اخر تحديث
الخميس-01/08/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خواطر حول الربيع العربي -4
خواطر حول الربيع العربي -4
16.07.2013
د. محمد أحمد الزعبي
1. صراع العين والمخرز
:
هناك مثل شعبي مفاده أن " العين لاتستطيع مقاومة المخرز" . والعين هنا هي المواطن العربي الأعزل الذي لايملك للدفاع عن نفسه امام طواغيت الاستبداد سوى أسنانه وأظافره ، ولكن أيضاً إرادته الصلبة في الدفاع عن حريته وكرامته ، وعن بيته وعائلته ، وعن رغيف خبزه . اما المخرز فهو ذلك الشبيح أو البلطجي المدجج بالسلاح ، والذي يستطيع بضغطة واحدة على الزناد أن يمحو تلك العين من على خارطة الوجود . إنه الصراع إذن بين إرادتين ، إرادة الحياة ، وإرادة الموت ، بين
عين
من صنع الله ،
ومخرز
من صنع بعض " خلفائه على الأرض !! " .
الإشكالية التي تخفي بل تلتهم الحقيقة هنا ، هي أنه إضافة إلى الفارق المادي بين العين والمخرز ، من حيث أن أصحاب المخرز هم من يمتلك اليوم عملياً سلاح العلم العملي ، وملكوا ويملكون من خلاله سلاح التطورالتكنولوجي والصناعي ، والذي يأتي على رأسه صناعة المخرز نفسه ، هناك فارق آخر معنوي ، ألا وهو غياب الرادع الأخلاقي عند أصحاب المخرز، والذي ( غياب الرادع الأخلاقي ) نراه ونسمعه ونقرؤه ، صباح مساء في كافة وسائل الكذب والتدجيل والخداع ، والتي يضخونها في فضائياتهم على مدى 24 ساعة يومياً تحت مسمى وسائل الإعلام والإعلان !!.
إن ضعف الوازع الأخلاقي ( إن لم نقل غياب ) عند أصحاب المخرز ( والمعنيون هنا هم القيادات السياسية والأيديولوجية ، وليس الشعوب ) ، هوماسمح لهم بتطوير مخرزهم من بندقية الصيد ، إلى القنبلة الذرية ، وإلى أسلحة الدمارالشامل ، وإعطائهم لأنفسهم بالتالي " حق الفيتو " في مجلس الأمن الدولي ، ليحصروا العالم كله في بوتقة إرادتهم ، ونظرتهم الخاصة إلى العالم .
إنني لاأنكر أن أصحاب المخرز قد نجحوا في تأثيرهم على كل من الوعيين الفردي والاجتماعي ليس في بلداننا فقط ، وإنما أيضاً في بلدانهم هم ، وأنهم استطاعوا في كثير من الأحيان ، أن يسوّقوا لشعوبهم وللشعوب الأخرى ، مع منتجات مصانعهم المدنية والعسكرية ، صورة غير صحيحة عن ديموقراطيتهم . نعم لقد استطاع " مخرزهم " أن يفقأ عيوننا ، فأصبحنا دون أن نكون أطباء نطبق قسم أبو قراط ، أي أننا أصبحنا " لانرى ،لانسمع ،لا نتكلم " .
أمران مهمان نسيهما أو تناساهما أصحاب المخرز ، أولهما ، أن الله قد خلق للإنسان عينين اثنتين وليس عيناً واحدة فقط ، وبالتالي فإن المواطن الذي فقؤوا إحدى عينيه ، سيظل قادراً على الإبصار ، ومشاهدة كل مايدور حوله بالرغم من مخرزهم . أما ثاني الأمرين ، فهو أن فقدان البصر لايعني فقدان البصيرة ، بل إنه من المعروف علمياً وعملياً ، أنه إذا ضعف / فقد البصر قويت البصيرة ، وبالتالي فإن مخرزهم إذا مانال من أبصارهم ، فإنه لن ينال من بصائرهم ، وبالتالي من عزائمهم ، ومن إمكانية أن تتغلب أبصارهم وبصائرهم على مخارزعدوهم ، أي أن يعيدوا صياغة المثل الشعبي السابق ، بحذف حرف الـ "لا" بحيث يصبح هذا المثل : " العين البصيرة تستطيع مقاومة المخرزالأعمى " .
2. إشكاليات الديموقراطية
تمثل الديموقراطية بنظرنا الطريق الأقصر والأسلم والأعدل لتوظيف التعددية الإجتماعية والسياسية في خدمة الوحدة الوطنية
، وهي
تتماهى ــ نظرياً وعملياً ــ
مع شعار الحرية
.
ولابد أن تنطوي الديموقراطية الحقة بالضرورة على
:
ــ
الديموقراطية السياسية ( التعددية الحزبية ، التبادل السلمي للسلطة ، الدستور المقر من قبل الشعب ) ،
ــ
الديموقراطية الإجتماعية ، ( مجتمع مدني قائم على القانون والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات
بين الجميع دون تمييز بينهم على أساس الجنس أو العرق ، أو الدين ، أو الطائفة ، او اللغة ، أو
الانتماء القبلي ، او الانتماء الجهوي )
ــ
الديموقراطية الفكرية ( احترام الرأي والرأي الآخر ، وحرية التعبير عن هذا الرأي بالوسائل السلمية )
ــ
الديموقراطية الإقتصادية (العمل حق وواجب للجميع وعلى الجميع،من لايعمل لايأكل، من كل حسب
قدرته ، ولكل حسب جهده ، المرأة صنو الرجل في العمل والتملك ، العمل الفكري صنو العمل البدني)
ــ
الديموقراطية الثقافية ( حق الأقليات العرقية والدينية في ممارسة طقوسها الثقافية والإج الخاصة بها ) ،
وإذن فإن الديموقراطية التي نعنيها ، وندافع عنها ، لايجمعها جامع مع :
ديموقراطية " بالروح بالدم ..." ،
ولا مع ديموقراطية " أنصرأخاك ظالماً أومظلوماً "( لايسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ماقال برهانا )
ولا مع ديموقراطية " أنا واخي على ابن عمي و أنا وابن عمي على الغريب " ،
ولا مع ديموقراطية الـ 99 % المعروفة والمؤسفة والمضحكة ،
ولا مع ديموقراطية نعم ولكن (
نعم
لصندوق الإقتراع
ولكن
،
بشرط
ألاّ يأتي بهذه الجماعة أو تلك إلى سدة الحكم ) ،
ولا مع ديموقراطية " البلاغ رقم 1 " العسكرتارية ،
ولا مع ديموقراطية الحزب الواحد ، والأيديولوجية الواحدة ،
ولا مع ديموقراطية " الأقلية " ( القبلية ، أو الدينية ، أو الطائفية ، أو الجهوية ) .
إن ماأوردناه أعلاه ، لايلغي التساؤل الذي سيظل قائماً ومطروحاً حول
:
أ )
أي من أنواع الديمقراطيات يمكن أن يحقق للشعب تلك الديموقراطية التي حددنا معالمها الرئيسية اعلاه ، والتي تمثل بنظرنا ( الديموقراطية الحقيقية ) ،
هل هي
:
الديموقراطية الرأسمالية ( آدم سميث وورثته ) ؟ ،
أم الديموقراطية الإشتراكية ( ديكتاتورية البروليتاريا / حكومة العمال والفلاحين ) ؟ ،
أم الديموقراطية الكارزمية ( المستبد العادل ) ؟ .
ب ) ماهو النظام السياسي ، الأقرب لهذه الديموقراطية الحقيقية،
وهل هو
:
النظام الرئاسي ؟ ، أم النظام البرلماني ، أم المختلط ، أم الوراثي ( ملكي ، أميري ، سلطني ، جملكي )
ج ) الإشكاليات التي يمكن أن يواجهها أي من تلك الخيارات أعلاه
:
ــ
إشكالية الصلاحيات الممنوحة للحاكم
دستوريّاً
في كل من هذه الديموقراطيات ،
ــ
إشكالية الطلاق بين النظرية ( الدستور، القوانين ) والممارسة الفعلية (المستبد القاتل أو المستبد العادل)
ــ
إشكالية الصراع بين قيم الحداثة (دولة الدستوروالقانون ) والقيم التقليدية ( دولة الأعراف ، العادات )
ــ
إشكالية الصراع بين الحق (مطلب الحرية والكرامة مثلاً ) والقوة ( الطائرات والدبابات والصواريخ ،
والأسلحة الكيماوية ...الخ ) .
3. ثورة آذار 2011 السورية ، الأسباب القريبة والبعيدة :
لكل حراك شعبي ، أثورة كان أم انتفاضة ، نوعان من الأسباب : أسباب غير مباشرة ( بعيدة ) ، وأسباب مباشرة ( قريبة ) ، وبالنسبة للثورة السورية ، فإن أسبابها البعيدة تتداخل مع أسبابها القريبة ، بصورة يصعب معها تصنيف أسباب هذه الثورة في نوعين اثنين ، أحدهما غير مباشر( بعيد ) ، والآخر مباشر ( قريب ) ، ذلك أن جذور هذه الأسباب ، وثمارها المرة يتعلق بحكم عائلة الأسد الذي يمتد من 1970 ( إن لم نقل قبل ) وحتى اليوم ، والذي يشمل حكم كل من الأب ( حافظ ) والإبن الوريث ( بشار ) .
وتتمثل الأسباب ( البعيدة والقريبة ) المتداخلة للثورة ضد حكم عائلة الأسد بـ :
ـ
عدم شرعية النظام السياسي
، الذي قدم على ظهرالدبابة والطائرة عام 1970 ، وما يزال يسيطرعلى السلطة بواسطتهما حتى اليوم . بما يعنيه ذلك من تغييب كامل لمبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات ،وللديموقراطية والحرية ، وبالتالي لدور الشعب في كل من الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
الجيش والأمن ، في هذا النظام ، يحكمان الشعب ، وعائلة الأسد وشبيحتها يحكمون كلاًّ من الجيش والأمن
، تلك هي المعادلة التي سادت سورية خلال أربعين عاماً ونيّف ، أي خلال حكم كل من (الأب ) ووريثه ( الإبن ) .
ـ
السلوك الهمجي والوحشي للنظام
الذي تجلى في أبشع صوره ، في عدد من المذابح الجماعية التي وصلت سكاكينها إضافة إلى صدورالرجال ، إلى أعناق الصغار ، وفروج النساء ، وفي تدمير البيئة ( الزرع والضرع ) تدميراً شاملاً لم يشهده حتى تاريخ الحروب بين الأعداء من قبل ، وفي تدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبيوت السكنية في معظم مدن وقرى سورية على روؤس من وما فيها ، وبالتالي تحويل الجمهورية العربية السورية ، برّاً وبحراً وجواً ، إلى ساحة حرب " بالوكالة " بين أصحاب المصالح المتباينة والمتضاربة من الدول والجماعات القريبة والبعيدة ، .
4. بين شباب سورية وشباب مصر :
كنت قد بدات منذ بضعة أسابيع ، بكتابة مقالة بعنوان " أزمة دمشق تحل في القاهرة " ، ولكني توقفت عن كتابتها ، بسبب سرعة تغير شريط الأحداث التي مرت وتمر أمام أعيننا ، في كافة دول " الربيع العربي " ولاسيما في سورية ومصر . ولقد وقعت هذا اليوم ، وخلال قراءتي " لمقالات " المرحوم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر ، والتي جمعها وحققها ونشرها السيد محمد كامل الخطاب بكتاب سماه " المقالات " ، على نص خطبة له ( الدكتور الشهبندر) بعنوان
" الاتحاد الروحي والعلمي بين شباب مصر وسورية "
، والتي القاها على مجموعة من الطلاب السوريين الذين كانوا في زيارة لمصرعام 1936 ، والتي لجأ إليها ، بعد أن حكمت عليه سلطات الانتداب الفرنسي ( في سورية ) بالإعدام عام 1927 ، وقد كان ذلك ـ بطبيعة الحال ــ قبل اغتياله داخل عيادته الطبية عام 1940 في دمشق التي عاد إليها عام 1937 ، أي بعد ماسمي بالاستقلال الأول لسورية.
وسوف أقتطف من هذه الخطبة ، ما يشير إلى أن الدكتور الشهبندر مازال يعيش بيننا ، وبالتالي ، يسمع ويرى كل مجرى ويجري في سورية ومصر هذه الأيام
:
" ... إن براعم المجتمع التي تستمد نضرتها من جعبة الحياة البشرية جيلاً بعد جيل ، هي الشباب . فهو يحوي سر الآباء والجدود ، ويحمل في جوانبه الشعور الحي والعاطفة الملتهبة والنشاط المندفع والحركة الدائمة ، وكم من جمعية بشرية كاد التاريخ يحكم عليها بالإعدام لولا شبابها الناهض ... وكأني بالشباب المصري أو التلاميذ المصريين ، وبالشباب السوري او التلاميذ السوريين ، قد ضاقوا ذرعاً بالأعمال الوطنية السياسية الهادئة ، من مقابلات ومذاكرات واحتجاجات وإقامة حفلات ونصب مآتم والسير في الأعراس أو في الجنائز ، وأحسوا بعفونة الركود فطلبوا الهواء الطلق والشمس المشرقة .
لقد هب الشباب المصري والشباب السوري في وسط هذه الغفلة المستحوذة ، فدارت دورة الحياة من جديد في القطرين الشقيقين .
وفي برقيات هذا الصباح ، أن المسيو دي مارتل ، المندوب السامي الفرنسي في سورية ، قال في حديثه لجريدة ( الانترانسجين ) الباريسية : إن الشبه بين اضطرابات القاهرة واضطرابات دمشق بارز جداً ، فالحركة في كليهما قام بها الطلبة وشبان المدارس .
نعم لقد ظهرت البراعم على ساق الغريسة ، فتحولت من عود يابس ، إلى فسيلة مورقة . وبقي عليكم ياطلاب الجامعات في العالم العربي ، أن تعملوا في هذا القرن ماعمله التلاميذ الجرمانيون في القرن الماضي قبلكم ، فتؤلفوا اتحاداً فيما بينكم يضم جميع التلاميذ ، في العالم العربي ، ويكون الأساس العلمي الروحي للاتحاد العربي المنشود . " ( أنظر : الدكتور عبد الرحمن الشهبندر ، المقالات ، منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية ، دمشق 1992 ، ص 62 ــ 66 ) .