الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 07-05-2023

رسائل طائرة 07-05-2023

07.05.2023
زهير سالم

رسائل طائرة 07-05-2023
زهير سالم*
ينقصنا جميعا بطريقة فردية وجماعية..
أن ندرس علم نفس البرغي والصامولة والدشلي "المسنن" والتوصيلة، والفيوز؛ لنعلم أن كل الآليات القديمة والحديثة، الميكانيكية والألكترونية، وما بعدها تعمل بهذه القطع الصغيرة..
ويقول أحدنا ليتني كنت السلك الصغير الذي يضيء داخل المصباح!!
وانه من الجميل أن بقنع أحدنا لتحقيق الانجاز المبهر، بمثل هذا الدور..
افتح لوحة التوصيلات في أي جهاز وتأمل كم وصلة وتوصيلة وفيوز وما لا يمكنني أن أسميه
ولا شيء على الشاشة إلا القليل مما يبهرك…
حمى الله ابهرك..
ولعلها جزء من مشكلتنا المجتمعية والعقلية والثقافية.. أن الناس جميعا تريد أن تكون على الشاشة، أو في المقدمة..
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم، من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه
"طوبى لعبد آخذ بزمام فرسه في سبيل الله، أشعث رأسُه، مغبرةٌ قدماه؛ إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة -الساقة وسط الجند وعامتهم وليس في مقدمتهم- إن استأذن لم يؤذن له.."
وفي الحديث الآخر "رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره"
من صحت علاقته بربه، لم يبالِ أين كان موقعه عند الناس…
وكان في ترتيب جيوش المسلمين فرقة خاصة تسير في مؤخرة الجيش..
يأوي إليها المتأخر من مرض وضعف وقصور دابة..
وتجمع ما سقط من متاع الجند أثناء حركتهم..
وأكثر من ذلك تجمع ما تساقط من روث خيولهم، ليكون وقودا لنارهم فيما يحتاجون..
ويدون أفرادها في ديوان المجاهدين.
========================
"لو" التأسف والتحسر هي التي تفتح عمل الشيطان..
وأقول لنا جميعا لو..
لو التزم اصحاب المشروع الاسلامي، بما تقتضيه قواعد الاسلام في وجوب البر والقسط وقيام الناس على قاعدة السواء..
ولو وفى العلمانيون المنبثون بيننا بما تشترطه قواعد العيش العلماني لتوقير الأديان، واحترام الانسان..
ولو كان ليبراليونا ليبراليين بحق، للفرد فردانيته، وللمجموع اختياره..
ولو لم يحتل الديمقراطيون العرب على مدخلات الصندوق الدينقراطي، للتحكم في مخرجاته؛
لكانت مجتمعاتنا بألف خير ونعمة وسواء..
قال الفيلسوف الألماني "كانت": إن الديموقراطيات لا تتعادى، ولا تتحارب!!
وأقول إن المبادئ المجردة قبل ان تتلبسها النفوس، تكون في ساحة واحدة وإن تعددت السبل، (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)
===============================
‏في حفل التتويج الملكي كل القواعد الدينية والتاريخية في بريطانيا العظمى مرعية.
‏الملك تشارلز الثالث: يقول بكل حزم "أتيت لا لأُخدم بل لأَخدم"
‏جاء ليخدم لم يأتِ ليقتل؛ ولا ليسجن ولا ليدمر؛ واسمعي يا جارة!!
‏خيارُ حكامكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم"
==============================
همسة في آذان أبناء العلماء والفضلاء..
إرث الوالد العالم والوالد الصالح إرث ثقيل، لا يفطن إليه إلا القليلون..
بعض الأبناء يظنون ان والدِيهم قد تركوا لهم إرثا للفخر، ويا لسوء ما يظنون..!!
تركوا لهم سبقا وجعلوا العهد عليهم ان يسبقوه.
دائما ادعو لمن أحب منهم: جعلكم الله خير خلف لخير سلف..
تحد صعب وعسير، وربما كان الوالد والجد أيضا، قد أبعدوا سبقا وقالوا لكم : الحقوا…
وإذا كان العلم تراكميا فرددوا مع المتنبي: أي مكان ارتقي؟؟
____________
*مدير مركز الشرق العربي