الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 02-09-2023

رسائل طائرة 02-09-2023

02.09.2023
زهير سالم



رسائل طائرة 02-09-2023
زهير سالم*
بعض الناس…
يخافون أن يحقق ثوار السويداء شيئا فيأخذوا منهم "الباية" ويسبقونهم إلى "الأبهية"
=========================
وكتب لي أخ حبيب
صباح الخير والبركة والسعادة
يا أستاذ زهير
مارأيكم بما قاله الشيخ …. حول أن حلب كانت شيعة فأجبرها الزنكي على التسنن
وكان الزنكي يلقي كل مؤذن يشهد أن علي ولي الله من أعلى المئذنة!!
فأجبته: صباح النور والخير..
يا اخي …
الأخ الشيخ الفاضل الذي ذكرتَه؛ أدرى بما يقول!!
ومررت بمقولته وبالمعلومة التي أوردها على إحدى الصفحات، وكأنها جديدة عليّ، والشيعة يزعمون أن حلب كانت لهم، ونحن أهل السنة والحلبيون ننكر ذلك عليهم. وظلت حلب بأهلها على امتداد تاريخها عربية مسلمة سنية.
ومن عادتي إذا أردت أن أتعاطى مع ذي علم، أن أراجع ما قال، قبل أن أفعل. ولكن لم أشأ هنا أن أفعل، بل آثرت أن لا أعلق…
وأن أترك المعلومة تمر، حتى إذا سألتني فكأنك ألزمتني..
وسأذهب هنا للتغليق الذهني وليس التاريخي،
وحيال هذه القضية تثور مسألتان الأولى:
حول تشيع الحمدانيين، وتشيع الحمدانيين كان مجرد تشيع عربي، بدون فلسفة ولا هرطقة، تشيع سياسي يقدم حق أمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه. وعلى مثله أكثر من يدعون انهم أهل السنة اليوم، بل بعضهم يهرطق قليلا، فهو مع أنه لا يدعي العصمة لمن يسميهم "الأئمة" يعترف بإمامتهم، وإذا نسبت لأحدهم أنه فعل خلاف الأولى اتهمك بالنصب. فأنت عنده ناصبي إن قلت: إن سيدنا الحسين لم يعد لخروجه على يزيد الاعداد المناسب. ويؤكد تهمته أكثر إذا قلت: وهذا ابن الزبير سلم عليه بإمرة المؤمنين في الحجاز والعراق ومصر تسع سنوات، بقليل من الاعداد، ولكن سيدنا الحسين رضي الله عنه كان من نقص التدبير كمن خرج إلى مضجعه، ومكن عدوه من نفسه، وخلف في قلوب المؤمنين حرقة عليه، وفي جيوب الضالين من خادليه ورقة يزاودون بها إلى يوم الدين.
وشخصيا تابعت الحركة الأدبية والعلمية والثقافية في حلب أيام سيف الدولة، فلا تكاد تشم ريح التشيع على خبثها إلا بعد لأي..وكذا حين ننظر إلى جمهور العلماء والأدباء والشعراء في بلاط سيف الدولة.
فهل نعد تشيعا قول المتنبي
ليس إلّاك يا علي همام
سيفه دون عرضه مسلول
إذا علمنا أن سيف الدولة نفسه اسمه علي.
والثانية: أن نظرية أن الناس على دين ملوكها، لا تصح دائما. فقد حكم البويهيون بغداد والفاطميون مصر وبعض الشام، وظلت مصر والشام سنية. وحكم الدروز حلب وانطاكية ردحا من الزمن وهذا لا يعني أن الناس تدرزوا، وها هم العلويون يحكمون سورية منذ نصف قرن وهذا لا يغير من حقيقة أن الناس هناك مسلمون سنة.
أحيانا قد ترد بعض الأخبار أو الروايات الغريبة أو الشاذة في كتب التاريخ، فلا ينبغي أن يعوّل عليها، ولا أن تنبش لتبعث؛ ولاسيما إن كان في بعثها مفسدة. كالقول بأن عماد الدين الزنكي رحمه الله تعالى وهو المؤسس العملي لحركة الجهاد ضد الصليبيين، ومن بعده ابنه نور الدين الشهيد، ثم صلاح الدين الايوبي، فما المصلحة في أن نروي عنه أنه كان ينكّس من يؤذن بأن عليا ولي الله، مما يوحي بأنه كان دمويا، وبأن الشيعة في بلادنا كانوا أصحاب مبادئ، مستعدون للموت من أجلها، وفي سبيلها، وهم منذ عرفناهم دينهم التقيّة. أي الخبابة والمكر والكذب والنفاق والمداراة .
وكذا في عهد صلاح الدين رحمه الله قُتل على الزندقة بعض أصحاب التصوف الفلسفي أمثال شهاب الدين السهروردي- القتيل- صاحب هياكل النور.
ثم بعد قرنين تقريبا قتل عماد الدين النسيمي نزيل حلب أيضا المهاجر إليها من أذربيجان، والمبشر أيضا بمذهب الحلول ووحدة الوجود، ويتعلق بقتلهم اليوم بعض الأدعياء على أنهم شهداء عقيدة ورأي. ولعلنا غبنا وغيرنا حضر، ولا أرى من المصلحة نبش مثل هذا..وتقدمه وقودا لنعاق الفتنة
هذا والله أعلم
=========================
طرفة مع معمم شيعي وقعت لي منذ ١٩٧٦
كنت في القاهرة، أحضر للماجستير، والتقيت بمجلس ودود بمعمم شيعي على أنه استاذ للتفسير في جامعة طهران. لم يكن الموقف من هؤلاء الروافض يسير في طريقه اليوم ، كنا ما زلنا مخدوعين بشعار الوحدة الاسلامية.. قال لي أنتم في حلب كنتم شيعة، وصرتم نواصب، توزعون القمح المطبوخ بالسكر في ذكرى عاشوراء.
قلت له: لم نكن شيعة، ولسنا نواصب، ولا أحد يزاود على محبتنا لأهل البيت.
نعم نحن في حلب نوزع القمح المطبوخ بالسكر "الحبوب" في ذكرى عاشوراء، ولكن أنتم في إيران والعراق وخاصة في النجف توزعون القمح المطبوخ باللحم، وتفرشون الموائد والخوانات وكأنكم في عرس!!
حال شما جطور أست؟؟!!
بالفارسية: كيف حالكم.
حال ما. خوب أست
=========================
الجزيرة العليا من أرض الشام
وتماطرت عليّ الرسائل وكأنني قلتُ منكرا من القول وزورا حين ذكرت الجزيرة الشامية العليا..
وكأن بعض أبناء الجيل لا يدري
الجزيرة العليا
هي المنطقة من بلاد الشام الواقعة بين دجلة والفرات. وما حولها. وهي قبل حدود سايكس بيكو تمتد شمالا وشرقا..
وكانت منذ الجاهلية، وقبل الفتح الاسلامي، الذي استعاد الشام لأهلها، ديارا لقبائل بكر وتغلب وطيء ولخم وجذام..
كل ذلك قبل الاسلام، ولخم وجذام أصولهم من اليمن، وانتشروا بعد خراب السد، والمعروفون بالمناذرة..وقد بسطوا سيادتهم في بعض التاريخ على منطقة صالحة من العراق.
وكان النابغة الذبياني يفد عليهم مادحا، وله وصف رائع للفرات..
وما الفرات إذ جاشت غواربه
ترمي أواذيه العبرين بالزبد
ومنه قوله للنعمان بن المنذر بن ماء السماء، وقد توعده
فإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
وله قصائد جياد في الاعتذار والمديح
وكان الغساسنة في جنوب الشام، وعموما في أرض حوران..
وكان النابغة الذبياني نفسه يفد عليهم كما يفد على المناذرة..
ومما قال فيهم البيت المشهور الذي نقول فيه
"المدح بما يشبه الذم". من قصيدته المشهورة
كليني لهم يا أميمة ناصب
وليل أقاسيه بطيء الكواكب..
حتى يقول..
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
بهن فلول من قراع الكتائب
وكذا كان حسان بن ثابت في الجاهلية قبل الاسلام يفد على ملك غسان: وله في أبناء مارية قصائد جميلة
لله در عصابة نادمتهم
يوما بجلق في الزمان الأول
أيها الكرام هذه ديارنا وهذه شامنا واحذروهم أن يفتنوكم أو يضلوكم ..
علموا هذا العلم أجيالكم واحذروا
____________
*مدير مركز الشرق العربي