الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 02/02/2022

رسائل طائرة 02/02/2022

02.02.2022
زهير سالم




باب من العلم...
ثلاثة أسقف للدلالة في قوله تعالى : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
ووردت هذه الآية الكريمة في سياق واحد في موضعين من القرآن الكريم. الأول في سورة النحل" وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" النحل- 43 . والثاني في سورة الأنبياء " وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" الأنبياء -7
سقف الدلالة الأول
السورتان مكيتان. والآيتان في أصلهما موجهتان للمشركين حول طبيعة الرسالة والمرسلين. وأن كل رسل الله من قبل كانوا من البشر، وكانوا رجالا. وهي سنة الله في المرسلين. والتوجه إلى مشركي العرب لسؤال أهل الذكر من أصحاب الكتابين عن هذا الأمر لأن مشركي العرب كانوا يطالبون بنزول الملائكة . وهذه هي الدلالة الأولى للنص..
السقف الثاني للدلالة
ومع اعتماد أهل التفسير والأصول قاعدة " عموم اللفظ لا خصوص السبب" ظلت دلالة الآيتين قائمة في أنه من الواجب على من لا يعلم أن يسأل من يعلم. وعلى هذا اندمج في دلالة معنى الذكر " الذكر السابق من التوراة والانجيل" والذكر اللاحق والمهيمن " نص القرأن العظيم "وأنزلنا إليك الذكر " " إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فيكون المقصود بأهل الذكر حسب سقف الدلالة الثاني أهل العلم بالقرآن الكريم وعلوم الشريعة بشكل عام من علماء المسلمين. يُرجع إليهم في الأمور التي تخص أحكام الشريعة، ويستشهد بالآية على وجوب هذا. فلا يعذر جاهل بجهله إذا كان بإمكانه أن يتعلم، و لا يجوز للمسلم أن يجد غضاضة في السؤال  عما لا يعلم من أمر دينه حتى يعلم فيلتزم فيعبد الله على بصيرة ..
والسقف الثالث للدلالة ..
ثم نظر الفقهاء من العلماء خاصة في نص الآية الوجيز المحكم " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فوجدوه باختصاره ووضوحه وبلاغته يصلح أن يكون قانونا عاما من قواعد الفقه والحياة. فتبنوه قاعدة فقهية عامة. وقالوا يُرجع في كل علم وفن وخبرة إلى أهل الذكر، فيستشارون فيه، وتكون مرجعية عدولهم هي النافذة. والمحكمة شرعا وعقلا وذلك في شتى مناحي الحياة علوما وفنونا وخبرة ..
اللهم زدنا علما
زهير سالم
=========================
نحن في حلب
نعتمد كثيرا على الحصرم. فنعصره او نيبسه للمونة.
لا أدري كيف سمع شوقي بذلك فقال: هذا حصرم رأيته في حلب.
المهم ولأننا نعرف جيدا الحصرم اليابس. وصعوبة التعامل معه، وقرطه كنوع من الولدنة، من الصعب على احد ان يدلس علينا الحصرم مكان الزبيب.
==========================
إلى إخواني وأحبابي الأجلاء في رابطة العلماء السوريين
كنت اتوقع من رابطة العلماء السوريين
ان تجعل من الذكرى الأربعين لمجزرة حماة الكبرى بما فيها من دروس وعبر وآلام وتضحيات..
محطة لجمع شملنا نحن السوريين، وتوحيد موقفنا، وتبصيرنا بما يستقبلنا من قادم الأيام. وشحن هممنا وعزائمنا ، وتجديد عهدنا مع الله اولا ثم مع من مضى من أهلنا الشهداء على مدى اربعين عاما في مسلسل المجازر كبرى وصغرى…!!
ولكننا شغلنا عن ذلك مع الاسف بقضية أكثر خطورة عند من أثارها، وجعلها مدخلا لزيادة الفرقة بين المسلمين السوريين ، وهي هل نعزي بالراحل المرحوم جودت سعيد او لا نعزي، وكيف نضبط التعزية،  اذا عزينا، وكان علماء من الرابطة مع الاسف ولهم كل الاحترام هوم من يقودون الحملة وقادوا أمثالها من قبل على وسائل التواصل، مما أدى إلى إشعال نار الفرقة بين جمهور الصف الواحد.
وقد تكرر هذا المشهد من رجال في الرابطة اكثر من مرة مما جعلها مع الاحترام لكل منتسبيها موضع تساءل المتسائلين. فهل مشروعنا ان نجمع او ان نفرق؟ ان نجذب او ننبذ؟؟
وسئل ابن القيم من قبل جمهور  السنة والشيعة في عصره وهو على المنبر : أيهما كان أحب الى رسول الله ابو بكر او علي؟
فأجاب: احبهما إليه من كانت ابنته تحته؟ فعماها  بغية جمع الكلمة وليس تفتيتها.
من الادعاء تذكير المذكر وتعليم العالم.. ولكن الأمر تمادى، وتجاوز ونسأل الله ان يلين العقول والقلوب.
إن التركيز على المحطات الكبرى في تاريخ بلدنا المضحي، والتمسك بما يجمع في خطوطه الأعرض. هو واجب الوقت بالنسبة إلى العاملين في سبيل الله ثم في سبيل خلاص هذا الشعب من المحنة التي ألقي فيها. وكلامي موصول كذلك الى رجالات المجلس الاسلامي، وجماعة الاخوان المسلمين . اجعلوا هذه الذكريات محطات لجمع المسلمين، وشحذ الهمم، وتوحيد الرؤية والرأي، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ليبقى جمر الثورة متقدا في العقول والقلوب اللهم الهمنا رشدنا واعذنا من شرور انفسنا واجعل لنا من أمرنا يسرا.
____________
*مدير مركز الشرق العربي