اخر تحديث
الأحد-28/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ داعش أو مسمار جحا لعبة الأمم
داعش أو مسمار جحا لعبة الأمم
04.06.2016
د. محمد أحمد الزعبي
لا يتعلق أمر العلاقة بين داعش ومسمار جحا هنا بالجانب المفاهيمي ، ولا بالجانب التاريخي وإنما بالتساند الوظيفي وبالتالي السياسي بينهما في إطار " لعبة الأمم " التي نشاهدها نهاراً جهاراً فى المنطقة العربية كلها ، وعلى وجه الخصوص في عراق مابعد الغزو الإنجلو - أمريكي عام ٢٠٠٣ ( داعش الزرقاوي ) وفي سوريا مابعد الربيع العربي عام ٢٠١١ ( داعش ابو بكر البغدادي ) . وذلك من حيث التشابه بين الدور الذي لعبه مسمار جحا ( على المجاز ) وداعش ( على الحقيقة ) في دول الربيع العربي، حيث تحولت هذه الصورة الفكاهية ( مسمار جحا ) إلى مقولة شعبية دارجة يستخدمها الناس في أقوالهم وفي ممارساتهم العملية لتفسير بعض الظواهر الاجتماعية التي يشاهدونها بأمّ أعينهم .
إن ما تسعى إليه هذه المقالة المصغّرة هو فقط إلقاء الضوء على الدور الذي لعبته وتلعبه الدول العظمى ( دول المصنع والمدفع ) في توظيفها لما يسمى " داعش " في مشاريعها الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين ، ولا سيما في تبرير تواجدها الميداني في سماء وماء وتراب الوطن العربي ولا سيما في سورية ، من أجل القضاء على ظاهرة الربيع العربي الذي انطلق من تونس عام ٢٠١١ ، و الذي أرعبت شعاراته في المواطنة والحرية والكرامة والديموقراطية وحقوق الإنسان هذه الدول العظمى ، وجعلتها تقف عارية أمام شعوبها ، إِلَّا من ورقتي التوت اللتين تغطي بهما عورتها ( الإمبريالية ) ألا وهما : النفط وإسرائيل ، واللتين باتتا تطبيقياً تفضحان أكثر مما تستران .
يعود ظهور حركة " داعش " كما هو معروف إلى فترة ازدهار وانتصار ثورات. " الربيع " العربي على أنظمة " الخريف " العربي ، الاستبدادية والفاسدة والعميلة ، ويمثل تاريخ هذا الظهور - واقعياً- تاريخ بداية الهجوم المعاكس الذي قاده مثلث : النظام العربي الفاسدالذي أسقطته ثورات الربيع العربي ( الأنظمة العميقة ) ، النظام العربي الفاسد الذي لم يكن قد وصله لهيب هذه الثورات بعد ، و الدول الرأسمالية العظمى التي تقود بنفسها هذا الهجوم المعاكس وهو دور لم تستطع حجبه أو إخفاءه كل الأكاذيب الظاهرة والمستترة ، وكل المعايير المزدوجة ، وكل الجنيفات المتتالية ، وكافة الأدوار المشبوهة التي لعبها بعض ممثلي بان كيمون هنا وهناك ، ناهيك عن الدور الذي لعبته وتلعبه إسرائيل " تحت الطاولة وفوقها " في عملية الحجب والإخفاء هذه .
وفي رؤيتنا الخاصة لهذا الأمر ، فإن " داعش " تمثل هنا ضرورة استراتيجية لهذه الدول المشتركة في لعبة الحجب والإخفاء والضحك على الذقون ، ولا سيما الدول العربية والإسلامية المنخرطة في لعبة " الطمّيمة " هذه . إن أحدا لايجهل أن المنخرطين في " لعبة الأمم " هذه ، هم من أتاح لداعش أن تبقى وأن تتحول في سورية والعراق خاصة إلى مسمار جحا الذي ينبغي صونه ورعايته ولو تحت شعار كاذب هو ( تدميره !! ) سواء بمعسول الكلام ، على قاعدة " أعذب الشعر أكذبه " أو بطائرات السوخوي ، والطائرات البدون طيار التي غالباً ما كانت تخطئ أهدافها ، وتقتل المدنيين والأطفال والجيش الحر ، بدلاً من " داعش " ، أي بدلا
من " مسمار جحا " الذي غرسته في صدر المنطقة ، الأمر الذي معه أصبحت هذه الداعش. " باقية وتتمدد " ويحتاج القضاء عليها إلى أكثر من عقد من الزمان لأكثر من خمسين دولة ودويلة ، أي إلى أكثر مما احتاجته الحرب العالمية الثانية للقضاء على هتلر وموسوليني قبل سبعين عاماً ( فياسبحان الله !! ) .
نعم أيها الأخ القارئ ، إن مايسمى ب " داعش " ، ليست أكثر من غرسة غريبة وعجيبة غرستها الإمبريالية العالمية في صدر أمتنا العربية ، لتكون بمثابة المبرر لتواجدها العسكري في بلادنا ، والذي يعتبر من ضرورات الحفاظ على أمنها القومي ، عبر الحفاظ على أهم حليفين لها في منطقتنا العربية ألا وهما : النفط والكيان الصهيوني الدخيل ، وما عدا ذلك فليس له من مسمىً عندي سوى ( الكذب ).