يتمرد ضد النظام، ولكنهم ضعفاء. وفي الواقع، تخدم صور ضحايا التعذيب، والتي سربها عضو في الجيش السوري يسمي نفسه قيصر، كأدلة حيوية على أن أعضاء من الطائفة العلوية كانوا أيضًا ضحايا لوحشية الأسد.
ولا يعد ظهور انقسام داخل الطائفة العلوية بالضرورة خبرًا جيدًا بالنسبة للمعارضة السورية. وعلى سبيل المثال، وخلال مظاهرات طرطوس الأخيرة، دعا المحتجون العلويون لإسقاط كل من المعارضة السورية والأسد معًا. كما أن حدوث انقلاب عسكري ضد الأسد لا يبدو أمرًا مرجحًا أيضًا، منذ أن البعض افترض أنه، وبينما ارتفع الاستياء داخل دائرة الأسد الداخلية، دبر الرئيس السوري في عام 2012 اغتيال أعضاء من خليته للسيطرة على الأزمة، بما في ذلك زوج شقيقته، آصف شوكت.
وعلى الرغم من أن النخبة السياسية العلوية أصبحت مرتبطة بالفساد وإساءة استخدام السلطة، إلا أن بعض المجتمعات العلوية في الريف هي أقل تلوثًا. ولم يكن والد بشار، الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1970 حتى وفاته في عام 2000، يعتبر زعيمًا سياسيًا فقط من قبل العلويين، بل بطريرك وشخصية دينية أيضًا، وذلك على الرغم من ازدرائه المبكر للتقاليد العلوية؛ ولذلك، فإن الطائفة العلوية الأوسع لن تتمرد ضد نجل زعيمها المبجل. ولو كنا نعيش في عالم مثالي، لكان العلويون والسنة سيقومون بتسوية خلافاتهما، والتعاون في إسقاط الأسد وهزيمة داعش. ولكن، الواقع يقول إن مثل هذا الخيار غير محتمل، وإن هناك نقصًا هائلًا من الثقة بين الجانبين، وأيضًا بين أهل السنة والأقليات الدينية والقومية، مثل الأكراد والمسيحيين السوريين. انعدام الثقة المتفجر هذا يأتي نتيجة عدم وجود أي عقد اجتماعي يحدد حقوق ومسؤوليات كل مجموعة، ونتيجة فشل المعارضة السورية في تحديد ما يمكن أن يصبح عليه حال العلويين وهذه المجتمعات التي لا تعد ولا تحصى، في حال أخذت هذه المعارضة السلطة.
لقد كانت الثورة السورية في عام 2011 سلمية خلال الأشهر الستة الأولى، وخلالها قامت جميع شرائح المجتمع بالتظاهر ضد دكتاتورية الأسد. ولكنها آلت في النهاية إلى العنف الطائفي نتيجة لشراكة الأسد مع إيران، ولظهور الجهاديين داخل قوى المعارضة.
وضع حد للصراع الحالي لا يتطلب فقط إزالة الأسد، بل أيضًا القيام بالعمل الصعب لإزالة نظامه الاستبدادي بأكمله. استبدال الأسد بزعيم آخر، كما تريد بعض الأسر العلوية، ليس كافيًا. لحل الصراع الحالي في سوريا، يجب اعتبار أن بناء الثقة بين جميع الطوائف السورية أمر أساسي، وأن يتم ذلك من خلال اتفاقيات لتقاسم السلطة، ووضع دستور جديد شامل.
الأسد لا يزال يحظى حتى الآن بالدعم الذي يحتاجه من الأسر العلوية. وربما يكون خوف هؤلاء على مصيرهم في ظل سلطة يسيطر عليها المتمردون هو السبب الرئيس في أن الأسد لا يزال يتمتع بهذا الدعم
ولكن، لا بد أيضًا من تسليط الضوء على أن الطائفة العلوية ليست متجانسة، وعلى أن الاستياء في صفوفها أصبح واضحًا في الأشهر الأخيرة، وهو ما يمكن أن يكون بمثابة فرصة حيوية للتوفيق بين مختلف المجموعات الدينية في البلاد.
على واشنطن ألا تؤطر حلفائها في سوريا بقوات المتمردين المعتدلين والقبائل المحلية فقط؛ بل عليها التفكير أيضًا بالعلويين الذين يحملون فكرًا معارضًا. العلويون بحاجة إلى منحهم الحق في الاحتجاج ضد الأسد، وينبغي على المعارضة السورية أن تكون جاهزة للاستفادة من هذا الوضع كنقطة انطلاق على طريق المصالحة.
وكما أن هناك حاجة أيضًا إلى الدعم السياسي والعسكري من قادة العالم الحر، وخاصةً الولايات المتحدة، لوضع حد للصراع السوري، يحتاج هذا الدعم إلى التعرف بدقة على الانقسامات الطائفية الداخلية، من أجل المساعدة في التخفيف من الخلل السياسي داخل سوريا، بدلًا من زيادته.
=====================