الرئيسة \  تقارير  \  ذا نيوستيتسمان : العلامات الأولى لإجهاد الحرب الأوكرانية تظهر في الغرب

ذا نيوستيتسمان : العلامات الأولى لإجهاد الحرب الأوكرانية تظهر في الغرب

21.01.2023
فولفغانغ مونشاو

ذا نيوستيتسمان : العلامات الأولى لإجهاد الحرب الأوكرانية تظهر في الغرب
فولفغانغ مونشاو* – (ذا نيوستيتسمان) 13/1/2023
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
الخميس 19/1/2023
مثلها مثل معظم الحروب الأخرى، سوف تنتهي الحرب الجارية في أوكرانيا بتسوية دبلوماسية تعكس الوضع العسكري للأطراف على الأرض.
ومن الصعب رؤية حدوث ذلك في أي وقت قريب. لكن الشيء الذي يمكن رؤيته بسهولة أكبر هو حدود الدعم الغربي لهذه الحرب.
* *
في 11 كانون الثاني (يناير)، ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” أن غالبية الجمهوريين في الولايات المتحدة يؤيدون، للمرة الأولى، وقفًا وشيكًا لكل التمويل الذي تقدمه بلادهم لأوكرانيا.
ولا يعني هذا أن الوقف سيحدث الآن، لكن من الواضح أن دعم الحزبين لأوكرانيا آخذ في التضاؤل، على الرغم من ظهور فولوديمير زيلينسكي في الكونغرس الأميركي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
كان هذا التحول في وجهات النظر بين الجمهوريين دراماتيكيًا للغاية. فقد انخفض عدد الجمهوريين الذين يدعمون تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا من 80 في المائة في آذار (مارس)، إلى 55 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم إلى 48 في المائة الآن.
وتقول صحيفة “الواشنطن بوست” إن هذا الانخفاض في الدعم يعكس النظرة التشاؤمية السائدة بين الجمهوريين بشأن قدرة أوكرانيا على كسب الحرب.
ولم يحدث مثل هذا في أوروبا بعد، لكننا نرى أوروبا، كما هو حالها في كثير من الأحيان، تسير على مسار متأخر. ويأتي معظم الدعم المالي والعسكري إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة.
وهذا هو العام الكامل الأخير قبل بدء الحملة الانتخابية الرئاسية للعام 2024، وفي هذه المرحلة قد يتضاءل الدعم لأوكرانيا أكثر، حتى بين الديمقراطيين أنفسهم.
ومن الصعب تصديق أن بإمكان أوروبا تولي زمام الأمور بالكامل من الولايات المتحدة، سواء من حيث المساعدة المالية أو الدعم العسكري.
وهكذا، فإن ما نراه الآن هو نذير بمحدودية الدعم الغربي لأوكرانيا. وتتمثل إستراتيجية فلاديمير بوتين في الاستمرار في الحرب لأطول فترة ممكنة، وإلقاء كل الموارد التي لديه لتأمين الوضع الراهن، وتحقيق بعض التقدم الصغير، وإنما المهم، كما يحدث الآن في سوليدار.
لم ينتشر هذا الإجهاد من الحرب الأوكرانية في جميع أنحاء أوروبا بعد، ولكن، مرة أخرى، ينبغي تذكر أن أوروبا لا تنفق على هذه الحرب بقدر ما تنفق عليها الولايات المتحدة.
وإذا طُلب من أوروبا تقديم حصة أكبر من الدعم، فلست متأكدًا من أن مستويات الدعم السياسي الحالية لن تتأثر. كما أنه من غير المحتمل أن تتمكن أوروبا من العودة إلى فترة النمو الاقتصادي المستدام طالما ظلت هذه الحرب مستعرة.
في الوقت الحالي، يدور الجدل الكبير في أوروبا حول إمداد أوكرانيا بدبابات “الفهد 2، Leopard 2، ألمانية الصنع. وقد عارض أولاف شولتز ذلك بشدة خوفًا من أن يجعل ذلك ألمانيا طرفًا في الحرب.
ويمارس الألمان الخضر الآن ضغوطًا عليه من أجل دفعه إلى تغيير موقفه. وقال نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، في 12 كانون الثاني (يناير)، إنه لا ينبغي لألمانيا أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد طلب بولندا الإذن بإرسال مجموعة من دبابات “الفهد 2” التي لديها لأوكرانيا.
وبموجب عقود تصدير الأسلحة الألمانية، تحتفظ الحكومة الألمانية بممارسة حق النقض على أي صادرات ألمانية الصنع إلى دول ثالثة.
لذلك ستحتاج بولندا إلى الحصول على إذن ألماني لإرسال دباباتها من طراز “فهد 2” إلى أوكرانيا.
تعد دبابات “الفهد 2” من المعدات القوية، لكنّ جزءًا صغيرًا منها فقط عامل. وإذا أرسلت الدول الأوروبية القليل من الدبابات العاملة لديها إلى أوكرانيا، فإنها ستترك نفسها مكشوفة.
وهناك معارضة كبيرة لتزويد الدول الأوروبية أوكرانيا بهذه الدبابات من داخل مؤسسة القوات المسلحة الألمانية.
ثمة ثلاثة عوامل ستختبر الدعم الغربي لأوكرانيا، وهي:
• انتهاء الإجماع على هذا الدعم بين الحزبين في الولايات المتحدة.
• وضع قيود على توريد المعدات العسكرية في أوروبا.
• ووضع اقتصادي لا يساعد على تقديم دعم مالي مفتوح لهذه الحرب.
مثلها مثل معظم الحروب الأخرى، سوف تنتهي الحرب الأوكرانية بتسوية دبلوماسية تعكس الوضع العسكري للأطراف على الأرض.
ومن الصعب رؤية حدوث ذلك في أي وقت قريب. ومع ذلك، فإن الشيء الذي يمكن رؤيته بسهولة أكبر هو حدود الدعم الغربي لهذه الحرب.