الرئيسة \  ملفات المركز  \  دعوة موسكو إلى تحالفات إقليمية جديدة تحليلات ومقالات 7/7/2015

دعوة موسكو إلى تحالفات إقليمية جديدة تحليلات ومقالات 7/7/2015

08.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. النور :المعلم: دور روسيا في مكافحة الإرهاب هو الأساس.. بوتين مصمم على دعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
2. النور :موسكو تدعو المعارضة والأكراد إلى التوحد مع الجيش السوري في تحالف إقليمي ضد «داعش»
3. خاص بـ"إيلاف": خلاف روسي - سوري حول مستقبل الأسد
4. الملاعب :سوريا: وزير خارجية إسرائيلي أسبق: نهاية الأسد وخيمة.. وروسيا تحضر نفسها لما بعده
5. الحياة :محمد مشموشي :عن زيارة المعلم موسكو... و «حلف» بوتين المستحيل!
6. الشرق الاوسط :عبدالرحمن الراشد :مشروع حلف سعودي تركي مع الأسد
7. الجمهورية :طهران وموسكو تستعدّان للأسوأ؟
8. تشرين اونلاين :المقداد: سورية حددت حلفاءها واتجهت نحوهم
9. عكس السير :مستقوياً بإيران .. نظام الأسد يرفض مقترحاً روسياً بإنشاء حكومة ” وحدة وطنية ” و التنازل عن بعض صلاحيات بشار
10. الديار :ما قاله بوتين لدمشق: حقيقة موجهة للرياض والدوحة وانقرة,,, بقلم: نبيه البرجي
11. عمون :تجديد النظام العربي؛ أسرار ودوافع المبادرة الروسية
12. اخبار 24 ساعة :زيارة “المعلم” لموسكو.. روسيا تسعى لإحداث “معجزة إقليمية”
13. الايلاف :مبادرة جديدة حول سوريا تُطبخ على نار هادئة!
14. الدستور الاردنية :«سياسة اللامعقول» .. مقترح «بوتين» لتحالف رباعي يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن
15. عمون :ماذا لو حطت طائرة الرئيس السوري في عمّان؟
 
النور :المعلم: دور روسيا في مكافحة الإرهاب هو الأساس.. بوتين مصمم على دعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
أكد وليد المعلم، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبذل جهداً كبيراً ويكرس وقتاً ثميناً من أجل وقف سفك الدماء وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وحول دعوة الرئيس بوتين إلى تحالف إقليمي لمواجهة الإرهاب وإجابة المعلم بأنها تحتاج إلى معجزة.. قال وزير الخارجية والمغتربين في لقاء مع قناة روسيا اليوم (أن تتحول الدول التي تآمرت على شعبك طيلة أربع سنوات ونيف ومولت إرهابيين من مئة دولة ودربتهم وسلحتهم وأرسلتهم إلى سورية إلى دول تكافح الإرهاب هذه معجزة، مع أن قرارات مجلس الأمن التي صدرت تحت الفصل السابع تلزم هذه الدول بمكافحة الإرهاب، وصدرت بخصوصها لأنها تحدثت عن منع التسليح والتمويل والتدريب.. من هنا أقول تحتاج إلى معجزة).
وأضاف المعلم (أنا أعتقد أن انتقال الإرهاب من سورية والعراق إلى دول الخليج والتفجيرات التي شهدتها السعودية ثم الكويت كانت كجهاز إنذار.. والرئيس بوتين يقرأ السياسة قبل حدوثها والاتصالات التي جرت بين موسكو وعواصم هامة في المنطقة أدت إلى الاستنتاج الذي توصل إليه الرئيس بوتين).
ورداً على سؤال أن الدول التي تحدث عنها الرئيس بوتين تشكك في نتائج الانتخابات التي حصلت في سورية.. أوضح المعلم أن السيد الرئيس بشار الأسد لديه إرادة شعبية لكن إذا كان الطرف الآخر لديه انتخابات يحق له أن يشكك.. فهل السعودية والأردن فيهما انتخابات.. لذلك هؤلاء لا يحق لهم ولا يعرفون شيئاً اسمه صندوق انتخابات.. وفي تركيا أظهر الشعب التركي غضبه من سياسات أردوغان.. والشعب السوري دعم الرئيس الأسد لأنه صمام أمان لسورية وليعيدها إلى شاطئ الأمان.
وتابع المعلم: (لكن أن يقولوا لا هدوء في سورية ولا وقف للعنف فيها إلا بعد رحيل الرئيس الأسد.. فهذا موقف سخيف ولا ينم عن خبرة سياسية.. لأن الرئيس الأسد ليس سورية بل هو حاميها.. هم لا يعرفون أن تمويل الإرهاب وتسليحه سيرتد عليهم وقد ارتد عليهم، وقد طرحت سؤالاً كم ضحية من أشقائنا في هذه الدول يجب أن يذهبوا لكي يصحوا حكامهم ويقولوا كفى).
وحول إمكانية وجود تنسيق أمني سوري مع هذه الدول لمواجهة خطر الإرهاب والتكفيريين.. قال المعلم: (نحن في مكافحة الإرهاب جاهزون لكي ننسق مع الجميع لإنهاء هذه الظاهرة التي إذا نمت وهي تنمو ستؤثر على أمن واستقرار ليس على دول الجوار بل على العالم.. وهذا ما حصل في فرنسا وقبل ذلك في بروكسل.. وهذا واجب كل دولة مسؤولة عن الأمن والاستقرار).
وبيّن المعلم أن وجود سفارة أو عدم وجودها هو ليس مصلحة سورية فقط، مشيراً إلى أن كل دولة تقيم سفارة وتنفق عليها تدرك أن لديها مصلحة في فتحها.. وفي الحقيقة من يفتح ولا يفتح هذا شأن كل دولة.
ورداً على سؤال حول التحالف الإقليمي في مواجهة ما يعرف ب (الدولة الإسلامية) ومكافحة الإرهاب والحديث عن تفاهمات روسية أمريكية في هذا الشأن.. والموقف الروسي اتجاه سورية وهل لمس أي تغيير خلال لقائه الرئيس بوتين.. أجاب المعلم: (أنا في الحقيقة لمست العكس.. لمست تصميم الرئيس بوتين على استمرار دعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً دون أي لبس).
وأضاف المعلم: (إنه في حال كان هناك تفاهم أمريكي روسي فهذا يعني أن روسيا تمكنت من إقناع الولايات المتحدة لكي تعود إلى رشدها)، متسائلاً (كيف للولايات المتحدة أن تعيد الاستقرار وتكافح الإرهاب في سورية وهي كرست مليار دولار لدعم المعارضة وفتحت 11 مركز تدريب لهم في الأردن وحده).
وتابع المعلم لا وجود لمعارضة معتدلة، لأن من يقتل لا يكتب على رصاصته معتدل.. مبيناً أن الولايات المتحدة لا تخجل في الإعلان عن أنها خصصت مليار دولار لدعم شيء سمته (معارضة معتدلة) والأردن على لسان وزير إعلامها أعلن عن افتتاح مراكز لتدريب هؤلاء (هم يريدون تسعير الإرهاب في سورية) لذلك أقول: (لايوجد تحالف مع هؤلاء.. إذا عادوا إلى رشدهم واعترفوا بأخطائهم.. نحن جاهزون للتنسيق معهم في مكافحة الإرهاب).
وأكد المعلم أن هناك دولاً عربية أدركت منذ بداية الأزمة في سورية خطورة ما تقوم به دول عربية أخرى تجاه سورية قائلاً: (نحن نقدر عالياً موقفها)، موضحاً أنه مع مرور الوقت أدركت بعض الدول العربية المتآمرة حقيقة ما يجري في سورية وانخفض عددها ليصبح الآن 12.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المعارك الأخيرة هي للتأثير على الحكومة سياسياً لكي تقدم تنازلات تفاوضية.. قال المعلم: (هكذا خططوا لكن نحن في سورية في الواقع نؤمن بأن الحل السياسي هو الحل النهائي للأزمة فيها وأن ما نقوم به في الميدان هو الدفاع عن الشعب السوري ولا خيار لنا سوى ذلك)، مؤكداً أن واقع الميدان عنصر أساسي، لكن نؤمن بأن في نهاية المطاف الحل السياسي يشترك به الجميع في رسم مستقبل سورية وهو الحل المطلوب.
وبشان إمكانية عقد موسكو3 أو جنيف3 أوضح المعلم أنه وبعد تجربة موسكو1 و2 فإن العمل في إطار موسكو3 وربما موسكو4 بين الحكومة السورية والمعارضة أثمر بورقة عمل وجدول أعمال، ويجب أن ننهي جدول الأعمال الذي اقترحه الجانب الروسي واتفق عليه الجانبان، وعندما ننجزه يصبح الطريق إلى جنيف3 ممهداً.. مشيراً إلى أمله (بتفهم المبعوث الدولي دي ميستورا وجهة نظر دمشق).
ورداً على سؤال حول اتهامات للحكومة السورية باستغلال ملف الأقليات بهجوم تنظيم (داعش) الإرهابي على الحسكة شمالاً وصولاً إلى سحب السلاح الثقيل من السويداء.. قال المعلم: (إن أهل السويداء والتفافهم حول الحكومة السورية والجيش هو الذي حمى السويداء من جرائم هؤلاء الإرهابيين وهذا شيء مشهود في العمل الميداني ونموذج يحتذى به.. وفي الحسكة يكرر هذا النموذج فشعب الحسكة والقوات المسلحة يدافعون يداً بيد عن أرضهم وبيوتهم وعرضهم ضد هؤلاء الإرهابيين ولذلك تمكنوا من تسجيل انتصارات عليهم كما سجلوا انتصارات في جنوب سورية)، مؤكداً أن صمود الجيش العربي السوري والتفاف الشعب حوله هو الذي سيقوده إلى النصر
وتعليقاً على علاقة دمشق مع الإدارة الذاتية التي أعلنها الأكراد شمال سورية.. قال المعلم: (نحن والمكون الكردي مثل باقي المكونات الأخرى في الحسكة.. العرب والكرد كلهم جزء من الشعب السوري وأي شيء في إطار سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية قابل للنقاش).
ورداً على سؤال حول نظرة دمشق إلى استراتيجية محاربة الإرهاب في ظل فشل التحالف الستيني.. قال المعلم: (من يقول إن الغارات الأمريكية لم تحقق شيئاً هذا قول خاطئ، فهناك استراتيجية أمريكية خفية وراء هذه الغارات فأحياناً ترسل طائرات بعضها يقصف وبعضها يعود بذخيرته إلى القاعدة وبعضها يقصف في الصحراء ولا يصيب أهدافاً.. كل ذلك يصب في خدمة الاستراتيجية الأمريكية.. أما أن يكون هناك تصميم على محاربة (داعش) فنحن في سورية لم نلمس ذلك).
وبين المعلم إن فتيل (داعش) في المنطقة بدأ بالغزو الأمريكي للعراق وبذرته نشأت فيه من أيام (أبو مصعب الزرقاوي) واستغلوا الأوضاع في سورية وانتشروا وحولوا تنظيمهم إلى ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام) والآن أصبحوا ضد الدولة السورية والدولة العراقية وضد دول أخرى.
وأكد المعلم أن سورية تشجع مجموعة دول البريكس على لعب دور في مكافحة الإرهاب وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، مشيراً إلى أن (الدور الروسي هو الأساس وهو دور يحرص على تطبيق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.. فمن يرد أن يركب في هذا القطار إن كان من دول البريكس أو دول أخرى أوربية أو الولايات المتحدة فنحن نرحب بذلك).
ولفت المعلم إلى أنه ليس لدى سورية ما تخسره أكثر مما خسرته، وعلى الدول دائمة العضوية احترام قراراتها، مشيراً إلى أن أحد هذه القرارات صدر بحضور الرئيس أوباما وتحت الفصل السابع، لكن حلفاءه في المنطقة لا يحترمونه وهذا شأنهم.
وحول الانتخابات البرلمانية في سورية.. قال المعلم (إن الانتخابات يجب أن تتم في صيف عام 2016 وفق الدستور السوري ولذلك ستجري بغض النظر عن الوضع الميداني).. مضيفاً (إنه بالنسبة لإعادة الإعمار فإن هناك مناطق تمكن الجيش من تحريرها يُعاد إعمارها كما حدث في حمص، وهناك في الحكومة جزء من الميزانية مخصص لإعادة الإعمار).
وتعليقاً على مبادرة دي ميستورا بخصوص حلب.. قال وزير الخارجية والمغتربين (إن سورية قبلت بمبادرة دي ميستورا لكن الإرهابيين رفضوها وقبلها تقدمنا نحن بمبادرة أيضاً رفضت من قبل الإرهابيين وهم لا يملكون قرارهم لأن التعليمات تأتيهم من تركيا التي تتحدث عن مناطق عازلة وأطماع تاريخية للإمبراطورية العثمانية يعيد أردوغان تكرارها).
وتعليقاً على سؤال.. إن سورية كانت لاعباً مهماً في المنطقة واليوم تحولت إلى ملعب.. قال المعلم (إنه في لعبة كرة القدم هناك استراحة ثم يعودون إلى الشوط الثاني ونحن في استراحة وسنعود إلى الشوط الثاني لنلعب دورنا في المنطقة).
======================
النور :موسكو تدعو المعارضة والأكراد إلى التوحد مع الجيش السوري في تحالف إقليمي ضد «داعش»
وضحت موسكو أن مبادرتها بشأن تشكيل تحالف لمكافحة (داعش) تخص جميع دول الإقليم، بما فيها سورية جيشاً ومعارضة مسلحة إضافة إلى الأكراد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن في موسكو الجمعة 3 تموز: (اقترح الرئيس الروسي على جميع دول المنطقة توحيد جهودها. وهذا يخص سورية أيضاً، والجيش السوري والمعارضة السورية، بما في ذلك المعارضة المسلحة التي تدعو إلى الحفاظ على سورية دولة موحدة ذات سيادة وبطابع علماني، دون أي مظاهر تطرف تضمن حقوقاً متساوية لمختلف المكونات الإثنية والطائفية).
وأضاف أن هذه المبادة تخص أكراد سورية أيضاً، ودولاً أخرى بما فيها العراق وإيران وتركيا والسعودية.
وأكد أن روسيا لا تحاول فرض مشاريع على أحد، لكنها ترى أن الخلافات والتناقضات الموجودة بين دول المنطقة تصرف اهتمامها عن المهمة الرئيسية المتمثلة في محاربة الإرهاب.
واعتبر أن تصفية الحسابات بين الدول ليست من الأمور ذات الأولوية، ويمكن تأجيلها طالما يتطلب الوضع توحيد جهود الجميع لمحاربة الإرهاب.
وأن الهدف الرئيسي يكمن حالياً في إيقاف (داعش) ومنعه من إقامة ما يطلق عليه (الخلافة).
وذكر أن روسيا منفتحة على إجراء مناقشات ومشاورات مع الدول بداخل المنطقة وخارجها ومع جميع اللاعبين القادرين على المساهمة في مكافحة الإرهاب.
وقال إن الجانب الروسي سيرحب وسيدعم أية مبادرات ترمي إلى تحسين الإجراءات الموجهة ضد (داعش)، بما في ذلك مبادرات جامعة الدول العربية.
وبشأن فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة وإمكانية استخدامها لمحاربة (داعش)، أعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن هذه الفكرة مطروحة للنقاش منذ وقت طويل، علما بأن الجانب المصري هو من قدمها لأول مرة.
وأضاف قائلاً: (إذا كانت هذه المنظمة ترى أن هناك سبلاً لزيادة فعالية الجهود المشتركة لمحاربة الخطر الإرهابي، فسنرحب بذلك. وعندما سيتم تشكيل هيئات معنية، وإذا كان دعمنا لها ضرورياً، وبالدرجة الأولى، الدعم السياسي والقانوني بما في ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي، فسنقدم مثل هذا الدعم، طبعاً).
======================
خاص بـ"إيلاف": خلاف روسي - سوري حول مستقبل الأسد
بهية مارديني
عطفًا على المعلومات الحصرية التي كشفتها "إيلاف" سابقًا حول طبخة روسية عربية دولية يتم التحضير لها، من أجل حلّ ينهي النزاع السوري، علمت "إيلاف" بوجود خلاف روسي سوري حول مستقبل بشار الأسد الذي رفض طرحًا روسيًا يقضي بمشاركة المعارضة في المرحلة الانتقالية.
بهية مارديني: قالت مصادر من المعارضة السورية في دمشق إن خلافًا سوريًا روسيًا بدت مؤشراته تطفو أخيرًا، وتحديدًا، اثر زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السوري ولقائه الرئيس فلاديمير يوتين والطرح الروسي الايجابي خلال زيارة احمد الجربا رئيس الائتلاف السوري الأسبق الى موسكو، بالتزامن مع تحركات ميخائيل بوغدانوف الاخيرة التي وصلت الى مقاربة روسية تكاد تكون مختلفة عن السابق.
معلومات "إيلاف" تتحدث عن موقف سياسي روسي جديد تجاه الملف السوري قد يكون المحاولة الاخيرة للجهود الروسية، والتي تجلت بطرح ملف حكومة الوحدة الوطنية المشتركة التي كشفت "إيلاف" في تقارير سابقة أن بوغدانوف طرحها مع معارضين سوريين من أجل تشارك السلطة.
ولكن، لا يبدو النظام السوري موافقًا على الطرح الروسي، واكدت المصادر أن النظام رفض الطرح الروسي ويصر على عدم رغبته في مشاركة السلطة مع المعارضة من داخل وخارج سوريا بالصورة المطروحة عليه التي ستفرض فترة انتقالية محددة في نهايتها لن يكون للرئيس السوري بشار الأسد فيها أي دور.
وعزت مصادر متطابقة الاختلاف الروسي مع دمشق استناداً الى الخسائر التي مني بها نظام الأسد ميدانيًا وسياسيًا والصراع السوري الدولي ضد "داعش" والضغوط المتزايدة على روسيا ليختلف النهج التقليدي في الموقف الروسي ولتحاول موسكو تدوير الزوايا.
علامات التغيير الحالية بدت من خلال عدة معطيات منها التعامل "بأريحية" مع مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة حول الحل السياسي، والتنسيق مع السعودية ومصر وتحسن العلاقات ايجابيًا وظهور بيانات روسية تؤيد التحركات المصرية وتدعمها، وتواصل روسيا المكثف مؤخرًا مع الائتلاف الوطني المعارض.
وتحدثت "إيلاف" في وقت سابق عن مبادرة جديدة تطبخ على نار هادئة طرحتها روسيا خلال زيارة الجربا إلى موسكو.
والمبادرة حسب مصادر "إيلاف" تطرح مع الحديث عن تكوين حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات، تضم جزءاً من معارضة النظام الحالي ومن لم تتلوث أياديهم بالدماء، الى درجة طرح قوائم متعددة لأسماء مسؤولين في النظام السوري، ستؤول لها صلاحيات تُنتزع من الرئيس، وتقود البلاد الى  فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية.
وكان الائتلاف قد رفض مفاوضات لا تستهدف تقاسم السلطة، واعتبر أن الثورة في سوريا هي من أجل استرداد الحقوق الانسانية والدستورية المسلوبة من الشعب السوري، وليست صراعاً سياسياً من أجل تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، وأن الهدف منها هو تمكين الشعب من اعادة صياغة دستوره واختيار ممثليه وقياداته.
وطالب الإئتلاف بتأمين البيئة الآمنة وتحقيق السلم الأهلي عبر العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب، من دون أي استثناء، لافتاً الى أن العقبة الأساسية في نجاح أي حل سياسي تكمن في عدم جدية النظام في التوجه نحو حل سياسي يحقق انتقال السلطة بشكل جذري، مشددًا على أن أي عملية سياسية لا يمكن أن تنجح دون أن تؤدي الى تنحي الأسد وزمرته الحاكمة عن السلطة بحيث لا يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية أو بعدها، وخضوعه لارادة الشعب السوري وتحقيق التوافق الدولي الجدي عبر قرار ملزم وضامن من مجلس الأمن يعيد تفعيل مؤتمر جنيف من حيث انتهى، ويتم التفاوض الجاد على كافة بنود جدول أعماله بشكل متزامن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي، كاملة السلطات والصلاحيات، والتي تشمل سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء باتجاه توحيد الجبهة الداخلية والقيادة السياسية ما يمكنها من الاستمرار بمكافحة الارهاب بشكل فاعل، بدءاً بترحيل كافة الميليشيات الأجنبية التي تقاتل الى جانب الأسد وميليشيات التنظيمات الارهابية الأجنبية المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة والمقاتلين الأجانب.
======================
الملاعب :سوريا: وزير خارجية إسرائيلي أسبق: نهاية الأسد وخيمة.. وروسيا تحضر نفسها لما بعده
اخر اخبار سوريا اليوم في موقع الخبر السابع
الدول العظمى في العالم بما فيهم حلفاء النظام إيران وروسيا يبحثون الآن الخطة الملائمة لتسوية الوضع في سوريا. بعد أن تبين لهم أن الأسد سيخسر الحرب
قال وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي إن الأيام الأخيرة لبشار الأسد ستكون وخيمة، وأن طموحاته الآن تتمثل في تفادي الهزيمة العسكرية، وتحسين شروطه التفاوضية.
وقال في مقال له نشره موقع “بروجيكت سينديكت” الأمريكي إن الدول العظمى في العالم بما فيهم حلفاء النظام إيران وروسيا يبحثون الآن الخطة الملائمة لتسوية الوضع في سوريا. بعد أن تبين لهم أن الأسد سيخسر الحرب.
والذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مركز “توليدو” العالمي لأبحاث السلام، أن روسيا بدأت بالتحضيرات اللازمة للتعامل مع الوضع في سوريا بدون الأسد، وأن الكرملين اليوم يحاول البحث عن نفوذ له داخل مجموعات المعارضة السورية.
وذكر “بن عامي” أن خسائر حزب الله في سوريا بلغت حوالي ثلاثة آلاف قتيل، فضلاً عن أربعة آلاف جريح، وأضاف أن فصائل المعارضة السورية قد تسللت إلى لبنان، مما يعكس فشل حزب الله في تحقيق هدفه الذي برر فيه التدخل العسكري في سوريا.
اذا أعجبك موضوع وزير خارجية إسرائيلي أسبق: نهاية الأسد وخيمة.. وروسيا تحضر نفسها لما بعده شاركه مع أصدقائك لكي تعم الفائدة وشكرا.
======================
الحياة :محمد مشموشي :عن زيارة المعلم موسكو... و «حلف» بوتين المستحيل!
النسخة: الورقية - دولي الثلاثاء، ٧ يوليو/ تموز ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
لم يقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سوى ما يعرف هو قبل غيره أنه من المستحيلات في الفترة الحالية. والمقصود، كما قال، التحالف بين السعودية وإيران وسورية والأردن لمحاربة الإرهاب في المنطقة باعتباره مشكلتها الأهم الآن. وعلى رغم أنه أضاف إلى ذلك أنه لا يزال على موقفه الداعم للنظام في دمشق، ما رسم ارتياحاً على محيّا المعلم، وطبلت وزمرت له لاحقاً بطانة هذا النظام في جوقة «الممانعة»، فالواقع أن ما لم يقله بوتين في تصريحه، ولا تحدث عنه وزير خارجيته سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي مع المعلم، هو ما كان موضوع المحادثات بين الطرفين، وحتى أساس دعوة المعلم والوفد المرافق له لزيارة موسكو.
موضوع الزيارة هو الرسالة التي بعثت بها دمشق إلى القيادة الروسية قبل شهر، وطلبت فيها استئناف البحث بما سمي «موسكو 3» مع المعارضة السورية، بعد أن عمد الكرملين إلى تجميد هذا المسار رداً على مواقف الوفد السوري إلى «موسكو 2»، وتحديداً رئيسه بشار الجعفري، ومسؤوليته المباشرة عن فشل المؤتمر، وحتى عن انسحاب بعض المعارضين منه وربما رفضهم حضور أي مؤتمر آخر لهذا السبب.
أما لماذا طلبت دمشق ذلك، ولماذا تريثت موسكو في الرد، ففي المعلومات المتداولة أن الأول جاء بعدما أصيبت قوات النظام بهزائم ميدانية كبيرة في أكثر من منطقة في سورية، وأن موقف موسكو منه كان الرغبة بالحصول على ضمانات بعدم تكرار ما حدث في «موسكو 2»، وهو ما يبدو أنه تم فعلاً قبل أن توجه الدعوة إلى المعلم للقيام بهذه الزيارة.
في «موسكو 2»، الذي عقد بين 6 و9 نيسان (إبريل) الماضي، لجأ الجعفري إلى ما قال المعارضون أنه «مماطلة» ممجوجة وحتى «قلة تهذيب» عندما رفض مناقشة الورقة التي قدمتها وفود المعارضة وأصر على البحث فقط بمحاربة الإرهاب، ما أدى إلى خروج منسق «هيئة التنسيق»، المتهمة بأنها قريبة من النظام، حسن عبدالعظيم، ليعلن فشل المؤتمر «بسبب سلوك وفد النظام وعدم موافقته على مناقشة وإقرار إجراءات بناء الثقة المطلوبة لاختبار مدى جديته»، كما قال. فيما أعلن ممثل «منبر النداء الديموقراطي»، سمير العيطة، «أن الجعفري كان غير جدّي في التعاطي مع مطالب المعارضة، بل كان غير مهذب أحياناً، حيث خرج عن آداب الحديث في إحدى المرات».
هذا الموقف انعكس على الوفد الروسي المنظم للمؤتمر، وبدا ذلك جلياً عندما جاء السفير الروسي السابق في دمشق ليتلو كلمة لافروف (على عكس ما حدث في «موسكو 1» حيث حضر لافروف بنفسه) وتحدث عن «الظروف السلبية التي ترفضها غالبية السوريين مثل الفساد وعدم إرساء حكم القانون» من جهة، وعن دعمه لما وصفه بـ «المواقف البناءة لبعض الفصائل المعارضة وحتى المسلحة» من جهة ثانية. لكن الأهم من ذلك كان انتقاده المباشر للسلطة، بإعلانه أن عدد المعتقلين الذين أطلق سراحهم وقالت السلطة أنهم 683 شخصاً هو أقل من ذلك بكثير».
منذ «موسكو 2» هذا، فقد نظام الأسد المزيد من الأراضي وانسحبت قواته والقوات المتحالفة معه إلى خطوط يعتبر الدفاع عنها أسهل عليه، على رغم دعمه بصورة علنية ومباشرة من «الحرس الثوري الإيراني» وميليشيا «حزب الله» والميليشيات العراقية.
ظهرت أولى بوادر التغير بسقوط مدينة إدلب في شمال غرب البلاد ثم بعدها بقليل جسر الشغور، البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق إلى اللاذقية والساحل معقل الأقلية العلوية، فضلاً عن تقلص الرقعة التي يسيطر عليها في الجنوب من درعا إلى القنيطرة.
كذلك انتزع تنظيم «داعش» السيطرة على معقله في شرق سورية، الذي تقدم منه إلى العراق في حزيران (يونيو) الماضي، من أيدي جماعات أخرى، كما استولى بعد ذلك على مدينة تدمر في الوسط بينما انسحبت قوات الأسد إلى جهة الغرب.
وفي الشمال الشرقي استطاع المقاتلون الأكراد السيطرة على مساحة واسعة من الأرض بعدما انتزعوها من أيدي «داعش» قرب الحدود التركية، فسيطروا على كوباني أولاً ثم على تل أبيض لاحقاً ليقطعوا بذلك خطوط الإمداد من تركيا إلى الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم.
وإجمالاً، لم يعد النظام متواجداً إلا على ما لا يتجاوز 25 في المئة من الأراضي السورية، في الوقت الذي بدا فيه واضحاً أن جل همه الآن هو المحافظة، بدعم مباشر من إيران و «حزب الله»، على شريط من الأرض يمتد من دمشق إلى حمص وحماه وصولاً إلى طرطوس واللاذقية من دون أي شيء آخر.
هذا لناحية موازين القوى على الأرض. أما في السياسة، فكثرت في الفترة ذاتها التسريبات عن «تراجع» الدعم العسكري والمالي الإيراني على خلفية العقوبات الدولية، وحتى عن «صفقة» سيكون على إيران أن تعقدها مع الدول الست الكبرى لتمرير الاتفاق النووي معها، فضلاً عن «عدم قدرة» روسيا نفسها على مواصلة الدفاع عن نظام الأسد في ما لا يستطيع هو أن يدافع عنه... لا ميدانياً في الداخل السوري، ولا سياسياً حيث لا حديث الآن إلا عن تقسيم سورية أو الاكتفاء بـ «دولة» في الساحل السوري، ولا دولياً حيث تزداد الدلائل على استخدام المواد الكيماوية والبيولوجية من قبل قوات النظام في حربه ضد شعبه.
في هذا المناخ، جاءت رسالة دمشق التي تطلب فيها من موسكو استئناف البحث مع المعارضة في صيغة «موسكو 3»، أو حتى «جنيف 3» في مرحلة لاحقة، أملاً في أن تؤدي إعادة تحريك ما وصف بـ «العملية السياسية» منذ بيان جنيف في 30 حزيران 2012 إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام. وعلى خلفيتها، كما على خلفية ما يمكن أن تكون موسكو قد أخذته من ضمانات لعدم تكرار ما حدث في نيسان، جاءت زيارة المعلم هذه وتالياً المحادثات التي أجراها مع بوتين ولافروف في شأن احتمال استئناف البحث مع من يقبل من المعارضين بتسوية سياسية للأزمة.
ولأن أياً من الطرفين، موسكو ودمشق، لا يرغب في أن تعقد «موسكو 3»، أو لاحقاً «جنيف 3»، في سياق ما بعد تراجع النظام عن مواقفه السابقة، لما يعنيه ذلك من إمكان فشل المحادثات حتى قبل بدئها، كان حرصهما معاً على الحديث العلني عما لم يتحدثا عنه في الغرف المغلقة. ولم يكن تصريح بوتين عن التحالف المستحيل بين السعودية وإيران وسورية والأردن إلا من هذا القبيل.
لكن ما يبقى هو السؤال: هل يمكن أن يعقد «موسكو 3» قريباً؟، واستطراداً: هل يمكن أن يسفر عن نتيجة تنهي الحرب المجنونة من جهة، وتضع سورية على طريق الحل السياسي الذي يحفظ وحدة البلد، أم أن «المماطلة» وحتى «قلة التهذيب» و «الكذب» في شأن أعداد المعتقلين والمفرج عنهم من بينهم لا تزال هي القواسم المشتركة لهذا النظام؟
هذا ما تكشفه الأسابيع القليلة المقبلة: توجه الدعوة إلى «موسكو 3» أم لا؟
======================
الشرق الاوسط :عبدالرحمن الراشد :مشروع حلف سعودي تركي مع الأسد
ما قاله وزير خارجية سوريا صحيح، ردًا على اقتراح الرئيس الروسي قبل أسبوع. قال وليد المعلم: «أعرف أن روسيا بلد يصنع المعجزات لكن أن نتحالف مع السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة فهذا أمر يتطلب معجزة كبيرة جدًا».
أيضًا، أرى أن الرئيس فلاديمير بوتين على حق، في أن هذا الحلف وحده قادر على دحر «داعش»، إلا من جزئية واحدة، وهي أن إشراك النظام السوري كما هو اليوم سيفشل المشروع. وبإمكان روسيا أن تصنع معجزة كبيرة لو دفعت باتجاه نظام سوري من دون الأسد، وفق مؤتمر جنيف الأول حول سوريا، وبناء تحالف معه يضم دول الخليج مع تركيا والأردن لمحاربة «داعش». بمثل هذا التكتل متأكد أنه قادر على القضاء على الإرهاب، وتأمين استقرار سوريا، وسلامة المنطقة والعالم.
المشكلة في المشروع الروسي، وكما عبر عنه الرئيس بوتين، التهوين من الخلاف مع الأسد. يرى بأن الحرب في سوريا مجرد سوء فهم بين الجيران، وأنه يمكنهم التصالح والتعاون من أجل محاربة الإرهاب العالمي، أي «داعش». وقد حدد بوتين الدول المعنية بالحلف هي السعودية وتركيا والأردن.
والعلة ليست في الفكرة بل في قائمة الدول المطلوب منها الانخراط في التحالف.
والمسألة ليست سوء فهم، فنحن نعرف بعضنا جيدًا، وقد تحملنا النظام السوري حتى عندما قتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري وعشرين زعيمًا لبنانيًا آخرين، في العقد الماضي، لكنه عندما قتل أكثر من ربع مليون سوري وشرد تسعة ملايين آخرين خلال السنوات الأربع الماضية، تهشمت العلاقة ولم يعد ممكنًا إصلاح الزجاج المكسور. وأصبحت المصالحة ليست مهمة صعبة بل مستحيلة، وستزيد من القلاقل في المنطقة ولا تطفئ نار «داعش».
الأمر الثاني، وبعيدًا عن الضغائن، علينا أن نفهم المتغيرات الجيوسياسية الحاصلة. نحن أمام منطقة تتشكل خريطتها، حيث ترضخ واشنطن للواقع الجديد الذي تفرضه إيران، بمشروعها النووي ومد هيمنتها جغرافيًا على سوريا والعراق. هذا التمدد يهدد وجود دول الخليج وتركيا والأردن، ويخل بتوازن القوة القائم منذ نصف قرن مع مصر بشكل خطير للغاية. والإيرانيون اليوم يديرون نظامي بلدين كبيرين، العراقي والسوري، وعندما تتحالف تركيا والأردن والسعودية مع الأسد يكون فيه اعتراف بهيمنة إيران على سوريا! من الخطر على دول مثل الخليج وتركيا أن تتجاهل الزحف الإيراني وتختصر المشكلة في زاوية واحدة، هي الإرهاب وتنظيم داعش تحديدًا. خطر إيران علينا أعظم من «داعش»، هذه حقيقة لا بد أن توضع في الحسبان دائمًا.
ومع أن مشروع التحالف الإقليمي (الأسدي السعودي التركي الأردني) الذي اقترحه الروس جيد من حيث اختيار الدول القادرة على مواجهة «داعش»؛ السنة المعتدلون ضد السنة المتطرفين، لكنه بإشراك الأسد تفسد المعادلة الدينية السياسية.
والحقيقة أن ما يقترحه الرئيس الروسي أكثر منطقية مما يطرحه المسؤولون الأميركيون الذين أظهروا أنهم لا يميزون بين الطوائف، ولا يفهمون التاريخ المعقد للمنطقة. بوتين يطلب من السنة محاربة السنة، يطلب من الدول «السنية»، مثل السعودية وتركيا والأردن، محاربة «داعش»، الجماعة السنية الإرهابية. أما الأميركيون فيستنجدون بالإيرانيين، متطرفي الشيعة، لمحاربة متطرفي السنة، وهذا خطأ مريع؛ لأن ذلك سيعزز قوة «داعش» وليس العكس، حيث سيهب السنة من أنحاء العالم لدعم أبناء مذهبهم، والسنة هم الأغلبية الساحقة من المسلمين، أي أن الخطر سيتضاعف.
خطأ كبير استعانة الأميركيين بالإيرانيين، لأنه لن يمكنهم من القضاء على الإرهاب الديني في المنطقة وسينفخ النار فيه. فكل مفهوم تنظيمي «القاعدة» و«داعش» قائم على صراع تاريخي مذهبي يقوده أناس متطرفون، يشبه حروب الثلاثين عامًا بين البروتستانت والكاثوليك في وسط أوروبا في القرن السابع عشر التي جلبت الدمار والمجاعة والأوبئة والإفلاس. لقد نجحت السعودية في دحر تنظيم القاعدة في العقد الماضي بعد حرب دامية، وكذلك نجح الأميركيون في هزيمة «القاعدة» وزعيمها الزرقاوي، فقط بعد أن استعانوا بالعشائر السنية. ومحاربة «داعش»، والتطرّف الديني، قد يطول أو يقصر، قد يستغرق عشرين سنة، وهو عمر الحرب مع تنظيم القاعدة منذ عام 1996، وقد يستغرق ثلاث سنوات، فالأمر يعتمد على من يحارب الإرهاب، سواء كان نظام الأسد ونظام المرشد في إيران أو كانت تركيا مع السعودية والأردن!
======================
الجمهورية :طهران وموسكو تستعدّان للأسوأ؟
الثلاثاء 07 تموز 2015 - 06:22
جورج شاهين
الجمهورية
ليس مِن الحكمة أن يدَّعي أيٌّ مِن طرفَي الصراع السوري قدرتَه على قلبِ المقاييس، فموازينُ القوى لا تَسمح بذلك، ما فتحَ البابَ أمامهما لاستغلال نقاط الضعف لدى أيّ منهما لتحقيق أيّ مكسب مهما كان متواضعاً. لذلك فإنّ طهران وموسكو تحتسِبان الأسوأ لتكونا واقعيّتين. فما هي السيناريوهات التي تخضَع للنقاش؟
تتبادل المراجع الديبلوماسية سيناريوهات كثيرة حول مجريات العمليات العسكرية في سوريا على العديد من الجبهات المفتوحة على المجهول من النقاط المشتعلة على الحدود السورية - التركية إلى حلب وريفها وأطراف المناطق الساحلية، إلى القلمون والزبداني في ريف دمشق الغربي، وصولاً إلى مناطق الجنوب.
وعلى هذه الخلفية يلتقي زوّارُ العاصمتين الروسية والإيرانية على الحديث عن سيناريوهات كثيرة واقعية ومتناقضة في آن. فليس لدى أيّ منهما خريطة واضحة تُحدّد الخطوطَ الحمر سوى التي وضعاها من طرفٍ واحد ولم تحظَ إلى اليوم بموافقة الرعاة الإقليميين والدوليين الآخرين.
فقد سبقَ للعاصمتين أن أبلغتا الطرف الآخر وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وتركيا بهذه الخطوط بوجهَيها السياسي والعسكري في مختلف المناسبات ولم ينجحا في إجراء أيّ تعديل على استراتيجياتها.
ولا يتنكّر زوّار العاصمتين إلى ارتفاع مستوى القَلق لديهما في ظلّ المتغيّرات الأخيرة التي طرأت في شمال البلاد وجنوبها. فنجاحُ الطرَف الآخر في توحيد القوى العسكرية المعارضة قد فعل فعله تحت قيادات عسكرية موحّدة تحت راية «جيش الفتح» وأخرى تحت راية «جيش حرمون»، عدا عن تلك التفاهمات المحلّية التي شهدَتها منطقة الغوطة الدمشقية بين بعض المجموعات المسلّحة، ما جعلها تتحكّم بشرايين العاصمة من بوّابة جوبر.
تزامناً مع إعادة فتح المعارك على طول الحدود التركية - السورية من تل أبيض إلى كوباني ومنطقة الحسكة التي ما زال النظام يتحكّم بأجزاء منها وصولاً إلى حلب وريفها.
ولذلك تصِرّ العاصمتان على رفض أيّ من السيناريوهات التي تتحدّث عن حكومة انتقالية في المرحلة الراهنة بصلاحيات واسعة انطلاقاً مِن الخلاف الذي ما زال قائماً حول تفسير مقرّرات «جنيف 1».
ويسعَيان بكلّ قدراتهما إلى إعادة إشراك النظام في مواجهة الإرهاب على قاعدة أنّ قوّتَه العسكرية البرّية هي الوحيدة المؤهّلة لملاقاة خطط الحِلف الدولي الذي ما زال يضرب من الجوّ بدون أن يُحَقّق أيّ انتصارٍ له قيمتُه الاستراتيجية على الأرض. فالضرَبات الجوّية التي تكثّفَت في الفترة الأخيرة على مواقعِه في العراق تعكس إعطاءَ الأولوية لـ»داعش العراقية» دون «السورية» وهو ما تأخذه إيران وروسيا على الولايات المتحدة ودولِ الحلف أجمعين.
وفي قناعتهما، أنّه لولا الضربات الجوّية التي تتركّز على المواقع القيادية لـ»داعش» في الرقّة لَما كان هناك ذِكرٌ لعمليات الحِلف في مناطق سوريّة أكثر أهمّية.
على الأقلّ لمنعِ توسّعِها والسماح لها بالتقاط أنفاسها والعودة إلى خطط الهجوم في المناطق التي خسرَتها، ولا سيّما على الحدود التركية، والتي تحتسبها أنقرة على أنّها تهديدٌ مباشَر لأمنها القومي وسلامةِ أراضيها، وتضعُها في ميزان فشَلِ الحلف الدولي ما لم يلجَأ إلى المنطقة الجوّية الآمنة. فكلّما تضخَّمَ حجمُ الأكراد في المنطقة المحاذية للحدود تندفعُ تركيا في اتّجاه معاكس لتوجهات بقيّة أطراف الحِلف التي لا تحتسب الهمَّ التركي على أنّه أولوية.
وعليه، يضيف الزوّار أنّ القيادتين الإيرانية والروسية وعلى رغم حجمِ اللقاءات القليلة التي تعقَد بين مسؤولي الدولتين، لهما مَن يَمثلهما في سفارتَي بلديهما في دمشق، ومن الخبَراء في الدوائر العسكرية السورية، وهما على تنسيق دائم في مواجهة كلّ ما يتهدّد النظام، ولا سيّما في المناطق الحيوية والإستراتيجية من العاصمة إلى الساحل السوري، حيث يشاركان في وضع خطط التصَدّي لهجمات المسلّحين عدا عن الدعم العسكري الذي توَفّرانه.
ولذلك، يَختم الزوّار بالقول إنّ في احتساب العاصمتين الروسية والإيرانية السيناريوهات السَلبية كثيراً مِن الحكمة، وقليلاً مِن التهَوّر. فهما على يقينٍ بما لدى النظام ومؤيّديه مِن مقوّمات الصمود إلى اليوم ويراهنان على تفَهّم أميركي ودولي للترَوّي في التعاطي مع النظام، ولا سيّما إزاءَ مظاهر العنف المتمادي الذي تلجَأ إليه «داعش» في تطوير أشكال الإعدامات والإستمرار في إعطاء النظام مزيداً من أوراق القوّة في موازة فشَلِ الحِلف الدولي في تقديم القوّة السورية المعتدلة. والأكثر من ذلك كلّه الفشَل في اختيار البديل من الرئيس السوري والذي شكّلَ ورقةَ قوّةٍ روسية - إيرانية مشترَكة في مفاوضاتهما مع مختلف أطراف الحلف.
======================
تشرين اونلاين :المقداد: سورية حددت حلفاءها واتجهت نحوهم
تاريخ النشر: 06 تموز/يوليو 2015 | 11:41
 
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أنه خلال أربع سنوات ونصف من الحرب على سورية تقابل حلفان انقسم العالم بينهما؛ الأول يملك المال والسلاح والأطماع ومتحرر من موازين القيم والأخلاق السياسية، والثاني حلف لدول مستقلة تعمل وفقاً لمصالح شعوبها وتقيدها الأخلاق والقيم والمصالح الوطنية لشعوبها ومقدراتها محدودة.
وأشار المقداد في مقال له اليوم في صحيفة البناء اللبنانية إلى أن الحلف الأول يملك خططاً جاهزة وإمكانات مرصودة بلا حدود، والآخر يضع خططاً للكيفية التي سيتصرف بها وحدود المخاطر التي ستمس بشعوب بلدانه إذا انكفأ عن المواجهة وحدود الاستهداف الذي يطاول قراره المستقل إذا أصابه التردد، وعندما يحسم خياراته ويحدد موقعه وقراره يصبح حلفاً يحتاج إلى تحديد حجم الموارد التي يستطيع رصدها للمواجهة ورسم خطط دفاعية لصدّ ارتدادات هذه المواجهة وتدعيم مواقع القتال فيها وصولاً إلى امتلاك وصفة صناعة النصر .
وقال المقداد في مقاله مع بداية الحرب على سورية أدركت القيادة السورية، وعلى رأسها السيد الرئيس بشارالأسد، أن سورية تواجه حرباً عالمية إقليمية كبرى وليقينها بمعرفتها بشعبها أدركت أن المبادرات الإصلاحية الجادة والصادقة ستعزل مشروع الحرب عن أي بيئة شعبية حاضنة يراهن عليها وأن الوقود الوحيد لمواصلة الحرب هو استجلاب التنظيمات الإرهابية من أصقاع الدنيا للقتال بالنيابة عن أصحاب قرار الحرب.
وتابع المقداد أن سورية أدركت في المقابل أن لهذه الإصلاحات دوراً أيضاً في تسهيل فهم صورة ما يجري فيها بين كونه أزمة داخلية أو حرباً خارجية، وبين كونه نزاعاً حول مفهوم السلطة أو على تسلمها، أو كونه حرباً عالمية إقليمية لتغيير مكانتها في الجغرافيا السياسية للمنطقة من جهة وتصفية حساب معها كرمز للدول المستقلة في الشرق الأوسط والعالم من جهة أخرى، كما تيقنت بالتالي أن الزمن اللازم لتبلور وعي حقيقة الحرب وأهدافها الاستعمارية وأدواتها الإرهابية هو زمن يفترض بسورية أن تحمل أوزاره وأعباءه وحدها وأن تصمد وهي تضع المبادرات السياسية في المقدمة بينما أعداؤها يستفيدون من الوقت لتنظيم خطط وإمكانات حربهم عليها.
وأضاف المقداد: عندما تتحدث سورية عن حلف مقابل حلف الحرب عليها تدرك أنه حلف غير موجود وأن عليها إنشاءه بالصبر والمثابرة والاستثمار على صمودها من جهة ووضوح الصورة بكل أبعادها من جهة أخرى واستنهاض وعي شعبها وقدراته من جهة ثالثة، لكن في النهاية حددت سورية حلفاءها باختيارها وتقديرها وحساباتها فتوجهت بثقل عملها الدبلوماسي نحو كل الدول المتمسكة بقيمة الاستقلال الوطني والتي تنبع قراراتها من مصالح شعوبها كدول مستهدفة بكسر الحلقة التي تمثلها سورية في سلسلة الدول المستقلة والرافضة لسياسات الهيمنة والاستتباع، وكل الدول المدركة لخطورة تنمية التنظيمات الإرهابية وتقديم التسهيلات لها رهاناً على استعمالها في تحقيق مصالح سياسية ضيقة وهو ما شكل جبهة واسعة من الدول والحركات السياسية على مساحة العالم.
 وأوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية تتحدث بصورة مباشرة عن مثلث يتقدم هذه الجبهة العالمية يضم روسيا كدولة رائدة في مفهوم الاستقلال الوطني وإيران الدولة المستقلة الصاعدة إقليمياً بقوة خيارها الاستقلالي وحزب الله القوة الشعبية التي تمثل روح المقاومة العربية التي تملك إرادة الاستقلال الوطني وتعبر عنها.
وأشار المقداد إلى أنه لا حاجة اليوم إلى استعراض يوميات نمو هذا الحلف وكيفيات توسع مجالاته وتكامل أطرافه، وقد صارت الحقائق أشد وضوحاً للعدو والصديق لكن المهم أن سورية أدركت أن الاستثمار في عناصر القوة في هذا الحلف يبدأ من كونه حلف الصدق والمصداقية والأخلاق ومصالح الشعوب وقرارها المستقل وبالتالي تحويل هذه العناصر التي يراها معسكر الأعداء نقاط ضعف في سورية وحلفائها إلى أسباب مضاعفة للقوة، ويكفي أن نتذكر كيف تكامل موقف وسلوك سورية وروسيا وإيران وحزب الله خلال محاولات العدوان على سورية قبل عامين، وكيف ولد التفاهم على الحل الدبلوماسي للسلاح الكيميائي السوري، وأن نتذكر معارك القصير ويبرود والقلمون وأن نستعرض مواقف الحلفاء بدعم اقتصاد سورية وجيشها وموقفها السياسي وفي المقابل إسهام صمود سورية في صناعة مشهد إقليمي دولي جديد منح الحلفاء فرص الدفع نحو تغيير نمط العلاقات الدولية والإقليمية باتجاه صيغ تتسع فيها شروط شراكة الدول المستقلة في صياغة القرارات الدولية والإقليمية.
وبيّن المقداد أن الذين تورطوا في الحرب على سورية بدؤوا يرون اليوم في موسكو محجة لهم ويقدمون على كرسي الاعتراف فيها وأمام قادتها شهاداتهم بالقلق من تمدد خطر الإرهاب إلى بلدانهم ويستشعرون أن سورية تخوض الحرب بالنيابة عنهم وعن العالم حتى لو لم يعترفوا بذلك وتتقدم موسكو لملاقاتهم بمبادرة لحلف في وجه الإرهاب فهذا يفرح سورية بأن يكون صمودها وحسن إدارة شؤون الحرب والأدوار فيها قد أوصل الذين تورطوا بالحرب إلى موسكو، ويفرحها أيضا أن يكون الحل في سورية أساسه مبادرة روسية كانت أول من اطلع على تفاصيلها وأول من بارك وانفتح على مضامينها تأسيساً على الثقة بصدق نيات وصوابية منهج صاحبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديق سورية ورئيسها وشعبها.
وأضاف المقداد إن سورية المنفتحة بكل إيجابية على هذه المبادرة تنتظر اليوم لترى الأفعال التي تترجم معنى استشعار خطر الإرهاب بوقف هذه الدول لكل أشكال التمييز بين الإرهابيين والكف عن العبث بالرهان على استخدامهم في وجه سورية، وإيقاف كل أشكال التسهيلات الممنوحة لهم مالاً وسلاحاً وإعلاماً وملاذاً آمنا ولاسيما أن سورية تعلم بالتفاصيل كيف يتم تزويد تنظيمات "كجبهة النصرة وداعش" بالمال والسلاح والرجال وكيف يجدون لهم في الأردن القواعد وغرف العمليات بالتنسيق مع الاستخبارات الإسرائيلية وكيف تقدم حكومة رجب أردوغان لهم كل أسباب القوة وتبيع النفط المنهوب لحسابهم وتمرر لهم أحدث أنواع السلاح، وكيف تضع حكومات أخرى منابرها الإعلامية والدينية في خدمتهم وتسخرها لخوض حربهم النفسية والإعلامية.
ولفت المقداد إلى إن سورية بالتفاهم مع حلفائها في روسيا وإيران وحزب الله على مساحة العالم ستواصل في آن واحد حربها المفتوحة على الإرهاب حتى اجتثاثه من كل التراب الوطني السوري وإعادة بسط سلطة الدولة وجيشها وأجهزة أمنها وحدها فوقه وفي الوقت نفسه الانفتاح والاستعداد لتطوير كل فرص إيجابية لحلف يضم الراغبين الصادقين بمكافحة الإرهاب على مستوى العالم والإقليم ومواصلة السعي إلى حل سياسي يفتح الباب لمصالحة وطنية ويوسع القاعدة الشعبية لمكافحة الإرهاب لتضم المعارضة الوطنية بكل مكوناتها وتطوير المبادرات الديمقراطية التي تنطلق من الدستور السوري وتمنح مؤسساته المزيد من مصادر القوة الشرعية والشعبية وتجعل الدولة بمؤسساتها الإطار الجامع لكل المكونات التي يتشكل منها الشعب السوري.
وختم المقداد مقاله بالقول: إن سورية وهي تمضي إلى نصرها وتراه نصراً لحلفائها معها باستيلاد قواعد جديدة حاكمة للمعادلات الدولية والإقليمية الجديدة تدعو إلى أخذ العبر من مقارنة بسيطة عادلة ومنصفة بين مشهد حلفين تقابلا منذ بداية هذه الحرب؛ حلف لم يكن جاهزاً لها ولا يملك مقدرات خوضها وتقيده الأخلاق والقيم وحسابات مصالح شعوب دوله، وحلف آخر يمتلئ مالاً وسلاحاً ومقدرات حتى التخمة وقراراته سهلة بلا حساب للقيم والأخلاق ومصالح الشعوب وخططه جاهزة لتسأل أياً من الحلفين يبدو الأثبت والأشد تماسكاً واقتراباً من بلوغ النصر.
======================
عكس السير :مستقوياً بإيران .. نظام الأسد يرفض مقترحاً روسياً بإنشاء حكومة ” وحدة وطنية ” و التنازل عن بعض صلاحيات بشار
كشف مصدر مطلع مقرّب من وزارة خارجية نظام بشار الأسد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طرح على وليد المعلم، أثناء زيارة الأخير إلى روسيا الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على إنشاء حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات، تضم جزءاً من النظام الحالي، والمعارضة السورية (في الداخل والخارج) على أن يتنازل بشار عن جزء كبير من صلاحياته لها، وتقود الحكومة فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية.
 ورجّح المصدر، بحسب صحيفة العربي الجديد، أن يكون الطرح الروسي عبارة عن مبادرة سعودية نقلها ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وقدمت هذه المبادرة على الأرجح أثناء زيارة محمد بن سلمان إلى موسكو في التاسع عشر من الشهر الماضي، وأنها حصلت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على حد قوله.
ووفقاً للمصدر، فإنّ التهدئة التي حصلت على جبهات القتال من قبل المعارضة السورية، وخصوصاً في الجبهة الجنوبية، جاءت من أجل إفساح المجال للمسؤولين الروس لطرح المبادرة على النظام.
وكشف المصدر ذاته، أنّ وزير الخارجية عارض بشدة هذا الطرح، وأكد للروس أن النظام  سائر في معركته إلى النهاية، وأنه لا يريد من الروس سوى المزيد من الدعم بالسلاح، وهو الأقدر على مكافحة الإرهاب، وأن الغرب هو من سيطلب مساعدته في النهاية.
وأكد المصدر أن السبب وراء ضعف فعالية الروس في الضغط على النظام، يعود إلى الدعم الكبير والضغط في آن معاً من قبل الجناح المتشدد في النظام الإيراني.
كما يبدو أن تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لقناة “روسيا اليوم” حول دعم الجامعة لإنشاء حكومة وحدة وطنية وفق بيان جنيف، والذي جاء متناقضاً مع الواقع كون بيان جنيف يدعو لإقامة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لم يكن مجرد زلة لسان من العربي.
======================
الديار :ما قاله بوتين لدمشق: حقيقة موجهة للرياض والدوحة وانقرة,,, بقلم: نبيه البرجي
2015-07-05 11:47:08
يتوقف الديبلوماسي الروسي أمام قول زميله الاميركي العتيق، والفذ، "افريل هاريمان" «الدببة التي  تتقن الرقص بين الثلوج تتقن الرقص ايضا بين الحرائق»! كان هذا إبان انعقاد مؤتمر يالطا في شباط 1945، وكان "هاريمان" اليد اليمنى للرئيس فرنكلين روزفلت. والآن، يسأل "ديفيد اغناثيوس" ما اذا كانت ثقافة القفازات الحريرية انتقلت من واشنطن الى موسكو التي تقول ان مشكلة الديبلوماسية الاميركية انها انتقلت من الادمغة البشرية الى الادمغة الالكترونية. هذا قد يكون صحيحا فعلا اذا ما اخذنا بالاعتبار أي دور يضطلع به الكمبيوتر العملاق في ادارة الاستراتيجيات. الديبلوماسي الروسي قال ان الرئيس فلاديمير بوتين بعث، وعبر الوزير السوري وليد المعلم، رسالة الى الرياض والى الدوحة والى انقرة وحتى الى دمشق بأن اللعبة انتهت Game Over لقد حطمتم سوريا أكثر مما ينبغي دون أن تحصلوا على شيء سوى السراب».

 
في الكرملين ليست مهمتهم ان يغسلوا أيدي النظام  من الاخطاء التي ارتكبت على مدى عقود، لكنهم يعتبرون أن ما اقترفه هذا النظام لا يمكن ان يقارن بما فعلته أنظمة اخرى كان يمكن لها، بثرواتها وبقدراتها، ان تجعل من الشرق الاوسط واحدة من اكثر المناطق رقياً في العالم، دون ان يغفلوا الاشارة الى ذلك «الحائط اللاهوتي الذي اقامته بعض الانظمة بين مجتمعاتها والحداثة. هنا تحديث العقل والروح كما تحديث الضمير السياسي لا تحديث ناطحات السحاب او اليخوت». قد يكون هناك تطابق في الحروف بين روسيا وسوريا، ولكن، بالتأكيد، هناك فوارق في الرؤية، وفي الأداء، وان كان واضحا التباين الهائل في الظروف بين البلدين. وما دامت اللعبة قد انتهت الى خسارة الجميع، بمن فيهم رجب طيب اردوغان، يفترض بهم ان يجلسوا الى الطاولة لان الخطر الحقيقي الذي يتهددهم واحد وله اسم واحد هو «داعش».
 
يقول الديبلوماسي الروسي انه لو تعرضت السعودية او قطر او تركيا للغزو الذي تعرضت له سوريا، الغزو الايديولوجي، والمالي، والاستخباراتي، لما كان باستطاعة اي منها البقاء طوال هذه المدة، حتى وان تدخلت الاساطيل والقاذفات الاميركية او الاطلسية، ومع اعتبار ان واشنطن تميل حيثما تميل الاشرعة. تذكروا ماذا فعلت بالشاه محمد رضا بهلوي. الروس الذين حذروا منذ البداية من ان النار السورية لا بد ان تصل الى الجميع اذا ما استمر النفخ فيها قالوا، بصراحة، للأمير محمد بن سلمان ليس من مصلحتكم ان يسقط بشار الاسد في سوريا. البديل لا يمكن ان يكون صناعة سعودية ولا صناعة قطرية، ولا صناعة تركية ولا حتى صناعة اميركية، اذ ان كل الفصائل التي تم تركيبها هي فصائل مصطنعة ولا بد ان تتفكك امام جحافل الخليفة. الديبلوماسي الروسي يقول ان عيون بلاده في كل مكان من الشرق الاوسط، والتقارير التي اعدت بمنتهى الدقة تثبت ان تنظيم "داعش" موجود، وبقوة، في سائر الدول العربية، وفي تركيا بطبيعة الحال. ليس من الضروري ان تكون على شاكلة خلايا او عصابات مسلحة، بل على شكل حالات كامنة وتنفجر كما الحالة في سوريا، وحيث كانت السلطات المعنية تغط في سبات عميق بالرغم من كل التحذيرات ومن كل النصائح، حتى ان الاميركيين انفسهم يقولون انه ما من عائلة سعودية الا وفيها «داعش» واحد على الاقل. وحين يأتي من يدق الباب او من يقتحمه كما حدث في سوريا، سيكون هناك الملايين الجاهزون لرفع رايات الخليفة.
 
يفترض بالوزير وليد المعلم، وهو الديبلوماسي المحنك، الا ينزعج، ولا نعتقد انه انزعج مما صدر عن الرئيس بوتين. يدرك جيدا ما هو مقصده، وحين يقول بحلف يجمع السعودية وقطر وتركيا (وسوريا)، فهو يعلن امام الملأ ان الدول الثلاث فشلت في مشروعها السوري وان عليها التعاون مع النظام السوري، اذ من دون ذلك لن يكون بالإمكان درء الخطر الذي يمثله «داعش» والذي لا يمكن أن يكون محصورا في الرقة والموصل وفي جرود رأس بعلبك، بل إنه بات قوة الاستقطاب العاصفة، ايديولوجياً واستراتيجياً، ما دامت الأنظمة ضائعة، وحائرة، وتخشى التقدم ولو خطوة واحدة نحو المفاهيم المعاصرة للدولة وللسلطة.
 
القيصر يرى بعيدا. السوريون استغربوا طرحه. الآخرون استغربوا اكثر، ولكن هذا ما يقوله واقع الحال. حال الارض وما تحت الارض!!
ما قاله بوتين لدمشق انما هو كلام للرياض والدوحة وانقرة
 
الديار
======================
عمون :تجديد النظام العربي؛ أسرار ودوافع المبادرة الروسية
ناهض حتر
هناك الكثير من الأسئلة المطروحة حول أسرار ودوافع مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبناء حلف سوري ـ سعودي ـ أردني ـ تركي لمواجهة الإرهاب في المنطقة. سنحاول، هنا، الإجابة.
أولا، توفرت لدى وزارة الدفاع الروسية، معلومات استخبارية عن خروج "داعش" عن سيطرة داعميها الغربيين والخليجيين؛ بذلك، تحولت هذه المليشيا الإرهابية غير المسبوقة من حيث عديدها وعدتها وانتشارها وبربريتها، إلى خطر يهدد المنطقة والعالم ، من دون تمييز سياسي بين المحاور والمعسكرات؛ فالكويت وتونس مستهدفتان كسوريا والعراق، والسعودية كإيران، محل للخطط الداعشية، بل إن السعودية، بالنظر إلى رمزيتها الدينية، هي البند الأهم على أجندة داعش.
ثانيا، الحرب السعودية في اليمن، تمضي نحو حرب طويلة، لا تستطيع المملكة، تحمّل حجمها وتبعاتها، خصوصا في ظل الفتور في علاقاتها مع الولايات المتحدة، كما لا تستطيع وقفها من دون تسوية تحفظ الحد الأدنى من مصالحها في اليمن الذي يشكل صلب محيطها الجيوسياسي؛ إنه مأزق لا مخرج منه إلا بتسوية تديرها وتضمنها موسكو وطهران. وقد وضع السعوديون، الملفّ اليمني، في عهدة الرئيس بوتين، ليبحث عن حل؛ والحل ، بالطبع، يبدأ من سوريا وفيها؛ فالحرب المستعرة في هذا البلد هي الموقد لكل نيران المنطقة، السياسية والطائفية والاتنية، المشتعلة والمرشحة للاشتعال.
ثالثا، الهواجس السعودية إزاء تنامي قوة إيران ودورها الإقليمي، لا يمكن تهدئتها، واقعيا، من دون إحياء صيغة فاعلة للنظام العربي. وهي صيغة غير ممكنة من دون سوريا موحدة وقوية، وتستخدم تحالفها مع لايران، كما كان الحال إبان الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات، لخلق سياق التوازن اللازم مع إيران، واحتواء الخلافات والصدامات والقطيعة.
هذه المقاربة تفرض نفسها، الآن، على مطبخ القرار في النظام السعودي الجديد، بمشكلاته الداخلية، وما يواجه السعودية من تهديد ناجم عن االتحولات الحاصلة في ميزان القوى الإقليمي والدولي، كما بالتهديد الإرهابي. والمصالحة مع سوريا، في النهاية، قَدر السعودية، لاستيعاب الصعود الإيراني ومواجهة الخطر الإرهابي. وكان ذلك كله موضع بحث على طاولة الاجتماع الروسي ـ السعودي في موسكو.
رابعا، الصدمة التي تلقتها محاولة الغزو الفاشلة لجنوب سوريا، أثبتت أن الاعتماد على مليشيات " معتدلة " لتعديل ميزان القوى مع النظام السوري، مجرد وهم؛ فقد تعرضت هذه المليشيات لهزيمة قاسية في درعا، تكرارا لهزائمها منذ 2011؛ ففي الواقع، إن الفصيلين الوحيدين اللذين حققا الإنجازات العسكرية في الحرب على الجيش السوري، هما التنظيمان الإرهابيان، القاعدة – النصرة وداعش.
ولعل هذا هو السبب الذي حدا بأوساط أميركية إلى طرح فكرة إعادة تأهيل النصرة في إطار هيئة ل " المعارضة " المعتدلة ". وهو مشروع غير واقعي، بالنظر إلى أن قيادات النصرة ترفض قطع روابطها مع القاعدة، والحاحها على خطاب طائفي – تكفيري هو الضامن الوحيد لاجتذاب " المجاهدين" ومنافسة داعش على قلوب أنصار السلفية المقاتلة، و .."عقولهم".
خامسا، أردوغان في أسوأ وضع ممكن؛ خسر الأغلبية البرلمانية، ويواجه، في الوقت القصير المستقطع حتى الحكومة الجديدة أو الانتخابات المبكرة، خيارا قاسيا؛ لا غنى له عن الارهابيين لمواجهة التحدي الكردي، في حين أنه تتسارع عملية نزع الغطاء السياسي عن الارهاب في سوريا والمنطقة.
يبحث أردوغان عن مخرَج؛ فمن جهة،يحضّر للغزو ـ ويعرف أنه مكلفٌ وممنوع، داخليا وإقليميا ودوليا،ـ ويوسّط موسكو، من جهة ثانية، في مسعى للتفاهم مع دمشق على أساس وجود مصلحة مشتركة في منع قيام كيان كردي سوري. الردّ على هذه الرسالة " المغرية" جاء سريعا بالرفض؛ ففي تصريحات الوزير وليد المعلّم، لفضائية روسيا اليوم، موقف صريح بعدم ممانعة أي صيغة سياسية يقترحها كرد سوريا، لا تمس بوحدة الجمهورية العربية وسيادتها؛ معنى ذلك، أن دمشق قررت حل المسألة الكردية السورية، جذريا وديموقراطيا، ودفع الحل ـ القنبلة الموقوتة في أحضان الأتراك.
سادسا، الأردن هو أضعف الحلقات؛ تتزايد مخاوف الأردنيين، ليس، فقط ، إزاء المخاطر الارهابية الخارجية، وإنما، بالأساس،إزاء المخاطر الداخلية المتمثلة في تزايد الميول الشعبية نحو الإرهابيين،على خلفية الشحن المذهبي. معهد " ستراتفور" الأميركي يحذر من أن الأردن هو الهدف التالي ل "داعش". ويمكننا أن نضيف، أيضا، "النصرة"، الأكثر تغلغلا في صفوف بيئات محلية أردنية، خصوصا في المخيمات.
سابعا، وأخيرا، فإن مصر السيسي التي تغرق في التمرد الاخواني والإرهابي، كما تغرق في سلة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية، أظهرت أنها لا تستطيع أن تقدّم الكثير للسعودية. كان رهان نظام الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، يتركز على وهم القدرة المصرية على المواجهة مع إيران، إلا أن نظام الملك سلمان، اكتشف الحقيقة المرّة في العجز السياسي والعسكري المصري، حتى عن توفير الحد الأدنى من القوات لمساندة الحرب السعودية على اليمن. في الواقع، فإن القاهرة تركت الرياض، تواجه المأزق اليمني، وحيدة.
هذه هي المعلومات والمعطيات، وهذا هو المشهد الذي ولّد المبادرة الروسية لإقامة حلف سوري ـ سعودي ـ تركي ـ أردني، لمحاربة الإرهاب؛ مبادرة واقعية تقترح إنهاء الحرب في صيغة تسمح باستعادة النظام العربي كإطار لحل الأزمات؛
أولا، انتقلت موسكو من توصيف ما يحدث في سوريا من كونه " أزمة"، تتطلب ، بالأساس، حلا سياسيا داخليا، إلى ما حدّده الرئيس بوتين، بدقّة، باعتباره " كفاح الشعب السوري ضد الإرهاب."
ثانيا، لا مساومة على التحالف الروسي ـ السوري، ولا على سوريا، قيادة وشعبا؛ ما يجعل نقطة البداية في المفاوضات الممكنة حول المصالحة الإقليمية، هي إقرار الجميع بشرعية الرئيس بشار الأسد، والاعتراف بدور سوريا ، بقيادته، في أي صيغة للنظام العربي الجديد.
ثالثا، وبالمقابل، أبلغ الروس، حلفاءهم، السوريين والإيرانيين، بأنه لا مجال لتجاوز السعودية في تأمين الاستقرار الإقليمي، ووقف حالة الفوضى والشحن والاقتتال المذهبي والطائفي.
لبنان، وكما لعب ـ عبر حزب الله ـ دورا فاعلا في الحرب، يمكنه اليوم أن يلعب دورا فاعلا ـ عبر الرئيس نبيه بري ـ في المصالحة السورية ـ السعودية؛ فالمبادرة الروسية تتوافق، كليا، مع موقع الرجل ونهجه، لبنانيا وعربيا وإقليميا؛ فرصة تتطلب من الرئيس، الخروج من الدوّامة الداخلية، إلى مداخلة دولية، نعرف ـ ويعرف ـ جيدا، أنها المدخل لحل الأزمة السياسية اللبنانية.
***
التحالف المقترح ضد الإرهاب، ليس ، في الواقع، سوى صيغة للمصالحة السورية السعودية. وبالنظر إلى العلاقات المفتوحة بين الرياض والقاهرة، ستأتي دمشق، لتأخذ دورها الذي تبين أنه لا غنى عنه لتجديد النظام العربي؛ فهذا النظام يقوم ، تقليديا، على ثلاثث ركائز هي مصر والسعودية وسوريا.
العودة إلى بناء النظام العربي، ليست خيارا، وإنما محصلة لموازين القوى؛ فلقد أظهرت التطورات، منذ 2011، أن الشعوب العربية، ما تزال عاجزة عن انجاز ثورات تقدمية بنائية، بل اتجه حراكها نحو الفوضى التي أفادت منها الامبريالية والرجعية لاشعال الحروب الأهلية ونشر الإرهاب والسعي إلى تقويض القوى القومية وقوى المقاومة، لحساب الاسلام السياسي المريض بالتخلّف الفكري والنزعة المذهبية ، والمتجذّر في ارتباطاته مع الامبرياليين والرجعيين.
الفوضى السياسية القائمة في العالم العربي، وانفجار الظاهرة الإرهابية، والصراعات الطائفية والمذهبية والاتنية، وتراجع التنمية، وانحطاط الثقافة المجتمعية، كلها عوامل تتطلب، لتسكينها، مسارا تصالحيا يؤدي إلى عودة الاستقرار إلى المنطقة، واستئناف الحياة " الاعتيادية"، بالنسبة لعشرات الملايين من البشر المعذبين.
غير أن تجديد النظام العربي ، اليوم، لن يؤول إلى تكراره؛ إذ أنه يتجدد في ظروف دولية وإقليمية وعربية جديدة، أبرزها تراجع القوة الأميركية لحساب الأقطاب الجدد في روسيا والصين ودول البريكس وحلفائها، كما لحساب قوة اقليمية كبرى هي إيران، وقوة عربية وازنة تتمثل في سوريا وحزب الله، وامتدادها الممكن في العراق واليمن.
======================
اخبار 24 ساعة :زيارة “المعلم” لموسكو.. روسيا تسعى لإحداث “معجزة إقليمية
بعد زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لروسيا ولقاءه بنظيره الروسي “فلاديمير بوتين” والحديث عن اتفاقات كبيرة بينهما، وعن الوضع في سوريا، وما تلاها من زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع “محمد بن سلمان” إلى موسكو وتناوله الملف السوري أيضًا، لا يزال الموقف الروسي ثابتا لا يتغير بل يتعزز يومًا تلو الآخر بدعم سوريا اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا.
على الرغم من توقيع اتفاقيات بالمليارات، والصفقات التي تعزز العلاقة بين السعودية وتركيا مع روسيا، إلا أن تلك الدول المعادية لسوريا فشلت في أن تؤثر على الموقف الروسي من الأزمة السورية المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات، وهو الموقف الداعم للرئيس السوري “بشار الأسد” وشعبه في مكافحة الإرهاب وطرد الجماعات المسلحة من الأراضي السورية.
زيارة وزير الخارجية السوري “وليد المعلم” إلى موسكو في ذلك التوقيت جاءت لتنفي الشائعات والتنبؤات الإعلامية والسياسية حول تغير الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، خاصة بعد زيارة كل من الرئيس التركي وولي ولي العهد السعودي، وتوقيع الاتفاقيات العسكرية التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، وهو ما نفاه تمامًا الرئيس الروسي ووزير خارجيته “سيرجي لافروف”.
لم يدع وزيرا خارجية روسيا “سيرجي لافروف” وسوريا “وليد المعلم” مجالا للشك بأن البلدين شريكان استراتيجيان في كافة المجالات، وأن روسيا ستواصل تقديم المساعدات لسوريا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ، وأنها لن تترك سوريا في محنتها هذه، خاصة في محاربتها للإرهاب الدولي، حيث قال الرئيس الروسي “سياستنا الرامية إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري، ستبقى دون تغيير”.
من جانبه قال وزير الخارجية السوري “وليد المعلم”، “لقد استمعت باهتمام بالغ لما قاله الرئيس بوتين حول الوضع في سوريا، وأنا سعيد باللقاء مع فخامة الرئيس لأنني حصلت بصراحة على وعد بدعم سوريا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا”، وأكد “المعلم” أن سوريا تؤمن بأن علاقات روسيا معها صادقة وتشكرها على مساعدتها وقال “جئنا لننفذ التعليمات التي وضعتها أمامنا القيادتان السورية والروسية من أجل إيجاد الحل السياسي في سوريا”.
زيارة “المعلم” إلى موسكو كشفت عن محاولات روسيا تكوين تحالف “روسي سعودي قطري تركي أمريكي” لمكافحة الارهاب الدولي على الأراضي السورية، خاصة وأن هذا الخطر يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” قال في هذا الشأن “تمدد الارهاب وانتشاره خارج الحدود يفرض ضرورة الاسراع في الحل السياسي للأزمة السورية، ونحن ندعم سوريا في حربها على الإرهاب الدولي بما نقدر تقديمه في هذا المجال”.
سعي موسكو لإنشاء تحالف دولي لمكافحة الارهاب على الأراضي السورية في ظل ما يحدث من تغيرات إقليمية ودولية، هو ما أعده وزير الخارجية السوري “معجزة”، حيث أكد “المعلم”، أن تحالف روسيا مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى “معجزة كبيرة جداً”، وأضاف “أعرف أن الرئيس بوتين رجل يصنع معجزات كما فعل في روسيا الاتحادية، لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزة كبيرة جدًا”، متسائلًا “كيف تتحول هذه الدول التي تآمرت على سوريا وشجعت الإرهاب ومولته وسلحته وساهمت بنزف دم الشعب السوري إلى حلف لمكافحة الإرهاب، نأمل ذلك”.
في الوقت نفسه دعت روسيا إلى التحضير إلى لقاء موسكو3 بين الحكومة السورية ووفود المعارضة، وهو ما يؤكد على موقف روسيا الثابت منذ أكثر من أربع سنوات أنه “لا بديل عن الحل السياسي في سوريا”، وفي هذا الشأن قال “المعلم”، “نحن ممتنون لأصدقائنا في الاتحاد الروسي لعقدهم موسكو1 وموسكو2 وعزمهم على عقد موسكو 3 ونعتقد أن هذا هو الطريق الأسلم للتحضير لمؤتمر جنيف ناجح، ونيابة عن صديقي الوزير لافروف أدعو دي ميستورا إلى حضور موسكو3.
تسعى موسكو إلى تفعيل دبلوماسيتها في الشرق الأوسط خاصة بعد فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، وتورط السعودية في اليمن، وتمدد داعش إلى دول الخليج، فتحاول لعب دور الوسيط بين الحكومة السورية والمعارضة من جديد من خلال جنيف3، كما تسعى إلى تكوين تحالف دولي يمكن من خلاله إعادة التوازن إلى المنطقة، لتكون بذلك قد حققت مكاسب دبلوماسية في الشرق الأوسط، وفي القوت نفسه انهت عزلتها في أوروبا.
======================
الايلاف :مبادرة جديدة حول سوريا تُطبخ على نار هادئة!
بهية مارديني
فيما يزور أحمد الجربا سرًا موسكو لإجراء مباحثات مع الروس، علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أنّ العرب وتركيا وروسيا والولايات المتحدة يتجهون نحو مقاربة مختلفة للملفّ السوري الشائك.
بهية مارديني: بعد الرسالة السرية التي نقلها ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والزيارة المفصلية للأمير محمد بن سلمان إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري في زيارة خاطفة للقاء سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، وخرج بكلام مقتضب محاولاً ألا يدل على تغيير ما في السياسة الروسية، رغم أن هناك أفقًا جديدة ومقاربة مختلفة حول الملف السوري.
وبعد هذا المخاض الماراتوني، جاءت الدعوة الروسية لأحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض الذي وصل من القاهرة إلى موسكو، لعقد اجتماع طويل مع بوغدانوف وفريق الملف السوري في الخارجية الروسية.
وانتهى الاجتماع بتكتم الطرفين على تفاصيل مجرياته، الأمر الذي ترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات.
إلا أن مصادر متابعة أكدت لـ"إيلاف" أن مناخًا جديدًا في العلاقات العربية الروسية كان وراء إطلاق مبادرة كبرى بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا ومصر، وليست تركيا بعيدة عنها، وقد بدأت ترتسم ملامح هذه المبادرة وبعض تفاصيلها في الغرف المغلقة.
وقالت المصادر "إن الأمر الأكيد في المبادرة أنها الأكثر جدية والأوفر حظًا ودعمًا للتحقق في المدى المنظور".
وأعلنت الخارجية الروسية عقب لقاء أحمد الجربا، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني وميخائيل بوغدانوف، أن مواجهة جماعة "الدولة الإسلامية- داعش" تتطلب توحيد جهود الحكومة والمعارضة السوريتين واللاعبين الإقليميين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الجانبين أوليا "اهتمامًا خاصًا لمناقشة الوضع في سوريا ومن حولها".
وشدد الجانب الروسي على أن التهديد الصادر عن داعش لم يعد يمس سوريا والعراق فقط، بل ويمس أمن واستقرار دول أوروبا وأفريقيا وآسيا أيضا.
وأكدت الخارجية الروسية أن "هذا التحدي غير المسبوق يتطلب توحيد جهود الحكومة السورية وقوى المعارضة السلمية، واللاعبين الإقليميين الرئيسيين، المنخرطين في النزاع السوري، لمصلحة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين".
وجرى بين الطرفين، بحسب البيان، "تبادل مفصل لوجهات النظر حول السبل الممكنة لتنشيط الجهود الهادفة إلى تسوية الأزمة الداخلية في سوريا، والعملية السياسية على اساس فقرات بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 يونيو/ حزيران 2012، دون تدخل خارجي".
وكان لافتًا أن تنادي الخارجية الروسية بضرورة عقد مشاورات ومفاوضات بين النظام والمعارضة، وتوسيع الحرب على الإرهاب من خلال حلف سعودي تركي روسي، لاسيما بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا، وبعد تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه جرى بحث الحل السياسي في سوريا من دون بشار الأسد، حيث يعمل الروس على إيجاد حل لنقطة الخلاف الرئيسية هذه بين النظام والمعارضة بهدف الوصول بالطرفين إلى جنيف 3، خاصة بعد عقد جولات مثيرة للجدل من اجتماع موسكو 2.
وكانت أنباء قد ترددت  من داخل موسكو، تفيد أن المحادثات بين الجربا وبوغدانوف جرت بحضور فيتالي نعومكين المشرف على الحوار السوري-السوري، الذي جرت جولتان منه في موسكو في يناير وأبريل الماضيين.
وأن محور الزيارة حول احتمال تنظيم روسيا لجولة ثالثة من الحوار السوري-السوري في موسكو، وحول مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن تشكيل تحالف إقليمي مكون من الحكومة السورية والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن ودول أخرى في المنطقة لمواجهة تنظيم "داعش " الإرهابي.
كما تحدثت الأنباء عن تركيز المحادثات على سبل تسوية الأزمة السورية، وفق بيان "جنيف 1" الصادر في 30 يونيو 2012.
======================
الدستور الاردنية :«سياسة اللامعقول» .. مقترح «بوتين» لتحالف رباعي يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن
02-07-2015 الساعة 11:04
لولا ان الفكرة صدرت رسمياً عن سيد الكرملين، ومنسوبة للرئيس  فلاديمير بوتين، لقلنا إن مقترح التحالف الرباعي الذي يضم سوريا مع كل من السعودية وتركيا والأردن، ضرباً من الجنون ... لكن صاحب الفكرة وحاملها والعامل عليها، زعيم دولة عظمى، لم يشتهر بإطلاق الكلام على عواهنه، وإن كانت أفعاله على الأرض، تنم عن جرأة متفاقمة وميل ظاهر للمجازفة.
من حيث التوقيت، تبدو الفكرة واهمة وخيالية تماماً، فعلاقات السعودية وتركيا، وبدرجة أقل الأردن، مع سوريا، تبدو في ذروة التأزم، بل ولقد دخلت مرحلة «كسر العظم»، منذ التغيير القيادي الأخير في السعودية، وبالأخص بعد الانتخابات البرلمانية التركية التي تركت مستقبل السيد رجب طيب أردوغان رهن مغامرة عسكرية من العيار الثقيل في شمال سوريا، حيث تتواتر الأنباء عن حلف ثلاثي (مع قطر)، بغرفة عمليات مشتركة، وتنسيق على أرفع مستوى في التسليح النوعي والتدريب والتجنيد والتمويل، وحيث وثائق ويكيليكس تكشف بعض فصول «الطابق المستور»، وحيث صحف أنقرة لا تتوقف عن نشر التقارير اليومية التي تتحدث عن اجتياح تركي محتمل لشمال سوريا، لا تعيقه أو ترجئه، سوى مماطلة الجيش وتردده عن الخوض في قيعان المستنقع السوري.
أما علاقات عمان بدمشق، فهي وإن لم تدخل مرحلة تكسير العظام بعد، إلا أنها في أسوأ مراحلها منذ اندلاع الأزمة السورية قبل خمس سنوات، في ظل اتهامات سورية يومية للأردن باحتضان «الجبهة الجنوبية»، وأحاديث عن «تكبير» المملكة و»توسيعها» وتصريحات تشف عن الانتقال من «الدفاع» إلى «الردع»، وتعهدات بتسليح عشائر سوريا ودروزها، وأنباء عن «منطقة عزل» جنوبية، فضلاً عمّا يرد من أنباء عن حشود عسكرية على حدود المملكة الشمالية، إلى غير ما هناك من تقارير تشف عن مناخات حرب وليس أجواء سلام وشراكة وتحالفات.
كنّا ننتظر الأنباء من طهران، عن قيام حلف ثلاثي (إيران والعراق وسوريا) مدعوماً بحلفاء هذه الدول من منظمات وأحزاب وميليشيات، فإذا بوكالات الأنباء الروسية تبشرنا بالمسعى الروسي لبناء تحالف رباعي (سعودي-تركي-أردني-سوري)، المسعى الذي نزل بلا شك، نزول الصاعقة على الوزير وليد المعلم، وهو يصغي إلى الرئيس الروسي يشرح عناصره وأهدافه وفرصه وتحدياته، الأمر الذي دفع بالوزير المخضرم للقول بإن مشروعاً كهذا بحاجة إلى «معجزة» ليصبح ممكناً، مستدركاً بصورة تبقي الباب مفتوحاً (موارباً) بأنه سبق للرئيس بوتين، أن اجترح المعجزات في بلاده، ولا ندري إن كان قالها من باب المجاملة، أو في إشارة إلى نهوض الدور الروسي في عصر «القيصر».
موسكو تعرف، بل ربما كانت «الأعرف» بتعقيدات المسألة وصعوبتها، وربما لهذا السبب عاد لافروف لتخفيض سقف التوقعات، والحديث بما يفيد أن الانتقال من «العداوة» إلى «التحالف» لن يتم بقفزة واحدة، وأنه قد يبدأ بأشكال من التعاون والتنسيق ... سوريا لا تريد أكثر من يكف هؤلاء، بالذات قطر وتركيا والسعودية، عن التآمر عليها، وصولاً لدعم داعش من تحت الطاولة وتدعيم النصرة من فوقها... هكذا على الملأ وفوق رؤوس الأشهاد.
ما الذي يدفع موسكو، والحالة كهذه، للتفكير «خارج الصندوق»؟ ... هل طلبت الدول ذات الصلة، بالأخص السعودية وتركيا من روسيا القيام بهذا المسعى، لماذا وما الذي يدفعها لفعل ذلك؟ ... هل «قدّرت» موسكو بأن هذه الأطراف المحاطة بدورها بأطواق من الأزمات الداخلية والخارجية، ستستجيب للمسعى الروسي الجديد، هل هذا هو ما عناه الوزير سيرغي لافروف بحديثه عن «التحليل الموضوعي»؟ ... هل هي رصاصة طائشة، أرادت بها موسكو اختبار «جاهزية» الأطراف للعمل بجدية على «حل سياسي» للأزمة السورية» تحت ضغط «انفلات» شبح داعش وتغوّله، وهو الذي يضرب في قارات العالم الثلاث من دون تمييز أو تردد؟
هل هي «النقطة في منتصف الطريق» التي تحدثنا عنها بالأمس، وقبل أن نعرف عن «الأفكار الروسية الجديدة»، تجعل موسكو واثقة من أن حلفاء واشنطن في الرياض وانقرة وعمان، سيجدون أنفسهم مرغمين في نهاية المطاف، على التحرك بخطوات إلى «خط الوسط»، والقبول بتسويات طوعاً أو على مضض، بعد أن يتأكد لهم أن الدولتين العظيمتين، اقتربتا أو كادتا تقتربان من نقطة في منتصف الطريق إلى الحل السياسي؟
هل قلنا «التحليل الموضوعي»؟ ... هل لدى موسكو معلومات غير تلك التي نعرف عن حال تركيا والسعودية، بعد حرب المائة يوم العبثية في اليمن، وبعد انقلاب الصناديق على أسطورة أردوغان؟ ... هل تعب التحالف الثلاثي، بالذات ضلعاه التركي والسعودي، هل أدركا أن النيران التي يذكيانها في سوريا، تكاد لا تكتف بحرق أطراف ثيابهما بل ستطاول لحمهما الحي إن استمرت الأزمة السورية مفتوحة على التفاضل والتكامل ما بين داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام؟
في الحقيقة نحن لا نعرف، وقد لا نعرف إلا بعد مرور بعض الوقت على المبادرة / المفاجأة / المعجزة ... لكننا نعرف أن فلاديمير بوتين يعيد في السياسة ما دشّنه صموئيل بيكيت في المسرح قبل قرن من الزمان: «اللا معقول» ... ونأمل ألا يكون انتظاره من نوع «انتظارغودو» الذي لن يأتي.
المصدر | الدستور الأردنية
======================
عمون :ماذا لو حطت طائرة الرئيس السوري في عمّان؟
[7/4/2015 10:59:03 AM]
عمون - آدم درويش - ما انت قائل اخي القارئ لو سمعت ان طائرة الرئيس السوري بشار الاسد حطت في عمان واستقبله كبار المسؤولين سراً وغادر الى بلده وتم تسريب صورة التقطها موظف ليلاً ووزعها عبر الـ"واتس اب" وانتشرت كالنار في الهشيم وظلت الحكومة تنفي الى ان صدر بيان من الناطق الرسمي للحكومة يؤكد ان الزيارة الخاطفة جاءت في ضوء التطورات الاخيرة على الحدود وفي ظل الهدف الاردني السوري المشترك للقضاء على الارهاب.
الذي دعاني لافتراض هذا الخيال السياسي (...) ما كتبته الصحافة الاردنية الصادرة السبت وخاصة ما كتبه الزميل عريب الرنتاوي في يومية الدستور حينما قال
في زمن آخر، كان يمكن للمقترح الروسي بتشكيل “تحالف رباعي” يضم كلا من تركيا والسعودية والأردن وسوريا، لمحاربة الإرهاب، أن يثير “زوبعة” من التصريحات الرافضة والنافية بل والمشككة والمنددة، لكن عواصم البلدان المعنية بالاقتراح / المعجزة، آثرت الصمت، ولم يصدر عنها رسمياً ما يفيد القبول أو الرفض ... ولولا تصريح مجهول المصدر، نُسب إلى مسؤول سعودي شدد على إخفاء هويته، لما عثرنا على ما يفيد الرفض والاعتراض أبداً.
ويضيف : وما هي إلا أيام قلائل، حتى فاجأنا الأمين العام لجامعة الدول العربية، بتصريح لا يقل “غرابة” عن المبادرة الروسية، يعرب فيه عن الاستعداد للقاء وزير الخارجية السورية في أي وقت، مقللاً من “مغزى” القرارات التي صدرت عن الجامعة بشأن سوريا، والتي لا تعدو “تعليق” مشاركة دمشق في اجتماعاتها (؟!)، متناسياً المراسم الاحتفالية التي نظمتها الجامعة لاستقبال وفود المعارضات السورية التي استضيفت للحديث باسم سوريا أمام القادة العرب على مستوياتهم المختلفة.
وزاد : على أية حال، فمثلما أثارت المبادرة الروسية فيضاَ من الأسئلة والتساؤلات حول فرص نجاحها، وما إذا كانت “منسقة” مع الدول المذكورة أم لا، فإن تصريحات العربي المنفتحة على اللقاء مع النظام السوري، تطرحاً بدورها فيضاً آخر من الأسئلة والتساؤلات: هل تعكس هذه “المبادرة” موقف نبيل العربي الشخصي، أم أنها منسقة مع الدول الفاعلة في الجامعة؟ ... ومن هي هذه الدول تحديداً، هل هي مصر، المنكوبة بآفة الإرهاب، والتي تتبنى مقاربة أكثر انفتاحاً على دمشق، أم أنها منسقة كذلك مع المملكة العربية السعودية؟ ... هل كُلف الرجل الذي لم يعرف بمبادرته ورياديته، القيام بدور “دورية الاستطلاع” التي تمهد الطريق لخطوات لاحقة، أم أنها مجرد “زلة لسان” أو “شطحة” تحت “الإلحاح الصحفي”؟
ويخلص الى القول : إن “التحليل الموضوعي” الذي تحدث عنه سيرغي لافروف، يقود إلى الاستنتاج بأن “لا دخان من دون نار”، والتعاقب السريع بين مبادرة الكرملين وتصريحات العربي، تشف عن “تحوّلات” تجري في أوساط الدول المعنية، ربما تقود إلى تغيير في المقاربات والسياسات والتحالفات:
تركيا، التي تعيش هاجس قيام “الكيان الكردي المتصل”، تقف على حافة الحرب والاجتياح، لا خيار سهل ينتظرها، إن جلست على مقاعد المتفرجين، ستكون أمام “كردستان الشرقية” قريباً، وربما بموافقة من النظام في دمشق كما كشفت بعض التعليقات الرسمية السورية ... وإن هي ذهبت إلى حرب واجتياح، فليست هناك أية ضمانة من أي نوع، بأنها لن تغرق في المستنقع السوري، وهذه وجهة نظر المؤسسة العسكرية على وجه التحديد، مدعومة من جميع الأحزاب السياسية باستثناء حزب أردوغان ... كما خيارات تركيا في “توظيف” داعش، باتت أكثر صعوبة، بعد انكشاف فصول هذه “اللعبة القذرة” وتزايد القلق الدولي من تنامي قوة التنظيم الإرهابي، وظهور مؤشرات تدعو للاعتقاد بأن داعش قد يرتد على تركيا، وربما بأسرع مما يُظن.
السعودية: غرقت في المستنقع اليمني، لا هي قادرة على التقدم ولا هي قادرة على التراجع... عاصفة الحزم باتت عبئاً على الرياض إلى جانب كونها كارثة على اليمن واليمنيين ... والحصار المضروب على اليمن، بدأ يأكل من صورة المملكةومكانتها ... لا أهداف تحققت حتى الآن، والحرب تنتقل إلى الداخل السعودي، ولا أفق منظوراً لمشروع سياسي لحل الأزمة اليمنية، أما “استعادة الأمل” فقد تحولت إلى مادة للتندر عند اليمنيين، بمن فيهم أصدقاء الرياض وحلفائها.
الأردن: ما زال من حيث الجوهر على مقاربته الدفاعية في التعامل مع جنوب سوريا، انتقل من الدفاع الساكن إلى الدفاع المتحرك في الآونة الأخيرة، لكن رهاناته على “المعارضة المعتدلة” لم تصمد طويلاً، وهي لم تصمد على أية جبهة على أية حال، والأردن من قبل ومن بعد، لم يقطع “شعرة معاوية” مع دمشق حتى الآن، وهو من بين الدول المرشحة لعضوية التحالف الرباعي، يبدو أكثرها “انفتاحاً” على فرص الحل السياسي، فلا أجندة أردنية في سوريا، خارج الإطار الدفاعي، بخلاف الحال في كل من تركيا والسعودية.
أما سوريا، فإن التعب والإنهاك بدآ يتسربان إلى عروق الأطراف المتحالفة، وحالة المراوحة والكر والفر، أخذت تميز جبهات القتال ومحاوره ... والرهان على الحسم العسكري يتراجع عن جميع الأطراف، وخيارات السوريين تنحصر بين حل سياسي توافقي أو تقسيم وفوضى مفتوحة حتى إشعار آخر.
لماذا هذه الدول الأربع، هي المستهدفة بالتحالف بموجب المبادرة الروسية؟ ... هل لأنها دول جوار، بالطبع لا، فالسعودية بعيدة نسبياً والعراق ولبنان غير مشمولين بها ... هل لأنها دول سنيّة، ربما فموسكو استثنت إيران، صديقتها إن لم نقل حليفتها، على أن يكون لها ولغيرها أدوار في مراحل لاحقة؟ ... المؤكد أن المبادرة الروسية مصممة لمخاطبة خصوم النظام الأقوياء، وتحويلهم إلى جزء من الحل بعد أن كانوا جزءاً من المشكلة ... في هذا السياق، جرى استبعاد قطر، والسبب ببساطة أن لا أهمية لدور قطري بذاته، قطر تستمد دوها من تحالفها مع إحدى الدول الإقليمية الكبرى: تركيا أو السعودية أو كلتيهما.
مبادرة موسكو ومفاجأة العربي، تأتيان على وقع القلق الدولي المتعاظم بعد أحداث”الجمعة السوداء”الممتدة من تونس للكويت، مروراً بليون الفرنسية وانتهاء بالحرب المفتوحة على مصر ... العالم بات أكثر إدراكاً لخطورة “اللعب بورقة الإرهاب”، حتى الدول التي صمتت وتواطأت ووظفت، باتت هدفاً لـ “الذئاب المستوحدة” ... مجلس العموم البريطاني يناقش إمكانية توسيع نطاق على داعش إلى الداخل السوري، وفرنسا الأكثر قرباً من العواصم الداعمة لداعش والنصرة، تبدو الهدف المحبب للإرهابيين على اختلاف جنسياتهم.
وغير بعيد عن هذه العواصم، تشهد فيينا أهم – وربما آخر – جولة من المفاوضات حول برنامج إيران النووي، وسط ترجيحات بتوقيع الاتفاق في غضون أيام، وهو تطور سيغير قواعد اللعبة – Game Changer – في الإقليم برمته ... وسيوفر لإيران بوابات ونوافذ أوسع للحضور في مختلف ملفات المنطقة وأزماتها.
بلغة “التحليل الموضوعي” تبدو معجزة فلاديمير بوتين ومفاجأة نبيل العربي، مؤشران على اتجاه تطور المواقف والسياسات للدول المعنية ... لكن “التحليل الموضوعي” وحده لا يكفي لإطلاق العنان للتقديرات المتفائلة دائماً ... ففي منطقة تبدو مواقف دولها وتحالفاتها، كرمالها المتحركة، يصعب البناء على “التحليل” مهماً كان “موضوعياً”، ومهما كان صلباً.
الكاتب في نفس الصحيفة ماهر ابو طير كتب يقول في هذا الاطار :
لايمكن للأردن أن يتحالف مع بشار الأسد لمحاربة «داعش»، والدعوات لتحالف جديد «أردني- تركي- سوري- عراقي»، لمحاربة «داعش»، دعوات ناقصة،لأنها تقفز عن حقائق خطيرة.
واضاف : الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو صاحب الدعوة، وخرج مسؤولون عرب يرددون ذات الدعوة، وهي ذات الرسائل التي اطلقتها دمشق الرسمية سابقا، للتنسيق مع دول الجوار ضد «داعش»، وكأننا امام تنظيم باتت مهمته إعادة اعتماد دمشق الرسمية، كوكيل لمحاربة الإرهاب، وفي الاعتماد اقرار بفشل الثورة السورية من جهة، وبقدرة دمشق ايضا، على الصمود، وجعل خطر داعش، سببا في الركوع عند قدميها.
وزاد : موسكو تريد -بكل صراحة ووضوح- ان تعيد ترتيب المعسكرات في المنطقة، فالأردن وتركيا استوعبا ملايين السوريين، ودمشق الرسمية تتهم الاردن وتركيا بدعم الفوضى في سورية، والازمة السورية باتت تركية وأردنية في بعض فصولها، ولأن السياسة لاتعرف الثوابت، تريد موسكو توظيف ملف داعش، لإعادة بناء حلف «سوري- أردني- عراقي- تركي»، ضدها، وهكذا حلف يعني اولا اسقاط العداوة الدولية والاميركية والعربية للنظام السوري، والتوقف عن دعم الثورة، والانقلاب نحو دعم النظام بذريعة داعش.
ويرى ابوطير ان رسالة موسكو العميقة موجهة ضد واشنطن، وكأنها تقول ان المعسكر الأمريكي وتوابعه لم ينجحوا في اسقاط النظام السوري، بل تسببوا في تصنيع «داعش»، وان واجب واشنطن وحلفائها، التكفير عن هذا الخطأ، بالعودة الى حضن النظام السوري، والشراكة في الحرب على الإرهاب.
ويخلص : من الاستحالة هنا، بناء مثل هذا الحلف، لاعتبارات كثيرة، اقلها بحر الدم الذي يقف حائلا بين المجتمع الدولي والنظام السوري، من جهة، واستحالة تجاوز آلام السوريين بالقول لهم متأخرا ان الحرب اليوم باتت ضد داعش وبالشراكة مع النظام، والعقبات في وجه هكذا دعوة تبدو متعددة.
على الأرجح ان الحرب ضد داعش قد تكون ممكنة بالتعاون مع دمشق الرسمية عبر شكل غير مباشر، اي صمت دمشق، عن اي تدخلات من دول الجوار في مناطقها عبر الجو أو البر لمحاربة داعش، وهذا امر ايضا محفوف بالخطر ايضا، لأنه قد يصب فعليا في إطار تخفيف الضغط عن دمشق الرسمية، ومحاربة داعش نيابة عنها.
وينهي بالقول : ثم ان السؤال المطروح بقوة، يتعلق بسبب عدم محاربة دمشق ذاتها لـ»داعش»، وهذه الإخلاءات الجغرافية في العراق وسورية لصالح التنظيم، من أجل تكبيره وتحويله الى خطر اقليمي يهدد الأردن والسعودية وتركيا، والذين يطلعون على المعلومات يعرفون ان هناك اخلاءات جغرافية بمثابة السحر لهذا التنظيم الذي لايقهر، فوق ترك الأسلحة بين يديه، ولعل المفارقة أن العالم يستعمل التنظيم ضد دمشق الرسمية، وذات دمشق الرسمية تعيد استعمال التنظيم برد أخطاره الى دول الجوار، فهي لعبة ثنائية محفوفة بالخطر والتناقض.
ويذهب ابوطير وهو كاتب اردني يقيم في دبي اخيرا الى القول :
لن يقبل الأردن تنسيقا مع دمشق في هكذا حرب، والأغلب أن كل دول العالم، لن تقبل تشكل مثل هذا الحلف، لأن في هذا الحلف اقرار واعتراف متأخرين ان العالم اخطأ بحق دمشق الرسمية، وهاهو يعود صاغراً عبر بوابة الشراكة في الحرب ضد داعش.
وعمون تعتقد ان السؤال يبقى مفتوحاً لكل الخيارات حتى في ظل قول المصادر الحكومية الى الراي الصادرة صباح اليوم تحت عنوان "خبراء : المنطقة العازلة خيار مطروح وحق للاردن لحماية مواطنيه"..
فيما نشرت الصحيفة بذات الخبر ما ملخصه "استبعدت مصادر حكومية بشكل مطلق دخولا اردنيا عسكريا الى سوريا. وقالت المصادر ان هذا لا يعني عدم مساعدة الاردن ابناء الشعب السوري في الأماكن المحاذية للحدود الأردنية لان في ذلك مصلحة أردنية عليا.وقالت المصادر ان المصلحة الأردنية في هذا تأتي من باب مساعدة الأشقاء في سوريا إنسانيا ، وتشجيع اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي الاردنية على العودة الى المناطق الجنوبية السورية.وتتحدث أوساط سياسية عن تغيير قد يطرأ على آلية تعامل الدولة الاردنية مع يجري على الحدود الاردنية السورية ، خصوصا فيما يتعلق بالوضع الأمني على الحدود الجنوبية السورية من اقتتال وضعف سيطرة النظام السوري على هذه المناطق".
وفي ذات اليوم تقول الدستور إن الأردن سيتدخل في حال قيام إمارة إسلامية على حدوده في جنوب سوريا، لمنع أي تهديد ممكن أن ينشأ من مثل هذه الإمارة والتي ستشكل حالة قلق أمني دائم وان الأردن في غنى عنه، إذا لم يتدخل وينهيها على الفور.. فماذا يعني ذلك؟
السؤال المفقود: هل هناك اتصالات سرية تجري بين الاردن وسوريا على مستوى اقل من القيادة للخروج بما يمكن اعتباره مفاجأة ام ان الامر كله لا يغدو عن تخمينات صحفية وتحليلات اعلامية وزوبعة في فنجان؟
الايام القادمة فيما نظن حبلى بالاخبار لننتظر ونشاهد..؟
======================