الرئيسة \  مشاركات  \  دجاحة حَفرتْ ، على رأسها عَفرتْ !

دجاحة حَفرتْ ، على رأسها عَفرتْ !

24.05.2021
عبدالله عيسى السلامة




هذا مثل شعبي فلسطيني ، ونحسب معناه واضحاً لكلّ عاقل ، إنّما ماليس واضحا فيه ، مَن كان مَعنياً به ! 
ولا بدّ ، هنا ، من الإشارة إلى المعنيين به ! وأحياناً يغني التلميح عن التصريح ! مع التصريح ، هنا ، بأن ثمّة فئات ليست معنية به ، ولا بأمثاله ! ومن هذه الفئات :
لصوص الحكم والسياسة : الذين يسرقون سلطات ليست لهم ، ويتصرّفون مع شعوبهم، بالطرائق التي تحفظ لهم هذه السلطات ، على الشعوب !
ومن هؤلاء : اللصوص  ، الذين يسرقون السلطة ، عن طريق الدبابات والأطقم ، التي يجلبونها معهم ، ومنها : الإعلامية والأمنية والمشيَخية .. ، وسائر أصحاب المواهب في : التصفيق والتطبيل والتزمير.. والهتافات الرنانة .. والمنافقون : الذين يغرّدون على كلّ غصن ، ويسبحون في كلّ ماء ، ويحطبون في كلّ حبل ، وينفخون في كلّ مزمار..!
نقول : هؤلاء غير معنيين في المثل ، ولا يلتفت العاقل إلى أيّ منهم ! 
إنّما المعنيون هم أولئك : الذين يتصرّفون بطرائق لا تليق بهم : بضمائرهم  ،أو أخلاقهم ، أو مواقعهم : الاجتماعية أو الأدبية أو السياسية أو الفكرية .. فيضيعون مواقع كانت لهم ، وكرامات  كانت لشعوبهم  ! فيطمع السفهاء والأنذال ، ولصوص الحكم والسياسة ، فيهم! ويسقط هؤلاء الشرفاء ضحايا ، في أيدي أولئك .. يعاملونهم معاملة السادة لعبيدهم ، بعد أن تنقلب الآية ، ويصبح السيّد عبداً ، والعبد سيّداً ، كما قال المتنبّي : فالحرّ مستعبَد والعبد معبود !
هل نذكر نماذج من هؤلاء ؟ 
حسبنا ما كان قائماً في سورية ، قبل سرقة لصوص البعث حكمَها .. وما هو قائم فيها ، اليوم ! وحسبنا أن نذكر بعض أصحاب الضمائر الحيّة ، الذين كانوا يعتلون مناصب الحكم فيها .. ومن يعتلي هذه المناصب ، اليوم !
فهل يلام اللصوص ، على الحال التي وصلت إليها سورية.. أم يلام الذين ناموا ، أو غفلوا، عن أمانات الحكم التي في أيديهم ، فسرقها الأنذال والسفهاء؟
نقول: هل نلوم أولئك ، الذين مكّنوا اللصوص من أزمّة الحكم ، ببعض تصرفاتهم الرعناء؟ أم نطبّق عليهم المثل في العنوان : دجاجة حفرت ، على رأسها عفرت ؟ أم نقول : سامحهم الله ، فقد حفروا ، لكنهم لم يعفروا على رؤوسهم ، هم ، بل على رؤوس شعوبهم  ، التي باتت تعاني الويلات ، من لصوص الحكم ، ومرتزقته ، ومنافقيه ؟ 
وهنا تكمن مشكلات الحكم ، عامّة ! فالحاكم الجيّد يحفظ نفسه وشعبه .. والسيّء يضيع نفسه وشعبه .. وربّما أضاع أجيالاً لاحقة كثيرة ، من شعبه !