الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 03-05-2023

رسائل طائرة 03-05-2023

03.05.2023
زهير سالم

رسائل طائرة 03-05-2023
زهير سالم*
(وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ)
صور القرآن الكريم، لحظة ضعف الانسان، وعجزه، ويئسه، وانقطاع حيلته، بقوله تعالى ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ) هذا الحبيب المحشرج قد يكون مهجة قلب، أو أمل مؤمل، أو ركن من لا ركن له، ولكن تحيط به وبمن حوله لحظة الحقيقة، الحقيقة التي لا تنزل بغتة، ولا تأخذه فلتة، ولكن كل من حول المحاط به، من حبيب وطبيب حاضر ، ينظر ولعله لا يبصر..
أنا لست واعظا ولا أكتب وعظا، وإن كنت أحفظ دعاء من دعا اللهم ارحمنا إذا عرق الجبين، وكثر الأنين، ويئس الطبيب، وبكى الحبيب..
وإنما أكتب عن حالنا إزاء ما يجري على ثورتنا المباركة البهية..
ثورة المليون شهيد والمليون معتقل، والثلاثة عشر مليون مهجر..كل شيء أمامنا ناطق واضح، ونحن "ننظر" وبعضنا يلعب بالحصا وبعضنا يلعب بالحصى..
ونوقن أن اليأس من روح الله كفر. وأن لله ألطافا خفية،…
يا أمهات الشهداء.. يا أرامل الشهداء .. يا أيتام الشهداء
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)
==========================
توضيح لا بد منه..
إذا علقتً على موضوع: أنني غير مهتم به. فهذا لا يعني أنه غير مهم. وانه ليس من حق غيري ان يهتم به. بل هو طلب غير مباشر أن لا تسألني عن رأيي فيه..
مثلا أنا بالأمس ومن خلال بعض المتابعات علمت لأول مرة ان "الزيهامر" ليس اسم مرض. بل اسم الطبيب الألماني الذي اكتشف المرض، "الويسيوس الزهايمر" وبالألماني "التسهايمر" ١٨٦٤- ١٩١٥
أنت قد لا يهمك هذا، أنا كلما تلكأت في ذكر اسم صاحب قديم
أدعو: اللهم ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وعقولنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا..
كانت جدتي أمينة تدعو: لا تثقل بنا أرض، ولا تكره فينا عبد. يوم أنين ويوم رحيل. تتعوذ من موت الفجأة ومن الثقل على الناس. كونك متعك الله بنضرة الشباب، لا تهتم بهذا، لا يضرنا…
طيب
أنا منذ أيام تابعت جنازة الممثل السوري محمد قنوع. أستطيع أن أقول في سري ما أشاء، ولا سلطان لأحد علي، وتابعت حناجر الألوف الهادرة تهدر في فضاء دمشق: لا إله إلا الله، فبكيت، وسمعتهم يردون بكل الجرأة والاقتدار، على الذين أعلنوا يوما من دمشق يومها: أن لا إله إلا بشار..
كان الرد قويا مزلزلا. وهذه طبقة من الناس لا تحسب أبدا لا الإخوان المسلمين ولا ما يسمونه الإسلام السياسي، ولا على المتطرفين!!
قد لا بهمك هذا ولكنه يهمني..
كتبت عشرات المرات، لا تفرزوا السوريين حسب مكان إقامتهم أنتم لم تهتموا لا يضركم ولكنه يهمني.
المهم لا أشعر انني مهتم بالتعليق على كل شيء
==========================
في المسجد الذي أصلي فيه الجمعة في لندن..
خطيب مسجدنا باكستاني على ما أقدر..
في كل جمعة بعد ان يدعو بعز الاسلام والمسلمين، يدعو بالفرج والنصر لأهل البلاء من المسلمين فيذكر عشرة مواطن للبلاء أو أكثر
يبدأ هكذا وفرج كروب المسلمين في بلاستين كشمير إراك سورية..ويستمر هكذا.. هذا الاسبوع قدم ذكر السودان على الجميع..
كأنما يذكره مذكر..
==========================
أحدهم ارسل إلي يسألني:
أعُميت عليك الأمور، أما غابت عنك الرؤية، فمالك تتهرب من قول الحقيقة..
ذكرني بجواب الأحنف ابن قيس لسيدنا معاوية…
نخاف الله إن كذبنا، ونخافكم إن صدقنا..أنا لا أحب الكذب على الناس..
هل تعلمون: لماذا الأشقاء العرب، يطالبون بعودة آمنة للاجئين، ولا يطالبون بإفراج عاجل عن المعتقلين؟؟
لأن العودة الآمنة للاجئين قضية غير معيارية، وغير منضبطة، واللاجئ بعد ان يتحول الى معتقل، سيرتاح الكوكب من ثقله..
أما قضية الإفراج عن المعتقلين فهي معيارية ودقيقة ومنضبطة، وكشف الكذب فيها سهل ويسير…
كتبت هذا من قبل فلماذا أعيده اليوم؟؟ أسأل نفسي؟؟
==========================
في مأثورنا الشعبي كثير من الأمثال الفاضحة المعبرة.
كلها صيغت بلغة بلدية بالغة المباشرة والتلقائية وغاية في البعد عن اللياقة وما يسمى الكياسة والأدب العام، وهي غارقة في الابتذال اللفظي والمعنوي.
عندما تعيش في المجتمع ستسمعها وتحفظها رغم انفك. وسواء رضيت أوسخطت، قبلت أو رفضت، فإنها ستكون جزء من ثقافتك العامة أو الخاصة..
ثم لعل الظروف والأحوال والأفعال تستدعيها فتطفو على سطح الذاكرة، وليس عمليات التحديث والتطوير..
كنت في الصف الأول الثانوي، في ثانوية المأمون، في حلب، عندما ذكر أستاذنا بدر الدين حاضري رحمه الله تعالى أمامنا كتاب "الحيوان" للجاحظ، وبوجهي إلى مكتبة المدرسة، التي كانت بجانب غرفة المدير، لأستعير نسخة من الكتاب الذي بالغ الأستاذ في تجميله وتحسينه، وما مضيت فيه بغير عدة صفحات حتى فاجأني بمرصوفة من الألفاظ المباشرة العارية التي تسمي الأعضاء والأفعال بأسمائهاالصريحة المنكرة، وينكر بعد أن يذكرها على من "يتخشع" عند ذكرها، ويلح على أنه يجب على المتحدث أن يذكرها دون مجاملة أو تدوير. أو شعور بأنه يلفظ نكرا، أو يأتي عيبا..
في موطن آخر من كتابه البيان والتبيان، يذكر الجاحظ وكنيته ابو عمرو، واسمه عثمان بن بحر، وهو رإس فرقة في الاعتزال اسمها "الجاحظية" يذكر أنك إذا رويت رواية أو حكاية عن قوم، وكان فيها من الألفاظ ما يأباه الذوق العام، فإن عليك أن تروي ماسمعت كما سمعت، دون تخشع أو تجمل…
لا شيء يذكرني بالأمثال البلدية المحكية هذه الأيام، غير تلبس المتلبسين بدلالاتها، التي قد تقول إنها مثيرة للقرف والاشمئزاز.. ولكن مهما قلنا عن نكارة القول، فإن التجسد به أقبح وأشنع وأبعد مدى..
ولو شئت أن أصف أفعالهم بأقوالنا المجتمعية..
ربما .. وربما .. وربما..ومع ذلك فأظل أشعر بالحصار..
لا تظنوا أن ما تتضمنه العربية من ذلك قليل..
وقال مفاوض قريش لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أجمعت أوشابا من العرب، وقصدت بهم قومك.. وما أسرع ما ينفضون عنك:
فرد عليه سيدنا ابو بكر الصديق- انتبهوا ابو بكر الصديق رضي الله عنه- يرد على مفاوض قريش:
انحن ننفض عنه!! امصص بظر اللات…!!
لعلكم تعلمون أن أوثان العرب اللات والعزى ومناة كلها كانت من الإناث..
وجاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد إن أخبرتني ما في بطن ناقتي، آمنتُ بك!!
فرد عليه أحد الأصحاب: دع عنك رسولَ الله وأقبل عليّ أخبرْك ما في بطن ناقتك؛ ………
فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي: أفحشت على الرجل. ما نقطته، مكتوب صريحا في رواية السيرة عن ابن هشام.
تقول العرب للرجل يخطئ التقدير "أخطأت استه الحفرة" تصورُ حياة البادية يعين على فهم المثل.
وتقول العرب متمثلة قول إحدى بناتها "حيث لا يضع الراقي أنفه" لعلك تراجع مجمع الأمثال للميداني..
ويقول أهل حلب عن القوم يفعلون الشنيع ويتباهون به: …..
ويقولون عن الفعل ذهب هباء وانقضى عبثا:….
ويقولون عن تيتي تيتي:….
وأدرك شهريار الصباح، فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح..،
==========================
منذ صباح اليوم
يتداول الأحباب على المجموعات مقالا تحت عنوان "هكذا يخطط الغرب لبلادنا"
ويروج للمقال بعبارة اقرأ ولا تمل…
شخصيا لا أعتقد أن في المقال معطى سياسيا جديدا..
كل ما فيه نعرفه منذ أكثر من مائتي عام بل يزيد.
وشخصيا لا أضع الحق، باللغة الحلبية "الصوج" فيما آل إليه أمرنا لا على الأمريكيين ولا على الأوربيين ولا على الروس، ولا على الايرانيين ولا على الجار التركي، ولا على الأشقاء العرب..
كل الصوج كما أقول على قوم "تطببوا وهم لا يحسنون الطب"
نقول في حلب: "التي لا تحسن الرقص تقول البيت ضيق" يقولونا في ريفنا: "الذي لا يحسن الدبك يقول الأرض مايلة"
ونقول في حلب: "الغزالة بتغزل على العود"، وتقول الأخرى: "المغزل معووج" أنتم لم تتقدموا ليسلمكم الأمريكي حكم سورية لا على طبق من ذهب ولا على طبق من فضة "أنتم تصديتم لأمر زعمتم انكم له أكفاء…
وحاج برطمة…
____________
*مدير مركز الشرق العربي