الرئيسة \  واحة اللقاء  \  درعا: انهيار المفاوضات و”اللجنة المركزية” تعلن النفير العام في حوران

درعا: انهيار المفاوضات و”اللجنة المركزية” تعلن النفير العام في حوران

31.08.2021
هبة محمد


القدس العربي
الاثنين 30/8/2021
دمشق – “القدس العربي”: قال سكان إن الجيش السوري قصف آخر جيب لمسلحي المعارضة في مدينة درعا بجنوب البلاد أمس الأحد مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في واحد من أشد الهجمات دموية خلال الحصار المفروض على مهد الانتفاضة. وأحجم الجيش عن التعليق على التقارير لكنه قال في بيان إن صبره نفد تجاه ما سماه “الجماعات المسلحة والإرهابيين” في هذه البلدة.
ومنعت فرقة النخبة في الجيش السوري، تدعمها فصائل إيرانية مسلحة، وصول إمدادات الغذاء والوقود إلى درعا البلد بغية الضغط على المسلحين للاستسلام بعد ثلاث سنوات من استعادة القوات الحكومية سيطرتها على معظم المنطقة قرب الحدود مع الأردن. وقال أبو جهاد الحوراني وهو مسؤول محلي لوكالة رويترز إنهم يستخدمون ما يسمى بصواريخ الفيل بشكل عشوائي، في إشارة إلى صواريخ محلية الصنع. وأمكن سماع الانفجارات في خلفية المشهد.
تصعيد كبير
كما قُتل عنصر من قوات الأمن الداخلي السوري وأصيب آخران بقذيفة صاروخية في منطقة درعا البلد. ونقلت وكالة (سانا) الأحد عن قائد شرطة محافظة درعا العميد ضرار دندل قوله إن “إرهابيين متحصنين في منطقة درعا البلد استهدفوا بقذيفة صاروخية كراج الانطلاق الشرقي عند مدخل المدينة ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة اثنين آخرين بجروح من الشرطة”. وقُتل طفلان وأصيب أشقاؤهما الثلاثة ووالدتهم بجروح السبت جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهم في بلدة قرفا والمدينة الصناعية في درعا.
وكانت مصادر في لجان درعا المركزية حملت يوم الخميس الماضي القوات الحكومية السورية مسؤولية فشل المفاوضات بشأن تسوية شاملة في أحياء درعا البلد وعموم مناطق درعا، بعد طلب اللجنة الأمنية التابعة للقوات الحكومية تسليم السلاح بالكامل وإجراء عمليات تفتيش للمنازل التي تريدها القوات الحكومية، ووضع نقاط عسكرية داخل أحياء درعا البلد.
مقتل 6 مدنيين وشرطي من النظام في قصف صاروخي كثيف ومواجهات
وتشهد الأحياء المحاصرة في درعا والمناطق المحاذية لها، والتي تؤوي 11 ألف شخص جنوب سوريا، منذ ثلاثة أيام تصعيداً عسكرياً هو الأعنف لقوات النظام وحليفتها روسيا والميليشيات الإيرانية، حيث تدك القوات المهاجمة أحياء درعا البلد المحاصرة بالصواريخ والقذائف، وسط محاولتها التوغل في المنطقة، موقعة قتلى وجرحى من المدنيين، ما دفع لجان التفاوض التي عجزت أمام تعنت النظام السوري في التوصل إلى حل للأزمة، إلى إعلان النفير العام في منطقة حوران.
وقال المتحدث الرسمي باسم تجمع أحرار حوران عامر الحوراني لـ “القدس العربي” إن حي طريق السد شهد الأحد قصفاً بصواريخ أرض-أرض من طراز “فيل” مؤكداً أن “الفرقة الرابعة والميلشيات الإيرانية هي الجهة المسؤولة عن القصف “الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين”.
ووفقاً للمصدر، فقد صعّدت قوات النظام من قصفها على درعا البلد واستهدفت بعشرات الصواريخ من طراز “فيل وجولان” أحياء “البحار والأربعين، وطريق السد” محاولة اقتحام المنطقة من ثلاثة محاور.
وعزا المتحدث تعاظم التصعيد إلى “رفض لجنة التفاوض مطالب ضباط النظام التي نقلها قياديون في اللواء الثامن والتي تضمنت، الاعتراف بعلم النظام كعلم معترف به لكل سوريا وهو خط أحمر، والاعتراف بجيش النظام بأنه المسؤول عن أمن سوريا، والاعتراف ببشـار الأسد كـرئيس ـشرعي منتخـب لـسوريا”.
وقال الحوراني “تصدى مقاتلون في مدينة درعا، لمحاولة تقدم للفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، عبر عدة محاور باتجاه الأحياء المحاصرة في المدينة، بالتزامن مع قصف مكثف شنته مدفعيات ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران استهدف الأبنية السكنية فيها”.
وأضاف أن “الميليشيات حاولت التقدم ظهر اليوم عبر محور الكازية شرقي درعا البلد، ومحور البحار جنوب درعا البلد، ومحور القبة شرق حي طريق السد، ولكنها فشلت بذلك نتيجة اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بينها وبين مقاتلين في المنطقة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات”. مبيناً أن قوات النظام قصفت المناطق السكنية في الأحياء المحاصرة بمئات القذائف، إضافة إلى 19 صاروخ أرض – أرض من نوع فيل شديدة الانفجار، ما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين وسقوط جرحى في صفوفهم.
مواجهات وسقوط مدنيين
وأسفر القصف عن مقتل مدنيين وجرح آخرين، وسط مواجهات عنيفة، حيث يواصل شبان المنطقة التصدي لمحاولات اقتحام قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء درعا البلد.
وأوضح عضو لجنة التفاوض أبو علي المحاميد أن أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم تشهد قصفًا عنيفًا “بكل أنواع الأسلحة” وأضاف “منذ ليلة أمس، ولغاية الآن، لم يتوقف القصف، وسط الحصار، بينما يرابط شبان المنطقة ويوصلون الليل بالنهار رغم الجوع وقلة الطعام”.
وكتب على صفحته الشخصية عبر موقع فيسبوك “لقد وضحت الصورة تمامًا، ولم يكن التهديد باقتحام درعا البلد إلا وسيلة ضغط للحصول من أهل حوران على اعتراف سياسي بالنظام، وعندها إذا عارضنا النظام نصبح جماعة متمردة على نظام شرعي نحن اعترفنا به سابقاً، ويحق للنظام عند ذلك أن يقتلنا أو يعتقلنا. وله الحق في إدخال الجيش على كل مدينة وقرية في حوران لان هذا الجيش نحن اعترفنا به ليقوم ببسط الأمن والأمان في كل المناطق”.
ونتيجة انهيار المفاوضات، أصدرت اللجنة المركزية في ريف درعا جنوب سوريا، الأحد بياناً، أعلنت فيه “النفير العام” لأهالي حوران، استجابةً لنداء الفزعة من درعا البلد، وهددت عبره النظام بالحرب في مختلف أرجاء المحافظة، ما لم توقف ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران حملتها العسكرية على الأحياء المحاصرة، وتبدأ بفك الحصار عنها.
وأوضحت “المركزية” في بيانها أنّ الإعلان جاء بعد التشاور مع قياديين في ريف درعا الشرقي ومنطقة الجيدور شمالي درعا، مشيرة إلى أن قوات النظام تصر على جر المنطقة إلى حرب طاحنة يقودها ضباط إيرانيون وميليشيات طائفية متعددة الجنسيات.