الرئيسة \  تقارير  \  ديفيد سميث .. الجاسوس البريطاني الذي عشق بوتين وكره بلاده

ديفيد سميث .. الجاسوس البريطاني الذي عشق بوتين وكره بلاده

18.02.2023
الجزيرة

ديفيد سميث .. الجاسوس البريطاني الذي عشق بوتين وكره بلاده
الجزيرة
الخميس 16/2/2023
هو عضو سابق في سلاح الجو الملكي، وكان يعمل حارس أمن في السفارة البريطانية ببرلين، لكن بغضه بلده بريطانيا دفعه في نهاية المطاف لنقل أسرار إلى روسيا طيلة 3 سنوات.
وتورد صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية في تقرير لها أن أمر ديفيد بالانتاين سميث انكشف في أغسطس/آب 2021، واعتقل، وهو الآن يُحاكم في لندن، في سياق حرب باردة جديدة مع موسكو.
ويقول ممثلو الادعاء في هذه القضية إن سميث كان مدفوعًا بكراهية شديدة لبلاده، وغاضبًا من رفع علم قوس قزح الداعم للمثليين، كما أن ثمة معلومات تفيد بأنه كان يريد أن يعيش في روسيا أو أوكرانيا خلال الوقت الذي كان يقدم فيه معلومات استخباراتية سرية لروسيا.
ويوضح مراسل الصحيفة في لندن آرنو دو لاغرانج إن التسريبات استمرت أكثر من 3 سنوات، بدءًا من مارس/آذار 2018، مضيفا أن سميث حارس الأمن أسكتلندي، يبلغ 58 عامًا، وتمكن من الحصول على وثائق سرية، بما في ذلك مراسلات "سرية" مع رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون، كما تمكن هذا الجاسوس من مسح ضوئي أو تصوير رسائل من عدة وزراء، بما في ذلك ليز تراس (وزيرة التجارة آنذاك)، وألوك شارما الذي كان يتولى حقيبة الأعمال.
ووفقا لأليسون مورغان، المدعي العام في أولد بيلي بلندن، فإن سميث أيضا أرسل مواد "شديدة الحساسية" حول السفارة إلى الجنرال سيرغي تشوكروف، الملحق العسكري في ذلك الحين في السفارة الروسية في ألمانيا، ونبهت رسالة مايو/أيار 2020 المخابرات البريطانية والألمانية.
أما عن الطريقة التي استخدمتها المخابرات الألمانية والبريطانية للإيقاع بسميث، فإنهما استخدما من أطلقوا عليها "إيرينا" التي تظاهرت بأنها عضو في جهاز المخابرات العسكرية الروسية "جي آر يو" (GRU)، لكنها عميلة لجهاز المخابرات البريطاني "إم آي فايف" (MI5).
وتواصلت معه في العاشر من أغسطس/آب 2021، وأقنعته بمقابلتها في إحدى الحدائق، وهناك شرحت له أن شخصا ما "نقل معلومات يمكن أن تضر روسيا" إلى البريطانيين، وعرضت عليه صورًا للمساعدة في التعرف عليه، وفي اللقطات التي عرضت أمام المحكمة، تسأل "إيرينا" سميث إذا كان بإمكانه مساعدتها، فيرد بالإيجاب ويطلب تحديد ما يمكنه فعله، ليتم في اليوم التالي القبض عليه من قبل الشرطة الألمانية، وفي وقت سابق كان جاسوس آخر من "إم آي فايف" اتصل بسميث ونصب له فخًا، مدعيا أن اسمه "ديمتري"، وأنه مواطن روسي يريد مساعدة بريطانيا عبر إيصال معلومات عن بلاده إلى السفارة، ومرة أخرى تُظهر اللقطات المسجلة سرا سميث وهو يصور لقطات من كاميرات المراقبة لديمتري من مركز أمن السفارة، حتى يتمكن الروس من التعرف عليه.
ويطالب الادعاء بإنزال عقوبة قاسية على هذا العميل، ويرى أن عداء ديفيد سميث المعلن للبريطانيين وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والغربيين بشكل عام، وكذلك دعمه الواضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ يظهران "نية واضحة لإلحاق الأذى بالمملكة المتحدة"، وأنه إنما كان يتصرف بدافع الكراهية تجاه بلاده.
المصدر : لوفيغارو الخميس 16/2/2023 مواقع إلكترونية