رسائل طائرة 06-11-2022

رسائل طائرة 06-11-2022

زهير سالم*

وقد وصلني منذ قليل بحمد الله وفضله بيان عن الاتحاد ينفي البيان المفبرك المزور المأفوك المنسوب زورا وبهتانا للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين

وإنما يؤكد كل هذا الدرك السحيق الذي انحط اليه هؤلاء الأفاكون

داعين لإخواننا في الاتحاد العالمي بالتوفيق والسداد

==========================

بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

بتوقيع الشيخ علي محي الدين القرداغي حفظه الله تعالى..

تحت عنوان واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..

يصف فيه جمهورية إيران بأنها إسلامية..

ويدين فيه الاعتداءات- كما يصفها- التي تجري على موظفي الدولة يعني على زبانية السلطة ورموزها..

ويقرر ان وراءها أيدي خارجية مشبوهة!!

ويعطي سلطة الولي الفقيه - أحمر ثمود- حق القمع والتصدي

ويدعو الى الاعتصام بحبل الله جميعا!!

وقد تلقيت أكثر من سؤال عن هذا البيان، وتلقيته بكثير من الريبة، وأنا الأعلم بقدرة هؤلاء القوم على التزوير والتدليس والإفك والبهتان..

فإن يكن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعيدا عن هذا الافك، بريئا منه، فذلك العهد به، وتلك التي نحب ونرجو ونرضى..

وإن تكن الأخرى فحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، في الاتحاد وفي مصدري البيان، وفي الصامتين منهم ومن غيرهم عليهم.

ونعلم على مستوى المراقب عن بعد، ان الأمر في طهران فيه بعض الاختلاط. وأن ما يجري على الأرض الايرانية على أيدي الرافضين للسلطة القائمة فيه بعض التجاوزات..

ولكننا على يقين أن الخير الأكبر في اقتلاع شجرة الشر الأكبر. شجرة التأمر والشعوبية والمقت الطائفي الكبير.

ونظن والظن ليس كله إثما، أن مصدري البيان على مكانتهم، إن لم يكن مدسوسا عليهم، أو مزورا باسمهم، قد فاتهم من حسن التقدير الشيء الكثير..

ومن زعم أن أعراض السوريين ودماءهم قد هانت على الله، فقد أعظم على الله الفرية. وإن الله يمهل ولا يهمل.

ولم استطع التأكد من صحة من صحة مقولة سيدنا عمر عن فارس: ليت بيننا وبينهم جبلا من نار، ولكنني أقول اليوم وبعد ما يقرب من نصف قرن من المعاناة: اللهم اشعلها عليهم نارا، اللهم ريحا عقيما كريح عاد لا تترك منهم باقية، ودمدمةً عليهم كما دمدمت على ثمود، تجعل عاليها سافلها..

ولن يكون حبل يمسك بشعرة منه خمنئي أو أحد من أتباعه حبلا لله يعتصم به المعتصمون..

براءة منهم وممن والاهم الى يوم الدين..

============================

هكذا تمضي الأمور...

نام ليل أول أمس في فراشه سليما معافى..

ربما كان يقدر ويدبر أمورا كثيرة لصباح الغد.. ربما كانت على مفكرته مواعيد ومواعيد ليوم ..وأسبوع .. وشهر ..

عند الفجر، أحس بألم حارق في الصدر، ثم ضيق في التنفس. استدعوا سيارة الإسعافـ حملته من فراشه، تعاون رجال ونساء على حمل المحفة برفق حتى أخرجوه من بيته، بعد ساعة قالوا: مات..هكذا ببساطة مات..

ما تزال نظارته، علبة أدويته، ومذكرة مواعيده، بجانب وسادته..

وإلى البيت الذي عاش فيه أربعين أو خمسين سنة لن يعود..

كان نُزلا مؤقتا وأزف عنه الرحيل..

من المستشفى إلى المقر قبل الأخير...

هذه حكايتنا جميعا أيها الأحباب، وتختلف فقط ببعض التفاصيل..

يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين

كن كريما بذولا سمحا وفيا ولا تبخل على أخ لك سبق بقولك: يرحمه الله..

____________

*مدير مركز الشرق العربي