اخر تحديث
الأحد-28/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ داريا بين فك الأسد ومخالب بوتين
داريا بين فك الأسد ومخالب بوتين
29.08.2016
د. محمد أحمد الزعبي
استمعت هذا المساء إلى أحد ضباط جيش عائلة الأسد " العقائدي " (ولفظة العقائدي هنا هي الإسم الحركي للفظة الطائفي ) وهو يوضح لمستمعيه أسباب استسلام داريا لقوا ت حماة الديار!! التي يرأسها هو بصفته " الرفاقية !!" . قال لافظ فوه " لقد خيرناهم بين الموت أو الإستسلام فاختاروا الإستسلام " . لله درك " يا رفيق !! "، لماذا أشرت إلى أنك خيرتهم بين الموت أو الاستسلام ، ولم تذكر آلاف البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات جيشكم " العقائدي !! " الباسل ، حماة الديار ( !! ) على بيوتهم فدمرتها ، وتركتها أثراً بعد عين ، وقتلت جميع الأطفال والنساء والشيوخ المتواجدين فيها ؟ ! ، لماذا لم تشر " يارفيق !!" إلى أن جيشكم العقائدي الباسل !! و بالتعاون مع روسيا وإيران وحزب الله اللبناني ومعهم قلق بان كيمون قد حاصر هم ومنع عن أطفالهم الماء والدواء والغذاء لمدة أربع سنوات كاملة ؟!، لماذا لم تأت " يارفيق !! " على ذكر المذابح الوحشية والهمجية التي نفذتها طائراتكم وصواريخكم واسلحتكم المحرمة دوليا ، ولا سيما مجزرة ٢٥/٨/٢٠١٢ التي قتلتم فيها اكثر من ٧٠ سبعين مواطنا عربيا سوريا قحّاً من مواليد ومن سكان داريا نفسها ، ذبحاً بالسكاكين ؟!،إنهم لم يكونوا إرهابيين قادمين من خارج الحدود على مافتئتم تزعمون بل قل تكذبون ؟! لماذا لم تذكر " يا رفيق !! " كيف قدم لكم غياث مطر أحد أبناء داريا ، التي تفتخرون اليوم بقدرتكم على إخضاعها بسلاح الجوع والعطش والمرض ، الورود، فرددتم عليه بالرصاص الحي فأرديتموه شهيدا ؟!، لماذا تجاهلت " يارفيق !! " نضال داريا ضد المستعمر الفرنسي في عشرينات القرن الماضي ،
إنك إذا نسيت تاريخ سوريا ، بل وتاريخ الأمة العربية كلها أيها الضابط " المحترم !!" . بل أيها " الرفيق !! " فإن هذا التاريخ لن ينسى الدور اللا وطني الذي لعبه وما يزال يلعبه نظام بشار الأسد الديكتاتوري العسكري منذ نصف قرن في سوريا والذي تفتخر أنت وأمثالك اليوم ، بانتصاركم على أطفال داريا وباستخدامكم سلاح الحصار والتجويع إضافة إلى أسلحة الطائرات والبراميل المتفجرة والصواريخ والقنابل العنقودية التي جعلتهم يرفعون الراية البيضاء ، أمام بطلي هذا الصراع الوحشي الذي غابت عنه كل أخلاق وقيم الحرب والسلم على حد سواء : بشار الأسد ، وفلادمير بوتين .
إن مايرغب الكاتب أن يقوله لك ولبشار الأسد اليوم ، وبصوت عال ، وبلغة عربية فصحى لاغمغمة فيها ولا تأتأة : إن نظاما يستعين بالقوى الأجنبية ( إيران ، روسيا ، حزب الله ، وغيرهم ممن تعرف ونعرف ) على أبناء وطنه ، لايمكن أن يكون نظاما وطنيا . وأن مكانه الطبيعي هو " مزبلة التاريخ " التي سيلعب فوقها في يوم لن يكون بعيدا إنشاء الله أطفال داريا .
نعترف الآن أن الباطل، قد تغلب على الحق في داريا ، في هذه الجولة ،جولة صراع الحق مع الباطل ، ولكن القاعدة الذهبية في مثل هذا النوع من الصراع تقول : إذا كان للباطل جولة ، فإن للحق جولات وصولات ، ولن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي يعود فيه أحباؤنا أطفال داريا إلى بيوتهم، ومعهم من بقي على قيد الحياة من آبائهم وأمهاتهم وذوي قرباهم . أما أنت يا "رفيق !! " فستجد آنئذ من يلتمس لك العذر ،فيما قمت به في داريا ، ويعطيك المجال للتكفير عن أخطائك ، فثورة آذار ٢٠١١ إنما جاءت للحرية والكرامة ، وبالتالي للوفاق والمحبة ، وليس للانتقام .